أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - مُلهم من ورق














المزيد.....

مُلهم من ورق


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 8260 - 2025 / 2 / 21 - 15:03
المحور: الادب والفن
    


أحبُّ كتابةَ القصصِ على ضوءِ النهارِ، لأمنحَ شخصياتي من الصبحِ إشراقتهِ، ومن الشمسِ وضوحها، أو ربما هو هاجسٌ كي أجعلها نسخًا مكررة مني ولِمَ لا ؟ ألستُ أنا مَنْ خلقها ؟.
بطلٌ ورقي من أبطالي - كنتُ أفضلهُ على الآخرين - استفزهُ ما كتبتُ ، فقال لي بعد أن وضع ساقًا فوق ساق:
ماذا قلتِ؟ تجعلينني نسخةَ منكِ، هذا غباء .. غباء!.
بتكرارهِ للكلمة تمكنَ من الحوزِ على غضبي! .
لففتُ ذراعيَّ حَولَ صدري، ورجعتُ بظهري على الكرسي أفكرُ في العثور على ردّ مناسب لذلك الجاحد، ثم لأقول له بثقة:
هل تدرك أنني وببضعِ كلمات قد أخلعُ عنكَ روبَ الطبيبِ الذي تتباهى به، وأجعلكَ مجنونًا ترقص أمام المرآة؟ وبكلماتٍ أخرى، أجعلُ قرائي يتعاطفونَ معكَ بعد تعرضكَ للسجن، والتعذيب، وبكلِ بساطة قد أخلقُ منكَ صعلوكًا مضحكًا!. لا أخفيكم سرًا، لقد قسوتُ عليهِ قليلًا، أو ربما كثيرًا!.
بعد لحظةِ صمتٍ، نجحتُ في إثارة استغرابهِ، فاستطردتُ وأنا أحاولُ التخفيفَ من وطأة ما قلتُ: لا تخفْ ، لن أفعلْ أيّ شيء مما كتبتهُ، بل سأجعلُ منكَ أميرًا وسيمًا كأمراء القرون الوسطى. هل تفضلُ فرسًا بيضاء أم شهباء؟.
لم يرد، وسحبَ نفسًا عميقًا من سيجارة وضعتها في فمهِ حالما رأيته يتجه نحو النافذة، ثم طلبتُ منه نفثَ الدخانِ ببطءٍ وعيناه تحدقُ في الفراغ.
بصوتٍ هادئ ، وأنا لا أعني ما قلته تمامًا، كتبتُ له:
لو شئتُ لجعلتُ الموتَ نهايتكَ ...
قاطعني مندهشًا:
هل يحق لكِ فعل ذلك؟ أيّة مغرورة أنتِ، أعرفُ أنكِ تخفين وراء كلماتكِ هذه ذكرى حبيب خانكِ، أو مدير عنّفكِ، أوربما صديق خذلكِ. ثم أردفَ بعد تراجعه عدة خطوات: لقد ذهبتْ بكِ الأحلام بعيدًا أيّتها الكاتبة!.
قلتُ بيني وبين قلمي:
لِمَ لا ! لا أحلم إلّا حينما أكتب ، سأجعلُ منك الرجلَ الذي أحلمُ به .
ثم نظرتُ إلى الأعلى لأبعدَ أفكارهُ عن رأسي، وفي ذاتِ الوقت، أحاولُ العثورَ على نهايةٍ تليقُ بالبطل الذي أحبه، لكننّي أخشى إن أنا منحته حريته، سيتحول إلى رجلٍ يشبه الذين أقابلهم في المقهى، أو العمل !.
الوقتُ يقتربُ من الغروب، وبطلي يجلسُ على الأريكة يقرأ في روايتي المفضلة، ويحتسي قهوتي المرّة، منتظرًا نهايته التي سأكتبها على يدي.
تركتُ الورقة والقلم، سرتُ نحوه. أغمضتُ عينيَّ وتركتُ يدي تداعبُ شعره الكثيف اللامع ثم تركتها تنزلق نحو وجهه الجميل متحسسة ملامحه. رفعَ رأسهُ وثمة ابتسامة ولدتْ على فمهِ غطتْ على السطور الأولى.
نهضَ من مكانهِ متلفتًا خشية أن يرانا بطلٌ آخر فيسرقني منه، لكنْ السطور كانتْ فارغة سوى منه. تبادلنا قبلة المساء ثم رقصنا على ضوء شمعة وحيدة قرب نافذة تطلُ على بحرٍ.
انتهى الليل، وهو يصنعُ لي سريرًا من زهرِ الأقحوان وعطر القرنفل وتركني فوقه كي اغفو وأكمل الحلم.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيران آخر زمن
- ( في العمق ) محاورة بين الكاتبة فوز حمزة والناقد أحمد مبارك ...
- رسالة إلى رجل لا أعرفه
- زوجي الخامس
- على ساحل فارنا
- سياحة ذهنية في عرض النص .. دراسة نقدية لرواية ( رياح خائنة ) ...
- انطولوجيا الجسد في مجموعة أمي وذلك العشيق أشواق النعيمي
- هل تصدقين ؟
- قراءة في المجموعة القصصية ( أمّي .. وذلك العشيق ) للقاصّة فو ...
- ثغرها والحياة
- أربعة في الظلام
- من يوميات أبو تكتك
- هي وذلك الفستان
- نافذة من رأسي
- مكالمة بعد منتصف الليل
- مفاجأة غير متوقعة
- لوحة عائلية
- قبل المحو
- قبل البداية
- لعبة ورق


المزيد.....




- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - مُلهم من ورق