أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ناجي الغزي - حملة تطهير الدولار: بين الشعارات المثالية وأهداف الهيمنة..!














المزيد.....

حملة تطهير الدولار: بين الشعارات المثالية وأهداف الهيمنة..!


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 17:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في مشهد يعكس تحوّل الدولار الأميركي من عملة عالمية إلى سلاح سياسي فتاك، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في أبريل 2025 عن حملة شاملة ضد ما سمته “الثروات الدولارية المخفية”. خطوة جاءت تحت عنوان براّق: “محاربة الفساد وتطهير النظام المالي”، لكنها تحمل في طياتها مشروعاً أخطر بكثير من مجرد مطاردة أموال مشبوهة.
تحت غطاء الشفافية، تتحرك واشنطن لتنفيذ أكبر عملية إعادة رسم لخريطة المال العالمي، مستغلة قوتها المالية للسيطرة على الثروات، وإعادة ضبط موازين القوى الاقتصادية لمصلحتها.

عملية اصطياد منظمة

القانون الجديد، المسمى “المساءلة العالمية عن الفساد وتطهير الدولار”، يمنح الولايات المتحدة الحق في اعتبار أي حيازة نقدية بالدولار خارج أنظمتها الرقابية كياناً غير شرعي. ومع التهديد بفرض عقوبات وتجميد أصول، تتحول البنوك الدولية إلى أدوات تنفيذ في يد الخزانة الأميركية، مجبرة على الإبلاغ عن كل حساب وحيازة، وإلا وُضعت على قوائم العقاب الاقتصادي.

فرق خاصة بدأت فعلياً بالتحرك مع الإنتربول، وفريق العمل المالي لاجتثاث الدولارات المخفية، مركزة حملتها على مراكز مالية مستقلة مثل دبي وسويسرا والكاريبي. تلك المناطق التي لطالما مثلت تهديداً رمزيًا لسيادة الدولار الأميركي غير الخاضع لرقابة واشنطن.

الأهداف الحقيقية خلف “تطهير الدولار”

بعيداً عن الشعارات، يعرف المطلعون والمراقبون أن الحملة تحمل أجندة مزدوجة:
أولاً: سحب الثروات الخارجة عن السيطرة وإعادتها قسراً إلى النظام المالي الأميركي أو أدواته التابعة.
ثانياً: تحويل الدولار إلى أداة ابتزاز عابرة للحدود، قادرة على معاقبة الخصوم السياسيين والاقتصاديين دون إطلاق رصاصة واحدة.

إنه ليس تطهيراً من الفساد، بل تطهير لكل من يحاول الخروج عن بيت الطاعة الأميركي.

التدابير المعلنة

هناك مجموعة من التدابير التي دخلت حيز التنفيذ وتشمل:
1- إنشاء نظام تتبع تسلسلي للأوراق النقدية يكشف الأموال المرتبطة بالسوق السوداء أو الجرائم المالية.
2- فرض التزام على البنوك الأجنبية بالإبلاغ عن حيازاتها من الدولار النقدي خلال 90 يوماً.
3- التعاون مع الإنتربول والمنظمات المالية الدولية لتعقب الأموال الأميركية المخزنة في مراكز مالية مثل دبي وسويسرا ومنطقة البحر الكاريبي.

الأهداف المعلنة

بحسب الرواية الرسمية الأميركية، تهدف هذه الحملة إلى:
1- مكافحة الفساد العالمي.
2- تجفيف منابع الجريمة المالية.
3- تعزيز الشفافية الاقتصادية الدولية.
4- حماية النظام المالي العالمي من التدفقات النقدية المشبوهة.

من المستهدف حقاً؟

أولاً: رجال أعمال مستقلون يملكون احتياطيات نقدية خاصة.
ثانياً: أنظمة سياسية تحاول التحرر من قيود الدولار التقليدية.
ثالثاً: دول صاعدة تبحث عن نظام مالي متعدد الأقطاب.
رابعاً: مراكز مالية مستقلة تسعى لتقديم بدائل عن النظام البنكي الأميركي.

