أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجي الغزي - الثقافة السائبة














المزيد.....

الثقافة السائبة


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 7582 - 2023 / 4 / 15 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تسود أي ثقافة سياسية في الحياة السياسية بدون فلسفة سياسية وثقافية واجتماعية تفسر مواقفها واتجاهاتها وتغيراتها, فلابد من تفكيك تلك الثقافة ودراسة نشأتها و بواعثها وما تحمله من مدركات وسلوكيات، ولا يمكن الاعتماد عليها وعلى مخرجاتها لأنها مجرد حركة ثقافية برغماتية.

لكون الثقافة السياسية عامة تعكس مصالح وقيم وسلوك المجتمع وأفكار الطبقة السياسية السائرة في ركبها. وخلاف ذلك تتحول تلك الثقافة الى ثقافة سطحية سائبة ليس لها أية قيمة, تنتج من رحمها مجتمع فوضوي فاسد وجماعات مشوهة تعيش على الجريمة والانحراف القانوني والاخلاقي وشخصيات سياسية سائبة تتسول وتتسكع على المنصات الإعلامية المتعددة, كظواهر صوتية بأقنعة مزيفة من اجل البقاء في ذاكرة المشهد السياسي.

والحديث عن الثقافة السياسية وما تتضمنه من أفكار ونظريات وآراء، هو الحديث عن التكوين الفعلي للأيدولوجية السياسية ورمزية الرسالة ومعادلة الإصلاح التي تحملها النواظم السياسية شكلا ومضمونا، ويؤطرها الاتجاه الجاذب للمجتمع بدلا من ان يكون طاردا لها.
والمحتوى الثقافي الواعي للنواظم السياسية يساهم ويشارك في تقرير وصناعة القرار السياسي في البلد، باعتباره احد اهم العناصر الرئيسية في تشكيل الوعي, والمؤثرة في معادلة التكوين الاستراتيجي الداعم لبناء المجتمع السياسي, وتأثيره القوي على سلوك الأفراد وعلى أدوارهم السياسية والاجتماعية.

ومن أبرز المؤثرات والمؤشرات في صياغة وصيانة العمل السياسي للنواظم السياسية هو الفكر والسلوك، وهذا الأخير ينشأ داخل الاطار الحركي للنواظم السياسية الفاعلة, وذلك حسب تأثيره الضمني المكون من طبيعة حركة وحراك اعضاءه ودرجة تأثيرهم في المشهد السياسي واحداثه.

معتمدة على آليات العمل التي تحدد العناصر الداخلة والمتداخلة في تكوين انطباعات الرأي العام. وتمكين العمل السياسي كرافعة مدنية داخل المجتمع ضمن مناخات فاعلة ومتصلة غير منفصلة مع القوانين الناظمة للعلاقات والنشاطات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تحقق التناسق والانسجام بين النواظم السياسية والجماهير.

ومن الدراسات التي تناولت (الثقافة السياسية) من الناحية النظرية التي حددها المؤلفان (الموند و وفيربا) في كتابهما (الثقافة المدنية) بالتحليل السيكولوجي اربع مواضيع مهمة ترتكز عليها الثقافة السياسية وهي:
1- النظام السياسي بصفة عامة باعتباره الراعي لحركة المجتمع السياسية 2- والنشاط السياسي للمواطن كناخب أو مرشح 3- النشاط الحكومي المعني بتنظيم أمور البلاد والعباد ورعاية مصالحهم الإدارية والاقتصادية 4- قناعة الافراد وتصوراتهم حول المشاركة في العملية السياسية.
وقد اثبتت هذه الدراسة ان الثقافة السياسية عندما تكون ضيقة او تابعة تكون سائبة، تتصف بالشكلية او السطحية لعدم فاعلية الجمهور معها.

لأنها تعتمد على قوالب جاهزة وغير مهضومة، ولا تسمح بمشاركة الجماهير بمدخلاتها ومخرجاتها السياسية. عكس النواظم السياسية التي تؤمن بحركة قواعدها ودور افرادها في المشاركة..

