أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - المغرب النووي 3















المزيد.....



المغرب النووي 3


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطاقة النووية
- معطيات عامة -
ظهر أول مفاعل نووي سنة 1951 بالولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ 1960 دخلت الطاقة النووية في عصر التصنيع. وفي بداية سنة 1997، تمكن 32 بلدا من أحداث بنيات تحتية نووية لإنتاج الكهرباء، إذ تم إحصاء آنذاك أكثر من 440 مفاعل نووي في حالة اشتغال. وفي سنة 2000، تمكنت الطاقة النووية من إنتاج 31 في المائة من الكهرباء المستهلك بأوروبا الغربية (77 في المائة بفرنسا) و 15 في المائة بالولايات المتحدة الأمريكية و 28 في المائة بأمريكا اللاتينية و 24 في المائة بإفريقيا.
علما أن كل من الدانمارك واليونان وإيرلندة ولوكسهيورغ والنرويج والبرتغال والنمسا رفضت اللجوء إلى الطاقة النووية، في حين أن إيطاليا وهولندة وألمانيا والسويد اعتمد سياسة التخلي تدريجيا عن استعمال الطاقة النووية لتوليد الكهرباء.
الطاقة المتجددة
ظل المغرب يسعى إلى تشجيع استهلاك الطاقة بتنمية مصادر الطاقات المتجددة ( الطاقة الشمسية والطاقة الهوائية). وسبق لوزير الطاقة والمعادن، محمد بوطالب أن صرح قائلا :" ليس ثمة تفكير في تقليص استهلاك منتوجات الطاقة، بل إنه علينا الزيادة في استهلاكها لأن نسبة استهلاكها تعتبر محددا للتنمية الاقتصادية". وسبق للمغرب أن أبرم شراكة مع البنك الدولي للقيام بتأسيس إطار قانوني خاص بالطاقات المتجددة والآليات الخاصة لمراقبة فعالياتها.
وتساهم الطاقات المتجددة بأربعة في المائة من إنتاج الطاقة بالمغرب، وينتظر ارتفاع هذه النسبة إلى 10 في المائة بحلول سنة 2010، لاسيما عبر تفعيل شراكات مع بلدان أوروبية ( خاصة ألمانيا)، علما أن الطاقة النووية غير معنية ويقتصر الأمر على الطاقة الشمسية والهوائية بالأساس.
خلاصة القول
إن النشاط النووي المغربي ما زال في مرحلته الجنينية، ولا زال مقتصرا على المجالات الضيقة (الطب النووي، البحث العلمي، الفلاحة، بعض الأنشطة الصناعية)، ورغم ذلك فإن بلادنا ليست في مأمن من الأخطار النووية باعتبار موقعها الإستراتيجي وقربها من أوروبا، وباعتبار كثرة مرور المواد المشعة عبر مضيق جبل طارق.
وإذا كان الخيار النووي أضحى مفروضا على المغرب حاليا، فإنه يتطلب الوقت وموارد مالية ضخمة، فإذا أردنا انجاز محطة نووية لإنتاج الكهرباء بقوة 1200 ميغاواط (وهو الحد الأدنى)، وانطلقت الأشغال بخصوصها منذ الآن، فإنها ستتطلب على الأقل ما بين 10 و 15 سنة لتصبح ذات جدوى. أما على المستوى المالي، فإنها تتطلب على أقل تقدير ما يناهز 25 مليار درهم على امتداد 10 سنوات، وهذا أمر يبدو صعب المنال اعتبارا لوضع الاقتصاد الوطني. لكن، وبالرغم من كل هذا يبدو أن المغرب لا خيار له وهو في حاجة للطاقة النووية للتقليل من تبعيته المفرطة في هذا المجال، علما أنه إن توفرت بنية تحتية كافية، فإن الطاقة النووية ستظل أقل كلفة نسبيا وأضمن للاستقلالية الطاقية.
علاوة على أن اكتساب التكنولوجيا النووية أضحى ضروريا حاليا بالرغم من كل السلبيات المفترضة.
ويرى البعض أن الاستهلاك الأسري للطاقة ما زال ضعيفا بالمغرب ولا يستوجب الاعتماد على الطاقة النووية، علما أن معامل استهلاك الطاقة الفردي يعتبر من المؤشرات الأولى للسيرورة التنموية، ولا زال ضعيفا عندنا إذ لا يتجاوز 0.4 في المائة.
فما هو مستقبل المجال النووي بالمغرب؟ هل سيتمكن المغرب من العضوية في نادي البلدان النووية أم أنه سينتهي به الأمر ليكون مجرد مستودع لنفايات نووية؟ إنه السؤال الذي أضحى مطروحا حاليا.

المغرب النووي

يرى أغلب الفاعلين الاقتصاديين بالمغرب أن الخيار النووي في مجال الطاقة على امتداد 20 أو 30 سنة القادمة هو بديل أضحى مفروضا، علما أنه خيار يظل رهين عاملين أساسيين: ضخامة الاستثمارات اللازمة وقواعد السلامة بخصوص استعمال المفاعلات النووية.
ويأتي الجدال بخصوص الطاقة النووية بالمغرب في وقت يشار فيه إلى الأزمة الغربية – الإيرانية بخصوص إصرار الأولى على حقها في المضي قدما في برنامجه النووي لإنتاج الطاقة والذي تخشى واشنطن أن يكون ستارا لبرنامج صناعة أسلحة نووية، تثار تساؤلات عديدة بخصوص عدم دخول الدولة العربية مجال إنتاج الطاقة النووية (خاصة الدول الفقيرة نفطيا، وعلى رأسها المغرب)، في حين تتجه أغلب الدول الكبرى نحو استغلال الطاقة النووية، ولا من يحرك ساكنا، لكن بمجرد أن تفكر دولة عربية للسير في هذا المنحى ترتفع أصوات الاحتجاج وتتناسل التلويحات بالتهديدات لثنيها عن ذلك، وقد تنصاع الحكومات، وربما هذا ما هو قائم بالنسبة لحكومتنا بهذا الخصوص، ولتسليط بعض الضوء على هذه الإشكالية استضافت أسبوعية "المشعل" بعض الفعاليات لها دراية بالمجال النووي بالمغرب وخارجه.

