أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احسان طالب - جبران أيها القديس الجميل














المزيد.....

جبران أيها القديس الجميل


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1399 - 2005 / 12 / 14 - 11:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كانت التهديدات حقيقة والتحذيرات شديدة كانت المخاطر محدقة وجاثمة فوق الرؤوس وفي الطرقات، متسللة داخل أدق تفاصيل الحياة الشخصية للشهيد وكل الشهداء المحتملين. كانت آلة القتل تخطط وتنفذ وترتع بكل حرية في كل مكان وفي أي زمان ( لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها ).
ماكينة ضخمة ودقيقة قادرة على كل شيء قابلة للتحرك حيث ما تشاء وأينما تشاء وضد من تشاء لا تعبأ بقيم أو شرائع أو قوانين ,لا تعبأ بشعب ولا وطن ولا مجتمع دولي ولا أمم متحدة أو متفرقة , جبروت وطغيان وكراهية, حقد لا حدود له هي وقود تلك الماكينة الشرسة القبيحة .
ما الذي كان ينقص جبران ولا يدفعه للحرص والتمسك بالحياة بأي ثمن ،كان لديه كل ما يريده أو يتمناه أو يرجوه إنسان على وجه الأرض.
يمتلك الاسم والصورة والجاه والمنصب والعائلة والمال يمتلك شهرة كونية ومكانة تعز على الملوك والرؤساء والأثرياء وفوق ذلك كله جرأة وشجاعة لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم .يمتلك عقلاُ وفكراُ وقلماُ وقلباُ نابضاُ بالحب والحنان إلى جانب كنز من الوطنية لا يفنى .
عندما تكون القيم العليا والمثل الإنسانية الرفيعة حاضرة في جسد.. فهي جبران تويني. عندما تتمثل الوطنية وحب الناس والإخلاص للشعب والأرض.. عندما تكون الرجولة بأسمى وأرقى وأرفع معانيها حاضرة وماثلة للعيان تقف بين الجموع تسير بين الناس تتكلم تبتسم تدافع عن الحق والحرية والعدالة والاستقلال ، يكون جبران حاضراُ وأمثولة .
يا إلهي ما أمضى ذلك السلاح بين أصابعك وبين شفتيك, يا إلهي ما أشد ذلك الضياء الذي يشع من ابتسامتك الرائعة وأنت تتحدى قوى الظلام والليل. كلمات وقلم.. هز أركاناُ وعروش وزلزل الأرض تحت أقدام احترفت طحن الشعوب وقهر الأوطان.
لم يكن جبران قائد ميليشيا أو زعيم حزب مسلح يحرك غرائز الناس بالحقد والكراهية, لم يكن جبران جنرال يتقن قواعد الحرب ويفقه أصول القتال ولم يرفع السلاح في وجه أحد أو يدعو إليه, كان سياسياُ وصحفياُ ومفكراُ وكاتباُ يرعى الأدب والفكر ويدعو للتغيير السلمي , حريصاُ كل الحرص على اللبنانيين واحداُ واحداُ دون تمييز بين عرق أو دين أو طائفة أو مذهب, ابتدع قسم الوفاء والوحدة في لبنان وفاض نور فكره وضياء مداده فأنار قلوباُ وضمائر وعقولا ُفي سائر أرجاء المعمورة حتى غدا رمزاُ للصحافة العربية الحرة ونبراساُ للحرية والديمقراطية .
في قرنة شهوان عمل مع رفاقه لتأسيس تجمع يناهض الباطل ويدعم وحدة لبنان العربي المقاوم وفي آخر لقاء أجري معه قبل استشهاده بأيام قال : أنا لا أقف في مواجهة حزب الله بل أقف معه وأقاوم معه من أجل لبنان الحر العربي المستقل. فالمقاومة واجب كل اللبنانيين وليس فئة واحدة منهم وأنا أدعو إلى تنظيم عمل المقاومة ( إشارة إلى المقابلة التي أجراها معه الطالب مصطفى درويش وسجلها بكاميرة فيديو وعرضتها قناة الـ ل ب س الفضائية ) هذا هو قدر الشهداء أن يقدموا أرواحهم قرابين في محراب الوطن ليبقى اسمه عالياُ خفاقاُ يعيش فيه أبناؤه بحرية واستقلال وكرامة, لن تذهب روحه هدراُ ولن تذرو رياح الغدر تضحياته الثمينة وستبقى الكلمة الحرة والفكر المستقل الأساس المتين لبناء الأوطان ودحر الظلام .
الحق أقوى من القتل ..
الطغيان أضعف من الأمل
والحقد لا يقوى على الحب
والكلمة أمضى من السيف
هذا ما يوحي به استشهاد القديس الجميل جبران تويني , لو كان القتل أقوى من الحق ما لحق جبران بسمير , لو كان الأمل أضعف من الطغيان لكف جبران عن الكلام ,لو كان الحقد يطغى على الحب لتوجه الناس للانتقام بدل العزاء والمواساة , لو كان السيف أقوى من الكلمة لاستطاع إسكاتها.
دمت حياُ في القلوب وفي الجنان يا جبران.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا في مواجهة الإعصار من يدفع الثمن
- قناة الجزيرة بين الوهم و تحقيق الوهن
- آه يا دمشق نزار
- فيصل القاسم يهزأ من قتل مئة و ثلاثة و أربعين عراقياً
- جزء من حلقة نقاش حول إعلان دمشق
- إعلان دمشق موجبات التأييد و دوافع الرفض
- الأصولية ملاذ آمن للأغلبية العربية!
- وزير الإعلام السوري و رؤيته السياسية
- ماذا لو كان ميلس على خطأ
- رسالة حب إلى الآخر
- العراق و أهله أولا ً
- لست وحدك كل النساء
- معذرة إلى أرواح شهداء الجسر
- أرض بين الشريان و الوريد
- صورة تتحدى الحزن
- ثقافة العنف و ضرب النساء
- نداء إلى كل وعاظ الحضارة /4
- خلوة بين التراب و الروح /3
- من المسؤول يا وطني /2
- كلمات غائبة عن الوعي1)


المزيد.....




- لماذا يضغط وزراء إسرائيليون متشددون على نتنياهو لرفض مقترح و ...
- وزير الخارجية السعودي أجرى اتصالين هاتفيين برئيس مجلس السياد ...
- إسرائيل تدعو حلفاءها إلى معارضة تهم محتملة من الجنائية الدول ...
- ترامب: -من الممتع مشاهدة- مداهمة اعتصام مناصر للفلسطينيين
- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احسان طالب - جبران أيها القديس الجميل