أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - النووي الإيراني – نجاد على خطا صدام














المزيد.....

النووي الإيراني – نجاد على خطا صدام


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1521 - 2006 / 4 / 15 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من منطلق أصولي بحت يرى أحمدي نجاد أنه مفوض من الله تعالى لتهيئة الأجواء الكونية لحضور الإمام المهدي المنتظر و الغالبية العظمى من المسلمين الشيعة في أرجاء المعمورة يعتقدون بعودة المهدي ليملأ الأرض عدلا ً بعد أن ملئت ظلما ً و جورا ً ويمكن قبول تلك الفكرة من منطلق إنساني قيمي إلا أن أحمدي نجاد وحده يهيمن عليه الهوس الذي يجعله يظن نفسه صلة الوصل الأخيرة بين الإمام المفقود و ظهوره إلى حيز الوجود, و الرجل لا يخفي ذلك الادعاء و لا يتوانى عن التصريح به بطريقة أ و بإخرى.
ضمن هذه الأجواء الاعتقادية الراسخة يدخل النظام الإيراني بلاده في منظومة الدول النووية و هذه هي المرة الأولى في التاريخ تمتلك عقيدة – عقدة – أصولية راسخة القوة النووية مدعومة بإرث فقهي و ثقافة مذهبية موغلة في عمق الوجدان و المعتقد، و بناء على أساس نشر الدين بقوة الفكر المدعوم بقوة السلاح و وجوب إصلاح المسلمين و إدخال غيرهم في دين الله سيكون مبررا ً استعمال أية قوة لإحقاق الحق و إزهاق الباطل كما يفرض منطق الجهاد يين المنتشرين في العالم أجمع.
الجهاد يون استخدموا كل ما وصلت إليه أيديهم لتحقيق غاياتهم النبيلة المزعومة و ذبحوا المخالفين لهم و انطلقوا بالأحزمة الناسفة و السيارات المفخخة تحمل أرواحهم إلى الجنة و أرواح الكفار من المرتدين والمشركين إلى النار.
صدام حسين أذل العراقيين و أذاقهم وبال الجوع و الفقر و المرض، و لا يقولن أحد أن سبب ذلك كان الحصار الدولي كما لا يمكن لأحد إنكار تفاقم الأزمة الخانقة على رقاب العراقيين بسبب الحصار الدولي لكن عائدات العراق في برنامج النفط مقابل الغذاء كانت كافية لرفع حالة العوز و الجوع و الفقر عن العراقيين إلا أن صدام استخدم الأموال لبناء أصدقاء لحكمه و أعداء للعالم و حرم الشعب الماء و الغذاء و الدواء و بنى ترسانة عسكرية عدت رابع قوة في العالم . و في طريقه إلى تحرير القدس اتجه نحو الكويت و احتلها و أعمل فيها نهبا ً و قتلا ً و دمارا ً.
تفاوض مع أمريكا اثنا عشر عاما ً و قدم كل ما يستطيع و كل ما تريد شرط الاحتفاظ بالسلطة الأبدية لآل صدام و من بعده لآل عدي و قصي و من بعدهم لمصطفى الصغير , لم يتمكن القائد الخالد صدام من استمرار التنازل أمام مطالب العالم الذي أصر على تنحيته و دون ذلك دماء كل طفل و امرأة و شيخ و شاب عراقي، إنه يمثل شرف الأمة و الوطن و الدين ... الخ. سقط صدام و ما زال العراق صامدا ً يحارب أعداءه و الإرهاب و الفتنة و يدفع الثمن أرواحا ً و دماء ً و نفطا ً.
هل يكرر نجاد تجربة صدام و يجر ويلات الحرب المدمرة الشاملة ليس لإيران فقط بل لكل دول الخليج التي امتلكت الحق في بناء توازن الرعب تجاه إيران التي تحتل أرضا ً عربية و تعبث بأخرى، تضطهد عربا ً في أرضها و تعبث بآخرين خارجها.
تصريحات المسئولين الإيرانيين تقول بأن القوة النووية الإيرانية ستستخدم من أجل السلام و الاستقرار و العالم من حولها يصغي غير مصدق لادعاءات سبق له التأكد من صدقيتها. المؤيودن من بني يعرب لإيران يعتبرون دخولها النادي النووي نصرا ً لهم في صراعهم مع إسرائيل و أمريكا و إعزازا ً للعرب و المسلمين تجاه أعدائهم المتكاثرين يوما ً بعد يوم.
