أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 577 – هل ستؤثر -حجج- إسرائيل المدعومة بالصواريخ على الأتراك؟















المزيد.....

طوفان الأقصى 577 – هل ستؤثر -حجج- إسرائيل المدعومة بالصواريخ على الأتراك؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

فاليري بورت
مؤرخ ومؤلف وكاتب صحفي روسي
مؤسسة الثقافة الاستراتيجية

4 مايو 2025

على الرغم من تصادم المصالح بين إسرائيل وتركيا على الساحة السورية، وبدء الحديث عن احتمال نشوب صراع عسكري بين الدولتين، فإن الوضع لم يكن يبدو غير قابل للحل. ولتسوية الخلافات، بدأت تل أبيب وأنقرة مفاوضات سرية جرت في أذربيجان – الدولة التي تحتفظ بعلاقات جيدة مع كلا الطرفين. وقد بدا أن هناك فرصة للتفاهم بين تركيا وإسرائيل. لكن الأحداث الأخيرة تدفعنا للتشكيك في هذا الاحتمال.

في ليلة الثالث من مايو، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الضربات الجوية المدمرة على أهداف عسكرية في سوريا – في دمشق وضواحيها، وفي محافظات حماة واللاذقية ودرعا. وقد ارتبطت هذه العملية العسكرية بدعم الدولة العبرية للدروز في محافظة السويداء، الذين بدأ النظام السوري عملية عسكرية ضدهم.

رداً على التصرفات الإسرائيلية، انطلقت طائرات مقاتلة تركية من طراز F-16 نحو الحدود السورية. لكن الأمر لم يتعد ذلك. ويبدو أن أنقرة لا تزال تفكر في خطواتها التالية.

ويبدو أن السلطات السورية أيضاً في حيرة، فقد استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية مواقع بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق. وتبدو هذه التصرفات غريبة، خصوصاً أن سوريا كانت قد عبّرت سابقاً عن استعدادها لعقد سلام مع إسرائيل.

الاستنتاج هو أن تل أبيب لا تصدّق تطمينات جيرانها وتنوي فرض شروطها – بـ"الحجج" المعتادة، أي بالصواريخ. وهذه الخطوات تبدو شديدة الخطورة، لكن منذ متى كانت قيادة الدولة العبرية تهتم بالعواقب؟

…الوضع عاد إلى التوتر من جديد، رغم أن الحرب لا تخدم مصلحة لا إسرائيل ولا تركيا في الوقت الحالي. فكلتا الدولتين تمتلكان جيوشاً قوية ومجهزة جيداً، وإذا اندلع الصراع، فقد يتحول إلى حرب طويلة ودامية. إضافة إلى ذلك، فإن تل أبيب وأنقرة تواجهان العديد من المشكلات الداخلية والخارجية. وصراع إضافي مجهول العواقب قد يؤدي إلى زعزعة خطيرة في أنظمة الحكم لدى كل من رجب طيب أردوغان وبنيامين نتنياهو.

الرئيس التركي، المعروف بدهائه الشرقي ومهارته في المناورة السياسية وتبديل المواقف، يُظهر من جديد "براعة" في اللعب السياسي. فهو يدلي بتصريحات حادة وعدائية تجاه إسرائيل، لكنه في الواقع لا يقطع الاتصالات معها.

ويؤكد هذا ما صرّح به عمر فاروق جرجرلي أوغلو، ممثل حزب الشعوب الديمقراطي التركي، عندما قال إن أردوغان وعائلته يُعدّون وسطاء رئيسيين في التعاون العسكري بين أذربيجان وإسرائيل. وقد قيل هذا الكلام في أكتوبر من العام الماضي، ومن غير المرجح أن يكون قد تغير شيء منذ ذلك الحين.

وبحسب معلومات أخرى، فإن تركيا لا تزال تحتفظ بقنوات الاتصال مع الدولة العبرية، ولكن بطريقة مخادعة. فعلى الرغم من أن أردوغان أعلن في مايو 2024 وقفاً تاماً للتجارة مع إسرائيل، إلا أن الإحصائيات تُظهر زيادة كبيرة – بمعدل 10 إلى 15 مرة – في الصادرات التركية إلى فلسطين. ومن المرجح بشدة أن هذه الشحنات تصل إلى جهات معادية.