عبد المجيد الصاوي الكاتب العام للمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية
المطلوب تهييئ القاعدة والبنية التحتية في المجال النووي بالمغرب
- المجال النووي من المجالات التي ما زال يحوم حولها الغموض بالنسبة للمواطن العادي، ماذا يمكن القول كمدخل عام بهذا الخصوص؟
+ إن استعمالات الطاقة النووية لها تقريبا قرنا من الزمن، ومنذ الاكتشافات الأولى في القرن العشرين بدأ استخدامها في المجال الاقتصادي وفي المجال الطبي (الفحص)، وبعد ذلك ولجت الميدان الصناعي بالأساس كمواد لمراقبة الجودة والنوعية ومراقبة التجهيزات والمنظومات الصناعية. فالتقنيات النووية أضحت منذ ذلك الوقت تعتبر وسيلة للتأكد من الجودة والفعالية في منظومة الإنتاج الصناعي وسلسلة تصنيع المنتوجات، وهذا بصفة عامة وكذلك في ميدان الفلاحة، لاسيما فيما يرتبط بتطوير المزروعات والمنتوجات الفلاحية، وفي مجال التنقيب على المياه الجوفية ومخزونها ومصادرها و"عمرها" الافتراضي، إذن إن التقنيات النووية تمكننا من معرفة رصيد البلاد في هذا المجال، وكذلك نفس الشيء بخصوص المعادن والجيولوجيا وفي مجال البيئة، خصوصا فيما يرتبط بمراقبة التلوث والحفاظ على البيئة.
وفي النصف الثاني من القرن العشرين (وبالضبط انطلاقا من الأربعينيات) بدأ استعمال التقنيات النووية في النطاق الصناعي، وتحققت قفزة نوعية يفضل توليد الكهرباء بواسطة الطاقة النووية، والآن هناك 17 في المائة من الكهرباء عبر العالم مولدة من تلك الطاقة.
ففي الدول الأوروبية تتموقع هذه النسبة ما بين 25 و 80 في المائة، وقد أخذت قرار السير على هذا الدرب (اللجوء إلى الكهرباء النووية) في بداية السبعينيات مع الهزة النفطية لسنة 1973، وذلك سعيا وراء ضمان الاستقلالية في مجال الطاقة عموما.
والمغرب بدوره، في هذه الفترة بالذات، اعتمد برنامجا نوويا طموحا في فجر الثمانينيات (التصميم الخماسي 1977 – 1981)، وقام بإجراء الدراسات الأولية اللازمة، وانتهى به الأمر إلى اختيار موقع سيدي بوبرة بضواحي آسفي الذي ضبط المكتب الوطني للكهرباء موقعه وأنجز دراسة اقتصادية ودراسة جدوى تضمنت مقاربة نووية. ولمواكبة هذا المسار أحدث المغرب مركزا للأبحاث النووية سنة 1986 لتهيئ القاعدة والبنية التحتية في المجال النووي بالمغرب.
- وماذا عن المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية (CNESTEN)؟
+ تم أحداث هذا المركز سنة 1986 كما ذكرت، بغرض تحقيق بنية وطنية لتفعيل تنمية التكنولوجيا والتقنيات النووية وتهييئ الشروط لتقعيد آليات توليد الكهرباء بواسطة الطاقة النووية بالمغرب وترسيخ البحث العلمي في المجال النووي.
وللمركز 3 مهام أساسية هي: البحث العلمي والتطبيقي، تطوير استعمال التقنيات النووية، وليكون أداة الدولة في مجال الخبرة (المجالات الإشعاعية) والتحليلات.
مثلا عندما طرأ مشكل الغواصة النووية البريطانية "تيرليس" بالبحر الأبيض المتوسط قام المركز بإجراء كل التحاليل اللازمة وقام بكل الإجراءات التي تتطلبها مثل هذه الوضعيات وأعد تقريرا مفصلا في الموضوع وقدمه للمسؤولين.
ومن انجازات المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، إحداث مركز الدراسات النووية بالمعمورة (CENM). فمنذ يناير 2003 تكلف مركزنا بتسيير مركز (CENM) وهو الذي يشكل أول لبنة للبحث العلمي والتقني ببلادنا لتفعيل رغبة المغرب في استعمال الطاقة النووية لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- هل جميع أطر المركز مغاربة؟
+ نحن 220 شخص، منهم 60 من الدكاترة و30 مهندسا و 50 تقنيا متخصصا (باكالوريا + سنتين) وكلهم مغاربة، وأغلب الدكاترة تلقوا تكوينا بالخارج فيما بين 1989 و 1995، وهؤلاء تمكنوا من تفعيل دينامية داخلية طوروا عبرها برامج للبحث وللتكوين ساهمت في إرساء آليات لتكوين أطر جديدة في المجال النووي. فهناك طلبة يأتون إلى المركز لتهييئ الدكتوراه وبعضهم ينخرطون فيه كعاملين به. أما التقنيون المتخصصون، فقد تلقوا تكوينا خاصا ودقيقا في ميادين التطبيقات النووية حسب القطاعات.
- إذن لا وجود لأطر أو موظفين أو عاملين أجانب بالمركز؟
+ نعم، لا وجود لهم. ويجب الإشارة إلى أن المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية لا يهتم إلا باختصاصاته (العلمية والبحثية والتجارب)، أما الميادين التي هي خارج عن اختصاصاته (مثل: نقل الموظفين، والأمن والحراسة والمطعم والبستنة والصيانة) فقد تكلفت بها شركات من القطاع الخاص.
- ماذا عن المفاعل النووي الذي يتوفر عليه المركز اليوم؟
+ بدأت أشغال بناء المفاعل النووي بالمركز منذ فبراير 2004، وهذا بعد تجديد عقدة التعاون الثنائي التي تربط بلدنا بالولايات المتحدة الأمريكية وهو مفاعل نووي Triga mark2بقوة 2 ميغا واط.
- كم يوجد من مفاعل بالمغرب الآن؟
+ مفاعل واحد وهو الموجود بمركز المعمورة.
- لكن فيما مضى دار حديث عن مفاعل قيل أنه سيقام بكلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط؟
+ المفاعل النووي الحالي هو في واقع الأمر تتمة ذلك المسار الذي دشنه الملك الراحل الحسن الثاني في الثمانينيات، إذ فكر بعد سنة 1973 في ضرورة بلورة برنامج نووي، وفي التصميم الخماسي 1977 – 1981 بُرمج اقتناء مفاعل نووي بقوة 100 كيلو واط وتقرر إقامته بكلية العلوم بالرباط، ثم تحول الاهتمام إلى المدرسة المحمدية للمهندسين، لكن في سنة 1986، بعد إحداث المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، قام هذا الأخير بتحيين دراسة الجدوى اعتبارا لجملة من التطورات، لذا تم تقرير التخلي على ذلك المفاعل وتعويضه بمفاعل أقوى، قوته 2 ميغا واط، وهو المفاعل النووي الوحيد المتواجد الآن بالمغرب، وسيتم تشغيله في الأسابيع المقبلة ليدخل مرحلة التجريب التي قد تتطلب ما يناهز سنة على الأقل.
- ما هي استعمالات هذا المفاعل النووي؟
+ أولا ننوي إنتاج محليا ما يجلبه المغرب من مواد في مجال الطب النووي (Isotopes) من الخارج، وهذا في حدود التوصل إلى تقليص هذه الواردات إلى حدود 50 في المائة في المرحلة الأولى.
في حين أن المهمة الأساسية للمفاعل النووي تظل هي إنتاج "النترونات" التي تلعب دورا حيويا في جملة من التحاليل وفي مختلف المجالات، وحاليا ما زال المغرب لا يتوفر عليها. ومع بداية إنتاجها ستفتح الأبواب في مجال التنقيب الجيولوجي والمعدني، وفي المجال البيولوجي والمجال البيئي وجملة من التطبيقات.
- ما هي الجهة الوصية الآن على المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية؟
+ المركز تابع حاليا لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
- يبدو أن المغرب لا زال في البداية في المجال النووي إلا أنه حقق تراكمات أولية لا بأس بها مقارنة مع جملة من الدول الإفريقية والعربية، فهل مركز له إشعاع خارج الحدود الوطنية؟
+ قبل الإجابة على هذا السؤال لابد من التذكير أن حيوية المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية تكمن بالأساس في انفتاحه على الجامعات والمعاهد والمدارس العليا الوطنية وعلى الباحثين المغاربة المشتغلين في مجال الطاقة النووية وما يجاورها. وتتقوى دينامية المركز أكثر بحرصه على الارتباط الوثيق بالإشكاليات الوطنية. وفي هذا الصدد نسجنا شبكة من العلاقات مع عدة مؤسسات وأبرمنا مع الكثير منها عقود برامج بحوث تطبيقية تهم مشاكل مطروحة في جملة من القطاعات. وهكذا يربطنا عقد مع المكتب الوطني للسكك الحديدية ومركز الأبحاث التابع للمكتب الشريف للفوسفاط والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للكهرباء، وكذلك مع عدة فاعلين في القطاع الخاص، لاسيما في مجال الطب النووي والمجال الصناعي.
