أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لازلنا في حاجة ماسة لثقافة الشباب














المزيد.....

لازلنا في حاجة ماسة لثقافة الشباب


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1801 - 2007 / 1 / 20 - 12:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لازلنا في حاجة ماسة لثقافة الشباب
اعتبارا للتداعيات الأخيرة، لما حدث بالعراق ونهج التعاطي معها من طرف كافة القادة العرب، تأكد مرة أخرى أن الشباب العربي لا زال يعاني الأمرين من جراء سيادة الأنظمة الاستبدادية البيروقراطية التي لا تنتج ولا تعيد سوى إنتاج أنماط سلطة غير ديمقراطية مهما جرى من إصلاحات ومن وصفات التغيير التي تملى عليها من طرف الغير.
إن هذه الأنظمة لا تكتفي بتهميش الشباب ولكنها ظلت تسعى إلى جعل دوره ينحصر في الخضوع لها والالتزام بقوانينها مما يشعرهم بالتهميش، وبالتالي بالعجز وعدم القدرة على تحقيق ذاته؛ وفي واقع الأمر، إن هذا الشعور، طالت مدته أم قصرت، فإنه يشكل مرحلة وسطى وانتقالية بين الانسحاب من المجتمع والتمرد عليه، ويتمظهر هذا التحول إما عبر الانسحاب من الواقع ورفضه أو الخضوع له، في الوقت الذي يعاني فيه الشباب من التذمر والتمرد على المجتمع ومحاولة تغييره ولو كان ذلك بقوة السلاح وباعتماد مختلف أشكال العنف.
إن استمرار تجاهل قضية الشباب في مجتمعاتنا العربية وعدم معالجة ما يلاقونه من تدهور وتردي الأوضاع وابتعادهم عن الاهتمام بالشأن السياسي وبتاريخ أوطانهم وموقف اللامبالاة مما يجري حولهم، بكل بساطة، أراد من أراد وكره من كره، نتيجة حتمية لسياسات التجاهل لمواجهة قضاياهم وإشراكهم في هذه المواجهة، وقد حولهم واقع الحال الذي يعيشونه إلى "معين" يغرف منه كل من لديه مصلحة خاصة في تجنيدهم واستخدامهم لغاية في نفس يعقوب.
أتعبنا السياسيون بالقول إنه لابد من إقحام الشباب في المشاركة وسماع رأيهم في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية واعتماد الاختيارات الكبرى، وتوسيع دورهم ومساهمتهم في كل ما يتعلق بحياتهم وتطلعاتهم وطموحاتهم، وأن يمثل الشباب في المؤسسات السياسية والديمقراطية والتشريعية.. لكن ذلك يظل مجرد لغو كسكب الماء في الصحراء القاحلة، لتظل دار لقمان على حالها، ويتناسى هؤلاء أن الثقافة السياسية تعتبر جزءا وشرطا مهما في ثقافة الشباب إن نحن أردنا فعلا تدريبهم وتأهيلهم للقيادة في مرحلة لاحقة؛ هذا هو باب ولوجهم الفعلي في نسيج المجتمع بدلا من دفعهم، من حيث لا ندري، إلى أدوات الهدم والتخريب.
فلا مفر من وضع ثقافة متوازية للشباب تراعي تراثهم وتاريخهم القطري والقومي وتسعى للحاق بالثقافة الحديثة المنفتحة على العلم والتكنولوجيا، والمتطلعة إلى مزيد من الكشف عن الكون وأسراره وتسهل استعدادهم القبلي على اكتشاف ثقافة الشعوب والأمم، قصد التعامل والتفاعل معها في عالم اليوم، الذي بدأت تتشابك فيه الشعوب بثقافاتها المختلفة على درب التعاون والتلاقي والاندماج في ثقافة كونية، تسعى لإشاعة السلام في العالم وتحتفظ في الوقت ذاته لكل شعب بخصوصياته وعاداته وتقاليده ودينه وتراثه القومي، ضمن حركية التفاعل مع الثقافات الأخرى.
شبابنا اليوم يلهث وراء الإعلام الخارجي (الأجنبي) باحثا عن الحقيقة التي يشك في صدقها وصدقيتها ومصداقيتها وفي إعلامهم الرسمي، إذ أضحوا على يقين أنهم سيجدونها عند الآخر، وهنا بداية "الطريق السيار" للانسلاخ الثقافي وفقدان الثقة بكل ما هو محلي ما دامت الثقة مفقودة أصلا بين القائمين على الأمور.
لذا نكون قد ارتكبنا خطأ تاريخيا فادحا، إذا أصررنا على استمرارنا في التصور أن بإمكاننا المضي على درب إبعاد جيل الشباب عن المشاركة الكاملة أساسا، في إدارة شؤون حياتهم ورسم مستقبلهم والمساهمة في تدبير الشأن العام.
وخلاصة القول إن جل الدراسات والأبحاث الحديثة تدل على أن المجتمعات التي تتعرض للتغير السريع لا يعود فيها الآباء يملكون ما يقدمونه لأبنائهم، لأن معارفهم تفقد ملاءمتها للواقع الجديد والمستجد، وبذلك أصبحت العلاقة بين الأجيال حوارا مستداما لا تلقين دروس وأوامر، فمتى سنفتح حوارا جديا ومسؤولا مع شبابنا؟
إدريس ولد القابلة
رئيس تحرير أسبوعية المشعل





#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحقاقات 2007 قادمة
- الملك محمد السادس والإشاعة
- أتمنى أن أكون مخطئا!
- الصحافة الحزبية و انتخابات 2007 بالمغرب - حوار مع إدريس ولد ...
- ثقافة قول -لا- عند اللزوم
- لا مواطنة مع الإقصاء والتهميش
- هل يصرح الملك بممتلكاته ليكون قدوة للآخرين؟
- كيف يتحكم الجنرالات في السياسة بالمغرب؟
- جودة التعليم والسكن اللائق حلمان أجهضا منذ سنوات
- الجدال حول -لا إنسانية- عقوبة الإعدام لم ينضج بعد
- القضية رقم 502/2006 لماذا لم يجرد بيريتز من جنسيته المغربية؟
- مفهوم العمل التطوعي بالمغرب
- الشبابقراطية ضرورة تاريخية
- حل قضية الصحراء لازال بعيدا والخوف كل الخوف من تدخل أمريكي ب ...
- الأيدز بالمغرب إلى أين؟
- جولة سريعة في كتاب -ضباط جلالة الملك-
- هل ممكن محاكمة المغرب
- القضاة يحكمون باسم الملك لكن هل يثق المغاربة ب قضاءهم؟
- إعدام عقوبة الإعدام بالمغرب
- زكاري كاتنيلسون – محامي جمعية - روبرايف-


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لازلنا في حاجة ماسة لثقافة الشباب