والنواظم السياسية التي لا تؤمن بالثقافة السياسية كمحرك أساسي لوعي الجماهير غير قادرة على انتاج ثقافة مؤسساتية رصينة وفاعلة ومؤثرة في المجتمع وبالتالي تصبح غير قادرة على اقناع الجماهير في خطابها الاستهلاكي المكرر والغير منتج, الذي لا يحقق مصالح وقيم المجتمع، مما يترك أثار على قيم واخلاق الافراد بارتدادات عكسية واشكاليات معرفية تفقدها مصداقيتها الثقافية والسياسية في اي مشاركة سياسية.

باعتبار القيم التي تشكل كوابح المجتمع أسمى و أوسع من الاخلاق لأنها انعكاس لمنظومة ثقافية كبيرة استعمرتها الطبقة السياسية وأساءت تنظيمها وترتيبها، لكونها تمثل السلطة الهرمية والنسق الهرمي التي تنظم مجموعة من الثقافات السياسية والاخلاقية المترابطة, وقدرتها على التأثير بكيان المجتمع وتوجيه سلوك افراده وتغيير اتجاهاتهم وتوجهاتهم لغايات سياسية و وطنية.

ومن خلال هذه القراءة المختصرة نجد أن أغلب النواظم السياسية هي عبارة عن كيانات فاشلة وعاجزة عن بناء قيم المجتمع واعادة ترتيبها بما ينسجم مع المرحلة ومتغيراتها، وغير قادرة على ترميم الصدع الحاصل في بنية الدولة التي انهكتها الحروب والحصار والارهاب والصراعات السياسية. مما تركت انطباعات سيئة لدى الجماهير بأنها كيانات بعيدة عن الواقع وغير معنية بالخطاب الذي لا يمثل تطلعاتها.
وذلك بسبب ضعف قدرتها على تشكيل الحد الأدنى في التأثير على الأحداث. وغياب رؤيتها الاستراتيجية للواقع وانغلاقها على ذاتها



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزعة القبلية وسلطة الدولة
- عملة جديدة تحد من هيمنة الدولار الأمريكي
- المصداقية السياسية
- الاستراتيجية التنظيمية للأحزاب
- التخلف السياسي في المشهد السياسي العراقي
- الشعبوية السياسية وتداعياتها الاجتماعية
- لماذا تنتظر السعودية النجف في التطبيع مع اسرائيل؟
- الهوية الصناعية الإماراتية .. والهوية الصناعية العراقية
- فشل الادارة وتراكم الاخطاء
- الناصرية فوضى متصاعدة وغياب الامن
- رسالة الى حكومة ذي قار الجديدة
- البعد الاصلاحي في فكر الشهيد الصدر الثاني (رض)
- ضعف المنظومة الأمنية ... وغياب الرؤية الاستراتيجية
- المالكي والنجيفي والمطلك تحالفات الاضداد
- زيارة اوغلو الى كركوك تكشف عن هشاشة السلطة وغياب الدولة
- السياسة بين الفضيلة والرذيلة
- تعقيدات المشهد السياسي العراقي
- الاسرة وحدة إجتماعية مهمة في البناء الحضاري للمجتمع
- طيور الجنة تنتحر في جامع أم القرى
- الاستجواب البرلماني وسيلة رقابية أم حسابات سياسية


المزيد.....




- كعبٌ عالٍ وسقوطٌ مدوٍّ... حين تعثّرت نعومي كامبل ونهضت نجمة ...
- مدير IAEA: أجهزة الطرد المركزي بمنشأة فوردو النووية بإيران - ...
- مصور وناشط فلسطيني وثق الحرب بغزة في جولة أمريكية لجمع التبر ...
- قمة الناتو: إسبانيا تتحدى ترامب... تساؤلات: هل يظهر خامنئي ف ...
- السعودية..جدل بعد منع -البقالات- من بيع التبغ واللحوم
- تحطمت أسطورة إيران التي لا تقهر.. ما عليك معرفته الآن عمّا ق ...
- غزة: قتلى وجرحى في قصف على مدرسة وسموتريتش يهدد: إما وقف الم ...
- وصفه بالبطل.. ترامب يدعو لإلغاء محاكمة نتنياهو بتهم الفساد
- محللون والحرب الصهيونية الأمريكية على إيران
- تصريح صحفي صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجي الغزي - الثقافة السائبة