ملالي إيران يعلنون من بكين: 2025 إيران نووية

محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر
(Mohammed Hussein Al-mosswi)

الحوار المتمدن-العدد: 8218 - 2025 / 1 / 10 - 19:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عباس عراقجي يغرد من بكين: إيران نووية؛ والتدخل في سوريا بدونهم تهديد للسلم الإقليمي
لمن لا يعرف بشأن وزارة الخارجية الإيرانية فهي ليست وزارة بالشكل الذي قد يتصوره البعض لوزارة تليق بدولة رصينة أو دولة بعمق وتاريخ إيران، وفي حقيقة الأمر هي إحدى أدوات الولي الفقيه الحاكم في إيران شأنها شأن الأدوات الأخرى مثل مسميات رئاسة الجمهورية ومجلس الشورى والسلطة القضائية ومجلس الخبراء، وكذلك هي أي " خارجية النظام الإيراني" واجهة وأداة لوزارة المخابرات وميليشيا الحرس في النظام الإيراني، وكثيراً ما تم فضح أنشطة إجرامية وإرهابية وتجسسية لدبلوماسيين إيرانيين يمارسون مهام عملهم في سفارات وقنصليات النظام الإيراني خارج إيران حتى أن الخارجية الإيرانية قامت بأنشطة تهريب باعتراف محمد جواد ظريف وزير الخارجية الأسبق الشخصية الأقرب إلى الغرب داخل نظام الملالي.
حراكاً كبيراً لعباس عراقجي وزير خارجية الملالي وهو يقفز من بقعة لأخرى وبخطابٍ منهجي يوحي بخطورة الأوضاع السياسية التي يعيشها النظام الإيراني ومخاوفه التي لا تفارقه بعد الفضائح التي جرت على يديه في غزة ولبنان وفلسطين وسوريا، وتزلزل الأرض اليوم تحت في أقدامهم في العراق، وفي هذه المرة يصدح عباس عراقجي وزير خارجية نظام الملالي من العاصمة الصينية بكين في أول زيارة لها قائلا أن هذا العام 2025 سيكون عاماً مهماً بالنسبة للقضية النووية الإيرانية" وأنه ناقش هذه القضية مع نظيره الصيني، وأن ذلك يأتي في إطار الاستعداد لمواجهة أقصى الضغوط التي قد يمارسها الرئيس الأمريكي ترامب، وقد بث التلفزيون الرسمي لملالي إيران تصريحاته هذه.
بتصريحاته هذه يريد عباس عراقجي فرض إيران نووية من على منصة حليفته بكين التي تريد إعادة هيكلة النظام العالمي وفق رؤيتها ومسعاها للقضاء على الأحادية القطبية ووضع حد للهيمنة الكونية الأمريكية والأوروبية وبناء نظام عالمي جديد متعدد القطبية، وقد ترى بكين من الناحية الاستراتيجية ما الضرر في أن تكون إيران الملالي نووية ونستثمر في بنيتها التحتية النووية وغير النووية، وكذلك نبني للعرب مشاريعهم النووية في إطار إدارة الصراعات والتوازنات وإزالة المخاوف، ونستثمر فيها كما نستثمر في مشاريع أخرى، ومن المؤكد أن الخبراء السياسيين وخبراء الدبلوماسية لدى نظام الملالي يدركون مدى سعي الصين لفرض عولمة كونية صينية على المدى البعيد، ولذلك يحرص النظام الإيراني على التمسك بالتحالف مع الصين التي لا تهمل هي الأخرى حاجة الملالي إليها كذلك لا تعول على مصداقيتهم كثيراً في ظل التفاهمات السرية القائمة بين الملالي والأمريكان والأوروبيين ومنها التفاهمات التي كانت فيما بين الامريكان والملالي على أراضي العراق ودول إقليمية أخرى، وكذلك اللقاءات التي جرت بين سفير الملالي في الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية الجديدة ومنها اللقاء السري الذي دار بين ايلون ماسك رجل الأعمال الأمريكي وهو المستشار المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع سفير النظام الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد ايرواني، ولم ينفي النظام الإيراني ذلك فقد نشرت صحيفة كيهان الإيرانية المقربة من ولي الفقيه علي خامنئي مقالاً بشأن ذلك يوم الجمعة 15 نوفمبر 2024 أشارت فيه إلى أن هذا اللقاء كان بهدف بحث سبل تخفيف التوتر بين إيران والولايات المتحدة.. أما مصادر نيويورك تايمز فقد قالوا بأن اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة في مكان سري بين ايلون ماسك وأمير سعيد ايرواني قد أسفر عن نتائج إيجابية.. وعليه فإن الصين أيضا تتعامل مع نظام تدرك أنه لعوب ومن المفيد جداً أن يُصرح علنا من على منصاتها وأمام وسائل الإعلام الصينية والعالمية، وقيام إيران نووية يخدم المصالح السياسية والاقتصادية الصينية والأمر أشبه بكوريا الشمالية التي يخدم وجودها النووي المصالح الصينية والروسية على حد سواء.
