مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 1803 - 2007 / 1 / 22 - 11:59
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
في الوقت الذي يسعى فيه الشعب التركي بكل مقوماته، وتجنيد سياسة الدولة داخلياً وخارجياً ليظهر للعالم المتحضر أنه صنو تلك الدول ثقافة حداثية حضارية علمانية ديمقراطية ولا تفرق بين مواطنيها وهم أحرار في أرائهم وأديانهم ومعتقداتهم تجمعهم الوطنية التركية وطنية الأرض مثلهم مثل شعوب العالم المتقدم ، وغيروا كثيراً من ألبستهم التقليدية وعدلوا عدداً من القوانين ليماشوا العصرنة الغربية وليقبلوا الانضمام إلى الاتحاد الأوربي الذي هو حلم وآمل الأتراك جميعاً بأمل انفراج أزمتهم الاقتصادية وإمكان المواطن التركي الانتقال بين الدول الأوربية بحرية ويسر . ولكن هل تجري الرياح بما تشتهي السفن ...
عن جريمة اغتيال الصحفي هرانت دنك لأنه عبّر عن رأيه وقناعته وبصفته رئيس تحرير صحيفة غوس الأسبوعية التي تنطق باللغة الأرمنية من أن الشعب الأرمني كان قد تعرّض إبان الحرب العالمية الأولى إلى القتل على يد الأتراك آنذاك معتبراً انها إبادة جماعية ، وتساءل عن الشعب الأرمني الذي سكن هذه البلاد 4000عاماً أين اختفى .. ووجهت للصحفي المغدور تهمة جنائية وهو يحاكم أمام القضاء التركي إن كان مانشره يشكل جريمة لينال العقوبة التي يستحقها وفق القانون التركي ....؟
ولكن القانون شيء والعقلية التركية القومية المترسخة عبر دهاليز الزمن المنصرم بفاشيته وعصبيته لم تزل تعشعش في أدمغة الكثير من الشعب التركي والذي مازال يعيش في أوهام القومية التى عفى عليها الزمن وصارت من مخلفات التاريخ ..
إن المغدور هرانت هو مواطن تركي بالدرجة الأولى إن شاء القوميون أم أبو ولافرق بينه وبين أي تركي من نسل الجد الأول أرطغرل بيك .
وقد شعر رئيس وزراء تركيا .. أجاويد بحجم المصاب وصرّح بأنه يضرّ الأمة التركية .. وهذه حقيقة مرّة كان على الأتراك أن يستوعبوها ويعترفوا بأخطاء السلف إن كان هناك خطأ كما يعترفوا بالآخرين ، فالعصبية القومية صارت بذمة التاريخ في أمريكا أكثر من خمسين دولة كل منها لها دستورها وسلطاتها التشريعية ومؤلفة من ألوان متعددة من الشعوب ولها دياناتها وعاداتها وتقاليدها ولكنها تجاوزت العصبيات المحلية واتجهت إلى الأعم والأشمل ألا وهي وحدة الأرض ومواطنية الوطن وأبهرت العالم بدولة جبّارة قوية إن شئنا أم أبينا وهذا هو الاتحاد الأوربي بكل ألوانه يتوحد ، وفي تركيا لم تستطع الحكومات المتتالية عن حل مشكلة الأكراد في دولة فدرالية وخاصة وأن مايجمعهم دين واحد ، على الأتراك أن يعيدوا تفكيرهم وحساباتهم ودم هذا المواطن التركي هران دينك يجب ألا يذهب هدراً وأن يقام له تمثال كرمز لحرية الرأي وحق المواطنة بعيداً عن القومية الراحله مع تقدم العلمانية والإنسانية .
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