ليث الصندوق
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 14:15
المحور:
الادب والفن
شعر / ليث الصندوق
سأرحلُ وحيداً
وملفوفاً بخرقة بيضاء
خرقةٍ تُعينني على خِداع النسور القمّامة
فتظنّ أني من فصيلتها
ستمضي روحي كالسهم مخترقة السقوف
ومحدثة فيها بعضَ الصدوع
أيها الواقفون على سطوح منازلكم
أطلقوا أياديكم حماماتٍ لتوديعي
إطمئنوا
ستعود إليكم أياديكم سالمة
من دون أن تفقد ريشة واحدة
ولكن أرجوكم
لا أريد مجالسَ عَزاء
ولا نُواحَ
أتركوا روحي تتحرّر من قنينة الغاز بدون خسائر
أزيلوا لافتاتِ النعي
فهي تُعيقُ تنقية الهواء
أخلعوا الملابس السود
كي لا تُحرّضوا الغربان على مضاعفة التفقيس
هكذا أرحل مطمئناً بأن الطريق سالكة
وأن حذائي الجديد لن يُلوّثَ بالوحل
**
أسمع طَرقاً على باب ذاكرتي
أنهم أصدقائي الراحلون
جاءوا من أقاصي السماء للترحيب بي
ربطوا عند الباب الغيومَ التي جاءوا عليها
وترجّلوا
حاملين ابتساماتهم في أوانٍ من الفضّة
بينما نبضاتُهم ما زالت تُخلخل مسامير الأبواب
أعذروني أيها الأصدقاء
كان ينبغي أن أكون معكم قبل اليوم
ولكنّ دائرة الجوازات
تأخرت في ختم جواز سفري
**
لا أحدَ يعلمُ أين سأذهب
حتى الذين رافقوني في حياتي
لن يجرأوا اليوم على مرافقتي لتبيّنِ الطريق
ربما سأذهب إلى السماء
لكني أخاف المرتفعات
ولم أتناول فطوري في صحن واحد
مع الطيور الجارحة
وربما سأذهب إلى حفرة في الأرض
حفرة ليست عميقة
لأتمكن من رصد لصوص الأسنان الذهبية
ألحمد لله ليس في فمي شيء من الذهب
لأني أخفيته بعيداً عن اللصوص
أنه في ضميري
سانام إلى أن يصل القطار الذي يُعيدني لحياة ثانية
لكن كيف أواجه في محطة الوصول الأحياء المتأنقين ؟
وليس على جسدي سوى خرقة نخرها الدود
#ليث_الصندوق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