فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 07:40
المحور:
الادب والفن
ذاكرتي بحيرةٌ عذراء، يطفو عليها قمرٌ شفيفٌ كدمعةٍ مؤجلة، ونورسانِ يتناجيانِ على حوافِّ الماءِ، يكتبان الغرامَ بنبضِ الأفقِ، ثم يذوبانِ في صمتِ المدِّ كحرفٍ تلاشى قبل أن يُنطق. أنا لستُ من هنا، ولا الأرض تعرفني، فأنا ابنُ البحيراتِ العظيمةِ، المنحوتُ من ضوءٍ تكسَّرَ فوق الموجِ، المُبتلُّ بشهوات الطينِ السبعة، السابحُ في حدسِ الريحِ بين يقظةٍ ونبوءة. سيدةُ الضياء تُناغيني عبرَ أقمارٍ تتوضأُ بالعدمِ، تغزلُ لي ثوبًا من أنفاسِ الكواكبِ، تطرّزهُ بشفقٍ متهجدٍ، وتوشوشُ في أذني نداءً من خلفِ الزمنِ، تمطرني بالبديعِ الزاهرِ، ترشُّ على روحي ألوانَ الطيفِ حتى أصيرَ غيمةً تتهجّى النور، أطوفُ بين أرواحٍ لم تولد، وأرواحٍ ماتت لكنها لا تزالُ تُشعلُ حدائقَ لا يراها إلا الحالمون. تعصرُ الأنوثةَ في عروقِ الورد، تذيبُ عطرَها في أنينِ الشفقِ، ثم تمضي شمسًا تُحدّقُ في الأزل، وضحكتها طفولةُ الأيامِ، لا تذبلُ، لا تنطفئُ، بل تهدهدُ الوجودَ بأغنيةٍ لم يُكتب لها أن تنتهي حتى صرتُ أنا الضوء، وصار الضوءُ أنا.
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