أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - اكتشافات الكلية.. فريدريك جيمسون














المزيد.....

اكتشافات الكلية.. فريدريك جيمسون


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 8300 - 2025 / 4 / 2 - 02:48
المحور: الادب والفن
    


في هذا الكتاب، يذكرنا فريدريك جيمسون (المولود عام 1934) أنه قبل أن يكون منظّرا ماركسيا أميركيا رئيسيا لما بعد الحداثة، كان ناقدا أدبيا لا يرحم وله معرفة خاصة بالرواية السوداء الأميركية. ليست علاقته بعمل ريموند تشاندلر جديدة وهذه الدراسة مأخوذة جزئيا من مؤلف نقدي له، نشره في عام 1993. درس خصوصيات بناء حبكة تشاندلر (غير الخطية) بالإضافة إلى تأثير وسائل الإعلام الإذاعية المهيمنة في ذلك الوقت، مع تبني منظور هايدجري في الرواية البوليسية. ومن خلال استخدام مفاهيم العالم والأرض الخاصة بالفيلسوف الألماني، من أجل فهم خصوصيات عمل تشاندلر الخيالي، يقدم لنا جيمسون قراءة لمضمونه التاريخي والاجتماعي والأيديولوجي.

هذا الكتاب عبارة عن دراسة شاملة لنصوص تشاندلر، وخاصة الروايات التي يكون فيها المحقق فيليب مارلو البطل الرئيسي. وقد تكون هذه هي القوة الكبيرة لهذا الكتاب. من خلال إجراء دراسة شاملة لعمل تشاندلر الخيالي، ينسج جيمسون روابط من كتاب إلى كتاب تكشف بشكل كامل صفات أعمال مؤلف الروايات البوليسية الأميركي هذا. إنه يلقي ضوءا مختلفا على طريقة تعامله مع اللغة الإنجليزية وتصويره للمجتمع الأميركي الذي يحافظ على علاقة فريدة معه، ربما بسبب تعليمه اللغة الإنجليزية.

من خلال رفض الاستعارة، والاستخدام المقتصد للغة العامية والأسماء التجارية، والإيجاز الخاص بأوصاف تشاندلر، يجعلنا جيمسون نفهم تماما علاقة هذا الروائي بموضوعه والروابط التي يحتفظ بها مع رواية الغموض البريطانية.

لكن هذه القوة في دراسة فريدريك جيمسون تشكل نصا كثيفا، يتنقل بين الوضوح والتفكير المتطلب للقارئ، المتزايد مع تقدم التحليل. وقد أشار نقاد كثيرون إلى صعوبة كتابات جيمسون.

الكتاب مقسم إلى قسمين متساويين يتناولان الشكل الذي تتخذه كتابات ريموند تشاندلر والميتافيزيقا التي تغطيها. يحمل الجزء الأول عنوان "الإلهاء كإدراك". أما الجزء الثاني فيحمل عنوان "العالم والأرض في لوس أنجلوس"، في إشارة إلى الجماليات التي تم تطويرها وفقا لمفاهيم مارتن هايدجر.

تكشف الفصول الأربعة الأولى قدرة الروائي على بناء حبكة لا يكون المحقق سوى مشعلها. إن تحقيق مارلو يجبرنا على استكشاف العالم الخارجي، والانتقال من بيئة اجتماعية إلى أخرى، مما يعطي طبيعة عرضية للقاءات مع الشخصيات الثانوية، التي تعتبر وجوه أميركا التي يصورها تشاندلر ويصبح المحقق مصورها الخاص. إن جريمة القتل والكشف عن القاتل أمران حاسمان، ولكن على عكس الأدب الاستقصائي الكلاسيكي حيث يكون القتل هو الشيء الأخير الذي يجب توضيحه، ويدعم السرد بأكمله، فإن الحبكة عند تشاندلر ملوثة باستمرار بالعنف الذي يواجهه بطله أثناء القصة. وهكذا يكون الإعلان الأخير مخففا بسبب قصة البحث. يتم إزالة الغموض عن جريمة القتل من خلال مقارنتها بأنواع العنف الأخرى في القصة (الضرب الذي تعرض له مارلو، والخداع، وإساءة معاملة الشرطة). بهذه الطريقة، تكون القصة مزدوجة في شكلها (نتابع تحقيقا ليس ضروريا لحل جريمة القتل بقدر ما هو ضروري بالنسبة للرواية) تقوم على جدلية بين بنية الرواية السوداء الكلاسيكية التي يتبناها تشاندلر ويكررها، مع جعلها تتطور من خلال تصور للعالم المحيط والخاص به.

تتناول الفصول الخمسة الأخيرة التصور الخاص للعالم. يجعل جيمسون ريموند تشاندلر "شاعر لوس أنجلوس الملحمي"، الذي يقدم لوحة جدلية لهذا الفضاء بالذات، "الحضري والطبيعي، في وقت واحد وفي جميع الأوقات". ويحلل جيمسون بدوره استقلالية أجزاء التحقيق، والزمنية المزدوجة للقصة (التي تضيف سردا مشابها للصوت المستعار من وسيط الراديو)، ولعب النظرات (كرحلة واكتشاف)، وأخيرا الأماكن والشخصيات التي تسكنها. وبهذه الطريقة، يقوم بفهرسة العمليات التي تتم من خلالها.

تضمن روايات تشاندلر تمثيل "الكلية" الاجتماعية من خلال إسقاط مساحة طبيعية أو جغرافية عليها.

هذا المنطق العرضي لتمثيل الفضاء الاجتماعي فيما يتعلق بالفضاء الطبيعي وفي مقابله، حيث يضفي الطقس ودورته مؤقتا على الروايات، لا يعمل فقط على إعلان الأحداث وتوصيفها رمزيا فحسب. فهو يساعد على توفير خاتمة جمالية للعمل، وآلية موحدة لهذه الروايات.

إلى جانب التحليل الدقيق والمتقن لروايات ريموند تشاندلر، يقدم لنا فريدريك جيمسون لمحة عامة عن أسلوب بحثه، دون أن يتردد أبدا في الإشارة إلى حدود النهج السيميائي الذي يستخدمه، لصياغة أدواته الخاصة، مما يمنح كتابات تشاندلر قوة الفن، دون أن يكون في عملية إضفاء الشرعية على الإثارة.



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دول البلطيق والخطر الروسي
- رواية ستالينغراد.. فاسيلي غروسمان
- رواية نلتقي في أغسطس.. غابرييل غارسيا ماركيز
- دونالد ترامب وتقليده السيء لنيكسون
- أحلى من التفاؤل مفيش
- عن الكتابة والكُتّاب
- مستقبل الحرب في أوكرانيا
- لكي نفهم جيدا الحرب الروسية الأوكرانية
- مستقبل علاقة الرياض مع واشنطن وتل أبيب
- هل سيصمد النظام الكوبي في وجه ترامب؟
- أوربا وقيمها.. التحديات والحلول
- هل سيفي ترامب بوعده ووعيده؟
- تعليق عدم التصديق
- رواية الخوف من النور.. دوجلاس كينيدي
- ثلاثة كتاب كبار أدركهم الموت قبل نوبل
- وعاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض
- هل ستصبح كندا الولاية الأمريكية 51؟
- مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية كما أراه
- رواية قبل أن تختفي.. ليزا جاردنر
- عن رواية قصة خرافية.. ستيفن كينغ


المزيد.....




- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - اكتشافات الكلية.. فريدريك جيمسون