ومن أسباب امتناع أنقرة عن خوض صراع عسكري مع إسرائيل، أن ذلك سيفسد علاقاتها مع واشنطن، والتي بدأت تتحسن مؤخراً. لكن الأهم من ذلك، هو أن الولايات المتحدة ستقف حتماً إلى جانب إسرائيل في حال اندلاع الحرب. ولهذا، أصدرت شخصيات رسمية تركية تطمينات تهدف إلى تهدئة الوضع وتفادي تفجيره.

الدروز السوريون

في الوقت ذاته، يواصل أردوغان إطلاق التصريحات الحادة ضد تل أبيب – في محاولة للحفاظ على تأييد الدول العربية التي ترفض الاعتراف بإسرائيل. وقد قال مؤخراً إن السياسيين الإسرائيليين يسعون إلى إشعال فتنة في سوريا:
"الدم الذي سفكوه في لبنان والمعاناة التي ألحقوها بالشعب اللبناني واضحة. والآن ينوون نقل النيران إلى سوريا وسفك الدماء هناك أيضاً."

…أكدت قناة الحدث الإماراتية أن المفاوضات مع أنقرة لا تزال مستمرة بهدف "تقليل الاحتكاكات" على الساحة السورية. وتُجرى مشاورات تهدف إلى وضع آليات يمكن أن تحول دون اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة.

وقد أفاد موقع Israel Hayom بأن المفاوضين الأتراك أكدوا لنظرائهم الإسرائيليين خلال لقاءات في أذربيجان أنهم لا يرغبون في تصعيد الموقف وأعربوا عن استعدادهم لحل جميع المسائل الخلافية.

وجاءت نغمة مطمئنة في صحف إسرائيلية أخرى، لكن تم التطرق إلى "خط أحمر" يتمثل في احتمال إنشاء قواعد عسكرية تركية في منطقة تدمر، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

وقد بدأت ملامح "تعادل" تظهر في الأفق – بحيث تتفق الأطراف على تقاسم مناطق النفوذ. لكن من غير الواضح كيف يمكن تحقيق ذلك، في ظل إصرار كل من إسرائيل وتركيا على تعزيز وجودهما في سوريا، وسعيهما وراء أهداف جغرافية متشابهة.

وقد صرّح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف – الذي نال مديحاً كبيراً من الصحافة الإسرائيلية والأمريكية لدوره في الوساطة – أن بلاده سبق أن أدّت دوراً مهماً في المصالحة بين إسرائيل وتركيا، وأسهمت بنشاط في تقريب مواقف البلدين. وأعرب عن تفاؤله وأمله في نجاح المحاولة الجديدة لتحقيق الاستقرار.

وكان يبدو أن الأمور تتجه نحو نتائج ملموسة – إذ كان من المقرر أن يزور نتنياهو باكو في 7 مايو. وقد أُفيد أن رحلته إلى أذربيجان ستكون على متن طائرة حكومية تحمل اسم Kanaf Zion ("جناح صهيون")، عبر الأجواء التركية. وهذا كان سيُعد تحولاً إيجابياً، خاصة أن أنقرة كانت قد رفضت في نوفمبر 2024 السماح لطائرة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بالعبور نحو قمة المناخ COP29 في باكو.

وقد كان هذا الرفض دليلاً على تدهور العلاقات، أما السماح للطائرة الإسرائيلية الآن فكان سيعني وجود تحول إيجابي. لكن هذا الجسر الهش انهار سريعاً. فقد أعلنت تركيا إغلاق مجالها الجوي أمام جميع الطائرات الإسرائيلية، بما في ذلك طائرة نتنياهو.

وبعد ذلك، صدر بيان من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يفيد بتأجيل زيارة نتنياهو إلى أذربيجان، معللاً الأمر بانشغالاته الكثيرة في الداخل والوضع المتوتر في غزة وسوريا.

