أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كيفهات أسعد - تجمهرٌ في 20-3-1981














المزيد.....

تجمهرٌ في 20-3-1981


كيفهات أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 6359 - 2019 / 9 / 23 - 00:05
المحور: الادب والفن
    


تجمهرٌ في 20-3-1981

كيفهات أسعد

تجمهرٌ
كلُّ الذين أعرفهم تجمهروا
كلُّ الذين لا أعرفهم تجمهروا
صغاراً، كباراً، رجالاً، ونساءً
الكلُّ يبحث عن "زين " له
الكلُّ يبحثن عن " مم " لهن
كان عمري عشر سنواتٍ من اليتم المجبول بدم أغاوات القامشلي
وللتو أنهيت " ملحمة مم و زين " المترجمة
بحثت بينهم عن زينة لي،
مقلداً كلَّ العشاق الموجودين
مقلداً ممو وصديقه
لم أتنكر كما هم،
في هذه الساحة وحين يطلق المزمار أجمل أصواته وأعلاها،
كانت نهود الفتيات تهتز تحت أثوابهن المزركشة كخيول النَّوَر،
والمقصّبة كظهر خنفساءة الذهب،
تهتز نهودهن،
وتتمايل بمشيئة الرقصات وصفعات الطبل،
تهتز نهودهن فتفوح منهن رائحة الخزامى والسمّاق ،
وتفوح منهن رائحة عطر ( الكاريس ) منطلقة من وادٍ عميق محشورٍ ومدفون بين نهودهن
الى أعلى خيالات الرغبة.
يلجم شهقات الرجال أصوات خلاخل الذهب، صدى الأساور في أيديهن.
هسهسة أقراطهن ورائحة الحليّ،
تنطلق الزغاريد مبشّرة المكان بالفرح
وعينيَّ بالاندهاش.
في الطرف الآخر من الساحة البعيدة للقامشلي،
توازي ضربات الطبل، صيحات امرأةٍ
ضرب أقدام داخل رحم تلك "الاشيتية"
هاتوا الماء،
هاتوا الماء،
هاتوا الشرشف الموّرد بالياسمين الأبيض وهاتوا الماء الساخن،
أيّ مساء هذا، وأيّ ولادةٍ،
ستجعل كلَّ صراخ تَرَفاً،
وكلَّ التواريخ تبدأ اليوم
ستجعل بيادر القرية الباردةِ في آذار ربيعاً ثانياً هذا المساء .
أيّ ولادةٍ سأنسى قبلها كلَّ الولادات
وبعدها كلَّ الولادات
أيّ غنجٍ هذا المليئ بالورد ونبات العوسج البريّ وعطر الخزامى
أي ورمٍ جميل المكتنز بها تلك الآشيتية كل ذاك العام
أي مخاض أنثى حبلى بماء العشق تلك المسمى مجازاً " لونا"

وأنا ذاك الرائي
أحاول نقش صدى أحلامي بالكلمات،
وأن أضيئ لذاك الطفل جميع أشيائه الخاوية
ذاك الطفل الطاعن في العشق كمجوسي،
الطاعن في الشوق كعبرانيٍ تائه،
الطاعن في مفاجئة يحاول رسمها بقلبه الصغير
أنا ذاك الذي يقترب من حقيقة غائبةٍ كسراب مسموم.

اليوم ايضاً أشتاقك
اليوم ايضاً ،
يتصاعد من حولنا الصمت، والابتسامة هي الوحيدة الناجية
من ذاك الصمت .
والنَفَس الذي ينزلقُ صعوداً هبوطاً من رئتيها أيضاً.
يا لطفلةٍ ناصعةٍ
تطير البراءةُ من تحت أهدابها كما فراشات الحقول،
عَبَثية الشّعر ذاك الخرنوبي،
المثخنة بالفرح الذي يغازل شفتيك
يا طفلةً؛
شاخَت على خدودها الوردية أكواز العسل
يا صديقة الليل وحارسة النجوم،
يا رفيقة الهواء وأخت الشمس،
يا حارسة البراري وصديقة الأنهار ،
يا صديقة البحيرات وحارسة بجعها ودوارها.
اليوم أيضاً يتصاعد من حولنا الصمت،
...
مازلتُ أركض خلف تلك الذكريات،
أنثر الهواءَ خلفي،
وأنثر مع الهواءِ،
ثقةُ أمي "التي تظن أنني أجمل الأولاد لطفاً"
كبيرقٍ يهوى، ويهجس بآلامه،
بشرفٍ شرقي، يبكي، صامت كمالكٍ حزين
ويزحقُ لها حلقي كسفرجلةٍ عجرة
مازلت أركض خلف تلك الذكريات،
وأتأبط لعنة اللغة
ولعنة الشوق
ولعنة الانتظار
ليومٍ يكسر فيه صمتك الوقور كتمثال برونز
بلهفةِ العاشق
أرافق الناس،
أعبر جسر القطار باتجاه قبة "نظام الدين" الواقفةِ بتماهٍ
كي أزيح عنها غبار عام كامل من الانتظار.
أنا الرائي
أحاول تذكر شكل العشاق وهواجسهم ؛
أهجس معهم، مرهق
عيناي كثعلبين هاربين من أصوات القرويين
كل فتيات القامشلي تأتين في معراجٍ لتلك القبةِ
كلهن يبحثن عن عشاقهن
يأتين مثل الحمام ينقرن حبةً ويطرن .
كفقاعةِ صابون أو كمشةِ ملح في بحرٍ مجنون،
يأتين ناصعات كالخطيئة، ويغبن كحلمٍ قصير
كل ذلك اليوم لم أنبس بأية فرح غير التأمل والترقب
أحمل جعبةً مليئة بالحسرة
كصائم ينتظر نحنحة " الملا قاسمو " من مكبر الصوت معلنا الغروب
........
مقطع صغير من كتاب قيد الطبع



#كيفهات_أسعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على قيد الشوق
- الدلال والنقاء
- قبل ختام العام
- صبري عمري ايقونة في الظل
- دونك
- أنا و هي
- شهوةُ أصابعي
- عُدنا
- البوح الاخير
- كان يا ما كان
- كركوك
- حين أشتاق
- لاتلومي
- بوقٌ للشوق
- عفرين
- إلاكِ
- حلمي المؤجل
- نصفين
- أستطيع إليه السَّبِيلَا
- لكِ وحدك أكتب


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كيفهات أسعد - تجمهرٌ في 20-3-1981