أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - سياسة المناورة والمهادنة؛ تتقدم ظاهر الصراع الأمريكي مع النظام الإيراني















المزيد.....

سياسة المناورة والمهادنة؛ تتقدم ظاهر الصراع الأمريكي مع النظام الإيراني


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 18:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المفاوضات مع النظام الإيراني مسعٍ لإخراجه من عنق الزجاجة
لا أحد في هذا النظام العالمي الكاذب يكترث لحال ومصير المطحونين والمضطهدين في الشرق الأوسط.. لا شيء سوى أنهم يرون في الأحداث الإبادية الجارية في الشرق الأوسط منذ عقود مادة دسمة للتصريحات الساخنة واللقطات الفريدة للكاميرات ومادة إعلامية مميزة تصنع نجوما في عالم الصحافة والإعلام، وتصنع المجد من خلال حجم المشاهدات والإعلانات لقنوات تلفزة.. إنهم يتربحون على مصائب البشر، وفي أغلب الأحيان يساعدون الجاني على دفن ضحاياه في صمت هذا إن لم يجعلوا من الباطل حقاً وبشكل علني فج.
هل سيكترث هذا العالم بحال الشعب الإيراني ثم العراقي فاللبناني والسوري واليمني من لم يكترث لقضية الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ أكثر من مئة سنة؟ وهل سيجد الغرب وحلفائه وجنوده وأدواته من يخدمه بأفضل مما خدمه نظام الملالي الحاكم في إيران بعد أن هدم لهم أربعة دول عربية (لبنان – العراق – اليمن – سوريا) واليوم مكنهم من تحطيم القضية الفلسطينية وحلم استعادة الحق الفلسطيني...؟ يعلم نظام الملالي بطبيعة الغرب القابلة للمناورة والمهادنة كما يعلم أيضاً ماذا يضع في سلال الورد المُقدمةِ في السويعات الحميمة!!! وهنا نتساءل هل سيصدق الغرب يوما في نواياه وشعاراته وما يطرحه من قيم منمقة نسجوها للكذب على المجتمعات البشرية في هذا الكوكب وحتى على أنفسهم.
لم نأتي بشيء من لدنا ولم نفترض سردية بعينها؛ فقبل أكثر من عام كانت التصريحات سواء من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو من قبل الإدارة الأمريكية تفيد بأن نظام الملالي في إيران على مقربة أشهر وأسابيع وأيام من إمتلاك قنبلة نووية أو امتلاك عدة قنابل نووية، ووفقا لتقرير سري للأمم المتحدة بحسب وول ستريت جورنال فإن مخزون اليورانيوم المخصب لدى النظام الإيراني في تصاعد كبير بحيث يمتلك 275 كيلوغراما من هذه المادة المخصبة بنسبة 60% وهو ما يكفي لصناعة ستة قنابل نووية، وأن النظام وفقا لهذا المسار يُنتج ما يمكنه من صناعة قنبلة نووية كل شهر.
في حينه التقى إيلون ماسك أحد كبار المسؤولين في إدارة الرئيس ترامب سرا بممثل النظام الإيراني في الأمم المتحدة وقد تحدثت وسائل الإعلام في أمريكا وإيران عن ذلك اللقاء، وصرح مسؤولون ووسائل إعلام إيرانية بأن الرئيس الأمريكي تاجر ويمكن التعامل معه أي أن هناك مسارات يمكن استخدامها في التعامل معه؛ أما الرئيس ترامب نفسه وفي تصريحات سابقة قد قال بما يفيد بوجود ما جرى ويجري خلف الستار بينهم وبين نظام ولاية الفقيه من سيناريوهات ومناورات وتنازلات، وقد كان ذلك واضحا في سياسة الولايات المتحدة مع هذا النظام الذي كان ولا يزال حريصا جدا على إبقاء مسافة تهدئة بين كلا الطرفين مع وجود مساحة للتصريحات والإعلام كلٌ بحسب حجمه، والمهم هو عدم تجاوز الخطوط الحمراء؛ لكن الجديد اليوم هو أن الإدارة الأمريكية صاحبة