أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - محاولة لفهم ما يجري















المزيد.....

محاولة لفهم ما يجري


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأتي زيارة الرئيس العراقي جلال ا لطالباني إلى سورية في سياق تنفيذ الإستراتيجية الأمريكية الجديدة للعراق والمنطقة .
حرص ماما جلال على إظهار الطابع الودي وتأكيد استمرار العلاقة الحميمة بينه وبين النظام السوري وذلك عبر جلبه لوفد ضم فعاليات ومسئولين في الاقتصاد والتجارة والعلاقات العامة وعبر حرصه على زيارة ضريح حافظ الأسد و وضع إكليل الزهور على قمة جبل قاسيون تحت قبة الجندي المجهول .
لا تخلو تلك الزيارة من رسائل أمريكية حملها الرئيس العراقي إلى نظيره السوري شبيهة بتلك التي أوصلها لأحمدي نجاد في الأشهر الماضية.
سورية و إيران من حيث المبدأ لا تعارضان النظام السياسي العراقي الحالي القائم على المحاصة الطائفية كونه في النهاية نظاما ً مواليا ً و امتدادا ً للمشروع الإيراني في المنطقة العربية فالجذر الأصولي الطائفي للحكومات العراقية المتعاقبة بدا عميقا ً و راسخا ً عبر كل التغيرات الحاصلة في هيكل المناصب و الإدارات و بدا أشد وضوحا ً بالممارسة الفعلية على الأرض.
سورية تدعم التمرد السني في العراق بذريعة مقاومة الاحتلال و إيران تغذي التوجه الديني الطائفي للنظام السياسي العراقي كجزء من المشروع الإيراني الحالم بإعادة الدور الذي كان يلعبه شاه إيران في منطقة الخليج حيث كانت إيران في عهده القوة العسكرية الأكبر ومركزا ً حضاريا ً أكثر إشعاعا ً وحضورا ً .
إيران احمدي نجاد تحلم باستعادة ذلك الدور بعامله القديم أي القوة العسكرية الضاربة عبر التمكن من امتلاك القوة النووية وتطوير مجموعة الصواريخ البعيدة المدى والمضادة للطائرات والصواريخ الأمريكية العابرة للقارات ، وباستبدال الدور الحضاري التنويري لإيران بأيديولوجية أصولية مرتكزة أساسا ً على المذهب الشيعي .
في لقاءها الأخير مع وزراء خارجية المنطقة فيما عرف بـ 6 + 2 ( مجلس التعاون الخليجي + مصر والأردن ) ، طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس من الوزراء العرب عدم التدخل في شؤون العراق ، وتزامن ذلك الطلب مع اقتحام القوات الأمريكية للقنصلية الإيرانية في أربيل ، وتصريحات للعديد من المسئولين الأمريكيين بالعمل على ملاحقة وضرب عملاء سورية وإيران في العراق.
وربما الغريب في جملة تلك الأحداث أن تطلب ريس من العرب عدم التدخل في العراق ، والاستمرار في تهميش الدور السوري في نفس الوقت الذي تدرك ويدرك فيه الجميع أن اللاعب الأساسي بعد أمريكا في العراق هو إيران ، والفارق الجذري بينهما أن إيران لاعب يحظى بتأييد جماهيري شعبي ونخبوي كبير في الرأي العام العراقي، في حين أن قبول إشراك اللاعب الأمريكي جاء بمنطق براغماتي نفعي فهو لاعب غير محبوب وغير مرغوب بتواجده ولكن تبقى الاستفادة منه ضرورية إلى حين امتلاك الامكانات الكافية للاستغناء عنه .
روبرت غيتس وزير الدفاع الأمريكي الجديد أعلن عن عزم الولايات المتحدة على زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق بحدود 95 ألف جندي خلال الأعوام الخمسة القادمة ، وأفصح الرئيس بوش عن عزم إدارته على نشر بطاريات صواريخ باتريوت في المنطقة وتحصين مياه الخليج بحاملات الطائرات .
وتزامن ذلك مع بدء وصول طلائع القوة الإضافية البالغ مقدارها 21500 جندي التي قرر بوش إرسالها فورا ً إلى العراق .
بول سالم (1)
يرى بأن التواجد العسكري والسياسي الأمريكي المباشر في المنطقة سيمتد إلى عقدين على أقل تقدير ، وإن التغيير في السياسة الأمريكية في خلال السنة والنصف الباقية لإدارة جورج بوش مرتكز على استمرار الآليات القديمة مع طرح التساؤل عن حصول ضربة أمريكية لإيران خلال تلك الفترة أم لا( 2.)
جمال خاشقجي (3 ) يرى أن مستقبل العراق محصور بين التقسيم أو الحرب الأهلية (فضائية الحرة ) .
الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيرسل مبعوث خاص لإيران في الوقت الذي يؤكد فيه مسئول الملف النووي الإيراني بأن إيران عازمة على تركيب ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي من اجل الحصول على الوقود النووي مع الإشارة إلى عدم انسحاب إيران من معاهدة الحد من انتشار التسلح النووي .
هذه المؤشرات تقود إلى القناعة بأن اللعبة الدبلوماسية والتكتيكية بين إيران والغرب ما زالت مستمرة بالتصعيد تارة و التهدئة تارة أخرى . الإدارة الإيرانية تتدرج في الإعلان عن نيتها وعزمها المضي في مشروعها السياسي الأيديولوجي والعسكري عبر استمرار سعيها النووي وتوجهها نحو العمل خلف حدود العدو بالتقارب الإيراني مع الأنظمة اليسارية العائدة في أمريكا اللاتينية مما أضاف بعدا ً دوليا ً لذلك المشروع .
بالمقابل تمكنت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من الحصول على تأكيدات صينية وروسية بعدم الموافقة على حصول إيران على السلاح النووي .
المؤشرات العامة لإيران كدولة وشعب تؤكد تراجع معايير التنمية والتقدم البشري وذلك من خلال ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتنامي لجوء قطاعات واسعة من الإيرانيين نحو ممارسة العمل في ميدان الرقيق الأبيض " تضاعف عدد المومسات في طهران ثلاثين مرة في عهد علي خامنئي نسبة إلى ما كان عليه الحال في عهد الشاه البائد ." (4)
أمام تلك الوقائع لا بد من إجراء مقارنة جزئية لفترة الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفييتي السابق ، وبين حالة التصادم الدائرة بين إيران ومنظومة الدول الغربية .
الاتحاد السوفييتي حشد قوة نووية وتقليدية تفوق ما كان لدى حلف الناتو مما أرعب العسكريين الغربيين ، إلا أن نهاية الصراع آلت إلى سقوط الاتحاد السوفييتي وتفكيك منظومة رؤوسه النووية مع تفتيته جغرافيا ً وديموغرافيا ً . ومن المعروف أن ذلك الصراع كان ذو شقين أيضا ً كما هو الحال مع إيران استراتيجي وأيديولوجي ، فهل يصح لنا أن نعتبر أن الغرب السائر في وتائر عالية من النمو الاجتماعي والاقتصادي والعسكري سيكسب الرهان أخيرا ً في صراعه الساخن مع إيران ؟؟ .. وهل يمكن تبديد الشكوك العربية الناظرة بريبة شديدة إلى الفوائد والمنافع المباشرة من المشروع الأمريكي في المنطقة التي حصلت وما زالت تحصل عليها إيران ؟! ....

احسان طالب
الهوامش :
- 1- مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط
- 2 – LBC 171



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على باب االجنّة
- وجهة نظر في ابن تيمية
- قراءة لخطاب حسن نصر الله
- !الاستبداد و تمكين القاعدة
- مستويات من الأصولية
- نقد المشروع الليبرالي العربي
- أحيانا عقوبة الزواج غير المتكافىء القتل
- الاستعلاء و تغير الآخر معوقات لحوار الحضارات
- الاجتهاد الفردي محفز للإصلاح و التغيير
- زواج أم اغتصاب
- الأصولية تطيح بأحلام الديمقراطية
- الوعود المقدسة و السلام الراحل
- الغبار النووي الإيراني يعصف بأمن الخليج العربي - اكتشاف اليو ...
- مرحلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي
- ايها المسؤولون العرب اعتصموا في بيروت و اوقفوا الكارثة
- نشوة نصر الرب
- المصالح المشتركة في إضعاف الدولة اللبنانية
- اكتبوا ما تريدون دون اتهام أو إهانة
- هل خفف الوعد الصادق من آثار الوهم المتبدد
- النصائح المؤلمة


المزيد.....




- الكويت.. شجون الهاجري تحظى بالتضامن من زملائها على مواقع الت ...
- كيف علقت الصين على الضربة الأمريكية ضد المنشآت النووية الإير ...
- حصريًا لـCNN.. كيف سيكون رد طهران على هجوم أمريكا؟ متحدث باس ...
- مصر.. الحكومة تكشف عن خطة لعدم انقطاع الكهرباء خلال الصيف وخ ...
- بعد ساعات من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. واشنطن تقلّ ...
- الدفاع المدني السوري: 15 قتيلاً على الأقل وعشرات الإصابات جر ...
- فظائع في الظل.. كيف تمددت فاغنر في إفريقيا على أنقاض القانون ...
- سوريا: 15 قتيلا على الأقل في هجوم انتحاري داخل كنيسة في دمشق ...
- مدير مكتب الجزيرة في طهران: 3 جهات بإيران تحدد الخطوة القادم ...
- مساعد الذكاء الاصطناعي بواتساب يسرب رقم هاتف أحد المستخدمين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - محاولة لفهم ما يجري