أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - سوريا الجديدة: فلول النظام وإرهابيو المعارضة المسلحة.. عدالة انتقالية أم انتقائية؟














المزيد.....

سوريا الجديدة: فلول النظام وإرهابيو المعارضة المسلحة.. عدالة انتقالية أم انتقائية؟


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8274 - 2025 / 3 / 7 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن أحكمت "هيئة تحرير الشام" قبضتها على دمشق، أعلنت عن مرحلة جديدة تحت شعار "تصفية فلول النظام السابق وتحقيق العدالة". لكن، كما علمتنا التجارب، فإن العدالة قد تنحرف أحياناً عن مسارها، لتصبح أداة انتقامية بدلاً من أن تكون ميزاناً للحق. فهل ما يجري اليوم في سوريا هو عدالة انتقالية حقيقية أم مجرد تصفية حسابات تحت غطاء العدالة؟

لا خلاف على أن المسؤولين عن عقود من القمع والفساد، معروفون بالأسماء والعناوين، خصوصاً أولئك الذين تبوّؤوا مناصب قيادية سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية. هؤلاء يجب أن يكونوا في صدارة قوائم المحاسبة، يليهم من كانوا أقل شأناً في التراتبية السلطوية.
لكن، ماذا لو واجهت الأجهزة الأمنية صعوبة في الوصول إليهم، سواء لقلة الكوادر أو لتعقيدات لوجستية؟ إنني أرى أن طرح مكافآت مالية للمواطنين الذين يقدّمون معلومات قد تؤدي إلى القبض عليهم، بل ومكافآت مضاعفة لمن يسلّمهم مكبلين!
يبدو هذا الحل عملياً من الناحية الأمنية، لكنه يفتح أبواباً خطيرة على مصراعيها، إذ قد يؤدي إلى تصفية حسابات شخصية، وظهور سوق سوداء للوشايات الكيدية، حيث يصبح الانتقام الشخصي مموهاً بعباءة العدالة. لذلك، لا بد من إجراءات صارمة تحكم هذا المسار، من خلال آلية دقيقة لتقييم المعلومات قبل اتخاذ أي خطوة، وإلا تحوّلت العدالة إلى فوضى جديدة.

المجرمون الإرهابيون: العدالة لا تعرف الانتقائية
العدالة لا تكتمل بملاحقة فلول النظام السابق فقط، بل يجب أن تشمل أيضاً الإرهابيين من فصائل المعارضة المسلحة الذين ارتكبوا جرائم بحق السوريين. هؤلاء لا يقلّون خطراً عمّن قصفوا المدن بالبراميل المتفجرة، بل إن بعضهم أسهم في نشر الفوضى والرعب بين المدنيين.

المواطن السوري، الذي دفع ثمن الحرب من أمنه واستقراره، لا يفرّق بين قاتلٍ وآخر، سواء كان يرتدي زي النظام أو راية المعارضة. لذا، فإن أي مسار للمحاسبة يجب أن يكون شاملاً للجميع، وإلا ستتحول "العدالة" إلى مجرد إعادة إنتاج للظلم تحت مسمى جديد.
ومن أجل تحقيق ذلك، لا بد من:
1. إعادة تشكيل جهاز الشرطة، مع استبعاد من تلطخت أيديهم بالدماء.
2. إعادة ضباط وأفراد الجيش ممن لم يتورطوا في الجرائم، لضمان وجود قوة أمنية مهنية لا تحمل أجندات انتقامية.
أما الذين فرّوا إلى الخارج من الفاسدين والمجرمين الموالين للنظام السابق، فهنا يأتي الاختبار الحقيقي للمجتمع الدولي. تستطيع السلطات الجديدة طلب مساعدة الإنتربول لملاحقة المطلوبين، وتقديم طلبات رسمية لتسليمهم.
لكن السؤال: هل ستتجاوب الدول مع هذه الطلبات؟ أم أن المصالح السياسية ستطغى على المبادئ، كما جرت العادة، ليُصبح ملف العدالة مجرد ورقة ضغط دولية تُستخدم وفقاً للأهواء؟