تلك التصريحات السابقة بشأن برنامج الملالي النووي وغيره مما يتعلق بظاهر الصراع بين الطرفين تقول أن النظام الإيراني ليس بصدد تصنيع سلاح نووي، وقد يكون معنى ذلك لا يوجد سلاح نووي إيراني بل توجد مخاوف من امتلاك النظام للسلاح النووي، وهذا ما يتطلب التفاوض وممارسة مزيدا من الضغوط من أجله، وهنا نتساءل ما الجديد بشأن المفاوضات فقد مارست كافة الإدارات الأمريكية السابقة مفاوضاتً مع نظام ولاية الفقيه وفرضت عليه العديد من الضغوط ولم يُحدِث ذلك فرقاً سوى أنهم جميعا قد مارسوا المفاوضات من أجل المفاوضات وليس من أجل الخروج بحل.. ما حدث هو أنهم قد أكسبوا النظام الإيراني من خلال تلك المفاوضات مزيدا من الوقت وكذلك سيفعلون من خلال المفاوضات المُرتقبة التي قد ينتج عنها مزيدا من التنازلات والمكاسب التي لن تصل إلى تفكيك البرنامج النووي والصاروخي الإيراني أو حتى تفكيك ميليشيا حرس الملالي التي تسببت في دمار إيران والمنطقة، كذلك ستنتهي هذه المفاوضات أو تستمر بإبقاء نظام الملالي على سدة الحكم في إيران واستمرار معاناة الشعب الإيراني وشعوب المنطقة.
تُدرك الغالبية العظمى من أبناء المنطقة ما يدور من أحداث تتعلق بمساعي الغرب إلى إبقاء المنطقة غارقة في أزماتها وأن سبيل الغرب إلى ذلك هو دعم استمرار نظام الملالي المتطرف الحاكم في إيران ما يمكنهم من ترويض منطقة الشرق الأوسط وسلب إرادتها وثرواتها والتحكم من خلال ذلك في واقع التنمية العالمية وتحجيم النفوذ الروسي الصيني في المنطقة؛ كما يقر أبناء المنطقة بوجود تنسيق أمريكي إيراني هو ضرورة بالغة لتنفيذ المخططات المتعلقة بالمنطقة، ولولا نظام الملالي لما تمكنوا من هدم سوريا وحزب الله وهدم غزة وقتل وتشريد أبنائها، ولولاه أيضا لما تمكنوا من جعل الحوثيين وسيلة ضغط على دول الخليج.. يناور الغرب والأمريكان ويهادنون ويتماشى نظام الملالي مع مخططاتهم ومناوراتهم بما يضمن له بقائه في السلطة ولا يعنيهم ما يجري في إيران من انتهاكات حقوق الإنسان وما يصدر عنها من تهديد للمنطقة واستقرارها، وقد سبق للغرب والأمريكان أن سلموا العراق كهدية على طبقٍ من ذهب بما يخدم تلك المخططات والمناورات.
من يُبالي بتهديد النظام الإيراني للمنطقة
تأتي حالة اللامبالاة الغربية بتهديدات نظام الملالي لمنطقة الشرق الأوسط وزيادة مخاطر هذا النظام وتهديداته بعد امتلاكه لقدرات نووية وصاروخية متقدمة من منطلق انحسار هذه التهديدات داخل المنطقة وأنها لن تهدد الغرب في أوج اقتدارها بل ستعزز مصالحه من خلال عدم توازن القوى في المنطقة، وأن طموح ملالي إيران وإن علا لن يتخطى سوى رغبتهم في أن يكونوا رقماً في هذا النظام العالمي، وأن يكونوا أباطرة على العرب من جديد بفرض هيمنتهم من خلال قوة السلاح، والعربدة بواسطة بعض القطعان الضالة.
لكل منا رؤيته التي تحتمل الصواب والخطأ بحسب عمق وسطحية هذه الرؤية، وعلى سبيل المثال ووفقا لرؤى البعض من أهل الخبرة من أبناء العراق منذ هيمنة ملالي طهران على العراق بعد احتلاله سنة 2003 فقد كان الكثيرين يؤكدون بأنه لا خلاص للعراق والمنطقة من عدوانية ومخاطر نظام الملالي إلا بسقوط وزوال هذا النظام، وتتحرر بغداد وبيروت وتستقر المنطقة عندما تتحرر طهران من هذا النظام؛ لكن هناك من لا يرغب في زوال نظام الملالي وما ينتج عن وجوده من أزمات تصب في خدمتهم وتكون