أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب كاظم محمد - الموت














المزيد.....

الموت


طالب كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


يحدث طوال الوقت طالما الامر لا يتطلب معجزة ما
يحدث منذ امد طويل، كما حدث في الامس البعيد، سيحدث ما بعد ظهيرة يوم غد او عند الفجر
انها الاشياء التي تظهر و الاشياء التي تزول الى الابد
يمكنك خداع الوقت وانت تسترد ماضيك الغابر بالتطلع في صورك القديمة بالأسود والابيض
يمكنك ان تستعيد الذكريات وانت تتطلع بصمت الى دوامات بخار كوب الشاي الساخن قليل السكر وانت تتسلى بالطرق على الطاولة بنهاية مقبض الملعقة الفضية الصغيرة
ان تسترد الاشياء التى غادرت منذ امد بعيد عبر سحب الدخان الكثيف التي تراكمت في الهواء الراكد
تسترد قصص الحب مع الكلمات و الموسيقى الخافتة التي تتردد في مقهى الرصيف الذي يرتاده المحامون المتقاعدون الذين ينفقون ساعات الظهيرة في لعبة الورق او نرد الطاولة
هم ايضا سيحدث لهم الامر في يوم ما
وانت تنحت في ذاكرتك المرهقة تقاطيع الوجوه التي مضت الى وجهتها الاخيرة
كما في يحدث ابدا يمكنك مخادعة المواعيد المرتبكة بالنسيان
يمكنك ان تسرف باحتساء كؤوس عديدة لمهادنة الفجيعة بالسخرية والاكاذيب
ولكن كما في ابدا :
الاشجار تزول كذلك الحقول المترامية ستزول والشموس التي تنزلق في افق ارجواني ستزول
ستقشط ذكرياتك وستمضي وحيدا
ما ان يحدث لك الشيء الذي يحدث طوال الوقت
عزلتك هناك ستكون مريرة مما يدفعك الى مراوغة الخوف بكتابة وصيتك الاخيرة
ان يدفن رمادك في البحر او ان تطمر بقاياك تحت التراب
يمكنك ان تنفث دوامات دخان كثيفة و تسند ذقنك براحة يدك وانت تتطلع الى الجنازات التي تغادر الى المقبرة المزينة بالأزاهير البلاستيكية والشموع الذابلة
الامر يحدث ابدا منذ امد بعيد
حدث الامر نفسه وهو في الطريق الى وجهته الاخيرة
كما حدث لشخص اخر تدثر في سريره بغطاء سميك عندما تسلل البرد الى اصابع قدميه
حدث لجندي سيء الحظ حاول تفادي الرصاصة التي اخترقت دماغه في حرب ما لم يعد يتذكرها احد
كما حدث لملك يجيد تمثيل شخصية ملك في قاعة عرش مزينة بالسجاد الفارسي والكريستال والشمعدانات الذهبية
حدث الامر نفسه لحارس المتحف
وسيحدث طوال الوقت للأخرين
ليست هناك توقيتات للانتظار انه يحدث بلا مواعيد
يمكنك الاحتفاظ بذكرياتك القديمة في البوم انيق ومخادعة الشيء الذي يحدث باحتساء كؤوس عديدة لعلك تنسى المواعيد المضللة التي ستعترض طريقك
لأنك ستزول الى الابد
يمكنك ان تبتسم وانت تمط فمك بابتسام كبيرة عندما تتذكر وصيتك الاخيرة
ان يلقي الذين ينتظرون الشيء الذي سيحدث لهم فيما بعد
رماد رفاتك في البحر
او طمر بقاياك التي تتفسخ تحت التراب



#طالب_كاظم_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب مابعد منتصف الليل
- المشهد الاول
- فوتوغراف
- قلبك برتقالة بحجم الخليقة
- مذكرات شيوعي صغير
- في الطريق الى المخلّص
- الكتابة في ادب الاطفال بين المغامرة والتجربة
- القبو
- في الطريق من كاني ماسي الى بيبو
- ترانيم
- خوف الحلزون
- قداس لنورس
- انت سيدة مواسم الحصاد والترانيم
- قصة قصيرة سيرة الاخت جولييت
- الهرطقي
- ترانيم مجوسية
- هجرة طائر السنونو الاخيرة
- ادب الطفل ليس حقلا لتجارب غير ناضجة .
- قصص الحرب . المتاهة . القسم الثامن
- قصص الحرب. المتاهة . القسم السابع


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب كاظم محمد - الموت