أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احسان طالب - سقوط القناع الدبلوماسي عن النظام الأمني














المزيد.....

سقوط القناع الدبلوماسي عن النظام الأمني


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 09:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في خضم السجال السياسي والثقافي الدائر بين أفراد المعارضة السورية حول مفاهيم الوطن والوطنية والمصلحة والوحدة تطفو على السطح آثار انفجار واحد من الألغام الموقوتة محدثاً دوياً هائلاً لم تعرف أو تحصى آثاره وضحاياه بعد، ولا يعرف أيضاً عدد تلك الألغام المدفونة والمؤقتة تنتظر الإعلان عن نفسها في الوقت الذي تراه مناسباً.
السيد خدام غني عن التعريف فهو شخصية سياسية ( وحالياً اقتصادية ) مشهورة جداً سورياً وعربياً وحتى دولياً . والنظام السوري لم يعرف واجهة دبلوماسيةً حقيقية إلا من خلاله ثم الشرع من بعده.
واستقرار خدام في مناصب ريادية وقيادية في حزب البعث والدولة السورية لما يربو على ثلاثين عاماً يعطيه بدون شك الحق في الحديث عن الداخل السوري ويسمح له بشرح رؤيته ووجهة نظره الخاصة فيما جرى وما يجري على الساحة السورية والإقليمية. ومن حق رفاق الأمس وأعداء اليوم الدفاع عن أنفسهم فيما أدلى به وما خاض غماره خاصة وأنه انطلق من قمة الهرم نزولاً إلى أطفال الحاويات الذين لا تصعب رؤيتهم حول تجمعات القمامة في كبرى المدن السورية يلتقطون منها أشياء توضع في الفم مباشرة وأخرى تجنى بأكياس يعاد استخدامها لاستكمال وجبة يعز الحصول عليها كاملة في جوار آمن تحت سقف دافيء.
مأساة حقيقية أن يتحدث المحافظ وزير الاقتصاد رئيس الدبلوماسية ونائب الرئيس الرجل الفعال في القيادة والحزب لعقود طويلة ، يتحدث عن نتائج حكم نظام أمني تسلطي فردي كان أحد أركانه وواحداً من أشرس المدافعين عنه إبان إمساكه بتلابيب الشعب ومقدراته ، يتحدث عن الآخرين وهو مسئول مباشرة كغيره عن أزمات وكوارث ساهم معهم في صنعها .
مأساة حقيقية أن يقف رئيس مجلس الشعب السوري ليتحدث بلغة ركيكة وأسلوب سوقي مباشرة على الهواء والعالم يتابع بذهول أحداث مسرحية يفترض أن أبطالها منتخبون وممثلون لما يزيد على سبعة عشر مليون سوري .أيها الصم البكم العمي بقيتم طرشاً وخرساً وعمياً طيلة عقد ونصف وأنتم تعرفون تفاصيل حدث إجرامي كوني تجلى بدفن نفايات نووية سامة في أرض مأهولة ظهرت نتائجه المدمرة على البشر والحيوان والشجر .أقول لذلك البدوي الذي قال بأنه يعرف التفاصيل كاملة عن تلك الجريمة ــ ولا يشرفني أن أعرف اسمه ــ أين كان ضميرك ووجدانك وإنسانيتك ووطنيتك وأنت ترى المصابين بالسرطان من أبناء بلدتك يذهبون لتلقي العلاج في دمشق ويعودون أمام مرأى عينيك وما زال المرض يفتك بهم.
وأقول للشيخ حبش لقد أطحت بأسهم كثيرة كانت في رصيدك الشخصي والمهني عندما أدليت بخطبتك العصماء بتشنج وانفعال لتتهم رمزاً لنظام تدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة، ورغم ذلك عندما رأوا أنك خرجت عن الدائرة المرسومة لك أو تطاولت عن الحبل المربوط بعنقك قطعوا عنك الكلام ثم أعادوه عندما عدت . لقد كان حريا بك أن تربأ بنفسك عن الخوض في حقل شائك تعلم قبل غيرك أن ما يعانيه أبناء بلدك جزء منه يعود لخدام وما زال أمثاله والأشد منه فساداً يقتاتون على لحوم أطفالنا ودماء أكبادنا.
إجماع.. إجماع.. إجماع.. أليس بينكم رجل رشيد ! ألا يوجد واحد اثنان ثلاثة كانوا قادرين على الحديث عن مأساة شعب كان الرجل الثاني في قيادته كما تزعمون " الجبان . الكذاب . الوضيع . الانتهازي . الوقح . النتن . البعير الأجرب. الباعر الجرب. الساقط . والعدو . وفاقد العقل . وأبو القبح . ومن لا يصح أن يطلق عليه السيد . وأبو لهب العصر. وكما قال الفصيح البجيح عمران الزعبي المرتد ".
هذه كلمات خرجت من قاموس السادة أعضاء الشعب المفترض أنهم نخبة النخبة من الشعب السوري ! فيا أسفي عليك يا سوريا.
أحد النواب أشاد بالوطني الأكبر والمناضل الأعظم عميل المخابرات لثلاثة عشر سنة والحلاق النصاب المحتال والكذاب على رؤوس الأشهاد والمتلون الذي اتهم اللبنانيين بالخيانة والعمالة للعدو باستثناء من أعطاهم صك البراءة وهم قليل.
إذا كانت الدول تسعى لتجميل صورتها أمام العالم بوجه دبلوماسي نظيف لبق مثقف محترم تختاره من الصفوة وعاده ما يستمر طويلاً في منصبه نجد أن ذلك الوجه تحقق بعبد الحليم خدام الذي قال عنه رفاق الأمس ما قالوا ، ثم جاء فاروق الشرع الذي استطاع بحرفيته البالغة استعداء العالم أجمع وإقحام نفسه في دائرة الشبهات أمام لجنة التحقيق الدولية ، أمام تلك الحالة لا يراود الخاطر سوى القناع الذي كان يظهر في سلسلة أفلام الرعب الشهيرة سكريم ذلك القناع الذي يوحي رعباً وخوفاً في نفس المشاهد وهو في الحقيقة أقل بشاعة من الوجه المتواري خلفه .
ختاماً أيها السادة أعضاء مجلس الشعب لقد جسدتم المقولة الشهيرة : من يأكل على مائدة السلطان يجب أن يضرب بسيفه فهنيئاً لكم بالنظام وليس مهماً أنكم خسرتم الشعب الذي تقتاتون باسمه.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر في المسألة الكوردية السورية
- الوطنية السورية و الأفلاطونية الفاضلة
- توبة صدام الصدوق !!
- جبران ثانية
- جبران أيها القديس الجميل
- سوريا في مواجهة الإعصار من يدفع الثمن
- قناة الجزيرة بين الوهم و تحقيق الوهن
- آه يا دمشق نزار
- فيصل القاسم يهزأ من قتل مئة و ثلاثة و أربعين عراقياً
- جزء من حلقة نقاش حول إعلان دمشق
- إعلان دمشق موجبات التأييد و دوافع الرفض
- الأصولية ملاذ آمن للأغلبية العربية!
- وزير الإعلام السوري و رؤيته السياسية
- ماذا لو كان ميلس على خطأ
- رسالة حب إلى الآخر
- العراق و أهله أولا ً
- لست وحدك كل النساء
- معذرة إلى أرواح شهداء الجسر
- أرض بين الشريان و الوريد
- صورة تتحدى الحزن


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احسان طالب - سقوط القناع الدبلوماسي عن النظام الأمني