أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احسان طالب - هل تصلح العطار ما أفسد ......














المزيد.....

هل تصلح العطار ما أفسد ......


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1503 - 2006 / 3 / 28 - 09:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تحتل الذاكرَةَ السوريَة أسماءٌ لازمتها لعقود طوال ارتبطت بصورة انطباعية تعكس حالات مزمنة من المعاناة والآم المستمرة التي لا يبدو لها زوال قريب ، فالسوريون قاطبة خلال ما يربو على الأربعين عاماً ذاقوا وبال الاستبداد والفساد وصبروا وعضوا على الجراح دون أن يلوح في الأفق أمل ٌيبشر بفرج أو يسر بعد عسر .
فمن لم تصادر أرضه صودرت أمواله و من لم تصادر أمواله صودرت حريته و من لم تطاوله السجون طالته الملاحقات ومن لم يطاله التعذيب ركبه الهم و الضغط النفسي ومن جمع مالا ابتلعته الضرائب و الرسوم و الحجوزات و الرشاوى، حتى الفقير المستسلم الزاهد المغرر بالقناعة لاحقته الإهانات و سحقت كرامته و ذلت شآمته حتى لا يفكر بالأفضل أو الأقل بؤسا ً.
من من السوريين لم يفقد صديقا ً أو قريبا ً أو حبيبا ً أو أخا ً أو ابنا ً – نائبة الرئيس الحالية فقدت زوجة أخيها بنان الطنطاوي ابنة الشيخ على الطنطاوي مع حفيدته – من منهم لم يعاني الضيم و الظلم و الخوف و القهر طيلة العقود السابقة. لقد صودرت الإرادة و الفكر و الرأي و الموقف و اختزلت في فرد لا تغادره الأبدية و الخلود كما ينبغي لنا أن نؤمن و نعتقد!
عبد القادر قدورة رئيس أو عضو لجنة حزبية تقوم بمهام إعداد مشروع لقانون جديد للأحزاب، أي عقل فاقد للأهلية ذلك الذي يتصور رجلا ً بحجم المذكور و تاريخه قادرا ً على أن يخطو قيد أنملة نحو الحرية و التعددية و الديمقراطية. عبد القادر هو الرئيس السابق لمجلس الشعب السوري و في عهده تمت ملاحقة و سجن أعضاء بارزين من مجلسه الموقر – رياض سيف و مأمون الحمصي –
في مقابلة أجرتها معه صحيفة ألمانية افتخر عبد القادر بأن حكومته احتالت على شعبها و تقاضت ثمن سيارات باعتها للمواطنين أكثر من مرة و بأثمان مضاعفة و هو صاحب المقولة الشهيرة بأن المواطن السوري يكفيه أربعة آلاف ليرة سورية شهريا ً ليعيل بها أسرته أي ما يقل عن خمسة و سبعين دولارا ً
كان ذلك في معرض دفاعه عن ارتفاع حاد للأسعار فرضته السياسة الحكومية آنذاك. و هو الذي هدد أعضاء المجلس بأن حزبه يتوفر على أكثر من مليوني عضو دونهم الدم الدم حسب عبارته الشهيرة أيضا ً.
أول نائب أنثى لرئيس جمهورية في تاريخ العرب السيدة نجاح العطار إحدى دعائم السلطة الأبدية و واحدة من أعلام الثقافة السورية عرف عنها لباقتها الشديدة و ثقافتها الراقية ونظافة يدها و في عهدها السابق كوزيرة للثقافة شهدت الساحة المعرفية نزوعا ً نحو التنوير و العلمنة و الترجمة ضمن الشروط الموضوعية اللازمة لاستقرار النظام و بقائه.
يدرك المتابعون للشأن العام في سورية أن تنصيب الدكتورة العطار لا يخلو من رسائل للخارج و الداخل مفادها أن سدة السلطة أكثر انفتاحا ً نحو القيم الإنسانية من الرأي العام الخاضع لتأثير الأصولية و ثقافة المنابر و في هذا إشارات إيجابية نحو الإصلاح المنشود من قبل المراقب الدولي المتابع للشأن السوري. كما يلاحظون أثرا ً سلبيا ً على أشخاص داخل السلطة ظن البعض تخلصهم من أسماء منافسة قديمة عادت لتظهر من جديد، فالدكتور رياض نعسان آغا الوزير الجديد للثقافة ـ الشديد الموالاة ـ لم يعد المرجعية الثقافية الأولى في الحكومة العتيدة، و الدكتورة بثينة شعبان ابنة السلطة و ربيبتها الطامحة لوزارة حقيقية تقليدية كالإعلام أو الخارجية لم تحصل عليها و أتاها التنصيب الجديد للدكتورة العطار ليضع حدا ً لطموحاتها الإعلامية و السلطوية فلقد سرقت منها النائبة الجديدة الأضواء و اعتلت مكانة تقبع تحتها وزيرة المغتربين.
لم يكن بمقدور الدكتورة نجاح خلال سنين طويلة من إمساكها زمام الثقافة نقل الرأي العام السوري إلى مستويات معرفية تتيح الاشتراك في إنتاج ثقافة غير تلك التي رسخت الخضوع و الخنوع و القناعة بالكفاف – بالخبز وحده يحيا الإنسان – و حولت الهم الثقافي لدى معظم الناس إلى رفاهية و ترف تحجبها سيول المعارك و المواجهات المفروضة حيال الغزاة و الأعداء المتربصين في الثغور و القابعين في العقول و الصدور.
هل ستتمكن نائبة الرئيس الجديدة من إعادة الثقافة و السياسة إلى الشعب و تحريك الركود الفكري السائد أحادي النظرة و التصور. هل ستعمل على محاربة التجهيل و التضليل الإعلامي و سيطرة الفكر الأيديولوجي المنغلق على مفاصل الحياة المعرفية و الثقافية.
أشك في ذلك فالشروط الموضوعية و السياسية اللازمة غي متوفرة و ربما أنها غير قابلة للتوفر.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة الاعتبار لإعلان دمشق
- السجون السورية تخرج المبدعين
- سيدة يغتصبها آلاف الحاقدين!!
- التشدد الديني و الإسلام السياسي – دراسة من أربعة أجزاء: الجز ...
- يطبق عليهن الحد!
- التشدد الديني و الإسلام السياسي - دراسة من أربعة أجزاء: الجز ...
- الكاتب السوري مظلوم تنتابه الهواجس
- التعديل الوزاري في سوريا يكرس المواجهة
- الإعلام العربي من عصر الجاهلية إلى جاهلية ما بعد الإسلام: ضر ...
- حماس بين استحقاقات الداخل و ورطة الخارج
- الأسد نجاد: دعم السلطة الأبدية بالسلطة الإلهية
- دعوة إلى لقاء الرياضَيْن
- فصل المقاومة عن حزب الله
- سقوط القناع الدبلوماسي عن النظام الأمني
- وجهة نظر في المسألة الكوردية السورية
- الوطنية السورية و الأفلاطونية الفاضلة
- توبة صدام الصدوق !!
- جبران ثانية
- جبران أيها القديس الجميل
- سوريا في مواجهة الإعصار من يدفع الثمن


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احسان طالب - هل تصلح العطار ما أفسد ......