أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كيفهات أسعد - قراءة في المجموعة الشعرية على هامش العزلة للشاعرة هيفين العلي














المزيد.....

قراءة في المجموعة الشعرية على هامش العزلة للشاعرة هيفين العلي


كيفهات أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 00:06
المحور: الادب والفن
    


ديوان "على هامش العزلة" هو عمل شعري ناضج، يجمع بين اللغة القوية، الصور المدهشة، الروح المتمردة، والموسيقى الداخلية العذبة. إنه ليس مجرد وصف للعزلة، بل رحلة عاطفية تمزج بين الألم والتأمل والبحث عن الذات.
أسلوب هيڤين العلي في ديوان "على هامش العزلة" يمتيز بكثافة عالية، ويميل إلى التأمل والبوح الحميمي. لغتها غنية بالصور الشعرية التي تستحضر الطبيعة، العزلة، والفقد بأسلوب مميز. هناك نزعة صوفية واضحة في بعض المقاطع، حيث تتماهى الأنا مع الكون، ويصبح الشعر وسيلة للبحث للتصالح مع الألم.
في بعض الأحيان الصور الرمزية القاسية ولا أعرف لماذا تستعملها او توظفها في قصيدتها / فأنا من أنصار السهولة والتبسيط في طرح القصيدة /
إيقاع النص يتراوح بين الشعر الحر والمقاطع ذات الموسيقى الداخلية القوية، مما يمنح القصائد طابعا غنائياً حتى عندما يكون الطرح مشبع بالتأمل . النصوص محملة بروح التمرد، مما يجعلها تتجاوز مجرد التعبير عن العزلة لتصبح نوعاً من إعادة التشكيل للذات عبر اللغة.
بالمجمل، الديوان يبدو تجربة جميلة ، تحمل بصمة خاصة بالصور والتراكيب، مما يجعلنا نغوص في أجواء الشاعرة الحسية والذهنية. هيڤين العلي توظف لغة مكثفة، مشحونة بالعاطفة، وغالباً ما تدمج بين المجرد والمحسوس بطريقة تخلق مفارقات جميلة. وتميل إلى رسم مشاهد حسية مستمدة من الطبيعة، مثل:
"للعينين حكايةٌ أخرى، منفاي المخضّب بالنجاةِ، وقارٌ كلّك، شاردةٌ بالمجدِ على هيئةِ نخلةٍ"
"يا من مررت بعزلتي ذات جنون، كيف لي أن أغضّ الطرف عن أثرِ القرنفل في صدري خشية أفول؟"
هذه الصور تجعل القصائد تمتزج الأحاسيس بالمكان والزمان.
وعزلة الشاعرة تتحول إلى موقف، إلى مساحة للحوار مع الذات والعالم. و مقاومة ضد الاستسلام، ضد الرضوخ للحزن، مما يمنح النصوص طابعًا احتجاج خفي. فالعزلة عندها ليست ضعفًا، بل تمهيد للتحرر:
"أنا هي جنتي ومقامي، وعزلتي هي أرضٌ نجت من المكائد."
وفي بعض المقاطع، نجد حضورا لفلسفة، حيث الحب والمعاناة يلتقيان في تجربة روحية، وأيضا مساحة وجودية تتأمل في الفناء والزمن والمجهول:
"أنا أنت، كلما مررت بي سهواً تعثّرت بك. تفاصيلك المزروعة في مِيلتي تتفاقم، كوشم غجري على ضريح الوقت."
"أنا لا أبحث عن معجزة، بل أقدم قبوراً للصباح كي يختار ضحاياه حسب سجيّته."
حتى مع استخدام التفعيلة الحرة، فإن الجمل الشعرية تحمل موسيقى داخلية قوية ناتجة عن التكرار، التناغم بين الكلمات، والصور المتتابعة بسلاسة، مما يجعلنا نشعر وكأنه داخل لحن طويل من المشاعر.
الديوان يبدو تجربة شخصية عميقة، لا تحاول التصنع أو التفلسف، بل تقدم نفسها بعفوية وصدق، مما يجعله قريبا جدا من القارئ. هناك نوع من البوح الحميمي الذي يلامس المشاعر مباشرة، دون الحاجة إلى تفسيرات .
وأخيرا
على هامش العزلة
صدر عن دار الأيقونة للدراسات والترجمة في قامشلي، على امتداد أكثر من مئة وتسعين صفحة من القطع المتوسط، بغلاف أنيق من تصميم الفنانة الكردية الراحلة والصديقة سمر دريعي.



#كيفهات_أسعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على شرفة هذا المساء
- أطلس العزلة و-متن المتن - هل قرأتم هذه المجموعة الشعرية؟
- القصيدة النرجسية
- صدارات
- قراءة أولية في - ذئب المنفى وعصافير الثلج-
- الهاوية
- أنتِ
- الفُري ( السمان )
- لن أبوح
- نص ونص
- غيابٌ مُر
- شعر
- السيدة
- تجمهرٌ في 20-3-1981
- على قيد الشوق
- الدلال والنقاء
- قبل ختام العام
- صبري عمري ايقونة في الظل
- دونك
- أنا و هي


المزيد.....




- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة
- فيلم -القصص- يحصد التانيت الذهبي في ختام أيام قرطاج السينمائ ...
- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كيفهات أسعد - قراءة في المجموعة الشعرية على هامش العزلة للشاعرة هيفين العلي