أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - احسان طالب - قراءة في كتاب ل د. رفعت السعيد:اليسار . الديمقراطية .. والتأسلم














المزيد.....

قراءة في كتاب ل د. رفعت السعيد:اليسار . الديمقراطية .. والتأسلم


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1543 - 2006 / 5 / 7 - 12:23
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


د . رفعت السعيد
التكوين الثقافي لعمال مصر
بين الأخوان واليسار
يمكن القول أن بلدا كمصر يتشكل وعيه العام من الدين وما يمكن تسميته بالفكر الديني ( أي النتاج الإنساني في الفكر و الثقافة المستند والمستمد من الدين أو ما يعتقد أنه الدين )ومن هنا فان مساحة كبيرة من التراث والأساطير قد أعيد تشكيلها في قالب ديني . وعندما يتحدث المصريون عن الدين فهم يقصدون الإسلام باعتباره دين الأغلبية
ويمكن القول أن مصر كانت قادرة ومبكرة جدا على الإطلاع على الثقافات والإبداع العلماني والبيرالي وأيضا الفكر الاشتراكي . ويمكن القول أن العمال المصرين اقتربوا من ميدان الوعي الاجتماعي و النضج وكذلك العقلانية و العلمانية بسرعة أكثر من الرأسمالية المصرية .
كذلك شهدت الطبقة العاملة اتجاها مبكرا لتأسيس نقابات سرية. وفي ذات الوقت كانت الرأسمالية المصرية تنمو نمو قزميا عاجزا تماما عن أن يتلاءم مع معطيات العصر ومتطلباته .
ومع وصول هذه الطبقة المزدوجة العلاقة اجتماعيا ( رأسمالية + إقطاع ) إلى السلطة مارست كل طبقة منها نشاطها وفق ما اكتسبت من تقاليد ،وبعد تصادم مرير بين الشيوعيين والاحتلال والرأسمالية قررت تلك الأخيرة أن تسيطر بنفسها على اتحادات العمال و نقاباتهم ومن ثم شاهدنا اتحاديات عمالية عاجزة وقزمية يرأسها بشوات أو حتى أمير من الأسرة الحاكمة
وفي ظل هذا التكوين القيادي الرديء تختفي كل التقاليد الثورية ويعود الموروث القديم المغلف أساسا بالدين أو حتى ما يعتقد العامة أنه دين ليسيطر على جموع العمال . وتسهم جماعة الإخوان المسلمين في إحياء النزعة المتأسلمة ، وفي هيمنتها ليس فقط على الممارسات اليومية الفردية وإنما في حتى في إطار علاقات العمل .
وبعد قيام ثورة يوليو وعندما أضرب عمال كفر الدوار بادرت جماعة الإخوان بالمطالبة بإعدام المضربين مستخدمة ذات التراث الثقافي الذي تنسبه إلى الدين وهو أن المضربين " مفسدون في الأرض " وعلى أية حال فقد استفاد الحكام من هذا الستار الديني وأعدموا بالفعل اثنين من قادة الإضراب .
ويلخص أحد الباحثين الصراع بين التيارين قائلا : وانعكس هذا الصراع في شكل تصادم حاد بين الإخوان و الشيوعيين حيثما وجد لهم نفوذ ، وكان الإخوان يعتبرون أن تصعيد الشيوعيين للنضال العمالي دعوة لإثارة الخلاف و الفرقة بين المسلمين .
وإذ تبقى الرأسمالية المصرية متأثرة بالعيوب الخلقية التي ولدت وهي مصابة بها ، وإذ تسودها حالة من الطفيلية تعجل الربح الكثير ، وإذ تفتقد حتى ( فقد تقليدها عبد الناصر جذورها وهي تعود الآن بأشخاص جدد مفتقدين التقاليد القديمة ) فإنها تظل عاجزة حتى عن الدفاع عن مكون ثقافي لبرالي أو عقلاني . وهكذا يبقى المناخ الفكري و الثقافي و التراثي ، ومكونات الوعي المصري عامة محلا لصراع ضار ومستعل دوما بين اليسار المصري الذي يتحمل وحده الآن عبء الدفاع عن اللبرالية وعن الوحدة الوطنية ( بمعنى الدفاع عن حقوق الموطنة للجميع يغض النظر عن الدين والدفاع عن حقوق متكافئة للمصرين والمسيحيين وهي حقوق يكفلها لهم الدستور والقانون لكنها تفتقد بالممارسة الفعلية في ظل مناخ متأسلم ينمو التعصب في كثير من نواحيه وبين المتأسلمين عامة وخاصة جماعة الأخوان .
وهو صراع شاق ومرير لأن اليسار يعاني من آثار النكثات العالمية و الإقليمية والمحلية و المتأسلمون يتحركون في إطار مناخ عام موات وفي إطار يحتمي بالتستر بالدين الذي يكون مساحة كبيرة من وعي المصرين ، إطار يخلط الفكر بالدين والدين بالتراث
ويكمن القول إنها معركة فكرية بالأساس تستهدف دراسة متأنية للتراث وعوامل تشكيل الوعي ودراسة متأنية أيضا لصحيح الإسلام وذلك بهدف وضع حد فاصل وواضح ومعترف به بين الدين ( المقدس والذي يجري تقبله دون نقاش وبين مجمل مكونات الوعي والتراث الفكري والثقافي
وهي معركة بالغة الصعوبة لكنها ضرورية وهي كذلك معركة يتعين الانتصار فيها لأنها معركة تتعلق بمجمل مستقبل مصر وليس طبقتها العاملة وحدها.
مختصر من : ( كتاب اليسار . الديمقراطية . و .. التأسلم )



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنت سيؤل تعشق غبار دمشق
- الارهاب العشوائي ووحدة الخطاب
- صلاة لرجل شرقي
- بغداد لم ولن تموت
- النووي الإيراني – نجاد على خطا صدام
- قبل أن تغادرني
- إلى الذين يدافعون عن صدام
- الاغتيال السياسي و الإرهاب الطائفي
- هل تصلح العطار ما أفسد ......
- إعادة الاعتبار لإعلان دمشق
- السجون السورية تخرج المبدعين
- سيدة يغتصبها آلاف الحاقدين!!
- التشدد الديني و الإسلام السياسي – دراسة من أربعة أجزاء: الجز ...
- يطبق عليهن الحد!
- التشدد الديني و الإسلام السياسي - دراسة من أربعة أجزاء: الجز ...
- الكاتب السوري مظلوم تنتابه الهواجس
- التعديل الوزاري في سوريا يكرس المواجهة
- الإعلام العربي من عصر الجاهلية إلى جاهلية ما بعد الإسلام: ضر ...
- حماس بين استحقاقات الداخل و ورطة الخارج
- الأسد نجاد: دعم السلطة الأبدية بالسلطة الإلهية


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - احسان طالب - قراءة في كتاب ل د. رفعت السعيد:اليسار . الديمقراطية .. والتأسلم