كما يضطلع المركز بتكوين تقنيين متخصصين في ميدان الوقاية الإشعاعية وميدان الجدوى الصناعية ومراقبة النوعية وتكوين أطر عليا في إطار ما يسمى بالتكوين "ما بعد الجامعي" لفائدة متخصصين ومهندسين إفريقيين، وهذا في أكثر من مجال أضحى مركزنا يتوفر على خبرات مهمة بخصوصها (مجال تحلية الماء، الأمن النووي مثلا).
وهناك تعاون مع دول صديقة، مثل فرنسا، ومع مراكز مماثلة لمركزنا ومع جامعات كبرى بأمريكا وفرنسا.
- إذن راكم المركز النووي المغربي خبرات مهمة، فهل بلادنا مهيأة بما فيه الكفاية للتصدي لأي مشكل نووي مفترض؟
+ إذا كنت تعني الأخطار أو انعكاسات حوادث نووية آتية من الخارج (البلدان المجاورة)، يمكن القول أن بلادنا تتوفر الآن على مشروع برنامج للمراقبة الإشعاعية على صعيد التراب الوطني تسهر عليه حاليا وزارة البيئة ونحن نلعب دور التقنيين المتخصصين في هذا المجال (أداة الدولة التقنية كما قلت آنفا).
- نعم، لكن أعني أخطار داخلية؟
+ أولا لابد من التذكير أن المصادر النووية أو استعمال التقنيات النووية لا تشكل خطرا إن هي أديرت جيدا وطبق المواصفات والمعايير المعمول بها عالميا، فهناك مبدأ في القانون النووي يقول بأن الاستعمالات النووية تخضع للترخيص، إذن هناك رخصة مسلمة من جهة تضطلع بمهمة المراقبة، وهناك كذلك مبدأ تتبع مسار المواد المشعة عن قرب، باعتبار أن مصادرها معروفة وتتابعها السلطة المعنية منذ استيرادها ثم استعمالها حتى النهاية لتراقب إرجاع النفايات الصادرة عنها إلى مصدرها الأول. والنفايات التي يتكلف بها المركز هي المعروفة بالنفايات "اليتيمة" أي التي لا يعرف مصدرها الأصلي.
- أعني في الحقيقة وقوع مشكل في المفاعل النووي، هل المغرب مهيأ لهذا الاحتمال؟
+ فيما يخص أمان المفاعل النووي فهو أمان داخلي مدمج (Intrasèque)، وفي أقصى الظروف، وعلى اعتبار أكبر حادثة مفترضة، فسوف لن يكون لها أي انعكاس على العاملين بالمفاعل. وهذا لا يعني بأنه عندما يقع حريق أو ما شابه ذلك لا قدر الله، فالمركز يتوفر على خطة طوارئ داخلية (تصميم الطوارئ الداخلية)، وهي جملة من الإجراءات الواجب اتخاذها. علما أنه رغم أن درجة الأمان كبيرة وكبيرة جدا نقوم برقابة دائمة للبيئة، وهي رقابة مفروضة من طرف القانون.
- بخصوص النفايات النووية، ما هو واقع الحال بالمغرب؟
+ هناك ما يناهز 200 مصدر للنفايات النووية الصناعية (على سبيل المقارنة هنا 4000 بفرنسا)، علما أن المغرب يقدم سنويا تقريرا بموجب المعاهدة الدولية بخصوص تدبير تلك النفايات.
وبالضبط قدمنا ذلك التقرير بفيينا في الأسبوع الفارط.
- لكن، أليس هناك بالمغرب نفايات نووية مصدرها غير معروف أو آتية من الخارج؟
+ لا... أبدا.
- طرحت هذا السؤال لأن هناك بعض الأصوات تروج لجملة من الآراء تتخوف من أن يصبح المغرب "مزبلة" نووية؟
+ بكل صراحة، أولا وقبل كل شيء توجد حاليا جملة من المعاهدات التي تمنع منعا كليا هذا النوع من التجارة. إضافة إلى أن هناك مبدأ إعادة النفايات النووية إلى مصدرها الأصلي. وبالتالي الجواب على سؤالكم هو: لا توجد بالمغرب نفايات نووية آتية كنفايات، وكل المواد الإشعاعية تخضع لمراقبة صارمة بالمغرب، والنفايات الناتجة عنها ترجع إلى مصدرها الأصلي عملا بمقتضيات المعاهدات الدولية والتي يعد المغرب من أوائل البلدان المصادقة عليها.
- يتوفر المغرب على الفوسفاط، وقد قيل أنه يحتوي على نسبة من اليورانيوم، هل من الممكن يوما ما التفكير في استخراجه لاستعماله في المجال النووي؟
+ فعلا أجريت دراسة جدوى بهذا الخصوص، لكن تبين أن الكلفة عالية جدا، علما أنه حتى ولو تم فصل اليورانيوم، ليس أي نوع منه صالح للمفاعل النووي، لأن هناك من الأنواع التي هي "عقيمة" (كما يقال) والنوع "الخصب" الوحيد هو اليورانيوم 235 وهو الوحيد الذي يمكن استعماله في المفاعل النووي.
- ما هو وضع الكهرباء المولدة من الطاقة النووية بالمغرب؟
+ هناك جملة من الدراسات تؤكد أن الكهرباء النووي لها مستقبل أكيد في العالم، وهو الخيار الذي اعتمده الكثير من البلدان.
فالمغرب يستورد حاليا 97 في المائة من الطاقة من الخارج واللجوء إلى هذه التكنولوجيا أضحى أمرا حتميا الآن، وقد سبق للمكتب الوطني للكهرباء أن أجرى دراسة في هذا المجال سابقا، وأعاد تحيينها مؤخرا وخلصت إلى كون أنه الخيار الأنسب الواجب أن يسير فيه المغرب، وأن "الكهرباء" النووي له مكانة أكيدة في نسيج الطاقة بالمغرب.
كما أن الطاقة النووية أضحت الآن، لعدة اعتبارات، هي الأنسب لتشغيل محطات تحلية ماء البحر، وبالتالي المغرب في حاجة للكهرباء المولد من الطاقة النووية، وهو خيار له عدة إيجابيات.
- أثارت إشكالية إقامة محطة معالجة مياه واردة من المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، وذلك قبل تسريبها إلى نهر سبو بالقنيطرة ضجة كبيرة، هل لديكم توضيحات بهذا الخصوص؟
+ أولا إن النفايات (مياه) التي أثارت هذه الضجة هي ناتجة عن نفايات طبية صلبة تمت معالجتها بالمركز، إنها مياه نتجت عن إحراق تلك النفايات، وهي لا تشكل أدنى خطورة إطلاقا، بحيث يمكن تصريفها في شبكة المياه المستعملة، وقد تم اختيار إقامة محطة صغيرة بوادي سبو قرب القناة الرئيسية لشبكة التطهير لأن مركزنا غير مرتبط بتلك الشبكة، وإن كان الأمر كذلك لما قمنا بنقلها إلى القنيطرة.
وعموما وجبت الإشارة إلى أن النفايات الطبية التي نعالجها بالمركز لا تتعدى مدة حركيتها الإشعاعية ما بين يوم واحد و 3 أيام، وفي أقصى الحالات لا تتجاوز 6 أيام، ومن المعروف علميا أنه بعد مرور نصف هذه المدة تتلاشى القوة الإشعاعية إلى النصف لتنحدر بسرعة إلى الاقتراب من الصفر. والمياه المعنية بالأمر، في أقصى الحالات، لا تتعدى فيها نسبة الإشعاع النووي النسبة الطبيعية.
وللإشارة إن الكمية الإجمالية لهذه المياه لا تتجاوز ما قدره 3000 متر مكعب في السنة على أقصى تقدير حاليا.
- المجال النووي، من المجالات التي ما زال يكتنفها الغموض بالمغرب، ألا تعتبرون أن بلادنا في حاجة حاليا لثقافة نووية لتفهم جملة من الإشكاليات، لاسيما وأننا نلاحظ نوعا من "الجهل" لدى العموم بهذا الخصوص؟
+ طبعا، التوعية في هذا المجال ضرورية، ويجب أن تكون في جميع المراحل، وأحسن أداة للتوعية هي المؤسسات التعليمية، وبالخصوص المدرسة والإعدادية. نلاحظ أن التلميذ لا يكتشف المجال النووي إلا عندما يصل إلى مستوى الباكالوريا، وهذا بالنسبة للشعب العلمية فقط (أي نسبة ضئيلة جدا من التلاميذ)، أما بعد الجامعة فيتقلص هذا العدد أكثر، ويطمح المركز الآن في إحداث أدوات وآليات للتواصل تمكننا من القيام بعمليات تحسيسية في المؤسسات التعليمية. وهذه السنة استقبلنا وفودا من التلاميذ (150 فقط في المجموع)، وزرنا 10 ثانويات وهذا غير كافي على الإطلاق.
وطموحنا هو إدماج ثقافة نووية في المقررات التعليمية. كما أن للإعلام دورا حيويا في هذا الصدد.