والآن إلى ما كان مُقرراً ولم يتحقق: كان من المخطط أن تستغرق زيارة نتنياهو إلى أذربيجان فترة طويلة وغير مسبوقة – خمسة أيام. وكان من المتوقع أن يلتقي بالرئيس علييف لبحث تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا. كما كان من المقرر بحث انضمام أذربيجان إلى "اتفاقيات أبراهام"، التي بموجبها طبّعت إسرائيل علاقاتها مع دول عربية مثل الإمارات والبحرين والمغرب.

وكان من المنتظر أن يحضر علييف احتفالات يوم النصر (9 مايو) في موسكو بمناسبة إنتصار الإتحاد السوفياتي في الحرب الوطنية العظمى. أما نتنياهو، فكان يعتزم البقاء في أذربيجان بانتظار عودة علييف. ولم يكن ينتظر علييف فقط…

ففي 10 مايو، كان من المقرر أن يزور أردوغان باكو أيضاً، وقد رجّح كثيرون أن يتم هناك لقاؤه بنتنياهو. لكن الآن تغير كل شيء بشكل جذري، ومن المؤكد أن الرئيس التركي غاضب بشدة. والسؤال الآن: كيف سيتصرف هذه المرة؟ وهل ستتواصل المفاوضات بين إسرائيل وتركيا؟



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناهضة الصهيونية – بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي – الجزء الرا ...
- طوفان الأقصى 576 – نتائج غير سارة – البريطانيون يعودون للحرب ...
- مناهضة الصهيونية – بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي - الجزء الثا ...
- طوفان الأقصى 575 – الهند وباكستان في انتظار الحرب الرابعة
- مناهضة الصهيونية – اللجنة السوفياتية لمناهضة الصهيونية وانتق ...
- طوفان الأقصى 574 – معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية؟!
- مناهضة الصهيونية – اللجنة السوفياتية لمناهضة الصهيونية وانتق ...
- طوفان الأقصى 573 – انفجار ميناء الشهيد رجائي – قراءة تحليلية ...
- مناهضة الصهيونية – اللجنة السوفياتية لمناهضة الصهيونية وانتق ...
- طوفان الأقصى 572 – المجر تعلن انسحابها من المحكمة الجنائية ا ...
- مناهضة الصهيونية – الصهيونية = العنصرية والتمييز العنصري - ا ...
- طوفان الأقصى 571 – البابا فرنسيس تحدّى الصمت الغربي بشأن غزة ...
- مناهضة الصهيونية – الصهيونية = العنصرية والتمييز العنصري - ا ...
- طوفان الأقصى 570 – لماذا لن تستسلم حماس؟
- مناهضة الصهيونية – الصهيونية = العنصرية والتمييز العنصري - ا ...
- طوفان الأقصى 569 - الأمريكيون ينسحبون من سوريا
- مناهضة الصهيونية - معاداة الروس هي مهنة الصهاينة - الجزء الس ...
- طوفان الأقصى 568 – -مكة المظلومين-... بماذا جاء أمير قطر إلى ...
- مناهضة الصهيونية – معاداة الروس هي مهنة الصهاينة - الجزء الخ ...
- طوفان الأقصى 567 – الصهيونية هي التهديد الأكبر لحرية التعبير ...


المزيد.....




- لم يعرفوا أين هم ولماذا يقاتلون.. CNN تحصل على رسائل ومذكرات ...
- من سنغافورة إلى العالم.. كعكة -باندان- الخضراء تحقق شهرة عال ...
- كشمير وسط التوترات.. شاهد ما وثقته CNN من الأراضي المتنازع ع ...
- سوريا.. الاتفاق بين وجهاء الدروز وحكومة الشرع: ما فرص نجاح ا ...
- هكذا علقت الصين على خطة إسرائيل لتوسيع العمليات العسكرية في ...
- أول تعليق من -حماس- على خطة إسرائيل توسيع عملياتها في غزة.. ...
- فرنسا تدين خطة إسرائيل للسيطرة على قطاع غزة
- حماس: لا جدوى من المفاوضات في -ظل حرب التجويع-، وتقارير عن خ ...
- بوندستاغ ـ ميرتس يفشل في الحصول على الغالبية في الجولة الاول ...
- ويتكوف: إدارة ترامب تعمل على توسيع اتفاقيات إبراهيم


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 577 – هل ستؤثر -حجج- إسرائيل المدعومة بالصواريخ على الأتراك؟