ليث الصندوق
الحوار المتمدن-العدد: 7760 - 2023 / 10 / 10 - 15:47
المحور:
الادب والفن
شعر / ليث الصندوق
في البلدان المرعوبة من الكلام
يبتر المواطنون ألسنتهم بأيديهم
مخافة أن تلدغ أحداً
أو ربما يقتلعونها من جذورها
لضمان ألا تنمو عليها براعم سامة
أما في بلداننا الحُرّة
فنحنُ آباءُ الكلام وأبناؤه
لا نبتلع الضفادع لتنُقَّ من بطوننا
أما ألسنتنا
فالسلطات الحكيمة تحُثّنا على تكثيرها
بالانشطار ، أو بالترقيد
**
لكلّ مواطن ببلداننا الحُرّة
عشراتُ الألسنة في فمه
بعضنا يُرقّمُها
أو يُلبِسُها أحذية وطاقيات
وبعضنا يربطها بالسلاسل
كي لا تهرب من فمه
منخدعة بنظرات العُشّاق العابثين
**
عندما تمتليء الأفواه بالألسنة
يفقد بعضنا القدرة على تمييز فمه
فيحشر لقمته في أذنيه
لكننا جميعاً حريصون ألا تتعفّنَ ألسنتنا من الصمت
لذلك يتخذ بعضنا منها أحزمة
لضمان عدم سقوط كرشه منه عند الركض
وبعضنا يحصد منها ما يفيض عن حاجته
فيطبخها
ويولم عليها المحرومين من النطق
أنا اتخذتُ من لساني مجرفة
أحفر بها في جوفي
أملاً في العثور على كلمة حق
#ليث_الصندوق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