احسان طالب
الحوار المتمدن-العدد: 1618 - 2006 / 7 / 21 - 10:06
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تعتبر المقاومة الإسلامية في لبنان و المتمثلة أساسا في حزب الله و قوته العسكرية أن سلاحها ضرورة دينية و قومية لا ينتهي دورها بتحرير جنوب لبنان و مزارع شيعا ، بل هو مرتبط بالصراع الطويل و المرير مع الاستكبار العالمي و المتمثل في وجود إسرائيل التي يجب اقتلاع جذورها و إزالتها من الوجود و إخضاع المارد الأمريكي الشيطان الأكبر في العالم وهزيمته ولو معنويا على الأقل .
ويقود هذا التوجه إلى استمرار المقاومة الإسلامية في تكديس ترسانة كبيرة و متنوعة من السلاح و العتاد اللازم ل هكذا مواجهة .
و إذا كان سماحة السيد حسن نصرا لله ذهب إلى الحرب المفتوحة بقرار مستقل و منفرد كما يؤكد الحلفاء الرئيسيون فإن ذلك يعني غياب التشاور و وتبادل الرأي مما يثير خشية كبرى لدى الأطراف الأخرى في لبنان و خارجه من استلاب القرار و القوة و احتكار هما بيد المقاومة وسيدها ، ويعزز هذه الخشية تصريح سماحته بأن الحرب التي تخوضها المقاومة نيابة عن الأمة شاء اللبنانيون أم أبو ا .
بعد ثمانية أيام من بداية تلك الحرب بات واضحا العجز عن تحقيق النصر لدى أي من الواقفين على طرفي الحدود ، وغدا ضروريا أكثر من أي وقت مضى الإنصات لصوت العقل و الحكمة و تبادل الآراء و إعادة الهيبة للحكومة الوطنية اللبنانية وإعادة قرار الحرب و السلم إلى الدولة و البرلمان اللبناني دون غيرهما و بذلك يكون حزب الله وكتلته النيابية و وزراؤه جزء رئيسيا و فعالا في صنع القرار و تنفيذه .
إن حزبا واحد أو كتلة برلمانية و حتى دولة بكامل مؤسساتها ليست قادرة أو مؤهلة لخوض حرب مصيرية تتعلق بحاضر البلاد و الشعوب و مستقبلها و لا يمكن قيا س نجاحات المقاومة اللبنانية السابقة على ما هو دائر الآن من عدوان اسرائيلي على الشعب اللبناني و دولته ، فالظروف الدولية و الأوضاع الإقليمية و المواقف العربية باتت مختلفة جدا حيث كانت المقاومة تحظى بإجماع لبناني و تأيد عربي و دولي كامل و هذا ما يفتقد اليوم و ما لا يمكن الوصول إليه
أخيرا لا بد من التأكيد على أنه
من الخطأ الفادح تحميل المسؤولية عما يجري من حرب مدمرة للمقاومة ، فالعدو الإسرائيلي اعتبر كل اللبنانيين أهداف لآلته العسكرية ولم يستثني منطقة أو فئة دون غيرها وذلك يؤكد نيته المبيتة في خوض الحرب و استثمار نتائجها
#احسان_طالب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