هل الإسلام موجود في العراق ...؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1807 - 2007 / 1 / 26 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من يسأل هذا السؤال في هذه الأيام هو في كامل قواه العقلية ، حيث جاء في الأنباء المفرحة من العراق البائس منذ يومين ( سيارتان مفخختان تستهدفان السوق الأكثر فقراً في وسط بغداد وتوقعات 88 قتيلاً و160 جريحاً ، في سوق بائس يعرضون بضائعهم المقننة على عربات دفش أو سلع بسيطة مفروشة على الأرض ، والزبائن هم من صنف الباعة والمعروضات ذاتهافي وسط فقير معدم ، وطالبي الجنان والفراديس والحور البواكر والتي تتبدل غشاء بكاراتهن باستمرار ومعلميهم الأشاوس وجدوا ضالتهم والنصر الإ لهي المؤزر في هذا السوق التعيس وفي زبائنه التعساء لأنهم خلقوا بين طالبي الجنان ومحتكري الفراديس والحواري أولئك ...!
هل دين في العالم يسمح بتفجير وقتل هؤلاء الأبرياء ، أي وأي معتقد في العالم يسمح بتفجير دور العزاء ، أي شرع سماوي أو أرضي يوافق على تفجير الأعراس ، في أي دين أو في أي مذهب على مدار الكرة الأرضية يُشرّع بتفجير المساجد والكنائس والحسينيات وكلها دور الله ... أين رجولة هؤلاء القتلة الظلاميين ، إن كانوا رجالاً حقاً هذه هي إسرائيل العدوة أرونا رجولتكم وعقولكم الذكية واستشهاداتكم المجزية ، قسماً سينهزمون مثل الفئران المذعورة ولن ينالوا من أي عدو يهودي ..
هل الإسلام أن يخطف الأبرياء من بيوتهم تحت جنح الظلام ومن الشوارع ويكبلون ويعذبون ثم يطلق الرصاص على رؤوسهم ويرمى بجثثهم في زوايا الشوارع ، هل التمثيل بالجثث بالثقب وقطع رؤوس الأبرياء لأناس مسلمين ويرددون الشهادة هو من الإسلام ، أيضاً نسأل أين الإسلام في العراق ، المذاهب الإسلامية حدائق اجتهادية يتجول بينها المسلم ويستظل بشجرة الاجتهاد التي تريحه فكريا ونفسياً هو إيمان وليس إرغام ، ولكن تدخل السياسة في الدين قلب هذه الجنان الفكرية الاجتهادية إلى أحزاب نازية كلً يكفر الآخر بمشيئته ويحلل دمه ، فالعلمانية هي المخرج من هذه المجزرة الظلامية والخارجة عن تعاليم الدين السمح ، أبعدوا الدين عن السياسة وتعالوا لنبي وطناً الكل فيه أخوة أشقاء يجمعهم الانتماء الوطني ولا ضير أن يتجه المسلم إلى الجامع والمسيحي إلى الكنيسة لايهم اللون ولا القومية ولا الجنس المهم-
- الأرض رحم كبير تلد الأشقاء ياأشقاء الأرض اتحدوا .. هل بهذا التنابذ والتفرقة وسفك الدماء يمكن أن نبني الأوطان والإنسان ، اخجلوا من أنفسكم ، ألمانيا خرجت من الحرب الكونية الثانية مهزومة مدمرّة حتى من معمل إبرة ومات الرجال ، ونحن كنا خارج الحرب الكونية لم تدمر قرية من قرانا ولم نكن نملك سوى معامل الحلاوة والدبس وبدأ الشعب الألماني بإعادة البناء والإعمار وخلال ثلاث عقود عادت ألمانيا عظمى بكل معنى الكلمة إنساناً وصناعة واقتصاداً ونحن لم نزل نحيك المؤامرات والإنقلابات همشنا الإنسان إلى أدنى من حيوان ومعمل الحلاوة لم يتطور وفي الصناعة والتكنلوجيا دون الصفر واقتصادنا أسوأ اقتصاد في العالم .. وبين حانا ومانا ضاع منّا حتى الدين ، وأخيراً أين الإسلام في العراق ....!؟

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل