أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - الشبابقراطية ضرورة تاريخية















المزيد.....

الشبابقراطية ضرورة تاريخية


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1773 - 2006 / 12 / 23 - 09:56
المحور: حقوق الانسان
    


يحظى الشباب المغربي (رجال الغد) بتمثيلية مهمة في البنية والهرم السكانيين، وبذلك يشكل قوة اجتماعية، إلا أن انعكاسات الاختيارات المعتمدة أضحت تهدد بشكل خطير مستقبل اغلب الشباب، باعتبار أن عددا كبيرا ومتزايدا لا مكان لهم تحت شمس وطنهم، هؤلاء لا يتوفرون على شروط الاندماج الطبيعي في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية، وهذا منحى سيؤدي بالضرورة، أراد من أراد وكره من كره، إلى إقصاء وتهميش جزء كبير من جيل بكامله، وهذا أمر خطير وخطير جدا على أكثر من مستوى وصعيد، فهل للأمور أن تستقيم في بلاد فئات واسعة من جيل بكامله، محرومة من أبسط شروط العيش الكريم؟ فماذا ننتظر من شباب لم يوفر له وطنه مكانا تحت شمسه؟
نطرح هذا السؤال/ ونحن نعاين تزامن الحديث عن تنمية الموارد البشرية وإعادة الاعتبار إلى العنصر البشري مع استمرار تهميش وإقصاء الشباب، فلا زالت عطالة المتعلمين والمؤهلين وذوي الكفاءات مشكلة مستعصية قد تعصف بجيل بكامله، فمن يتحمل مسؤولية تكريس وضعية عدم توفير فرصة لهؤلاء في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية الوطنية؟ سؤال بقدر ما يبدو الجواب عليه سهلا، بقدر ما هو معقد ومتشعب اعتبارا لارتباطه بالماضي والحاضر والمستقبل، لذا علينا أن نحتاط، لأن التجربة علمتنا بأنه ليس كل ما يلمع هو قابل لضمان غذ أفضل، بل يمكن أن يتحول إلى ما لا تحمد عقباه.
من المفروض أن يكون الشباب حاملا لعناوين المستقبل، لأن لا مستقبل بدون احترام حقوق الشباب، كما أنه لا مستقبل بدون تشبيب القائمين على الأمور وصناع القرار والحاملين للمسؤوليات في مختلف القطاعات والمجالات.
هناك إجماع حاليا على كون فئات واسعة من شباب المغرب قد يئست من أي تغيير إيجابي منتظر لأوضاعها، باعتبار أنهم أضحوا الآن على يقين أن بلدهم ظلمهم، وأن القائمين على الأمور لم يعملوا باختياراتهم وسياساتهم وأولوياتهم إلا على المزيد من تكريس آليات تهميشهم، وبالتالي الإصرار على المزيد من ظلمهم.
حتى الشباب الموصوف بالشباب المتسيس يئس من تعنت قيادة الأحزاب الهرمة المريضة، لكن ما هو المانع من أن يشارك الشباب في صناعة القرار السياسي في المغرب؟ سؤال ألقيته على المعطلين المتجمهرين في إحدى الاعتصامات للمطالبة بمكان تحت شمس وطنهم.. بمجرد سماعهم لفحواه انفجرت ضحكات وقهقهات، لا تنم على السخرية وإنما عن اليأس الدفين... أحسست بالحرج، كيف يمكن أن أتصور أن شبابا أدمت هروات الأمن ظهورهم، وقضوا أكبر جزء من شبابهم مقصيين مهمشين وعالة على ذويهم، أن تكون لديهم فرصة في صناعة القرار بالمغرب؟ يقال إن كل النجاحات الكبرى التي غيرت العالم بدأت بحلم صغير، لكن يبدو أن هذه القاعدة لا تنطبق على حلم الشباب البسيط بالمغرب في العثور على مكان تحت شمس وطنهم.
لذلك أضحى من الضروري، ليس المطالبة بالاهتمام بمشكل الشباب بالمغرب، وإنما المطالبة بإقرار الشبابقراطية، أي الدفاع عن حقوق الشباب بواسطة الشباب ومن أجل الشباب، لأنه أضحى واضحا أن مآل شباب مغرب القاع الآن هو دفع فاتورة انعكاسات نهب وتدبير وهدر الثروات الوطنية من طرف أناس لا زال بعضهم يحتلون مواقع مهمة ويغترفون اغترافا من خيرات البلاد، بدون حسيب ولا رقيب، فكيف لشباب خبر لدغة الثعبان على امتداد أهم مرحلة في عمر الإنسان أن يثق في الغد وفي أولئك الذين يتحدثون عن هذا الغد؟
إن لسان حال الكثير من الشباب بقول .. المهمشون والمقصيون مثلنا كثير... وما الوضعية التي نعيشها حاليا إلا نتيجة لممارسات من امتصوا دماء أبائنا.. واغتالوا أحلامنا.. وتاجروا بنا ردحا من الزمن.. لقد كان آباؤنا مستعدين للدفاع عن الفكرة حتى الموت.. لكنهم اكتشفوا أن من قادوا البلاد إلى الهاوية، كانوا يدافعون عن الفرنك الفرنسي والدولار، لتهريب ما نهبوه وسطوا عليه إلى الخارج.
هناك آلاف من الشباب آمنوا بهذا الوطن.. عشقوا هذا الوطن.. تغنوا به بصدق.. بعيدا عن الحسابات الضيقة والمزايدات لكنهم لم يحصدوا إلا الإحباط تلو الإحباط... وفي نهاية المطاف وجدوا أنفسهم على الهامش مقصيين.. قضوا اغلب فترات شبابهم عالة على أسرهم وذويهم يعاينون تبدد أحلامهم البسيطة، هؤلاء هم شباب مغرب القاع غير المروج له، الذين لا حق لهم في الاحتجاج أمام البرلمان كما يسمح لغيرهم بذلك.
إن إشكالية الشباب بالمغرب لم تعد مجرد مشكلة فئة عمرية، مشكلة رجال كما ينعتون، رغم أن أغلبهم لم يفلحوا في إيجاد مكان تحت شمس وطنهم ليعيشوا بدفئها، إنما أضحت مشكلة مركبة تتضمن من بين ما تتضمن، الحرمان من الحق في متطلبات ومقومات أبسط مستوى العيش والحياة والاطمئنان عن الغد القريب، إنما معضلة اختلال ميزان العدالة الاجتماعية بشكل مفضوح، تكرس آلياته اليأس والإحباط وإعادة إنتاجهما، لذا أضحى من الضروري المطالبة بإقرار الشبابقراطية وليس مجرد الاهتمام بمشاكل الشباب، لأن هناك علاقة عضوية بين أنماط التدبير السائدة حاليا، وإنتاج وإعادة إنتاج التهميش والإقصاء الممنهجين.
نتحدث عن ضرورة الإقرار بالشبابقراطية، لأن الوضعية التي يتخبط فيها نتيجة لاختيارات سياسية وسياسات اقتصادية واجتماعية انتهجت منذ عقود، ونتيجة للإصرار على تكريس الفساد والنهب عبر تفعيل جملة من الآليات.
لقد أضحت الشبابقراطية ضرورة تاريخية في زمن كساد مبادرات الحكومة وسياسات القيادات الحزبية الهرمة، إنها ضرورة تاريخية بفعل تنامي غضب الشباب واستشراء اليأس والإحباط في صفوفهم.
إنها ضرورة تاريخية بفعل استمرار تفعيل وحشد آليات التهميش والإقصاء.
إنها ضرورة تاريخية بفعل الاختلال البنيوي الذي أضحى يحكم قضيته على البنية المجتمعية واستمرار تنامي عطالة المعطلين والمكونين وذوي الكفاءات.
إنها ضرورة تاريخية لأنه لا يمكن قبول تهميش وإقصاء جيل بكامله.
إنها ضرورة تاريخية لأنه وجب قلب الطاولة على الانتهازيين ومصاصي دماء هذا الوطن ورموز مناهضة التغيير.
