أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث الصندوق - أغنية فكتور جارا الأبدية














المزيد.....

أغنية فكتور جارا الأبدية


ليث الصندوق

الحوار المتمدن-العدد: 7499 - 2023 / 1 / 22 - 01:01
المحور: الادب والفن
    


أغنية فكتور جارا الأبدية (*)
شعر : ليث الصندوق


لا سلطةَ للجنرال على سبابته
هيَ الجنرالُ ، وهو جندي القنصِ المطيع
ما إنْ يسمعُ طنيناً من أذنِهِ
حتى يظنّ الخصومَ تسللوا تحتَ بيريّته
فيُخرجَ مسدسَه
ويطلقَ على رأسِهِ النار

**

فكتور جارا لا سلطةَ له على حُنجُرتِهِ
ما إن يدنو منها طنينُ النحل
حتى تتركَ له رسالة تطمين
وتهربَ مع الأسراب إلى المروج
لقد منحتِ الألحانُ رِئَتيهِ جَناحين
فاخترقَ السماءَ المفخورةَ بأفرانِ الآجُرّ
ليُعلّمَ براكينَ تشيلي كيف تتفجّرُ عسلاً

**

غيابُهُ كِذبةٌ
فالزوابعُ لا تُحبَسُ في جِرار
ربما صَمَتَ حتى يمتليءَ فمُهُ ورئتيهِ بالبنزين
لكنهُ ما إنْ يضعُ يدَهُ على المِنضدة
حتى تصبحَ أصابعُهُ جوقةَ راقصين

**

بثلاثةِ آلآفِ حنجرةٍ
إخترقَ الدباباتِ المُتنكّرةَ بتنوراتٍ مُهَلهلة
وحامَ مغيراً على الثكنات التي أصيبتْ بالدوار
فتقيّأتْ في بيريات الجنود
ثمّ عادَ واستقرّ في بلازما الدم
وفي نخاع العظام
حاولَ الجَنرالاتُ اقتِلاعَهُ
لكنّهم وجدوا أنّ اقتلاعَ أسنانهِم
أهونُ من إقتلاعِ المسيحِ من الصَليب
فقد تسللتِ القصائدُ إلى المياهِ الجَوفيّة
وصارتْ تتدفقُ من حنفياتِ البيوت

**
لم يترك حقل أبيه يتيبّس اشتياقاً
أخذَ التراكتوراتِ معَهُ إلى المَعهدِ الفني
ليعلّمَها الرقصَ الشعبيّ
وفتحَ مدارسَ لحقول الذرة
يعلمها كيفَ تُرضع وتفطم العرانيس
منذ ذلك اليوم صارتِ السواقي تستعيرُ صَوتَهُ
لتضربَ مع بعضِها مَوعداً غرامياً
ماذا لو عَبّأ بآهاتِهِ الألغامَ
لسقطتِ الأسنانُ من فَمِ الحَربِ
ونمَتْ مكانَها شَتلاتُ زنابق
**
لن يدومَ مَوتُهُ طويلاً
حتى لو هَدّدَ الجنرالاتُ الملائكةَ بالاغتِصاب
فقد تركَ وراءَهُ جراحَهُ مُعلقةً على سُفوحِ الأنديز
تخيطُ منها الرياحُ ثيابَ زفافٍ للمراعي المقبلة على الزواج
بينما تُجرّدُ ألحانهُ أمواجَ المحيطِ من ملوحتها
وتُخمّرُها
ثمّ تخزنُها للتَعتيقِ في قناني الخمور
منذ تلك الأيامِ وسانتياغو لا تعاني الغربةَ
ما دامتِ الشوارعُ مبلطةً ب ( 44 ) إطلاقة
وما دامتِ الأصابِعُ المكسورة
تسكبُ صوتَهُ للسُكارى في كؤوس

فيكتور ليديو جارا ماترينيز ( 1932 – 1973) هو ناشط سياسي واجتماعي و وأكاديمي و مخرج مسرحي و مغن و كاتب أغان وشاعر ومثقف من طراز رفيع من تشيلي ، ساند حكومة الوحدة الشعبية التي فازت بانتخابات عام 1970 برئاسة سلفادور اللندي ، وسخّر مواهبه للدفاع عنها ، ودفع حياته ثمناً لذلك بعد الإنقلاب العسكري الدموي عليها والذي قاده الدكتاتور أوغستو بينوشيه في 11 أيلول 1973 بدعم وتخطيط من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ، حيث ألقي القبض على الفنان بعد يوم واحد من الإنقلاب ، وأودع في الملعب الرياضي في سينتياغو العاصمة الذي حوله الإنقلابيون إلى مركز احتجاز ، وهناك تعرّض الفنان لتعذيب مميت كُسرت على أثره أصابع يديه ثمّ أطلقت عليه من ( 30 – 44 ) إطلاقة بندقية رشاش وألقيت جثته في أحد شوارع العاصمة .
في عام 2003 سمّي الملعب الذي قضى فيه أيامه الأخيرة ( ستاد فكتور جارا ) . وفي عام 2009 استُخرجت جثة الفنان لاستكمال التحقيقات ، ثمّ أعيد دفنها في المقبرة الوطنية في جنازة حاشدة افتقد إلى مثلها القتلة .
بتاريخ 3 من تموز عام 2018 حُكم في تشيلي على ثمانية ضباط متقاعدين بالسجن خمسة عشر عاماً لاشتراكهم في قتله قبل خمسة واربعين عاماً .
(*) عنوان القصيدة تنويع على عنوان المذكرات التي كتبتها جوان ترنر زوج الفنان ونشرتها عام 1984 تحت عنوان ( أغنية لا تنتهي : حياة فكتور جارا )



#ليث_الصندوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تمدد القصيدة خارج جسد اللغة .. إلى انكماشها داخل جسدها
- هيمنة الغياب وتعدد أشكاله ومظاهره في ( رجل يهزّ الشجرة ويبتس ...
- ملامح المثلث البنائي في سهول وتضاريس ( جواد غلوم ) الشعرية
- تحولات الذات وانعكاساتها على اندماج وانشطار البؤر الصورية في ...
- دارون وانقراض الشِعرليث
- ألدوّامة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث الصندوق - أغنية فكتور جارا الأبدية