الأستاذ محمد الخطاب فاعل سياسي وحقوقي
الطاقة النووية بإمكانها المساهمة في التنمية المستديمة

- ماذا تعني لكم الطاقة النووية وما هي مبررات التسابق النووي؟
+ إن الكهرباء النظيفة الناتجة عن ما يسمى بالمصادر القابلة للتجديد، الطاقة الشمسية، الطاقة المولدة من الرياح، طاقة "البيوماس"، الطاقة الحرارية، الطاقة المولدة من أمواج البحر، كلها تستحق الدعم القوي. إلا أن الطاقة الإجمالية لهذه التقنيات لتوليد الكهرباء للعقود القادمة محدودة، والطاقة النووية شأنها شأن الطاقة الناتجة عن استخدام الرياح والمياه والشمس، بإمكانها توليد طاقة دون انبعاث ثاني أوكسيد الكاربون أو غيره من الغازات الحبيسة. الفرق الجوهري هو أن الطاقة النووية تكون هي الخيار الوحيد الذي تبث تفوقه في القدرة على إنتاج كميات ضخمة من الكهرباء النظيفة على المستوى العالمي، وبعيدا عن أن تكون الطاقة النووية والطاقة الناتجة عن المصادر المتجددة منافسة لبعضها البعض، فإنه على العكس من ذلك، تقتضي الضرورة الملحة بأن تعمل معا حتى يتم إشباع احتياجات العالم الهائلة من الطاقة النظيفة. وهكذا يتجلى أنه لا يمكن لعالمنا أن يفي باحتياجاته المتنامية للطاقة – بدون تلوث – دون اللجوء إلى التوسع الجاد في الطاقة النووية.
إلا أنه في ذاكرة الناس فإن الحديث عن الطاقة النووية يحيل مباشرة على أسلحة الدمار، لكنه في الواقع وبعد انتهاء الحرب الباردة برز حقل نشاط جديد وهو القيام بعزل المواد النووية من أسلحة الدمار وتحويلها إلى وقود لاستخدام الطاقة النووية في المجال المدني.
وفي هذا الإطار يبدو مشروعا إصرار العديد من البلدان القوية لاستغلال الطاقة النووية، ذلك أن هذه الطاقة توفر استقلالية الحصول على الطاقة وضمان التزود بها، إلا أن التوفر على الطاقة النووية لأغراض مدنية مكلف للغاية وهذا ما يثقل كاهل دول الجنوب ويجعلها غير قادرة على المنافسة في هذا المضمار.
وأمام انتشار الطاقة النووية وبعد واقعة تشير نوبيل التي لطخت صورة الطاقة النووية فإن تم فرض نظام أكثر صرامة من السابق حتى يكفل الأمان والسلامة عند التعامل بالمواد النووية وكذلك لضمان التقيد بمعايير السلامة والأمان الصارمة بموجب ما أوصت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية (AIEA) التابعة للأمم المتحدة.
وعند الحديث عن الطاقة النووية وإيجابياتها على كافة المستويات المدنية، فإنه يجب أن لا يغيب عنّا آثارها السلبية والمتجلية في الفضلات والنفايات النووية.
وبالتالي فهذه النفايات النووية ذات الإشعاع القوي تتطلب مخازن دائمة مصممة تصميما جيدا، بحيث تسمح للإشعاعات بالتحلل إلى درجة المستويات الطبيعية.
إن التقنيات النووية الآن توفر طاقة نظيفة خالية من التلوث – بالمعايير المذكورة أعلاه – كما أنها تساعد على تحسين الطب التشخيصي ومعالجة جملة من الأمراض الغذائية للإنسان وحماية الثروة الحيوانية وتنمية موارد المياه وعقلنة تدبيرها وحفظ الأطعمة وتقوية مراقبة الجودة والنوعية الصناعية وتقدم علم البيئة حسب آخر دراسات الهيئة النووية الدولية (WNA)، وعليه فإنه الطاقة النووية بإمكانها المساهمة في التنمية المستديمة.
- بعد هذا المدخل العام ماذا عن المغرب وعن الوضع القانوني في المجال النووي؟
+ إن المغرب يتوفر على عدة مؤسسات لها علاقة بالمجال النووي، فهو يتوفر على:
أولا: المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية (CNESTEN) المؤسس بمقتضى ظهير 14 نونبر 1986 ومرسومي 19 يناير 1987 و 29 أبريل 1993 واختصاصه يتجلى في القيام بأبحاث حول الطاقة والعلوم والتقنيات النووية والعمل على تطويرها، وكذلك القيام بمراقبة كل المنشآت النووية وإدارة المواد النووية واستيرادها وتخزينها وتوزيعها.
فهذا المركز إذن له الاحتكار في هذا الباب، كما أن من بين مهامه تجميع وتخزين ومعالجة النفايات ذات العلاقة بالموضوع.
وثانيا: مركز الدراسات النووية بالمعمورة (CENM) (مرسوم 7 دجنبر 1994).
وثالثا: المجلس الوطني للطاقة النووية (CNEN) (مرسوم 5 ماي 1993) تابع للوزير للوزير الأول.
رابعا: اللجنة الوطنية للسلامة النووية (CNSN)، وقد أنشئت بمقتضى مرسوم 7 دجنبر 1993.
خامسا: المركز الوطني للحماية من الإشعاعات (CNRP) ومهمته هو السهر على احترام قانون 12/10/1971 الجاري به العمل في هذا الخصوص وهذا المركز تابع لوزارة الصحة.
وسادسا: جمعية المهندسين المتخصصين في هذا المجال (AIGAM) والتي أسست سنة 1985.
أما بالنسبة للجانب التشريعي فإنه لا زال يعرف بعض الاحتشام سواء من حيث الإسراع بإصدار تشريعات واضحة ومتخصصة، أو من حيث الحاجة إلى إعادة النظر في النصوص الموجودة حاليا مثل قانون 12 أكتوبر 1971 الخاص بالحماية من الإشعاعات والذي لا يمكن اعتباره قانونا شاملا وخاصا بالجانب النووي. وتحتوي ترسانتنا الآن على ظهير تأسيس المركز الوطني للطاقة المشار إليه أعلاه والمرسوم المرتبط به ومرسوم إحداث المركز الوطني للطاقة النووية، وهذا علاوة على نصوص تتعلق بالأمن النووي وهي مراسيم 7 نوفمبر 1994 و 9 نوفمبر 1995 و 26 فبراير 1999.
أما فيما يتعلق بالحماية من الإشعاعات فهناك مرسومان صدرا معا بتاريخ 28 أكتوبر 1997. كما أن هناك عدة مراسيم تنظيمية لازالت لم تر النور بعد.
وبالنسبة لمشاريع القوانين التي لازالت قيد الإعداد، فيتعلق الأمر بكل من القانون المتعلق بالمسؤولية المدنية وبالتعامل مع النفايات ونقل المواد الإشعاعية. إلا أن المؤمل من كل هذه المعطيات القانونية السالفة الذكر هو أن يعمل المغرب من الناحية التشريعية على ملاءمتها مع القوانين الدولية وإعطاء الأولوية في التطبيق لمضمون تلك المواثيق في حالة تعارضها مع التشريع الوطني، خاصة وأن المغرب قد صدّق على العديد من الاتفاقيات، وبالتالي فهو أصبح ملزما بمقتضياتها، وبالتالي فإننا نتمنى صادقين أن يعمل المغرب على صياغة مدونة خاصة بالقانون النووي تجمع شتات النصوص سواء منها الموجودة أو التي هي في طور الإعداد حتى يسهل الرجوع إليها وحتى يتم طبعا إطلاع الجميع عليها بسهولة، خاصة وأنه لا يعذر أحد بجهله للقانون.
- أثيرت زوبعة ودار جدال واسع بمدينة القنيطرة حول موضوع رمي النفايات الصادرة عن مركز الدراسات النووية بالمعمورة في نهر سبو، ونشرت بيانات في الموضوع، ما هو تعليقكم على هذا الموضوع؟
+ كما لا يخفى عليكم فإن مدينة القنيطرة تعتبر من أكثر المدن المغربية تلوثا، وبالضبط نهر سبو الذي يمكن أن نقول عنه أنه نهر ميت. والأمر كما في علمكم يتعلق بقرار اتخذ على مستوى ولاية القنيطرة (الكتابة العامة) ويقضي برمي النفايات النووية المجمعة والمخزنة بمركز الأبحاث النووية بالمعمورة بنهر سبو داخل المدار الحضري لمدينة القنيطرة، أي في مكان آهل بالسكان وفي نهر يعتبر متنفسا للساكنة.
وإن هذا الفعل سيؤثر لا محالة على هذه المدينة إذ سيحرم قاطنتها من الاستفادة من مزايا هذا النهر، من ضفافه، كما سيحرم الكثير من شباب المدينة من بعض الرياضات باعتبار أن جملة من الرياضات المائية تمارس في نهر سبو وسط المدينة، علما أن نهر سبو يصب في البحر على مستوى المهدية، وعلى هذا النهر بين المكان المقدر رمي النفايات النووية به والبحر يوجد ميناء المهدية للصيد البحري، فلكم أن تتصوروا الانعكاسات البيئية والصحية إضافة لتأثير كل ذلك على شاطئ المهدية الذي يعتبر مصطافا يؤمه آلاف المواطنين من داخل وخارج مدينة القنيطرة، مما قد يعني إمكانية حرمان الساكنة كذلك من الثروات السمكية ومن استغلال هذا الفضاء السياحي.
وإن العديد من مكونات المجتمع المدني والسياسي بادرت إلى الاحتجاج الحضاري على هذا الفعل وعلى انعكاساته السلبية المشار إلى بعضها أعلاه. فهناك من أصدر بيانا لتسجيل الموقف وهنا من أصدر بيانا يتضمن معطيات علمية وتقنية كما هو الحال بالنسبة لبيان الكتابة الإقليمية لحزب الطليعة بالقنيطرة، إذ تضمن عدة أسئلة وتساؤلات موجهة للأجهزة المسؤولة عن هذا الملف، والتي لحد الآن لم يصدر عنها أي جواب بخصوصها رغم خطورتها.
ومهما يكن من أمر، فإن المجتمع المدني والسياسي بمدينة القنيطرة مصمم العزم على مقاومة هذه العملية حتى لا يتحول نهر سبو إلى مقبرة للنفايات النووية التي يجهل مصدرها، باعتبار أن الكل مصمم على جعل مدينة القنيطرة مدينة نظيفة من الإشعاعات النووية وغيرها، خاصة وأنه بالرجوع إلى المحاضر المنجزة بالولاية لا نجدها تتحدث إطلاقا عن طبيعة تلك النفايات ولا نوعها ولا مصدرها ولا مدى خطورتها، ويعتقد أي مطلع على تلك المحاضر أن الأمر يتعلق بلجنة منح رخص البناء.
فالمحيط الأطلسي أقرب للمركز المنتج لتلك النفايات من نهر سبو وكان الأولى رميها به، فكيف يعقل أن تنقل تلك النفايات الخطيرة ويتجول بها وسط المدينة قبل الوصول إلى مكان رميها بنهر سبو، وهذا في الوقت الذي تفرض فيه الوكالة الدولية للطاقة النووية بناء مثل هذه المراكز بعيدا عن المكان وعن الأماكن الآهلة بهم.

نجيب الخياط رئيس جمعية التنمية والمحافظة على البيئة
نحن مع المفاعلات النووية بالمغرب لكن لابد من اتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة

- من الإشكالات التي أثارت الجدل مؤخرا، إشكالية النفايات النووية، أنتم كفاعل في مجال المحافظة على البيئة، كيف تقيمون تأثيراتها المفترضة على البيئة؟
+ موقفنا واضح في هذا الموضوع، فالنفايات النووية تعد مشكلا عالميا، ونحن كجمعية متخصصة في البيئة، لا يمكن أن يكون موقفنا عكس مواقف الجمعيات العالمية التي تحارب هذا المشكل، الذي يهدد سلامة البيئة.
أما النفايات النووية بالمغرب، فهو أمر محاط بسرية كبيرة، بحيث نسمع، كما يسمع الجميع أن هناك نفايات نووية في المغرب، ولكن ليس هذا الأمر مؤكدا.
على كل حال، فإننا نعلم أن المغرب، يريد إنشاء مفاعل نووي، من أجل أغراض سلمية، كمفاعل طانطان الذي حاربته جهات إسبانية – جزائرية، فلقي حتفه في المهد، حيث أراد المغرب أن يعقد مع الصين عقدة من أجل هذا الغرض، لكن كانت هناك معارضة سنة 1981 ضد هذا المفاعل النووي، كذلك هناك أيضا مفاعل نووي بالصويرة الذي يشتغلون عليه حاليا، ثم مفاعل معمورة، الذي هو في أطواره الأخيرة.
فنحن لسنا ضد هذا المفاعل النووي، لأن المغرب كما يعلم الجميع يستورد 90 في المائة من الطاقة من إسبانيا، الجزائر... فهو محتاج كل الاحتياج لهذه الطاقة، لهذا نعتبر أن الطاقة النووية رهان للاقتصاد المغربي.
- لكن ما هو معلوم أن المفاعل النووي له تأثيرات على البيئة؟
+ إن المغرب يعاني من مشاكل اقتصادية على رأسها مشكل الطاقة، لهذا نشجع المفاعلات النووية التي ستخفف من هذا النقص الحاصل. أما بخصوص تأثيرات هذه المفاعلات النووية على البيئة فليعلم الجميع، أن كل الدول بما فيها الدول المتقدمة، تعاني من هذا المشكل، ففرنسا مثلا رغم أنها دولة متقدمة فإنها تعاني من مشكل النفايات النووية.
- لكن كيفما كان الحال، فإن فرنسا دولة متقدمة والأكيد ستتخذ الاحتياطات اللازمة؟
+ إن المشكل المطروح، هو مشكل الاحتياطات الواجب اتخاذها لنتجنب مخاطر النفايات النووية، فنحن نملك أطرا مكونة في الفزياء النووي، الذي سيفيد في هذا الجانب. لهذا ومع اتخاذ الاحتياطات اللازمة، لابد من أن نساهم في تفعيل المفاعلات النووية في طانطان، المعمورة، الصويرة، طنجة.. وعلينا ألا نتأخر عن الركب، فها هي الجزائر قد تقدمت في مجال المفاعل النووي، وتقف ضد المفاعلات النووية بالمغرب.
إذن، هذا رهان اختلط فيه الاقتصادي بالسياسي، حيث لا يعقل، أن نقول بجرة قلم أننا ضد المفاعلات النووية دون أن نستحضر مصلحة البلاد.
- في رأيكم، هل من حق المواطن المغربي التعرف على هذه الإشكالية لاسيما المخاطر البيئية المرتبطة بها؟
+ نعم من حق الشعب المغربي أن يطلع على هذه القضية وتفاصيلها، لهذا نعلن أنه لا يجب أن تبقى هذه القضية محاطة بمثل هذه السرية التامة، فلابد من دمقرطة المعلومة، لإيصالها إلى المواطن المغربي، وهذا دور المجتمع المدني ودور الإعلام والقوى السياسية.
- ماذا قدمت جمعيتكم في هذا المجال لِتُعَرف المواطن على هذه الإشكالية؟
+ إذا كان هناك نشاط، سنؤكد موقفنا الذي يصب حول تشجيع المفاعلات النووية، لسد النقص الحاصل في الطاقة، لكن مع إشعار المواطنين بخطورته والمطالبة باتخاذ الاحتياطات اللازمة التي تحفظ البيئة والإنسان.
- أثار مؤخرا مشكل إيداع نفايات المركز الوطني للدراسات النووية بالمعمورة "بو القنادل" بالقرب من نهر سبو زوبعة، ما هو موقف جمعيتكم، كفاعل في البيئة؟
+ ما سمعت أنه سيتم إرسال النفايات النووية إلى بريطانيا لإحراقها وقد عقد المغرب معاهدة مع بريطانيا لتتكلف بالنفايات النووية، كَلَّفته 10 ملايير سنتيم.
أما بخصوص وضع النفايات النووية بإحدى المدن المغربية فجمعيتنا، لا علم لها بهذا الموضوع.

وفاء المخلص مفتشة جهوية لإعداد التراب والبيئة (الغرب الشراردة بني حسن) (القنيطرة)

الدول التي تستعمل الطاقة النووية لا تستهين بمواطنيها
- أثارت إشكالية النفايات النووية جدالا كبيرا بالمجتمع المدني، مؤخرا في مدينة القنيطرة، فكيف يمكن تقييم واقع حال هذه النفايات بالمغرب؟
+ إن الإشكالية المطروحة الآن على المستوى العالمي بخصوص النفايات النووية أو الأخطار النووية بصفة عامة، أظنها تخاطب كذلك المواطن المغربي حيث ثار الجدال حول صحة هذه الأمور، هل هي موجودة أم مجرد إشاعات؟
يمكن القول في هذا الباب أن السياسة النووية تم استحضارها منذ الثمانينيات، حيث قامت وزارة الطاقة بدراسات على أساس إحداث مركز نووي، الذي كان سيقام على شريط الأطلس الساحلي، إلا أن هذه الدراسات جمدت ولم تعد واردة منذ الثمانينات. لكن هذا لا يعني عدم رجوع الدولة إلى هذه الحلول خصوصا وأن ثمن برميل البترول بلغ 70 دولار هذا من جهة، أما من جهة أخرى فإن الطاقة النووية في حد ذاتها ومستوى التكنولوجيا اليوم مضبوطة وفي حالة الاستعمال العادي ليس هناك أي خطر.
وقد تخلت الدولة عن برنامجها النووي، لكن المشكل الذي فجر هذه القضية، هو عثور أحد العمال في ميناء الدار البيضاء على قطعة معدنية أثارت إعجابه فصحبها إلى بيته بالمحمدية ووضعها فوق شاشة التلفزيون مما أسفر عن موت عائلة بأسرها بفعل الإشعاعات النووية، لهذا بدأت السلطات تقوم بجمع هاته النفايات النووية المستعملة في الميدان الطبي.
بعد ذلك تعاونت "AIEA" (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) التابعة للأمم المتحدة مع الدولة، فتم إحداث المركز النووي بالمعمورة، ومن مهامه تجميع كل النفايات النووية ومعالجتها حتى لا تبقى مشعة، أما بخصوص الضجة التي أحدثتها بعض فعاليات المجتمع المدني بالقنيطرة فقد اجتمعت لجن محلية ووطنية وخبراء من "AIEA"، حيث أجرت دراسات حول تأثير النفايات على البيئة، فاستخلصوا أن معالجة المواد التي تحتوي على ما هو نووي لا تشكل خطرا، حيث قدروا رميها في مؤخرة وادي سبو، حيث الالتقاء بين البحر والوادي لن يكون له أي انعكاس.
كما يجب على المواطن المغربي أن يعلم، أن اختيار وادي سبو، لم يأت عبثا، بل هو نتيجة دراسات وتتبعات وهو مسؤولية ثلاث وزارات: "الطاقة والمعادن، الصحة، البيئة" وقرار التخلص من النفايات مُوَقَّعٌ من طرف الوزير الأول هذا من جهة، أما من جهة أخرى فتتمثل في كل من المفاعلات النووية في أوروبا وأمريكا، هي كائنة بمراكز البحوث الجامعية، وهذا دليل على عدم وجود أدنى خطورة.
كذلك يجب أن يعلم المواطن المغربي أن الباحثين قرروا عدم رمي النفايات بالمعمورة حفاظا على الفرشة المائية ونظرا لأن المركز غير مرتبط بشبكة التطهير.
فلا يجب أن نتخوف من اعتبار مدينة القنيطرة، مستودعا للنفايات النووية، حيث من خلال الدراسات، خرجنا ببرنامج التتبع، الذي تشرف عليه أكثر من وزارة.
فهناك فرق بين الأمس واليوم، ونحن في ظل حكومة مسؤولة، لا تستطيع أن تطلع على الخطر وتحيطه بالسرية، فقد كانت هناك ضجة في مدينة القنيطرة من أجل لا شيء، لهذا فبحكم مسؤوليتي، وبحكم مسؤولية الوزير ومسؤولية الحكومة في تدبير الشأن، فإن المسألة لا تشكل هذه الخطورة ولا تتطلب مثل هذه الضجة التي أحثت مجانا بخصوصها.
- أثارت إشكالية النفايات مؤخرا جدالا واسع النطاق، ما رأيكم في ذلك؟
+ أن يهتم المواطن المغربي بموضوع يهم البيئة، فهذا أمر صحي، لا يمكن إلا أن نعتز به، فهو يثبت أن هناك وعي لدى المواطنين لتتبعهم لقضايا حيوية من حجم الاهتمام ببيئتنا.
فلم يكن هناك سبب لكل هذه الضجة، ولكن تم تضخيم هذا الموضوع، بفعل النقص الحاصل في التواصل بين الجهات لإخبار المواطنين، ثم التسرع في إطلاق بعض الأحكام واستنتاج بعض النتائج من طرف المواطنين لأنهم يعتمدون على المادة المتوفرة، لهذا فمع مثل هذه القضايا الحيوية، يجب أن يتحلى الجميع بنوع من التريث والمسؤولية، وأن نسعى جميعا للحصول على صورة واضحة للواقع لأن ما وقع في موضوع النفايات النووية بالقنيطرة، هو موضوع تم تضخيمه كثيرا والدليل على ذلك، هو أنه بعدما تم إعطاء توضيحات، هدئت الأمور وكأن شيئا لم يحدث.
لهذا ما أريد أن أضيفه هو الثناء على دور الإعلام والمجتمع المدني في تتبع قضايا تهم بلادنا، ولكن لابد أن يكون في إطار المسؤولية، وأن يقع البحث والتحري قبل نشر أي شيء.
- في نظركم ما هي المصادر التي تنتج هذه النفايات النووية؟
+ من بين المصادر التي تنتج النفايات النووية، هناك مصادر طبية مثل الأشعة الباطنية، مواد علاج مرض السرطان وبعض المعامل التي تستعمل process، هذا ما نعلمه بخصوص مصادر النفايات.
- هل هناك مراقبة صارمة من طرف الجهات المسؤولة لمصادر هذه النفايات؟
+ إن اللجنة الوطنية التابعة لوزارة الصحة هي التي تقوم بعملية المتابعة والمراقبة، فمثلا بخصوص الأشعة الباطنية فلا يمكن السماح للطبيب المختص القيام بعملية إلا بعد قيام لجنة تابعة للوزارة المعنية بمراقبة أدوات هذه الأشعة، حيث لا يتم منح الرخصة إلا بعد توفر كافة الشروط المطلوبة في هذا المجال.
- هل راكم المغرب كمية من النفايات التي أصبحت تشكل له خطرا؟
+ إن القطاع النووي، قطاع له استعمالات كثيرة، لأنه لا يمكن القول بأن الدول التي تستعمل الطاقة النووية تستهين بمواطنيها.
نعم هناك أخطار حينما نصل إلى مستوى معين، وهذه الأخطار هي التي هزت الرأي العام، مما أدى إلى ضرورة اتخاذ جميع التدابير في مرحلة إجراء البحث عن بدائل، أما في المغرب، فنحن لازلنا في مرحلة إجراء أبحاث، فلسنا دولة نووية حتى نقول أننا راكمنا من الإنتاج والتطور من يصبح يشكل بالنسبة لنا خطرا يستدعي قيام تحركات قوية.
فالاستعمال العادي للطاقة النووية لا يشكل الخطر، ومنافع هذا القطاع مهمة جدا للاستعمال، لكن هذه الاستعمالات يجب أن تكون مقننة ونحن في بلادنا نبحث عن آليات للتنمية، لتثبيت أسس التنمية البعيدة المدى، والقطاع النووي من القطاعات التي تستعمل وستستعمل بكثافة في المستقبل في الميادين السلمية "العلمية والطبية" لذلك علينا أن نتحلى بما يلزم من الاحتياطات فلدينا مركز للأبحاث في هذا الميدان ويجب أن يتطور ويتقوى هذا المركز، لأننا نحن في حاجة لهذه الصناعة، وفي نفس الوقت لابد من اتخاذ الاحتياط اللازم من طرف كل الجهات المسؤولة، إذا ما كان هناك إنذار بخطر، ليس فقط في الميدان النووي، ولكن كذلك في الميادين الأخرى. أما عن سؤالك، فنحن لم نبلغ درجة التخوف من هذا المنتوج، بل يجب أن نتطور فيه، خصوصا وأن جيراننا قطعوا أشواطا في هذا الباب، لأن لهذا المنتوج استعمالات كثيرة، في الطب، في الطاقة، في الصناعة....، وهناك تحديات كثيرة، ونحن كدولة نطمح إلى استعمال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة من أجل تطويعها لصالح تنمية مستدامة وسليمة لبلادنا.
- لكن ما يروج في الأوساط السياسية، أن هناك دول عظمى تعمل على تخصيب اليورانيوم التي تخلف نفايات، كإسرائيل وأمريكا، هذين البلدين يبحثان عن دول لإيداع تلك النفايات، ومن بين الدول المرشحة لهذه المهمة هي المغرب، ما رأيكم في هذا القول؟
+ هذا تخوف مشروع، لكن هناك القانون الدولي الذي نحن منخرطين فيه، كذلك هناك معاهدة دولية خاصة بالنفايات الخطيرة، وقد صادق عليها المغرب وتمنع أن يصبح المغرب مستودعا لهذه النفايات.
نحن في مرحلة انتقالية، في مجال تحيين ترسانتنا القانونية من أجل الحماية المستدامة لمواردنا، فكل هذه القوانين أخذت بعين الاعتبار، التحولات التي عرفها المجتمع المغربي وعرفها العالم، فالإشكالات التي تطرح عالميا، نحن معنيون بها.
وهناك دور مهم يقوم به الدرك الملكي في المحافظة على البيئة، حيث هناك فرقة خاصة بالبيئة التابعة إلى الدرك الملكي.

البعد النووي في الصراع العربي الإسرائيلي
دردشة مع فوزي حسين حماد عبر شبكة الانترنيت

أستاذ متفرغ – هيئة الطاقة الذرية المصرية منذ مارس 1994 حتى الآن
مستشار الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتعاون الفني (المشاريع النموذجية) (1994-1995)
خبير في الأمان الدولي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتعاون الفني (المشاريع النموذجية)–1996
رئيس هيئة الطاقة الذرية المصرية (1990-1994)
مؤسس ورئيس جهاز التنظيم والأمان النووي بهيئة الطاقة الذرية (1984-1990)
رئيس لجنة التنظيم والآمان النووي بهيئة الطاقة الذرية (1982-1984)
- كيف تتخلص إسرائيل من نفاياتها النووية؟
+ البرنامج النووي الإسرائيلي هو برنامج سري ومفاعل "ديمونة" وسبل التخلص من النفايات المشعة ليست منشورة على الإطلاق، ولكن هناك أخبار تتواتر بين الحين والآخر في الصحف الإسرائيلية أن هناك تلوثا إشعاعيا حول مفاعل ديمونة؛ بسبب مشاكل في معالجة النفايات المشعة، ولان المفاعل سري ولا يخضع لنظام الضمانات وليست هناك بعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا أي مفتشين بهذا الخصوص، كما أن إسرائيل لم تطلب أي معونة من الوكالة الدولية في هذا الصدد، ولكن من المتوقع ذلك لان المفاعل قديم (عمر المفاعل حوالي 37 سنة) ويمكن أن تكون به مشاكل في نظام تصريف المخلفات بالإضافة إلى أن المفاعلات العسكرية مثل ديمونة لا تخضع لرقابة مستقلة من الدولة ولا من لجان الأمان النووية، فمن المتوقع أن يكون هناك مشاكل خطيرة. حتى في الولايات المتحدة الأمريكية في برنامجها العسكري في موقعه بولاية واشنطن توجد مشاكل خطيرة بخصوص النفايات المشعة.
- كيف ترى سعي الدول العربية والإسلامية للحصول على التقنية النووية وهل يكفينا الاحتجاج على حصول إسرائيل على ذلك وكفى ؟!
+ الاحتجاج هو أول أسلوب يستخدم؛ لأنه أسهل أسلوب وهو الأسلوب المتاح أما بالنسبة للحصول على التقنية النووية السلمية فهذا أمر واجب وضروري، لقد كانت الطاقة النووية من أركان القرن الماضي، وسيطرت على مجريات الأمور سواء كان ذلك حربا أو سلما، أي بناء المفاعلات السلمية أو بناء القنابل النووية. وفي ضوء أن العرب جميعهم هم أطراف في معاهدة منع انتشار السلاح النووي فقد وافقوا بمحض إراداتهم على عدم الدخول في مجال إنتاج السلاح النووي، إلا انه لا يوجد مبرر على الإطلاق في التقاعس في الدخول في مجال تكنولوجيا النووية السلمية وهي المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء أو تحليلة مياه البحر أو كليهما، وكذلك في التوسع في استخدام المفاعلات الصغيرة والبحثية، في أغراض البحوث والتعليم وإنتاج النظائر والمصادر المشعة لاستخداماتها الواسعة طبيا وزراعيا وصناعيا وغير ذلك. وحقيقة الأمر أن المفاعلات الموجودة في العالم العربي توجد في مصر وفي ليبيا وفي الجزائر وفي المغرب مؤخرا، وهناك مفاعل صفري أي مفاعل صغير في سوريا وباقي المنطقة خالية من المفاعلات النووية؛ حتى أن هناك جامعات بها برامج للهندسة النووية وليس بها مفاعلات للتعليم؛ وبالتالي فالتعليم نظري فقط وليس تعليما عمليا، إضافة إلى هذا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قامت ببرنامج واسع لدراسة جدوى استخدام المفاعلات النووية لتحلية مياه البحر وتم ذلك مع دول منطقة شمال إفريقيا بالكامل واستمرت الدراسة 6 سنوات وأثبتت الجدوى الفنية الاقتصادية للتحلية النووية وأوصت بان تتقدم الدول بمواقع محددة وان تقيم مفاعلات صغيرة تجريبية للتحلية. وهناك دول مثل الصين على استعداد للتعاون لإقامة مفاعلات في هذا الغرض فلم تتقدم إلا دولة واحدة وهي المغرب ويجري حاليا القيام بدراسة تفصيلية عن هذا المشروع قبل تنفيذه.
- إلى أي مدى تسهم الطاقة النووية في حل مشكلة الطاقة؟ وهل تعتقدون أن العائد منها يبرر تكاليفها الاقتصادية والبيئية والأمنية خاصة مع وجود مصادر بديلة وآمنة للطاقة مثل الشمس والرياح؟
+ أولا، لا توجد في مصر مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء، فمصر لديها مفاعلان بحثيان أولهما قدرته 2 ميغاواط وبدأ العمل منذ 61، ثم مفاعل مصر الثاني الذي تم التعاقد عليه في سبتمبر 92 ودخل الخدمة في فبراير 98، وقدرته 22 ميغاواط أما برامج مصر لإدخال مفاعلات الكهرباء فقد تعثرت جميعا ولم يتم إنشاء أي مفاعل. لكنها لا تملك مصر إمكانيات إنتاج سلاح نووي حالياً، لأنها انضمت إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية منذ عام 1981 وبالتالي لا تعمل في أي مجال يتعلق بإنتاج السلاح النووي.
وبالنسبة لاقتصاديات الطاقة النووية وأثرها البيئية وغير ذلك نريد أن نوضح إن عدد الدول التي تستخدم المفاعلات لتوليد الكهرباء في العالم عددها الآن حوالي 32 دولة، في مقدمتها فرنسا التي تولد أكثر من 75% من احتياجاتها الكهربية من مفاعلات نووية بلغ عددها أكثر من 60 مفاعلا، ونود كذلك أن نشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بها اكبر عدد من المفاعلات النووية في العالم؛ إذ يبلغ هذا العدد أكثر من 100مفاعل. وإذا انتقلنا إلى الدول في آسيا نجد أن اليابان - وهي دولة أصيبت من القنابل الذرية 1945- تملك برنامجًا نوويا نشطا وكبيرا؛ فهي تولد ثلث احتياجاتها الدولية من المفاعلات النووية ولديها دورة وقود نووي كاملة، وإذا ذهبنا إلى بلاد من الدول النامية نجد أن كوريا الجنوبية تولد كذلك 40 في المائة من احتياجاتها الكهربائية من الطاقة النووية، بل والأكثر من هذا أنها تقوم بتصميم وتصنيع المحاطات النووية بدرجة اعتماد على الذات قدرها 95% ، كذلك الهند تقوم بتصنيع محطاتها النووية بدرجة اعتماد على الذات بنسبة 98%. وبالنسبة للأخطار البيئية من المحطات النووية فيكفي أن نعلم أن الطاقة النووية لا تولد غاز ثاني أكسيد الكربون مثل الطاقات البترولية والفحمية وغيرها؛ وهذا ما يسبب المشكلة الأساسية للبيئة في العالم وهو سخونة الكوكب بسبب تأثير الصوبة الذي يهدد كوكب الأرض حاليا وفي المستقبل، ولكن نريد أن نوضح أن الطاقة النووية كأي مصدر من مصادر الطاقة؛ لها مخاطر ولكن هذه المخاطر في الحدود المقبولة ، وتم الاستفادة منها بالرغم من الأخطار التي وقعت وأدت إلى حوادث نووية في مفاعل "ثري ميل ايلند" في الولايات المتحدة وكذلك حادث تشرنوبل في الاتحاد السوفياتي السابق، وبعد ذلك تم تعزيز أمان هذه المحطات. وبالنسبة لأي مصادر أخرى من الطاقة مثل الطاقة الشمسية وغيرها فان السياسية الرشيدة لأي برنامج للطاقة هو الاعتماد على المصادر المختلفة منها، في إطار توليفة مناسبة تعتمد على المصادر الطبيعية للطاقة في كل بلد؛ إذن هناك مكان لكل مصدر من مصادر الطاقة مع الإشارة أن الطاقات الجديدة والمتجددة لازالت في نطاق تجريبي، ولا نستطيع أن نبني حتى الآن محطة قدرها 1000 ميغاواط من الطاقة الشمسية أو الرياح أو غيرها، ونحن نشجع تنمية كافة المصادر، فإن احتياجات الطاقة لمواجهة النمو السكاني سواء في المنطقة العربية أو غيرها تحتاج إلى كافة المصادر، مع أنني كذلك أحب أن أوضح أننا لا يجب علينا كعربً ونحن أمة منتجة للطاقة - أن نسرف في إنتاج البترول، بل يجب أن نرشد استخدامه حتى يكون مفيدا للأمة العربية والعالم على المدى البعيد، بدلا من أن يجري تخزينه في بلاد أخرى كما يحدث الآن في أمريكا.
- ذهبت تقارير صحفية متعددة إلى عزو الهزات الأرضية الأخيرة التي ضربت المنطقة العربية وتركيا إلى إجراء إسرائيل تفجيرات نووية في باطن الأرض، ما رأيكم في ذلك؟
+ حينما حدثت هذه الهزات تم اتصال بمنظمة الحظر الشامل للاختبارات النووية ومقرها أيضا في فيينا، والمفروض أن هذه المنظمة لها عدة مراكز رصد في العالم؛ وذلك لتتبع أي تفجيرات نووية، وقد اتصلت مباشرة بهم وأفادوا أن هذا ليس تفجيرا نووياً. ويمكن إضافة أنه من المعروف أن إسرائيل قد أجرت تفجيرا نوويا في عام 79 بالاشتراك مع جنوب إفريقيا، وذلك في جنوب المحيط الهندي وتم رصد هذا التفجير بواسطة قمر صناعي أمريكي إلا أنه تم التغطية على هذا الخبر. ولكن في تقرير كثير من المعلقين.. فان ذلك كان اختبارا نوويا إسرائيليا
- هل كان العراق قد اقترب من امتلاك أسلحة نووية بالفعل؟ وهل لديه الإمكانية الآن لتجديد هذه القدرات؟
+ لقد قام العراق بتصميم وتنفيذ برنامج شامل لإنتاج أسلحة التدمير الشامل؛ من نووية وكيماوية، وبيولوجية. وبالنسبة للسلاح النووي تدل المعلومات المتوفرة الآن انه بالنسبة لخط البولتونيوم فقد أنتج كمية صغيرة 2 جرام، وهذا يدل انه استطاع أن يسيطر على أسلوب فصل البلوتنيوم واليورنيوم المشع. وبالنسبة لانتاج المادة الانشطارية: وهي اليورنيوم على المخصب فقد عمل في عدة تكنولوجيات، منها: تكنولوجيا الطرد المركزي، وتكنولوجيا الفصل بالطرق الكهرومغناطيسية واستطاع أن يقوم بفصل اليورنيوم المخصب بكميات بسيطة، هذا كله يوضح انه تم إعداد الأجهزة والمعدات اللازمة، وفي نفس الوقت أجرى التجارب المبدئية التي توضح انه اكتسب الخبرة في مجال إغناء اليورنيوم؛ وهذا يعني أن القضية أصبحت قضية وقت لإنتاج كميات وفيرة يستلزمها السلاح النووي، وفي عام 1995 نُُُشرت أخبار عن الوزير المسؤول عن البرنامج النووي -وكان صهر الرئيس صدام حسين كامل- انه في الفترة الأخيرة كانت هناك محاولة لاستخدام اليورنيوم المخصب من احد المفاعلات العراقية التي تخضع لضمانات دولية وتم تحويله لمادة صالحة للإنتاج العسكري ولكن التدخل العسكري في الخليج (حري الخليج الثانية) أوقفت هذا الاتجاه، ونشر أيضا ما يفيد أن العراق قد استكمل تصميم القنبلة النووية وكان بانتظار الحصول على المادة الانتشطارية اللازمة.
كان من أول الأهداف العسكرية في حرب الخليج الثانية تدمير المنشآت النووية العراقية والمفاعلات أيضا، وتم ذلك بنسبة كبيرة من النجاح؛ ذلك لان منشآت اغناء اليورنيوم هي منشآت كبيرة وتم التعرف على مواقعها، بواسطة فرق التفتيش وكذلك بمقتضي القرار رقم 687 الصادر من مجلس الأمن، وبمقتضى الباب السابع من ميثاق الامم المتحدة قامت لجنة خاصة بالمشكلة بفتيش ونزع السلاح العراقي، وكما نعلم جميعا فانها أشرفت على تدمير البرنامج النووي إلى الحد الذي أعلنت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه تم تدمير كافة المنشآت النووية العراقية؛ وبالتالي فإنها لا تقوم الآن إلا بجهد في الرصد طويل الأجل؛ حتى لا تتمكن العراق من إعادة بناء منشآت نووية. هناك نقطة إضافية هامة: أنه في أي تفكير في إعادة بناء البرنامج النووي العسكري فهناك حاجة إلى استيراد معدات متقدمة -كما فعلت في الماضي - وفي ضوء الحصار المضروب على العراق، وفي ضوء حالة الانهيار الاقتصادي والصحي الموجود في العراق - في تقديري- ليست هناك إمكانية لإعادة ما تم تدميره في الزمن المنظور
- ما هو تقديركم لحجم المخاطر على الدول العربية المحيطة بإسرائيل من جراء التسربات النووية من ديمونة؟
+ إن المخاطر الحقيقة هي من وجود المفاعل ومن التسليح النووي وهو الخطر الأساسي الذي يشكل تهديدا للأمن القومي للعرب، وليس هناك أسلوب أو طريقة عربية لمواجهة هذا السلاح سوى الدعوة إلى إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، أما بالنسبة للتسربات من مفاعل ديمونة، وخاصة ما أثير من النفايات المشعة بالرغم من عدم توافر معلومات عن هذا الموضوع - كما سبق أن أوضحنا- إلا أن هذه الأخطار تبقى محدودة في المنطقة. ويُطرح أيضا من علماء إسرائليين أن مفاعل ديمونة القديم به أجزاء متهالكة وبالتالي يمكن عند وقوع هزات أرضية أن يحدث انهيارات في المفاعل تؤدي إلى تسرب إشعاعي وهذه نقطة جديرة بالدراسة إذا توافرت معلومات عن المفاعل، ولكن كل ما يمكن عمله في هذه المرحلة هو الرصد الإشعاعي في الدول العربية المتاخمة لإسرائيل حتى يمكنها قياس أي زيادة في المستويات الإشعاعية؛ ووفقا لذلك تتخذ إجراءات الأمان الإشعاعي اللازمة. وعلى حد علمي.. هناك أجهزة للرصد الإشعاعي قرب الحدود من مصر وكذلك من الأردن وكذلك من سوريا.
- هل يمكن للمسلمين أن يقفوا بندية أمام الكيان الصهيوني بدون امتلاك القوة النووية ؟
هل هناك تعاون نووي بين البلاد الإسلامية كباكستان وإيران وما أثره استراتيجيا على الصراع الإسلامي ضد الصهيونية؟ وهل يمكن التطبيع والسلام في ظل عدم التوازن النووي بيننا وبين إسرائيل؟
+ أولا: موضوع الندية يبدأ بالتعاون وهذا فريضة غائبة في العالم العربي والعالم الإسلامي؛ فان التعاون الموجود هو يشكل تنسيقا وفي اضعف الحدود. نحن نرى كيف يتم التعاون مثلا في أوروبا، الذي وصل إلى ما يشبه حكومة أوروبية نحن نرى كيفية التعاون داخل حلف شمال الأطلسي ونرى التعاون في دول منظمة التعاون الاقتصادي، نحن نرى كيف يجتمع رؤساء الدول الصناعية الثمانية كل 6 أشهر، وحينما يكون هناك حادث أو أمر دولي هام تجرى مشاورات على جانب واسع، فهل لدينا هذا الحجم من الاجتماعات والقرارات المشتركة؟!
نحن المنطقة الوحيدة في العالم التي تبدو وكأن عقدها قد انفرط، هذا بالنسبة للتعاون العربي. أما بالنسبة للندية وبالتالي في وسط هذا السلوك السياسي لا نستطيع أن نتحدث عن الندية وبالمناسبة يقال: إن عدم انعقاد القمة العربية لان هذا الاجتماع وحده يخيف إسرائيل ولا استطيع أن أتكلم عن الندية في هذا المناخ السياسي، بالنسبة لقضايا التطبيع فالرأي انه لا تطبيع إلا بعد التوصل لاتفاق سلام شامل ويتضمن ذلك إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية، أو أسلحة الدمار الشامل؛ هنا يمكن القيام بالتطبيع الحقيقي.