إنها ضرورة تاريخية، فأغلب شباب المغرب أضحوا يفترشون الأرض في الساحات العمومية للمطالبة بفرصة العثور على مكان تحت شمس وطنهم.
إنها ضرورة تاريخية لأننا أضحينا نعيش في زمن رديء، زمن التسابق نحو المصالح الذاتية والفئوية الضيقة.
إنها ضرورة تاريخية لأن شيوخ السياسة متشبثون بكراسيهم، ولأن النساء نظمن صفوفهن للدفاع عن حقوقهن، وضحايا الانتهاكات الجسيمة فرضوا مطالبهم، ولازال المهمشون والمقصيون لا مدافع عنهم، وأغلبهم من الشباب في مغرب اليوم.
إنها ضرورة تاريخية لأنه لا حل لمأساة الشباب إلا بالعدل والعدالة الاجتماعية.
إنها ضرورة تاريخية لأن 55 في المائة من سكان المغرب هم شباب.
إنها ضرورة تاريخية لأن هؤلاء في عرف شيوخ السياسة لا يصلحون إلا لتأثيث المشهد السياسي ببعض المنظمات الشبابية.
إنها ضرورة تاريخية لأن خروج البلاد من عنق الزجاجة، يستوجب رؤية جديدة وقيادات جديدة.
لهذا كله أضحت الشبابقراطية ضرورة تاريخية.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل قضية الصحراء لازال بعيدا والخوف كل الخوف من تدخل أمريكي ب ...
- الأيدز بالمغرب إلى أين؟
- جولة سريعة في كتاب -ضباط جلالة الملك-
- هل ممكن محاكمة المغرب
- القضاة يحكمون باسم الملك لكن هل يثق المغاربة ب قضاءهم؟
- إعدام عقوبة الإعدام بالمغرب
- زكاري كاتنيلسون – محامي جمعية - روبرايف-
- الجنرال حسني بنسليمان رمز من رموز سنوات الجمر و الرصاص بالمغ ...
- فؤاد عالي الهمة رجل الدولة القوي الذي أنقذ العنيكري
- سبع سنوات من حكم الملك محمد السادس ، هل الملك في ورطة ؟ الجز ...
- إدريس البصري و مسؤولية قتل 5000 مغربي
- الدكتور المهدي المنجرة النص الكامل للقاء الذي أجرته معه قناة ...
- سبع سنوات من حكم الملك محمد السادس ، هل الملك في ورطة ؟ الجز ...
- النهب يرتبط أساسا بنظام الحكم في المغرب
- مافيات عهد الحسن الثاني الجزء 5
- مافيات النهب في عهد الحسن الثاني الجزء 4
- مافيات النهب في عهد الحسن الثاني الجزء 2
- مافيات النهب في عهد الحسن الثاني الجزء الأول
- المغرب النووي 3
- دعوة مغربية لمقاضاة و متابعة المجرم عميير بيريتز وزير الدفاع ...


المزيد.....




- الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حكم إعدام بحق مواطن وتكشف عن - ...
- خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين..اعتقال مئة شخص في جامعة في بو ...
- فض اعتصام وموجة اعتقالات للطلبة المتضامنين مع غزة بالجامعات ...
- استشهاد مقاوميْن وارتفاع عدد المعتقلين في الضفة
- سفينة مساعدات إماراتية في طريقها إلى غزة بحرا لأول مرة بعد م ...
- القسام:القصف الهمجي الاسرائيلي تسبب بمقتل الأسرى الذين بأيدي ...
- الولايات المتحدة.. اعتقال 100 شخص في إحدى جامعات بوسطن خلال ...
- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على عمل الأونر ...
- مسؤول إماراتي لـCNN: سفينة مساعدات للدولة في طريقها إلى غزة ...
- -لا حيلة ولا قوة لنا-: اللاجئون السوريون في الأردن ولبنان و- ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - الشبابقراطية ضرورة تاريخية