في سبعينيات القرن الماضي اعتدنا نحن السوريون على سماع عبارة التوازن الاستراتيجي بين سوريا و العدو الإسرائيلي و كانت تعني يوم ذاك الاستعداد العسكري و السياسي و وضع كل الإمكانيات الوطنية و القومية في خدمة الصراع، بعد ثلاثة عقود صرنا نسمع عبارة استمرار الصراع لأجيال مع نفس العدو الذي سبقنا في صراع المتوازنات الاستراتيجية و أصبحنا نفهم أن الصراع سيستمر لعقود طويلة و لم نجن من التوازن المزعوم سوى إبقاء حالة اللاحرب ولا السلم التي تستلزم تسخير موارد الوطن و الشعب لخدمة الاشتباك التي لا تبدو له نهاية قريبة.
التجربة الصدامية ليست بعيدة و ثقافة الاستعداء و الترهيب لم و لن تنجح و فشلت في الماضي و الحاضر و المستقبل لا يولد من الفراغ بقدر ما هو استمرار لتجارب و خبرات و حقائق الماضي و الحاضر.
(( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوه و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوکم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ))
إن احتكار تفسير النصوص و الشرائع لخدمة السياسات الآنية و مصالح الحكام و أنظمتهم عادة دأب عليها الخلفاء و الأمراء و الحكام بداية من لحظة الافتراق على أولوية الخلافة إلى أحمدي نجاد و لسنا نبالغ إذا ادعينا أن غالب الأزمات و الفتن و الأمراض التي عانت و تعاني منها الشعوب و الدول الإسلامية إنما عائدة إلى تلك الخصلة التي ينبغي الوقوف عندها و التفكر فيها.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل أن تغادرني
- إلى الذين يدافعون عن صدام
- الاغتيال السياسي و الإرهاب الطائفي
- هل تصلح العطار ما أفسد ......
- إعادة الاعتبار لإعلان دمشق
- السجون السورية تخرج المبدعين
- سيدة يغتصبها آلاف الحاقدين!!
- التشدد الديني و الإسلام السياسي – دراسة من أربعة أجزاء: الجز ...
- يطبق عليهن الحد!
- التشدد الديني و الإسلام السياسي - دراسة من أربعة أجزاء: الجز ...
- الكاتب السوري مظلوم تنتابه الهواجس
- التعديل الوزاري في سوريا يكرس المواجهة
- الإعلام العربي من عصر الجاهلية إلى جاهلية ما بعد الإسلام: ضر ...
- حماس بين استحقاقات الداخل و ورطة الخارج
- الأسد نجاد: دعم السلطة الأبدية بالسلطة الإلهية
- دعوة إلى لقاء الرياضَيْن
- فصل المقاومة عن حزب الله
- سقوط القناع الدبلوماسي عن النظام الأمني
- وجهة نظر في المسألة الكوردية السورية
- الوطنية السورية و الأفلاطونية الفاضلة


المزيد.....




- رئيس إيران لمحمد بن سلمان: نرحب بـ-أي مساعدة- من الأصدقاء لح ...
- مقتل ما لا يقل عن 49 فلسطينيًا بالقرب من مواقع توزيع المساعد ...
- نتنياهو لشعبه: حققنا -نصرا تاريخيا- وأزلنا تهديد إيران الوجو ...
- هل تستطيع إيران إعادة بناء قدراتها النووية؟ جنرال أمريكي ساب ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فهل أنتهى الصراع فعلا؟
- لازاريني: آلية المساعدات في غزة فخ قاتل
- الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام سيادتها
- اتهام ضباط شرطة كينيين بقتل المدون ألبرت أوجوانغ
- الحرس الثوري الإيراني يعلن توقيف 3 أوروبيين بتهمة التجسس
- 11 قتيلا بأوكرانيا في هجوم روسي وزيلينسكي يطالب الناتو بمزيد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - النووي الإيراني – نجاد على خطا صدام