أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الأسطل - هل سيفي ترامب بوعده ووعيده؟














المزيد.....

هل سيفي ترامب بوعده ووعيده؟


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل مرة يتحدث فيها دونالد ترامب، يكون لدينا انطباع بأننا نسمع صوت "نبي" لم يمنحه الله عقلا. ومع هذا نواصل الإنصات إليه، نظرا للمنصب الذي يشغله، لا أكثر ولا أقل. إنه أقوى رجل على هذا الكوكب.

كان للكشف عن مشروع ترامب المتعلق بغزة تأثير القنبلة على الأطراف المعنية.

ارتفعت أصوات كثيرة في مواجهة خطر طريقة التفكير هذه، ذات الطابع المسياني، والمفتقرة إلى التماسك وعدم الفهم أو عدم الاهتمام بالتاريخ والدول والسكان الذين يشكلون منطقتنا.

ومما يزيد الأمر إثارة للصدمة في هذه "الواقعية الاستراتيجية" أن الضحايا الأوائل لعمليات إعادة الهيكلة هذه سيكونون دائما الأفراد الضعفاء، الذين يشكلون الأغلبية بطبيعة الحال. الأغلبية التي ستغرق تماما في هذه القضايا الجيوإستراتيجية.

هناك ما لا يحصى من المآسي الإنسانية الكامنة في هذا المشروع. إن "الحل" الترامبي هو في الحقيقة سياسة الفشل المتمثلة في التعالي على فكرة الحوار الجاد والبناء مع الآخر من أجل تحقيق الصالح العام. وبالتالي فشل السلام، لأن رسم خريطة جديدة ستسبقه بالضرورة الحروب والعنف ونزوح السكان والتطهير العرقي.

بالنسبة لترامب، العالم في حد ذاته غير موجود، إنه مجرد صالة قمار كبيرة. يتصرف ترامب كجنرال جاهل بعدوه أو بتكوين القوات الموجودة، ومع ذلك يقرر بدء الأعمال العدائية بالعناد النموذجي لشخص أبله، أي دون حساب أو تفكير مسبق.

لكن ينبغي علي تقرير حقيقة أن البعض سيرى في هذا التطرف وربما الجنون الواضح علامة عبقرية، والبعض الآخر علامة براغماتية، في حين أن ما يصدر عنه لا يعدو كونه مجرد تصرفات غريبة، وانفعالات تهدف إلى لفت انتباه الجماهير، دون أن تؤدي إلى أي تأثير ملموس، باستثناء احتلال الصفحة الأولى من الصحف.

مع كل تصريح يقوم به، يتم تذكيره بتعقيد الواقع. ولكنني لا أحسب أن سيل قراراته الحمقاء سيتوقف. وإن كانت ستظل حبرا على ورق في معظم الأوقات. فلتصريحاته بخصوص قطاع غزة تصريحات تشبهها، صدرت عنه في الماضي بشأن كوريا الشمالية. ما أريد قوله هو أن ترامب سيطلق العنان لتبجحه وتصريحاته الخرقاء، وتهديداته، وأوامره، وهذيانه الكبير الذي لن يؤدي إلى أي شيء ملحوظ سوى جلب الارتباك إلى وضع لا ينقصه الارتباك.

ينوي ترامب التخلص من الغزيين، مثلما يتخلص المرء من قطعة أثاث قديمة موجودة في غرفة المعيشة منذ أجيال، دون أي اعتبار لقيمتها العاطفية أو العائلية.

ليست الرؤية الترامبية لمستقبل غزة إهانة لمعاناة الغزيين الذين شهدوا للتو نيران الجحيم فحسب، بل تعني أيضا تعزيز قناعة جزء كامل من المجتمع الإسرائيلي في رفضه التفكير في المستقبل من خلال منظور التعايش الضروري والحتمي مع الشعب الفلسطيني. وهنا تكمن خطورتها بالنسبة لي. إنها كوميديا ​​خطيرة قادرة على إشعال الخيال وإضافة الفوضى إلى الفوضى.

ومع هذا يمكنني القول بنفس مطمئنة: كان الأولى بمن هاجموا ترامب أن يسخروا منه ومن جدوى قراره.

لدى ترامب جنون المهرجين الذين يعتقدون أنهم أنبياء. إن تمركزهم حول الذات ونرجسيتهم تصل إلى درجة تمكنهم من الإيمان بأنهم عباقرة ملهمون، وأن كلماتهم وحي من الله.

ليس أمام الديمقراطيات سوى أن تجد في نفسها القوة اللازمة للرد على استفزازات الرئيس الأميركي، لأنها إذا اختارت المماطلة فإن الشعبوية ستجتاحها.
غالبا ما تسبق الكوميديا المأساة. يحدث هذا في المسرح كما في العلاقات الدبلوماسية. فهل لنا أن نتذكر هذا؟

إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الملتهب دليل على عجز الولايات المتحدة والجهات الدولية الفاعلة عن حل مشاكل بهذا القدر من التعقيد الديني والسياسي والإنساني. علاوة على ذلك، لا يسعني إلا أن أعتقد أن هذا النوع من إعادة الهيكلة من شأنه أن يوقع حكم الإعدام على التعددية الثقافية والتعايش واحترام "الآخر". سيكون هذا بيانا فظيعا للفشل فيما يتعلق بقدرة البشر على العيش معا.

وأخيرا، ألا ينبغي لموكب المعاناة المصاحب لتنفيذ هذا المشروع -الذي أشكك في حدوثه- أن يقنع الجهات الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بإعادة النظر في استراتيجياتها؟



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق عدم التصديق
- رواية الخوف من النور.. دوجلاس كينيدي
- ثلاثة كتاب كبار أدركهم الموت قبل نوبل
- وعاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض
- هل ستصبح كندا الولاية الأمريكية 51؟
- مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية كما أراه
- رواية قبل أن تختفي.. ليزا جاردنر
- عن رواية قصة خرافية.. ستيفن كينغ
- ستيفن كينغ والأدب الخفيف
- عن رواية حجر القمر.. ويلكي كولنز
- خواطر
- فرانك.. من مجموعتي القصصية شيء مختلف
- قصة بعنوان توم. من مجموعتي القصصية (شيء مختلف)
- الناقد عمار بلخضرة يكتب عن شيء مختلف
- صباح مقاطعة شامبانيا (فرنسا)
- من سجل تجاربي ٣
- مشيناها خطى كتبت علينا
- الناقد الأستاذ عمار بلخضرة يكتب عن رواية -سقوط-
- من سجل تجاربي ٢
- حوار أجرته معي الكاتبة ياقوت شريط


المزيد.....




- -آمل أن أعيش لأكثر من 130 عامًا-.. احتفالات بعيد ميلاد الدال ...
- مصر.. أحمد الرافعي يثير قلق زوجته وأشرف زكي يوضح ملابسات -اخ ...
- وفدان مصري وإسرائيلي يتوجهان إلى الدوحة لإجراء محادثات بشأن ...
- شاهد.. خندق إسرائيلي يقطع شريان حياة قرية فلسطينية بالخليل
- دكتور سترينجلوف وتخفي الجنون في ثوب -الإستراتيجية-
- بالصور.. حرائق وفيضانات في العالم تخلف عشرات القتلى
- تخيفها الألعاب النارية.. شاهد ما يفعله خبراء مع الحيوانات لت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن والحوثيون ...
- -ثأر الله من بني أمية-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بتدوينة في ...
- منصة رقمية لدعم المصممين في تحقيق الاستدامة


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الأسطل - هل سيفي ترامب بوعده ووعيده؟