أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - أتمنى أن أكون مخطئا!














المزيد.....

أتمنى أن أكون مخطئا!


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1792 - 2007 / 1 / 11 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك أفكار، قد تشكل خطورة إذا ما دامت واستمر انتشارها في المجتمع، إذ غالبا ما تنطلق هذه الأفكار من توصيف الواقع المعيش دون إستراتيجية سياسية أو خلفية إيديولوجية.
يبدو جليا أن عددا هاما من المغاربة لم يعودوا يهتمون بالمشاركة السياسية، الأمر سيان، صوتوا أم لم يصوتوا؛ ففي ظل غياب الديمقراطية، رغم زجاجية – شفافية صناديق الاقتراع بما تحويه، إلا أن ما خفي كان أعظم؛ يكفي ما يتجسد في الدواليب والآليات والميكانيزمات التي أضحت تحكم العملية الانتخابية، ناهيك عن فساد النخب السياسية وتواطئها بالرغم من تعدد الاتجاهات وكثرة التلاوين، يكفي فقط إلقاء نظرة، أجل نظرة، على القدرة الشرائية للمواطنين التي ما فتئت تتدهور، لا تحسر بصرك أيضا عن الخدمات في القطاعات الحيوية، كالصحة والتعليم، فيعود إليك النظر خاسئا، وما قولك في الجريمة التي باتت تنتشر في المجتمع كما تنتشر النار في الهشيم؟! وما دامت هذه المؤشرات قائمة ولم تظهر أي بشائر لتغيير واقع الحال، فإنه يمكن القول منذ الآن، وبدون مجازفة، إن نسبة المشاركة في استحقاقات 2007 لن تكون أوفر من السابق، وهذا من شأنه أن يقوي نسبة المغاربة الذين لم يعد يهمهم أمرها بفعل الإحباط. وإن وجب ذلك التساؤل بجدية ومسؤولية، باعتبار أنه في ظل هذه الوضعية يصبح كل شيء محتملا، وهذا لا يبعث على الاطمئنان، لاسيما وأن المغاربة انتظروا طويلا تحسين واقع الحال؛ فمنذ الاستقلال وهم ينتظرون، على امتداد أكثر من جيل ولم يعاينوا إلا المزيد من تردي الحال على أكثر من مستوى وفي أكثر من مجال. وما دام طال انتظارهم وطالت معاينتهم لتردي واقع الحال، فهناك العديد من المواطنين البسطاء يقترحون الآن حذف البرلمان وتحويل بناياته لمتحف أو أي شيء آخر يستفيد منه المواطن، وتخصيص الميزانية التي تلتهمها الغرفتان وتوابعهما واستعمالها إما لمشاريع وخدمات اجتماعية (الصحة مثلا) أو لتشغيل المعطلين (دكاترة أو أصحاب الشواهد)، وهو أمر في نظر هؤلاء المواطنين البسطاء، أكثر جدوى ومردودية للبلاد والعباد من برلمان يظل في موقع التفرج على صيرورة تردي واقع الحال إن لم يكن يساهم فيه. ويذهب بعض هؤلاء أيضا إلى القول بالتخلي عن الحكومة نفسها مادام أن الملك أضحى يقوم بكل شيء وفي مختلف المجالات. قد تبدو هذه الأفكار ساذجة في عرف سياسيينا، لكنها من جهة منتشرة انتشارا كبيرا وسط البسطاء، ومن جهة أخرى، فإنها تعكس، (أراد من أراد وكره من كره)، نسبة من الحقيقة القائمة، لاسيما بخصوص ما يرتبط بتوصيف الواقع. ألم تبلور أهم القرارات الحيوية في المجال الاقتصادي والاجتماعي خارج دائرة الحكومة والبرلمان، وتتابع حاليا خارجهما.
ومهما يكن من أمر وجب الاهتمام بانتشار مثل هذه الأفكار بين بسطاء المواطنين، لأن انتشارها متزامن مع استمرار تردي واقع الحال مما سيجعل منها قضية تدعو إلى القلق لأن مغاربة اليوم ليسوا هم مغاربة الأمس.
وتتأكد ضرورة الاهتمام بهذه الأفكار المنتشرة في صفوف بسطاء المغاربة بالنظر إلى منحى تطور الأحداث، إن على المستوى العالمي أو الإقليمي أو المحلي.
فهذا المنحى يوحي بأن سنة 2007 ستعرف مزيدا من العنف واحتداد الصراعات في أكثر من جهة، باعتبار تمادي الولايات المتحدة الأمريكية وحليفها الاستراتيجي في طغيانهما (الأولى على العالم، وطغيان الشريك الاستراتيجي على الشرق الأوسط الكبير)، وكل هذا في إطار تصور استراتيجي معاد للحضارة العربية الإسلامية ومنحاز كليا، وبدون شرط للفكر اليهودي المسيحي؛ فسنة 2007 ستشهد لا محالة فعل الإرهاب الدموي وإن لم يتمكن هذا الفعل من البروز في معاقل طغاة هذا العالم، فإنه سينشط أكثر مما سبق في الحلقات الأكثر ضعفا، وفي هذا الإطار تبرز المناطق الواقعة جنوب الصحراء، كما انه في ظل تردي الأوضاع في جملة من بلدان العالم الثالث وتمادي حكامها في الخضوع لما يخططه البيت الأبيض، لا محالة أن سنة 2007 ستعرف حركات واسعة من التمرد والعصيان المدني وحركات شعبية تنديدية واسعة النطاق قد تعصف ببعض الأنظمة، وقد تؤدي ببعضها إلى تدخل قوات أجنبية تحت إمرة الأمريكيين؛ هذه قراءة تستند على تصور منحى تطور الأحداث.
وباعتماد هذه النظرة، من المنتظر أن تعرف انتخابات 2007 نسبة ضئيلة من المشاركة، كما يبدو انه من الصعب اكتساح الإسلاميين لها، وربما قد تحقق بعض الأحزاب الصغيرة تقدما ملحوظا، وسينعكس ضعف المشاركة السياسية بخصوص تشكيل الحكومة؛ أما بخصوص ملف الصحراء فيبدو أن حله سيظل رهين الدور الأمريكي، باعتبار إستراتيجية البيت الأبيض المعتمدة مؤخرا بشمال إفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء، لاسيما ذلك الجزء المرتبط بالجزائر، والذي بسط ظله في السنوات الأخيرة على حساب المغرب وموقعه بالمنطقة.
قد يرى البعض أن هذه القراءة لمنحى تطور الأحداث سودوية المنطلق والجوهر، لكن هناك جملة من المؤشرات تؤيدها، وأتمنى أن أكون مخطئا في هذا.
ريس ولد القابلة
رئيس تحرير أسبوعية المشعل المغربية



