أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - بوتين يمد السجادة الحمراء للعرب: قمة أم رقصة دبلوماسية؟














المزيد.....

بوتين يمد السجادة الحمراء للعرب: قمة أم رقصة دبلوماسية؟


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 22:26
المحور: كتابات ساخرة
    


في مشهد يبدو وكأنه استخرج من أرشيف المسرحيات السياسية الكبرى، قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يبدل زي الجنرال ببذلة الدبلوماسي، موجها دعوة فاخرة ومختومة بخاتم الكرملين إلى زعماء الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية، لحضور القمة الروسية العربية الأولى، والمقررة في الخامس عشر من أكتوبر المقبل. الحدث، الذي يحمل في ظاهره هدوء الاجتماعات الرسمية، لا يخلو في جوهره من رائحة إعادة تموضع استراتيجي على رقعة الشطرنج الدولية.

لنكن صريحين، روسيا لا تدعو لمائدة الحوار لمجرد الشاي بالنعناع، ولا العرب يتزاحمون على صور جماعية دون رائحة المصالح. ما يجري هو تقاطع حسابات، حيث تلتقي حاجة موسكو لكسر الطوق الغربي بحنين عربي إلى شريك يمكنه أن يسمع ويزود – لا أن يملي ويعاقب. بوتين، الذي لطالما عرف بلعبه على أوتار التوازنات الجيوسياسية، قرر هذه المرة أن يمد يده نحو الجنوب، باحثا عن دفء الرمال بعد برودة العلاقات الأوروبية.

القمة ليست نزهة بروتوكولية، كما قد يتخيل البعض، بل هي مناسبة مشبعة بالرمزية، تحمل بين طياتها إشارات إلى رغبة مشتركة – أو على الأقل تجريبية – في إعادة رسم العلاقات بين العالم العربي والدب الروسي. فالمصالح الاقتصادية، من الطاقة المتجددة إلى الغاز والنفط، ومن الحبوب إلى السياحة، تقف على عتبة هذه القمة منتظرة من يوقع عقود الشراكة لا بيانات النوايا فقط.

في الماضي، كانت العلاقات بين الجانبين تشهد مواسم متفاوتة من الحماسة والفتور. لكن، في زمن كثرت فيه الأزمات وتقلصت فيه خيارات التحالف، يصبح خيار "إعادة اكتشاف بعضنا البعض" أكثر إغراء من أي وقت مضى. فالدول العربية تملك ثروات طبيعية وأسواقا متعطشة وفرصا استثمارية، بينما تمتلك روسيا خبرة صناعية، وتكنولوجيا يمكن أن تصنع فارقا في مجالات البنية التحتية، والزراعة، والتصنيع، بل وحتى في القطاع التعليمي والثقافي.

ولأننا نعيش في عصر حيث السياسة تتقاطع مع الاقتصاد، وتروى العلاقات الدولية بوقود المصالح لا العواطف، فإن هذه القمة قد تكون بداية لرسم معادلة جديدة: شراكة بلا وصاية، وتعاون بلا شروط سياسية قسرية. ربما نرى قريبا منتجات روسية على رفوف المتاجر العربية، ووفودا سياحية تتجول بين الكثبان والصروح الأثرية، وربما نجد مهندسين روسا يبنون في العواصم العربية لا قواعد عسكرية، بل محطات طاقة ومدارس.

في النهاية، لا يمكننا أن نطالب القمة بصنع المعجزات، لكننا أيضا لا يمكن أن نهمل قدرتها على إطلاق حوار جديد في زمن تكسرت فيه لغة الخطابات التقليدية. بوتين يمد يده، والدول العربية تنظر بحذر، ولكن أيضا بأمل. فربما، وسط هذا التلاقي، يولد نمط جديد من العلاقات، لا هو شرقي تماما ولا غربي تماما، بل علاقة مبنية على التبادل والتفاهم… وعلى الأقل، على وجبة دسمة من الواقعية السياسية.

فهل نشهد فصلا جديدا من "دبلوماسية بوتين" بحلة عربية؟ لننتظر أكتوبر، فالمسرح قد أُعد، والممثلون يحفظون أدوارهم، وما تبقى إلا أن ترفع الستارة.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون فلتر*** من مائدة مكناس إلى كرسي الحكومة: عزيز أخنوش... ...
- سوق السلام الكبير: كيف تحولت الاتفاقيات الإبراهيمية إلى صفقة ...
- عزيز أخنوش وتداعيات سياساته: من شركات الغازوال إلى غلاء الأس ...
- الشر الرخيص: وصفة الفوضى الإنسانية
- -رشيد الطالبي العلمي: الأستاذ الذي يحاضر في الوطنية والسيادة ...
- -السلام في زمن الماديات: عندما يتحول حلم العالم إلى صفقة تجا ...
- -كأس إفريقيا: مهرجان الرفاهية الذي يمول بدموع الفقراء-
- -عندما يسوق العالم مجنون: الرئيس الأمريكي على دراجة بلا عجلا ...
- الإنسانية للبيع: قراءة ساخرة في ملف تبادل الأسرى
- حكومة الكراسي الفارغة: مشهد ساخر في زمن العزلة السياسية
- -سيرك الدماء: حين تتحول الحرب إلى عرض عبثي تصرخ فيه الأمهات-
- -النجم الشعبي: حين يصبح التحكيم أشبه بجلسة شاي في عرس شعبي-
- ترامب ونتانياهو: كوميديا السياسة بين التهديدات والنفاق الدبل ...
- أسكاس أمباركي 2975 : عندما يصبح العبث سياسة رسمية
- -انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة: سلام مرتقب أم استراحة محارب ...
- حين تشتعل الأرض: السياسة بين العبث وإنذار النهاية
- -النار التي أحرقت جنون العظمة: من كاليفورنيا إلى غزة.. حين ت ...
- نبيل عيوش، وأوسكار المغرب: عندما يصبح -الكل يحب تودا- أسوأ م ...
- بدون فلتر *** ليبيا: قهوة ورصاص مع لمسة من الموت
- بدون فلتر *** أحلام الطفولة: حين تسخر الحياة من طموحاتنا وتع ...


المزيد.....




- حين تصفق السينما للنجم.. -فرسان ألتو- تكريم لروبرت دي نيرو ...
- وفاة مغني الراب الفرنسي من أصل كاميروني ويرنوا عن 31 عاما
- مصر تحقق إنجازا غير مسبوق وتتفوق على 150 دولة في مهرجان كان ...
- ذكرى -السترونية-.. كيف يطارد شبح ديكتاتور وحشي باراغواي ومزا ...
- بعد وثائقي الجزيرة.. كوثر بن هنية تحوّل مأساة هند رجب إلى في ...
- «هتتذاع امتى؟» رسميًا موعد عرض الحلقة 192 من مسلسل المؤسس عث ...
- مهرجان كان: الفلسطينية ليلى عباس تتوج بجائزة أفضل مخرجة في ج ...
- مهرجان كان: الفلسطينية ليلى عباس تتوج بجائزة أفضل مخرج في جو ...
- مستوطنون إسرائيليون يستهدفون ناشطًا فلسطينيًا بعد ظهوره في ف ...
- شجرة نخيل تهوي على ضيف بمهرجان كان السينمائي نقل إثرها إلى ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - بوتين يمد السجادة الحمراء للعرب: قمة أم رقصة دبلوماسية؟