نحو عدالة شاملة لا انتقائية
في النهاية، يتطلب تحقيق العدالة في سوريا نهجاً شاملاً وعادلاً يضمن محاسبة كل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري، بغضّ النظر عن انتماءاته.
ويجب أن تكون عمليات الملاحقة خاضعة لمعايير قانونية واضحة وشفافة، وأن يتم التعامل مع جميع الجُناة بالدرجة نفسها من الحزم.
فقط من خلال هذه المقاربة المتوازنة يمكن لسوريا أن تبدأ صفحة جديدة، تعيد فيها بناء الثقة بين الدولة والمواطنين.
فهل ستكون هذه العدالة انتقالية أم انتقائية؟ الإجابة عن هذا السؤال تكمن في كيفية تنفيذ هذه العمليات ومدى التزام السلطات الجديدة بمبادئ الشفافية والإنصاف.
وهي رهنٌ بالأيام القادمة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من السلاح إلى السلام.. تحولات النضال الكردي في تركيا
- الليرة المحبوسة.. جوعٌ مُنظّم وسوقٌ بلا روح
- عذراً نيوتن.. الجاذبية ليست وحدها التي تسحبنا للأسفل!
- فراغ أمني وبطالة متفشية.. سوريا إلى أين؟
- كيف تصنع حرباً أهلية في ستة أيام؟ (دليل الطغاة والمغامرين!)
- تداعيات رسالة أوجلان: فرصة سلام أم بداية صراع جديد؟
- مؤتمر الحوار.. اجتماع 🚀 سريع لحلول مسبقة الصنع
- السرديات المتضاربة في المشهد السوري: استباق التقسيم أم سقوط ...
- شاوِروهم وخالِفوهم: الحوار الوطني السوري بين الوهم والحقيقة
- الإيزيديون في سوريا: تاريخهم ومعتقداتهم ومعاناتهم من الاضطها ...
- من التطرف إلى الاعتدال.. حقيقة التحول أم ضرورات البقاء؟
- ثقافة التصفيق والتهليل: متلازمة الاستبداد والتبعية
- دور الخوف في تخلّف الشعوب
- الغطرسة لا تُهزم إلا بمثلها
- الساحل السوري بعد فرار الأسد.. فرح عابر وتحديات مستمرة
- خطة ترامب لتهجير غزة: بين المخطط الأمريكي وإرادة الشعوب
- هل يشكل نظام اللامركزية تهديداً للوحدة السورية؟
- مذاهب مختلفة وقلوب واحدة
- العلمانية في سوريا.. خيار الخلاص من الطائفية
- إسقاط سلطة أم إسقاط نهج؟


المزيد.....




- الملك تشارلز يجرد شقيقه أندرو من ألقابه.. ومصادر توضح لـCNN ...
- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي وتأخير الساعة 60 دقيقة
- القضاء الأميركي يجمّد خطة ترامب لنشر الحرس الوطني في بورتلان ...
- فانس يبرّر قرار استئناف الاختبارات النووية: -ضمان لفعالية ا ...
- واشنطن تمنح الهند ستة أشهر إضافية لتسوية استثماراتها في مينا ...
- إسرائيل تعلن تسلم جثماني رهينتين من حماس والتحقق من هويتهما ...
- إعصار ميليسا يتجه نحو أرخبيل برمودا بعدما تسبب في هلاك 20 شخ ...
- هل ستقدم ماكدونالدز وجبات حلال للمسلمين في فرنسا؟
- النواب الفرنسيون يقرون مشروع قانون -يدين- اتفاقية 1968 مع ال ...
- بوساطة تركيا وقطر... باكستان وأفغانستان تتفقان على تمديد وقف ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - سوريا الجديدة: فلول النظام وإرهابيو المعارضة المسلحة.. عدالة انتقالية أم انتقائية؟