أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجي الغزي - الأقنعة السياسية














المزيد.....

الأقنعة السياسية


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 7614 - 2023 / 5 / 17 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسرح السلطة

تساقطت أقنعة اغلب السياسيين على مسرح السلطة والكراسي المخملية وخسروا سيرهم, وشوهوا تاريخهم وتنكروا لكل المسلمات والمبادئ التي كانوا يتشدقون بها في الاروقة الفقيرة ويشقّون بها أفئدة الناس السذج. وتحول البعض منهم الى مشاريع خراب وفساد متهافتين على بريق السلطة ومنافعها ومزاياها التي لا تقاوم. وهذا التحول السياسي الذي طرأ على هؤلاء جعلهم يظلون الطريق ويذبحون القيم والمبادئ على عتبة السلطة من أجل تحقيق مآربهم الذاتية ومنافعهم الشخصية.
لذلك اندهش الجميع بهذا التحول السياسي والسقوط الأخلاقي لهذه الشخصيات التي كانت في ظاهر تعابيرها واقولها عصامية وملائكية، باعتبارها تعتمد وتستند في حواراتها السياسية الى مدرسة الاخلاق ومعارضتها للمواقف اللاأخلاقية للنظام الدكتاتوري البعثي. لذلك تفقد كل المدارس الأخلاقية والفلسفات الفكرية سماتها وصفاتها الإنسانية عندما لا تتسق الاقوال بالأفعال..

القراءة والتقييم

هؤلاء جعلونا ان نعيد النظر في قراءة القيم ومفهوم المبادئ ونتلمس رؤوسنا ونتحسس افكارنا ونجوب داخل أروقة تصوراتنا ونسرح في خيالاتنا. ونرصد أساليب الخداع وتهييج الجماهير وسرقة هتافاتهم الحارة المحشوة بالمبادئ الوطنية والثورية.
وكشفت لنا التجارب ان السياسة أحيانا تجعل الشخص مجنون ومهووس وحانق لحد الغباء في طرق التفرد بالقرار وضرب الوعود والعهود عرض الحائط, والتنصل عن الخطابات الرنانة تاركين الجماهير مشدودة في حيرة من أمرها. كما يظهر البعض من هؤلاء على شاشات الفضائيات كالملاك الطاهر أو الحمل الوديع لينفض يده من غبار الخراب والفساد ويتبرأ من ضجيج السنوات متمسكا بذرائع التحديات ومبرراً افعاله ومخالفاته للظلامات التاريخية التي سببت الأزمات والاختناقات في الدولة والسلطة.
لذلك يدعو البعض من هؤلاء الى اصلاح النظام وتغيير فلسفة الحكم وتغيير العلاقة بين المواطن والدولة، وقد بات الشعب على يقين ان هذه الأحزاب غير جادة في دعوتها وغير قادرة على فعل أي تغيير إيجابي, او اصلاح واقع النظام السياسي, لأن اغلب اختباراتها مشوهة وغير كاملة وتحتاج الى بيئة صحية معقمة وخالية من بكتريا الأنا والعقد السيكولوجية والاجتماعية.

لذلك تلجأ الأحزاب السياسية الى تزييف الفرضيات بشكل ملحوظ واغواء واغراء الشخصيات المستقلة واستقطابهم في مواسم الانتخابات بهدف توطيد سلطتها وتكريس شرعيتها, وزجهم في مستنقع الفساد واشراكهم في الخراب, لطمس مفهوم الاستقلال السياسي وحرق أسماءهم واوراقهم. وغالبا ما تأتي استجابة الشخصيات المستغلة بدوافع ذاتية وطموحات شخصية وتأطرها بأهداف وطنية. وقد برع هؤلاء في خلط الأوراق وحرقها على رقعة الشطرنج الوهمية. والتلاعب والتحايل على النخب والشخصيات المستقلة، امام سكوت وسذاجة الجماهير وانتهازية بعض النخب أصحاب المغامرات المدرسية الذين لا يميزون بيت المتن والهامش.

وللأسف تلك الأحزاب وقادتها سحقت دماء الشهداء وتاريخها النضالي باقدامها المجوفة, وسلبت حقوق وتضحيات المؤمنين بقضية الوطن وبمبادئ الحرية من أبناء الانتفاضة الشعبانية وغيرهم, وتسلقوا على اكتاف أصحاب الاصوات الصادقة والاقلام النظيفة والشريفة المؤمنة بمشروع دولة القانون ودولة الانسان في لحظات الغفلة. مستغلين بلاهة الشارع وسذاجة الناس, ومتجاهلين الحقائق الراسخة في نفوس الشعب، وبعد كل هذا الفشل والخراب لازالوا يزعمون بان الشعب هو غطاءهم ولحافهم وهذه فرية فاضحة ومؤلمة وقاسية.

ولا يمكن ان يستمر مسلسل الاحتيال والتجاهل والتسويف والتهميش, واللامبالاة السياسية والاجتماعية. والعبور الى مرحلة الاستخفاف بالمواقف المعارضة لهذا الفهم والسلوك الاعمى, باستنزاف الشخصيات الوطنية النافذة في صناعة الرأي العام. لذا على قوى الرأي ان تستغل الرياح الخارجية والظروف الداخلية لتعيد حساباتها وتقييم تفكيرها السياسي و وعيها الفلسفي, و تجتهد اكثر وتتفاعل مع الحادبون من أبناء الشعب أصحاب فلسفة التاريخ لا يصنعه الجبناء الذين يتسيدون الشوارع والساحات ويجيدون القراءة والتقييم لنصب الغرابيل والمناخل لإسقاط الأقنعة السياسية وقواعدها المزيفة من أصحاب الملذات الزائلة والمصالح السائدة.



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين سلاح العشائر والمليشيات
- العراق دولة ريعية ورعوية مقيدة
- دولة القانون بين الواقع والطموح
- قراءة أنثروبولوجية في بنية النظام السياسي العراقي
- العقل الجمعي والنزعة الفضائحية
- تأثير الاحزاب على النظام السياسي
- الثقافة السائبة
- النزعة القبلية وسلطة الدولة
- عملة جديدة تحد من هيمنة الدولار الأمريكي
- المصداقية السياسية
- الاستراتيجية التنظيمية للأحزاب
- التخلف السياسي في المشهد السياسي العراقي
- الشعبوية السياسية وتداعياتها الاجتماعية
- لماذا تنتظر السعودية النجف في التطبيع مع اسرائيل؟
- الهوية الصناعية الإماراتية .. والهوية الصناعية العراقية
- فشل الادارة وتراكم الاخطاء
- الناصرية فوضى متصاعدة وغياب الامن
- رسالة الى حكومة ذي قار الجديدة
- البعد الاصلاحي في فكر الشهيد الصدر الثاني (رض)
- ضعف المنظومة الأمنية ... وغياب الرؤية الاستراتيجية


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخضع -ميتا- للتحقيق.. ويوضح السبب
- مدينة طنجة المغربية تستضيف يوم الجاز العالمي
- ?? مباشر: آمال التوصل إلى هدنة في غزة تنتعش بعد نحو سبعة أشه ...
- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجي الغزي - الأقنعة السياسية