أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احسان طالب - بغداد لم ولن تموت














المزيد.....

بغداد لم ولن تموت


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1529 - 2006 / 4 / 23 - 12:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ننعى لكم بغداد : هذا العنوان العريض هو ما تصدر الصحيفة الأولى لجريدة أسبوعية تصدر في دولة شقيقة ملاصقة للعراق أراد منه كاتبه إظهار الشفقة والخوف والحرص على أرواح الأبرياء من العراقيين منذرا بحرب طائفية ومنددا بالاحتلال مظهرا حسن النية مبطنا رغبة أكيدة في فشل التجربة الديمقراطية و العملية السياسية السائرة إلى نهايتها في دار السلام .
لقد أظهرت الأنظمة الشمولية المجاورة للعراق رغبة ملحة في فشل تجربته السياسية و أبدت شماتة ظاهرة بسقوط الأبرياء من المدنين والشرطة والجيش مع سرور غير محدود عند إزهاق روح أجنبية لآي سبب كان وذلك إدراكا ووعيا كاملا بأن الاستقرار السياسي والأمني في بلاد الرافدين يوجب التغير والإصلاح في بلدانها و ذ لك مالا تريده ولا ترغب به .وتبحث عن المبررات و الأسباب التي تحول دون إفساح المجال للحريات والانتخابات الشفافة والنزيهة ولا تريد ترتيب اللعبة السياسية وفقا لمؤشرات و معايير أصبحت مسلمة لا تختلف عليها غالبية شعوب ودول العالم .
إن تعثر العملية السياسية والخلل الأمني الظاهر ألقى بظلال قاتمة ونحى صوب ترسيخ اعتقاد شائع مفاده أن الشعوب العربية مازالت غير جاهزة أو ناضجة بما فيه الكفاية لخوض غمار الأنظمة الديمقراطية والحرية السياسية وأن تلك الشعوب لا يصلح لها ما صلح لغيرها من دول العالم و ينبغي عليها البقاء تحت نير الاستبداد والفساد مهما طال الزمن لأن الأمن مقدم على الحرية و البقاء على روح العبد أو الرقيق خير له من عتقه الذي قد يودي به إلى التهلكة فطاعة الحاكم الظالم وتأييده خير من الفتنة و الخراب ، وهذا ليس مفهوما جديدا بل هو قيمة اعتقا دية وثقافية راسخة في مورثنا السلفي.مازال الطغاة يستجدونها ويعيدون إحياءها . وإذا طالب أحد من الداخل أو الخارج بالتغير أشهر في وجهه البطاقة الحمراء تعللا بما يحدث في العراق .
لقد استغل صدام حسين وغيره تلك المقولات وتزرعوا بالاستقرار الموهوم والقائم على الإكراه والقسوة و إذلال الشعوب ونهب خيرات البلاد وإزهاق أرواح الناس وإذلال كرامتهم
إن ما يحدث في العراق ليس نتيجة للحريات السياسية ولا ناجما عن إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة كما انه ليس مبرر لبقاء الطاغوت وحكمه الفاسد الظالم ، إنما هو نتيجة طبيعية لأوضاع تداخلت فيها مجموعة من العوامل التاريخية والثقافية و السكانية ، فما يحصده العراقيون اليوم لم يزرع بالأمس ولم تنمو ثماره بين ليلة وضحاها، فما يربو على ثلاثة عقود من الاستبداد والقهر وتزيف الوعي وقمع الحريات وتقيد العقول كل ذلك افرز وعيا زائفا وعصبية وانغلاقا لدى أجيال من مختلف الأعمار والأجناس والأعراق والطوائف لم يسبق لها الإطلاع على معارف أو ثقافات غير تلك التي ترسخ الدكتاتورية وتعمم الظلم وهي تمارس اليوم جزء من معارفها ومناهجها السابقة في محاولة لتنسم فضاءات الحرية .
فالديمقراطية ليست عملا بحت أو نشاطا ظاهريا فقط بل هي ثقافة وممارسة وعراقة وتقاليد عرفها العراقيون قبل صدام لكنها لم تدم طويلا ولم ترسخ في منظومة التقاليد الثقافية والفكرية والممارسات السائدة وتحتاج إلى مزيد من الوقت و الخبرات والتجارب و الممارسات الطويلة . وإذا وضعنا في الحسبان التداخلات الخارجية في الشأن العراقي وخاصة تلك التي لها مصالح مؤكدة في استمرار الفوضى وفشل الحكم الوطني فلن نستغرب ما يحدث الآن ولن نرد أسباب الفوضى الأمنية الجزئية إلى الديمقراطية المرعبة كم يصورها دعاة العبودية والتعصب .
ولم يكن السماح للناس بممارسة حقهم بالمشاركة في الحكم يوما من الأيام سببا للفتنة وفقدان الأمن ولم تكن الحريات التي ينص عليها الدستور العراقي الجديد كغيره من الدساتير المدنية المتعارف عليها في البلدان المتقدمة محرضة على التمرد و الإرهاب العشوائي. بل على العكس من ذلك فإن الكثير من بلدان العالم و البلدان الأوربية لم تستقر إلا بعد إشاعة الديمقراطية وتبني ميثاق حقوق الإنسان ونشر الحريات العامة والخاصة وتداول الحكم وفصل السلطات .
إن نجاح البرلمان العراقي المنتخب اليوم في الاتفاق على الرأسات و البدء بعملية تشكيل الحكومة سيكون له آثار قريبة وبعيدة على إعادة الأمن الحقيقي والاستقرار الداخلي القائم على الحرية والإرادة الواعية خلافا لذلك المزيف الذي ساد إبان حكم الطاغية .
ستظل بغداد حية ناهضة بأبنائها من سنة وشيعة و مسيحيين عربا وكردا وتركمان و اشو رين ومن كافة القوميات و الطوائف والانتماءات و من كل الوطنين الأحرار ، وكما نعينا سقوط نظام الطاغية سننعى أمنيات ذيوله ومريده الجاثمين والمتربصين بالشعب والبلاد.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النووي الإيراني – نجاد على خطا صدام
- قبل أن تغادرني
- إلى الذين يدافعون عن صدام
- الاغتيال السياسي و الإرهاب الطائفي
- هل تصلح العطار ما أفسد ......
- إعادة الاعتبار لإعلان دمشق
- السجون السورية تخرج المبدعين
- سيدة يغتصبها آلاف الحاقدين!!
- التشدد الديني و الإسلام السياسي – دراسة من أربعة أجزاء: الجز ...
- يطبق عليهن الحد!
- التشدد الديني و الإسلام السياسي - دراسة من أربعة أجزاء: الجز ...
- الكاتب السوري مظلوم تنتابه الهواجس
- التعديل الوزاري في سوريا يكرس المواجهة
- الإعلام العربي من عصر الجاهلية إلى جاهلية ما بعد الإسلام: ضر ...
- حماس بين استحقاقات الداخل و ورطة الخارج
- الأسد نجاد: دعم السلطة الأبدية بالسلطة الإلهية
- دعوة إلى لقاء الرياضَيْن
- فصل المقاومة عن حزب الله
- سقوط القناع الدبلوماسي عن النظام الأمني
- وجهة نظر في المسألة الكوردية السورية


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احسان طالب - بغداد لم ولن تموت