باختصار، كل من لا يسبّح باسم الدولار الخاضع لواشنطن، أصبح هدفاً مشروعاً تحت عنوان “مكافحة الفساد”.

ارتدادات الحملة – بداية التمرد العالمي؟

رغم إعلان بعض الحكومات مثل ألمانيا والمكسيك وتركيا دعمها للحملة، حيث تسود خلف الكواليس حالة من القلق والرفض الصامت. كثير من الدول باتت تدرك أن الاستمرار بالاعتماد الكلي على الدولار يجعلها رهينة لتقلبات المزاج السياسي الأميركي.
وبدأت بعض الكتل المالية بالفعل بدراسة خطوات للتقليل من الاعتماد على الدولار، وتعزيز العملات البديلة، والتحول إلى الذهب أو العملات الرقمية السيادية كملاذات أكثر أمناً.

خلاصة الحملة

بينما تروج الولايات المتحدة لحملتها على أنها انتصار للشفافية والعدالة الاقتصادية، يعتقد كثيرون أن الهدف الأعمق هو استخدام “مكافحة الفساد” كذريعة لإعادة تشكيل خريطة النفوذ المالي العالمي وفق مصالحها الخاصة.

وفي نهاية المطاف، قد لا تكون هذه الحملة نهاية للفساد المالي كما تزعم واشنطن، بل بداية لحقبة جديدة من السيطرة والابتزاز الاقتصادي باسم الشفافية.

و تطهير الدولار ليس معركة ضد الفساد بقدر ما هو معركة من أجل إحكام القبضة. وما يجري اليوم قد لا ينهي السوق السوداء كما يتوهم البعض، بل قد يدفع العالم نحو مرحلة جديدة من الانقسام المالي، عنوانها: من مع أميركا ومن ضدها.

باختصار شديد: المال النظيف في المنظور الأميركي ليس سوى المال الذي يمكنهم مراقبته والتحكم به.



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضخم في الاقتصاد العراقي: العوامل المؤثرة وتفاعلها
- طرق التفكير بين الواقع والوهم
- الوعي السياسي والهذيان الجماعي
- الأقنعة السياسية
- العراق بين سلاح العشائر والمليشيات
- العراق دولة ريعية ورعوية مقيدة
- دولة القانون بين الواقع والطموح
- قراءة أنثروبولوجية في بنية النظام السياسي العراقي
- العقل الجمعي والنزعة الفضائحية
- تأثير الاحزاب على النظام السياسي
- الثقافة السائبة
- النزعة القبلية وسلطة الدولة
- عملة جديدة تحد من هيمنة الدولار الأمريكي
- المصداقية السياسية
- الاستراتيجية التنظيمية للأحزاب
- التخلف السياسي في المشهد السياسي العراقي
- الشعبوية السياسية وتداعياتها الاجتماعية
- لماذا تنتظر السعودية النجف في التطبيع مع اسرائيل؟
- الهوية الصناعية الإماراتية .. والهوية الصناعية العراقية
- فشل الادارة وتراكم الاخطاء


المزيد.....




- توجيه تهمة -السلوك الجنسي الإجرامي- لشرطي أمريكي اعتدى على ط ...
- مصر.. أول رد رسمي بعد موجة شكاوى قائدي السيارات من جودة الوق ...
- أسباب الفشل الإسرائيلي للتصدي لصاروخ حوثي باليستي استهدف مطا ...
- التلفزيون الجزائري يصف الإمارات بـ-الدويلة المصطنعة- بعد حدي ...
- العدل ترفض دعوى ضد الإمارات والحكومة السودانية تجدد اتهاماته ...
- حكومة نتنياهو تهدد حماس بـ-عربات جدعون- إذا لم تقبل بشروط إس ...
- قوات الدعم السريع تستهدف بورتسودان
- الشرطة الإسرائيلية تعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة من الأردن
- ترامب يهاجم الديمقراطيين ويتهمهم بمحاولة عزله
- الجالية الروسية في تونس تحيي عيد النصر


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ناجي الغزي - حملة تطهير الدولار: بين الشعارات المثالية وأهداف الهيمنة..!