التدخل في سوريا بدونهم تهديد للسلم الإقليمي
التواجد الصيني في سوريا أقدم وأعمق من تواجد ملالي إيران؛ فملالي إيران لم يتعاظم تواجدهم في سوريا إلا بعد عام 1991 بعد قيام منطقة آمنة في شمال العراق، وبعد عام 2003 حينما تحالف الملالي مع الغرب على إسقاط الدولة العراقية والاستيلاء على العراق من خلال موالون لهم من الشيعة، والأكراد والعرب السُنة وبدأوا برسم شكل العراق الجديد بدستور هدام يتماشى مع توجهات كلاً من الملالي والغرب.. الغرب الذي سلم العراق للملالي على طبقٍ من ذهب في نهاية الأمر، وقد ازداد توسع الملالي في سوريا بعد أن تمكنوا من العراق كلياً عام 2009.
تمثل سوريا لكلا البلدين إيران الملالي والصين بعداً استراتيجياً كبيراً مع الفارق في إدارة كل طرف لمصالحه وتوجهاته في سوريا خاصة وأن كلا الدولتين الصين وإيران لا تملكان شيئاً على الأرض داخل سوريا يمكنهما من التواجد كرقم في المعادلة السورية الجديدة، وإن حُسم الأمر في العراق ضد الموالين لنظام الملالي فلن يكون موقف كلا الدولتين ضعيفاً في سوريا فحسب بل قد تخصر الصين جانباً كبيراً من وجودها الاستراتيجي في العراق ويتقهقر ملالي إيران تلقائياً إلى ما وراء الحدود والعودة إلى المناورة وإثارة القلاقل من جديد مع العراق ودول الجوار؛ ومن هنا تأتي دعوة كل من الصين وإيران لما أسموه بالقوى الكبرى الى عدم جعل الشرق الأوسط ضحية للتنافس الجيوسياسي بينها وأن يحترم المجتمع الدولي سيادة دول الشرق الأوسط وأمنها واستقرارها ووحدتها وسلامة أراضيها، وأما دعوتهما من أجل العمل على تحقيق المصالحة الوطنية ومكافحة الإرهاب وتعزيز العمليات الإنسانية فهي دعوة مبطنة وفق مسودة مفاوضات مسبقة أعدها نظام الملالي ورأي فيها الجانب الصيني طرحاً منطقياً ورسالة مهمة في نفس الوقت باتجاه خدمة مصالح طلا الطرفين.. ووفقاً لهذه الرسالة المهمة فإن أي تدخل دولي في سوريا لا يراعي مصالح الصين والملالي هو تهديد للسلم والأمن الإقليمي.. فماذا لو تمكن ملالي إيران من البقاء على سدة الحكم واللعب في سوريا والمنطقة مجدداً.
إيران الملالي ليست هي إيران التاريخية ولا هي إيران التي يمكن أن يسلم الجار من شرها سواء كان الجار شيعياً أو سنياً فلا هناك إسلام يردعهم ولا شريعة يحكمون بها ولا عقيدة تضبط مسار سلوكهم، الدولة في جزءاً كبيراً منها تسير بمفاهيم وسلوكيات العلمانية التي يلعنونها أرحم وأشرف وأنسب، والجزء الآخر من الدولة يطبقون فيه الشريعة الإسلامية على هواهم وما ينسجم مع توجهات نظامهم، وفي الجزء الذي يطبق الشريعة قد تجد المُلا القاضي" رجل الدين في منصب قاضي" قد تجده خصماً وحكماً وجلاداً وقاتلاً أما الضحية التي تقع بين يديه إن لم تكن في سربهم سرب السلطة والموالاة لهم فهي مُدانةُ حتى وإن جاء بها أمرٌ من السماء.
لن يكون كافياً سقوط جمهورية الأسد في سوريا ما لم تسقط وتزول إمبراطورية الملالي في إيران، ويزول تأثيرها عن العراق واليمن والمنطقة بأسرها.. فهل يتراجع الغرب المهادن عن دعم ملالي إيران ويرفعون القيود عن المقاومة الإيرانية؟ وهل يفعلها الشعب الإيراني ومقاومته ويسقطون نظام الملالي قريباً؟ وما النصر إلا صبر ساعة.
د. محمد حسين الموسوي/ كاتب عراقي

#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل