أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - احسان طالب - الأصولية تطيح بأحلام الديمقراطية















المزيد.....

الأصولية تطيح بأحلام الديمقراطية


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1670 - 2006 / 9 / 11 - 10:20
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


في آخر ظهور متلفز لزعيم تنظيم القاعدة الذي ينافس الرئيس جورج بوش على الحضور الإعلامي و الشهرة السياسية أفرج أسامة بن لادن عن أدلة جديدة و براهين لا يرتقي إليها الشك بأن جماعة التسعة عشر الذين قاموا بتنفيذ هجمات 11-9-2001 هم من صنع يده و نتاج جهده و خبراته التنظيمية و القتالية و في نفس الزمان تقريبا ً أفرجت الوكالات الفدرالية الأمريكية عن أشرطة متلفزة تعرض للمرة الأولى تطرح فيها مزيدا ً من الحقائق و الأحداث الدرامية التي رافقت تلك الهجمات و ما بعدها .
إنه تنافس إعلامي محموم يؤتي أكله بدون شك ، فالرأي العام الأمريكي الذي يتراجع تأييده لسياسات الإدارة الأمريكية الحالية يوما ً بعد يوم يزداد راديكالية مع كل ضجيج إعلامي أو أحداث إرهابية تصم آذان العالم بشكل متواصل في كل البقاع التي يمكن أن يصل إليها. الرأي العام الأمريكي و الغربي عموما ً يشهد تراجعا ً ملموسا ً في نظرته الحضارية تجاه الشعوب الأخرى و تميل الإحصاءات التي تستقرئ التطورات الحاصلة في توجهات الرأي العام الأوروبي و الأمريكي إلى ميل نحو العزلة و العدائية تجاه الشعوب الأخرى و تحديدا ً الشعوب العربية و الإسلامية التي تشهد هي الأخرى انغماسا ً أعمق في الأصولية و العداء للحضارات الأخرى من منطلقات إيمانية دينية بالدرجة الأولى على حساب المشروع القومي و الوطني للدول العربية و الإسلامية.
في الذكرى السادسة لهجمات أيلول لا يشق على الباحث التأكد من انعدام الأمن و ازدياد مساحة العنف و وتائره في البلدان الإسلامية و العربية في المقام الأول حيث يبدو جليا ً استغلال الجماعات الإرهابية للضعف المزمن و التخلف التكنولوجي الذي تعاني منه أجهزة و مؤسسات الأمن و الاستخبارات في تلك الدول ، فما إن تتمكن السلطات الأمنية من استباق هجوم أو إفشال عملية إلا و تلحقها عمليات ناجحة في أماكن أخرى و في دول أخرى.
في حين أن القاعدة و ما يدور في فلكها من منظمات إرهابية داعمة لها بالعتاد و المال و الرجال و مناصرة لما تدعو له من أفكار و مناهج و طرائق حياة عجزت إلى الآن عن تكرار ما فعلته في الولايات المتحدة و لو بطريقة أقل ضراوة أو بأساليب أخف تدميرا ً و هذا يعني أن السلطات الفدرالية ألأمريكية تمكنت من وقف التهديدات الأمنية المباشرة التي كان يطلقها زعماء القاعدة بزلزلة أمن الشعب الأمريكي و أركان نظامه و الطريف أن نظرية المؤامرة التي تعتبر السي آي إيه و الموساد شريكتان مخططتان إنجاح هجمات 11-9 تميل في نفس الوقت إلى القناعة التامة بالقدرات المعجزة المدعومة ربانيا ً لتنظيم القاعدة تلك القدرات الهائلة التي تفوق كل الإمكانيات و الإعدادات المتوفرة لمعسكر الكفر و الضلال.
لقد قامت الحملة الدعائية و السياسية للإدارة الأمريكية و ملحقتها البريطانية على اعتبار أن نشر الديمقراطية في العالم سبيل ناجع للوقوف في وجه الإرهاب و اعتبرت أن تحرر البلاد التي تدعم الإرهاب من سيطرة الاستبداد سبيل لتحقيق الاستقرار و الأمن و السلم العالميين. و لكن في السنة الرابعة من الاحتلال الأمريكي للعراق غدا من الصعب بل من غير الممكن الاقتناع بأن الجهود الدولية التي تكاتف العالم على بذلها من أجل الإطاحة بالنظام الاستبدادي و تسهيل كل السبل الممكنة لتحقيق الديمقراطية كفيل بوقف الإرهاب أو تخفيفه أو محاصرته أو حتى الحد من فاعليته.
إن ما يشهده العراق من تفاعل متنام للقوى الإرهابية على كافة المستويات و في جميع الاتجاهات يشير بقوة للتساؤل عن مدى صدق النية في الأهداف العلنية للحملة الأمريكية البريطانية على الإرهاب بل و يشير بأصابع الاتهام إلى السياسات و الخطط الرامية إلى نشر الديمقراطية باعتبارها فشلت إلى الآن في تحقيق حد أدنى من الأمن و الأمان في ظل نظام ديمقراطي طائفي يتهاوى يوما ً بعد يوم.
و من حق القوى العربية المؤيدة للديمقراطية و الساعية لها و العاملة على سلوك سبيل التغيير السلمي الديمقراطي في بلدانها أن تتساءل عن صدقية المشروع الأمريكي الداعم للديمقراطية الذي يقف في نفس الوقت مدافعا ً عن الاستبداد و داعما ً له، و مع أن تلك القوى تدرك حجم الممانعة و المقاومة الشعبية و الثقافية لخطط الديمقراطية والتحرر و التجديد فإنها في نفس الوقت تواجه مؤشرات شديدة الوضوح على وجود تحالف أو تقاطع غير معلن بين سياسات الإدارة الأمريكية الحالية و استقرار أنظمة الاستبداد.
و غدت تلك القوى تدرك أن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أسهل تحقيقا ً و أقرب منالا ً في ظل أنظمة دكتاتورية ضعيفة مهزوزة هزيلة الوزن الخارجي في مقابل قوة و سيطرة و قبضة حديدية في الداخل . فالتفاوض حول المصالح و الامتيازات في ظل أجواء من التفرد بالرأي و احتكار للسيادة و السلطة و الموارد أسهل بكثير من التفاوض مع أنظمة ديمقراطية لا تستطيع البت و القطع بما ينبغي قبوله أو رفضه و ما يحقق المصالح العليا للأرض و الناس و ما يعارض تلك المصالح. بدون الرجوع إلى إرادة الشعب و ممثليه الحقيقيين
إن الممانعة الجماعية و المقاومة الفكرية و الثقافية للشعوب العربية و الإسلامية في غالبة توجهاتها لنشر الديمقراطية و التجديد و الإصلاح و الحرية تشكل عقبة متنامية تزداد تماسكا ً يوماً بعد يوم في ظل الفشل المخيب للتوجهات الأممية الساعية نحو بناء ثقافات وتيارات وأحزاب ومن ثمة أنظمة تتبنى الديمقراطية و العلمانية و الحداثة.
في الطرف الآخر يشجع الإعلام الرسمي التوجه الأصولي و يهيئ له كل السبل و المنافذ و التسهيلات الآخذة بيده نحو السيطرة شبه الكاملة شيئا ً فشيئا ً على مجمل الرأي العربي و الإسلامي و لقد وجدت الأنظمة ملاذها في فكر متعصب و متزمت أحادي الرؤية و أحادي التلقي فكر هجومي صدامي لا يقبل إلا الاتفاق مع ما يطرحه و يعادي و يكفر المختلف.
حيث استطاع ذلك الفكر و تلك المدارس الأصولية المتزمتة من الوقوف في وجه كل المحاولات و المتحركات الساعية أو الداعمة للتغير و لقد استغل زعماء التيارات الدينية في العراق و غيره من البلدان العربية من تجير أي تغير نحو تحقق مزيد من الانغلاق و التعصب بل وحتى التوجهات إرهابية نحو الأخر.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعود المقدسة و السلام الراحل
- الغبار النووي الإيراني يعصف بأمن الخليج العربي - اكتشاف اليو ...
- مرحلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي
- ايها المسؤولون العرب اعتصموا في بيروت و اوقفوا الكارثة
- نشوة نصر الرب
- المصالح المشتركة في إضعاف الدولة اللبنانية
- اكتبوا ما تريدون دون اتهام أو إهانة
- هل خفف الوعد الصادق من آثار الوهم المتبدد
- النصائح المؤلمة
- لبنان يدفع الثمن من يحصد النتائج
- وليمة أوراق
- أسلمة النظم و القوانين وعلمنتها
- الحل في عودة فتح إلى السلطة
- الحل في عودة فتح إلى السلطة التي لم تخرج منها
- كل الأحبة نسوك
- فلسفة الغزاة الجدد
- موت الزرقاوي يحيي تبرير الهزائم
- أنا لم أ ستفغر للبابا ! أنا لم استغفر للمشركين
- البديل عن المعارضة
- التشدد الد يني والإسلام السياسي - الجزء الثالث


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - احسان طالب - الأصولية تطيح بأحلام الديمقراطية