ليث الصندوق
الحوار المتمدن-العدد: 7687 - 2023 / 7 / 29 - 16:13
المحور:
الادب والفن
شعر / ليث الصندوق
كان أبي يُحبّ العتمة
ما إنْ يأتي الليل
حتى يطردَ مصابيح البيت إلى الشارع
هناك تنام متدثّرةً بالأعشاب
وتقتاتُ من قمامة النجوم السائبة
**
ولأني أتنفّس الضوء بأصابعي
لم أنمْ في جيوب أبي
متذرعاً بخوفي مما فيها من الأحراج
والأشجار التي تزأرُ طوال الليل
بل كنتُ ككل الأطفال
أنامُ داخل جلدي الشفيف كالزجاج
لذلك كنت أتعاطفُ مع المصابيح المطرودة
فأتخلى لها عن صحون عشائي
وأخفيها تحت لحافي
كي لا تُصاب بنزلة برد
**
كبرتُ من دون أن أستأذن أبي
فقد كان قد مات
وصار أبنائي وأحفادي يُغنوني عن المصابيح
عندئذٍ عرفتُ سِرَّ الظلمة في حياة أبي
إذ ما حاجته للضياء
ما دام قلبُهُ مولّدةَ طاقة
يُزوّدُ منها أبناءَهُ بالأمل
#ليث_الصندوق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