وجهة نظر:: هل توجد سمات خصائص مشتركة بين غورباتشوف وترامب في ادارة الدولة ؟

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

غورباتشوف تبنى مشروع ما يسمى بالبيرسترويكا ومن دون برنامج واضح الاهداف والمعالم ،شعارات فارغة بامتياز ،يتسم غورباتشوف بالثرثرة وبشكل خرافي، وهو يقول شيء،يفكر بشيء اخر وينفذ شيء ، كل تصريحاته العلنية شيء والواقع الموضوعي شيء اخر ،لديه حقد ويحمل الضغينة ضد من يعارضه في الراي...ديكتاتور بامتياز في التعامل مع الرفاق الذين ينتقدونه...ويتهمم بالمحافظين...،تبنى شعارات وهمية وفارغة وكاذبة ومنها الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير والعلنية وغيرها من الخزعبلات الاخرى ،تبنى ما يسمى بالبيرسترويكا الفاسدة والمخربة من دون ان يتم مناقشتها داخل الحزب،البرلمان السوفيتي... والنتيجة تم تفكيك الاتحاد السوفيتي وغياب اكبر حزب شيوعي في العالم ،باع المانيا الديمقراطية وبثمن بخس لصالح بون،ثم حل حلف وارسو ومجلس التعاضد الاشتراكي ،باع دول اوربا الشرقية للغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الامريكية... وبالنتيجة تم تغيير الوضع الدولي لصالح الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الامريكية.. للمدة 1991--2007، بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي دخلت الحركة الشيوعية واليسارية العالمية في فوضى سياسية وايديولوجية ،ومقدمات ذلك ظهرت خلال المدة 1985--1991،واليوم دفعت وتدفع الحركة الشيوعية واليسارية العالمية ثمناً كبيرا بسبب غياب وحدتها الفكرية والتنظيمية والايديولوجية ،اي إن بعض الاحزاب (( الشيوعية واليسارية)) قد تحولت إلى احزاب إصلاحية ليبرالية من حيث الجوهر وبنفس الوقت قسم منها بقيت باسم الحزب الشيوعي ولكنها عمليا هي احزاب إصلاحية-- ليبرالية بامتياز،والقسم الاخر غير اسم الحزب الشيوعي إلى تسميات خرافية...؟. هذه بعض اهم نتائج نهج غورباتشوف وفريقه المرتد.

بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي سادت الفوضى وعدم الإستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري فنتج عن ذلك صناعة السيناريوهات السوداء والكارثية ومنها ما يسمى بالديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير والعلنية ومكافحة ما يسمى بالارهاب الدولي وكذلك صناعة سيناريو نهاية التاريخ والربيع اللاعربي والثورات الملونة وصراع الحضارات والديانات وما يسمى بالعولمة الشيطانية والمتوحشة وصناعة الامراض ومنها الايدز وجنون البقر والطيور والخنازير وفايروس كرونا واشعال الحروب غير العادلة بهدف تصريف جزء من ازمة نظامهم المازوم بنيويا والاستحواذ على ثروات الشعوب وتكريس التبعية والتخلف للغالبية العظمى من دول الأطراف...

إن الرئيس ترامب جاء للسلطة عبر انتخابات رئاسية معقدة وفوزه قد خلق انقسام داخل المجتمع الطبقي البرجوازي الاميركي وكذلك شمل احتدام التنافس بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ،بدليل الحزب الديمقراطي اصبح معارض إلى ترامب وحتى بعض اعضاء الحزب الجمهوري ،وكما نعتقد لا توجد خطة عمل لدى ترامب في الميادين المختلفة ،فهو قلق وكثير التصريحات الرسمية فهو يريد ويعمل من اجل قوة اميركا كقطب رئيس وواحد ولا يعترف بنظام التعددية القطبية،يريد بناء العصر الذهبي للولايات المتحده الأمريكيه ،تخصيصات مالية كبيرة للبنتاغون ،اعلان الحرب التجارية مع كندا والمكسيك ودول الاتحاد الاوربي ومع جمهورية الصين الشعبية وكما اعلن عن رغبته في ضم كندا وايرلندا وقناة بنما..،للولايات المتحده الأمريكيه ،فهو لم يلتزم بالقانون الدولي...وكما ليس لديه خطة واضحة المعالم والاهداف ومنشورة وبشكل علني حول وقف الحرب الاوكرانية-- الروسية ،لان صقور الادارة الأميريكية ليس من مصلحتهم وقف الحرب الاوكرانية --الروسية وبنفس الوقت يهدف ترامب إلى كسب موسكو،ابعادها عن جمهورية الصين الشعبية ،اي دق إسفين بين موسكو وبكين لانه يعتقد ،ان بكين تشكل الخطر الاول من الناحية الإقتصادية... على الولايات المتحده الأمريكيه وبالتالي فإن هذا المنتج ليس له مستقبل لان موسكو وبكين يدركون خطر هذا النهج.

نعتقد، ان هذا النهج للولايات المتحده الأمريكيه قد يدفع إلى تشديد التناقضات داخل المجتمع الاميركي وفي كافة المجالات وان طموح ترامب الكبير قد لا يتحقق وخاصة اتجاه دول الاتحاد الاوربي وكندا وايرلندا وقناة بنما والمكسيك وكذلك في منطقة الشرق الأوسط وانحيازه اللامحدود للكيان الاسرائيلي وبالضد من مصالح الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولي...هذا المنتج قد يخلق مشاكل عديدة على الصعيد الدولي والاقليمي ولا يستبعد من اشاعة الفوضى وعدم الإستقرار السياسي والاقتصادي والعسكري.،،عالميا.

نعتقد،بالرغم من وجود مشتركات بين حكم غورباتشوف ونتائجه الكارثية والمدمرة للمجتمع السوفيتي ،ولكن نهج ترامب اذا تجاوز الخطوط الحمراء كما فعل غورباتشوف...فلن يسمح له لان الدولة العميقة ترصد نهج ترامب ونتائج حكمه. المستقبل القريب سيكشف لنا مفاجآت كثيرة حول ذلك وغيره.

اذار-2025

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل