أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الأسطل - مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية كما أراه














المزيد.....

مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية كما أراه


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا استمرت الولايات المتحدة الأمريكية في تمزيق نفسها، فسوف يأتي وقت تواجه فيه خيارا صعبا: الحرب الأهلية أو الانفصال إلى كيانين مختلفين. ولن يكون هناك خيار آخر ممكن، حيث أن الفجوة التي تفصل بين المعسكر التقدمي والمعسكر المحافظ الرجعي تتسع كل يوم أكثر فأكثر.

إن الأمة لا يكون لها معنى إلا إذا كان سكانها يشتركون على الأقل في عدد قليل من المُثُل المشتركة، وحفنة من المبادئ الرئيسية التي تتمحور حولها الحياة المجتمعية. لا يتعلق الأمر بالتشابه التام، بل بالاتفاق كحد أدنى على القيم التي تضمن لكل فرد الحق في أن يعيش حياته كما يريد ضمن إطار تشريعي متساو للجميع.

ويصدق هذا بشكل خاص في ظل نظام ديمقراطي، حيث تساهم تعددية الآراء في ثروة البلاد. قد لا نتفق على أي شيء، ولكننا على الأقل نتفق على اعتبار أن كافة الآراء متساوية منذ اللحظة التي تشكل فيها جزءا من احترام الحريات الفردية. أو بمعنى آخر، يمكنك أن تجد جارك غبيا دون أن تقدم على قتله أو على استخدام القوة ضده، على الأقل طالما أنه لم يشعل النار في المبنى.

ولكن اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية لم يعد أحد يتفق على أي شيء، سواء بشأن الإجهاض، أو الأسلحة، أو دور الدين، أو البيئة، أو الاقتصاد، بل وحتى في ممارسة الحياة الديمقراطية، وتعريفها أحيانا. هناك انقسام حاد وعميق.

ولذلك، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن لمثل هذا البلد أن يستمر في أداء وظيفته. هناك ما يمكنني تسميته -بحكم الواقع- حالة حرب كامنة، ومواجهة أيديولوجية يمكن أن تتحول في أي لحظة إلى أعمال عنف.

ما هي الأشياء المشتركة داخليا بين الناخبين الجمهوريين الآن وأقرانهم الديمقراطيين؟ الجواب بسيط: لا شيء. هناك تعارض بين جزء من البلاد، على استعداد للغرق في نوع من الديكتاتورية الدينية التي توشك أن تكون ظلامية، وجزء آخر، ملتزم بمبدأ الحرية والتسامح والتقدم الاجتماعي. ما نتحدث عنه هو انقسام، مواجهة بين رؤيتين، حيث يذهب تطبيق إحداهما إلى حد إنكار إمكانية وجود الأخرى.

من الصعب أن أتصور كيف يمكن لأمريكا، المثقلة بمثل هذه الاختلافات، أن تستمر في الوجود كأمة. فأمريكا كما تبدو لي اليوم، لم تعد مصدر إلهام. إنها أشبه بقطار يجر رأسه وذيله العربات في اتجاهين متعاكسين. يمثل أحدهما مجتمعا أكثر احتراما للأقليات، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات البيئية للقرون القادمة، وأكثر عملا على تحقيق السلام الاجتماعي. ويمثل الآخر نمط عمل قائم على افتراضات دينية عبثية بقدر ما هي موضع شك على المستوى الأخلاقي، ترغب في إعادة المجتمع قرونا إلى الوراء.

إذا لم تتمكن أمريكا من إعادة اختراع نفسها، وحل صراعاتها الوجودية بشكل عقلاني، فسوف تغرق في بحر من الدماء، فالحروب الأهلية كثيرا ما تكون الأكثر قسوة على الإطلاق، وأحسب أن في ذاكرة الولايات المتحدة ما يسمح لها بإدراك هذا الأمر جيدا. أو قد يتعين عليها اختيار الحل الوحيد القادر على ضمان السلام المدني: الانفصال بالشكل المناسب: كتلة تقدمية متجذرة في ساحلها الغربي، يضاف إليها الشمال الشرقي وولايات أخرى متناثرة هنا وهناك، وكتلة قومية محافظة دينية تقع بين المحيطين، في قلب البلاد.

أرجح أن الشكل الذي يمكن أن تتخذه الولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل هو تقسيم واضح وبسيط: دولتان جديدتان، أو نوع من الاتحاد الكونفدرالي ولكن بحكومتين متميزتين للغاية، ودستورين، ورئيسين، وكيانين قادرين على التجارة مع بعضهما البعض دون تدخل أي منهما في الشؤون الداخلية للآخر. ويمكن لأي شخص أن يختار العيش في الجزء من البلاد الذي يناسب مشاعره وقناعاته. لن تكون هناك حرب، بل مجرد طلاق ودي حيث سيحاول الأمريكيون أن يعيشوا اختلافاتهم دون محاولة فرض كل منهم أسلوب حياته وطريقة تفكيره على الآخر.



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية قبل أن تختفي.. ليزا جاردنر
- عن رواية قصة خرافية.. ستيفن كينغ
- ستيفن كينغ والأدب الخفيف
- عن رواية حجر القمر.. ويلكي كولنز
- خواطر
- فرانك.. من مجموعتي القصصية شيء مختلف
- قصة بعنوان توم. من مجموعتي القصصية (شيء مختلف)
- الناقد عمار بلخضرة يكتب عن شيء مختلف
- صباح مقاطعة شامبانيا (فرنسا)
- من سجل تجاربي ٣
- مشيناها خطى كتبت علينا
- الناقد الأستاذ عمار بلخضرة يكتب عن رواية -سقوط-
- من سجل تجاربي ٢
- حوار أجرته معي الكاتبة ياقوت شريط
- سقوط؟
- عن روايتي -سقوط- بقلم الكاتب الطيب صالح طهوري
- لا تغرنكم الألقاب
- من سجل تجاربي
- رأي الناقد السينمائي مهند النابلسي في روايتي سقوط
- روايتي سقوط بعيني الشاعر والقاص الطيب صالح طهوري


المزيد.....




- مصر.. تخفيضات على أسعار السيارات.. وتجار يوضحون الأسباب
- -أشارك إسرائيل هدفها-.. لوبان تنتقد موقف ماكرون -المشين- بشأ ...
- أمريكا تحدد آلية تعليق العقوبات على سوريا لدعم إعادة الإعمار ...
- حماس تؤكد إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة وتعلن است ...
- الأمن السوري يضبط مستودعا ضخما يحتوي عبوات ناسفة معدّة للتفج ...
- داعية مصري معروف يوجه رسالة نارية مطولة لترامب ويدعوه للظفر ...
- هيئة البحث عن المفقودين في ليبيا: تلقينا بلاغات عن احتمال وج ...
- أردوغان يعرب عن سعادته باستضافة بوتين وزيلينسكي في تركيا عند ...
- ما دور العراق في وقف الهجمات بين الجيش الأمريكي والحوثيين؟
- -لو فيغارو-: الترسانة النووية الفرنسية لا يمكنها حماية دول ا ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الأسطل - مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية كما أراه