ركيزةً لنجاح مخططاتهم، وكم أنقذوا ملالي طهران من السقوط والزوال، وعليه فإن المفاوضات مع النظام الإيراني بشأن مشروعه النووي والصاروخي وجملة من العناوين التي أبرزوها لن تكون إلا مسعٍ لإخراج ملالي إيران من عنق الزجاجة وليستمر نظامهم كشرطي بلطجي وصانع أزمات لابد منه في منطقة الشرق الأوسط.. صانع أزمات يلعب على عنصر الزمن والاستعراض فيما يلعب حلفاؤه الغربيون على عامل المهادنة والمناورة والاستعراض.. ولكن كلٌ بطريقته، وفي النهاية هناك سيناريو متفق عليه لن تخرج عنه الأطراف الذاهبة إلى التفاوض.
ختاماً أليس من الأسهل والأفضل مساعدة المقاومة الإيرانية في مشروع إسقاط النظام الإيراني وإنقاذ الشعب الإيراني وشعوب المنطقة هذا النظام وقواه الإرهابية المتطرفة داخل إيران والمنطقة وقد كان بالإمكان ذلك منذ سنين خلت لكن الغرب تجنب ذلك كما تجنبوا استهداف ميليشيا الحرس.؟ وفي ظل سياسة المهادنة والمناورة هذه لن يتوقف برنامج الملالي النووي والصاروخي، ولن يكف الملالي عن تدخلاتهم التوسعية إقليمياً، ولا حل إلا بالمفاجآت الوطنية التي تصنعها الشعوب وتفاجئ بها الإمبريالية العالمية.
د. محمد حسين الموسوي/ كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدارة الأمريكية وسياسة المهادنة مع النظام الإيراني
- الإدارة الأمريكية وترويض النظام الإيراني
- نساءٌ من أجل التغيير في إيران
- نقل العاصمة الإيرانية بين طمس الهوية التاريخية وقتل حقوق الأ ...
- برنامج التسلح والنووي الإيراني لن يمس سوى العرب
- إيران وشعبها في ذكرى ثورته ثورة فبراير شباط الوطنية
- مستقبل إيران!!! والشرعية لأيٍ من المدرستين
- ظريف وعراقجي يُرسلان رسائل من دافوس
- ما التالي بعد الإبادة في غزة، وما من نصر في إبادة القطاع وتش ...
- السياسة الجديدة المطلوبة مع النظام الإيراني في ظل الواقع الج ...
- هل ستتخطى الإدارة الأمريكية سياسة المناورة مع النظام الإيران ...
- ملالي إيران يعلنون من بكين: 2025 إيران نووية
- شرهم في رؤوسهم تحت أنيابهم؛ سوريا وأفاعي السوء الملالي في إي ...
- آلام وحسرات هزيمة ملالي إيران في سوريا
- كأوراق خريف تتهاوى أوراق ملالي إيران في خريف 2024
- ميزانية بزشكيان ميزانية قمعية معظمها للحرس وبزيادة 200%
- الغرب المهادن للنظام الإيراني مع بقاء نظام الملالي في إيران
- الملالي؛ ثورية الجواسيس وعقيدة باطلة
- جزاء من سلموا رقابهم بيد ملالي إيران قرابين محرقة قبل حسم ال ...
- وهم العقيدة؛ وتغيير العقيدة العسكرية الإيرانية بين الحقيقة و ...


المزيد.....




- “بدون تشويش أو انقطاع” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- بابا الفاتيكان يدعو لوقف ’وحشية الحرب’ في قطاع غزة
- الرئيس الروسي يلتقي في موسكو كبيرَ مستشاري قائد الثورة الإسل ...
- هآرتس: تصدع في دعم الإنجيليين الأميركيين لإسرائيل بسبب استهد ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط -حسم- الإخوانية لإحياء الإرهاب ...
- الرئاسة الروحية للدروز تطالب بسحب -قوات دمشق- من السويداء
- الاحتلال يسرع السيطرة على المسجد الإبراهيمي
- نار السويداء وثلج الجولان وحلف الدم بين اليهود والدروز


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - سياسة المناورة والمهادنة؛ تتقدم ظاهر الصراع الأمريكي مع النظام الإيراني