- يرى بعض الدارسين أن التفجيرات النووية الباكستانية والهندية قد عقدت المسألة النووية في الصراع العربي - الإسرائيلي وزادت من تعنت إسرائيل في موقفها فهل تتفقون مع هذا التحليل؟
- بلا جدال أنها عقدت الموقف، وان هذا طرح على الشارع العربي: لماذا تخلفنا؟ طرحت كذلك لماذا لا ننتج سلاحا نوويا؟ في كافة المؤتمرات واللقاءات التي حضرتها منذ مايو 98 كنا دائما نواجه هذه الأسئلة، وطبعا كنا نرد عليهم بأننا حسمنا أمرنا في هذا الموضوع، وأصبحنا أطرافا في المعاهدة النووية. في اعتقاد كثيرين -أيضا-.. إن إسرائيل يمكن أن تعلن أنها دولة نووية، إلا أن آخرين يرون أن ذلك سوف يعرضها لقطع المعونات والمساعدات من الولايات المتحدة الأمريكية؛ وبالتالي سوف تستمر في سياساتها الحالية وهي سياسة الغموض النووي أو التعتيم النووي، ويبدو أن هذا ما قررته إسرائيل، و قد مر أكثر من عامين ولم يحدث أي تفجير.
هناك بعض الذين يثيرون أن القنبلة النووية الباكستانية هي قنبلة إسلامية وتم نفي ذلك بكل تأكيد من الجانب الباكستاني، ومن الممكن أن يعقد ذلك الموضوع حينما تبدأ مفاوضات إنشاء المنطقة الخالية من أسلحة التدمير الشامل ومن المحتمل أن يطرح الإسرائيليون التهديد النووي الباكستاني للمنطقة. إلا أن ذلك مردود عليه بان مشكلة الهند وباكستان هي مشكلة في جنوب آسيا وليست في غرب آسيا.
- هل ما يذكر عن قدرات إسرائيل النووية حقيقة أم مبالغ فيه؟
+ الحقيقة أن الذي يذكر عن الأسلحة النووية يستند أساسا إلى المعلومات والبيانات التي أدلى بها الفني الإسرائيلي المغربي الأصل فعنونو في أكتوبر 1986 إلى صحيفة "الصانداي تايمز الانجليزية"، وهذه المعلومات هي أساسا التقرير الذي يتواتر في وسائل الإعلام المختلفة والتي تحدد عدد الرؤوس النووية في إسرائيل بحوالي أكثر من 200 رأس نووي وفي اعتقادي.. انه ليس هناك مبالغة في هذا التقدير بالنسبة لما اطلعت عليه من مصادر حديثة
- كيف يرى فوزي حماد، أهمية توفر القدرات النووية للدول العربية لمواجهة إسرائيل مقابل التفوق العسكري الشامل؟هل إسرائيل تبالغ بحجم قدراتها النووية؟ ما أبرز الاستخدامات المجدية والآمنة للطاقة النووية؟
+ الحقيقة التحدي الإسرائيلي يكون بالتحدي الحضاري أن تنشئ الأمة العربية الإسلامية أقطارا تعتمد على العلم الكبير والتكنولوجيا المتقدمة هذا جانب هام من جوانب الدولة العصرية: العلوم التكنولوجية المتقدمة وأن تشكل التكنولوجيا المتقدمة الاقتصاد القطري أو الاقتصاد العربي هذا الأمر أصبح ضرورة بقاء؛ إذ أن التخلف التكنولوجي وحده - دون إسرائيل- كفيل بتفتيت ما بقي لدى العرب والمسلمين. أن التقدم العلمي والتكنولوجي هو ضرورة بقاء فإذن هو التحدي الحضاري الذي لا بد أن نعمل من أجله، ثم أن هناك أسلحة تدمير شاملة أخرى مثل: الأسلحة الكيماوية وغيرها يمكن أن تشكل أيضا رادعا، صحيح إنها ليست في مستوى السلاح النووي إلا أنها مع أسلحة تقليدية متقدمة - يمكن أن تشكل رادعا بجوار التقدم التكنولوجي.
- ما مدى تأثير الطاقة النووية على الدول العربية؟
+ نحن نرى أن العالم العربي لم يستخدم الطاقة الذرية بالمستوى اللازم. إن المنطقة العربية تكاد تكون هي الوحيدة في العالم التي ليست لديها مفاعلات لتوليد الكهرباء أو تحليلة المياه، إذا نظرنا إلى قارة إفريقيا نجد أن الدولة الوحيدة التي لديها مفاعلات لتوليد الكهرباء هي جنوب إفريقيا، بينما تنتشر المفاعلات في أوربا وفي آسيا وفي أمريكا اللاتينية. إن الدولتين الإسلاميتين الوحيدتين اللتان بهما برامج نووية هما : باكستان فلديها محطتين لتوليد الكهرباء الأولى من كندا والثانية من الصين وتجري التشاور لإنشاء محطة ثالثة بتعاون مع الصين. أما إيران- وهي الدولة الإسلامية الثانية- فهي تحاول أن تستكمل وتشغل محطة "بوشهر" والتي بدأ إنشاؤها في عصر الشاه وقد وصلت إلى 70في المائة منها إلا أنه توقف العمل بها بالكامل بعد قيام الثورة، كان هذا الإجراء غير مفهوم.
- إلى أي مدى يمكن الاستفادة من الكفايات العربية المهاجرة في هذا الميدان، وهل يمكن – بالفعل - توظيف تلك الكفايات للعودة بمردود حقيقي في برنامج عربي موحد، وهل لدينا كفايات يمكن أن تغطي كل التخصصات المطلوبة لذلك؟
+ أولا: توجد في العرب المهاجرين كافة الكفايات العلمية والتكنولوجية، ولكن – حقيقة - ليست هذه المشكلة؛ المشكلة في الأساس هي الإرادة السياسية، في كل دول تريد أن تبني تكنولوجيا نووية سلمية ويأتي عقب الإرادة السياسية الإدارة اللازمة لذلك. إن تركيز كل الموضوع في كلمتين: الإرادة والإدارة، وإذا تم التخطيط الدقيق لأي مشروع تكنولوجي نووي أو غير نووي يمكن الاستفادة بالخبرات المهاجرة؛ لأنه دون هذا البرنامج المخطط لا يستطيع أن يعمل فيه علماء عملوا في أنظمة مخططة متقدمة.
أرى أن استخدام العلماء في الخارج يكون لفترات قصيرة، وليس للإقامة لان هؤلاء العلماء تعودوا على نظم إدارية معينة، وعلى مستويات معينة في العمل وفي المعيشة، وعلى خدمات ورعاية وفي مناخ متقدم بحيث أن ملاءمتهم للمناخات هذه لا تكون على المستوى الرفيع ولكن استخدامهم يكون لفترات قصيرة للاستفادة بخبراتهم بشكل أكثر فاعلية.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة مغربية لمقاضاة و متابعة المجرم عميير بيريتز وزير الدفاع ...
- المغرب النووي 2
- المغرب النووي الجزء الأول
- حوار مع الاقتصادي نجيب اقصبي رئيس جمعية ترانسبرانسي
- الأخطاء الكبرى للملك الحسن الثاني2
- الأخطاء الكبرى للملك الحسن الثاني..1 من 4
- -المفاوضات مع البوليساريو- الجزء الأخير
- -المفاوضات مع البوليساريو- الجزء الثالث
- المفاوضات مع البوليساريو الجزء الثاني
- -المفاوضات مع البوليساريو-
- مراسلة الكونغريس الأمازيغي للملك لمطالبته بدسترة الأمازيغية
- مرحبا بكم ... ولكن
- جحيم المغربيات بالخليج
- مجموعة أونا هل تنمي مصالح الملك أم الاقتصاد الوطني؟
- المغرب على فوهة بركان
- مغاربة فقدوا حياتهم من أجل التغيير ومن أجل غد أفضل
- الأجهزة الأمنية في ظل ملكين بالمغرب
- عدالة المغرب تغتال الصحافة المستقلة مرة أخرى
- هيئة الإنصاف و المصالحة و الحقيقة المعوقة
- محنة مطرودي و مطرودات شركة لامونيكاسك – المهدية التابعة لمجم ...


المزيد.....




- -أخطر مكان في العالم-.. أكثر من 100 صحفي قتلوا في غزة منذ 7 ...
- 86 مشرعا ديمقراطيا يؤكدون لبايدن انتهاك إسرائيل للقانون الأم ...
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - المغرب النووي 3