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة الحزبية و انتخابات 2007 بالمغرب - حوار مع إدريس ولد ...
- ثقافة قول -لا- عند اللزوم
- لا مواطنة مع الإقصاء والتهميش
- هل يصرح الملك بممتلكاته ليكون قدوة للآخرين؟
- كيف يتحكم الجنرالات في السياسة بالمغرب؟
- جودة التعليم والسكن اللائق حلمان أجهضا منذ سنوات
- الجدال حول -لا إنسانية- عقوبة الإعدام لم ينضج بعد
- القضية رقم 502/2006 لماذا لم يجرد بيريتز من جنسيته المغربية؟
- مفهوم العمل التطوعي بالمغرب
- الشبابقراطية ضرورة تاريخية
- حل قضية الصحراء لازال بعيدا والخوف كل الخوف من تدخل أمريكي ب ...
- الأيدز بالمغرب إلى أين؟
- جولة سريعة في كتاب -ضباط جلالة الملك-
- هل ممكن محاكمة المغرب
- القضاة يحكمون باسم الملك لكن هل يثق المغاربة ب قضاءهم؟
- إعدام عقوبة الإعدام بالمغرب
- زكاري كاتنيلسون – محامي جمعية - روبرايف-
- الجنرال حسني بنسليمان رمز من رموز سنوات الجمر و الرصاص بالمغ ...
- فؤاد عالي الهمة رجل الدولة القوي الذي أنقذ العنيكري
- سبع سنوات من حكم الملك محمد السادس ، هل الملك في ورطة ؟ الجز ...


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - أتمنى أن أكون مخطئا!