أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - الانتخابات ليست معياراً للديمقراطية














المزيد.....

الانتخابات ليست معياراً للديمقراطية


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 17:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن بأيِّ حالٍ من الأحوال أنْ يُعَد النظامُ السياسي نظاماً ديمقراطياً كونه يجري انتخابات دورية او تمخض عن انتخابات تشريعية أو رئاسية فهتلر في ألمانيا جاء عن طريق صناديق الاقتراع، وكذلك موسيليني في إيطاليا، وكانا من مخرجات الانتخابات وصناديقها، ولكنهما كانا أشد أعداء الإنسان والإنسانية إذ ارتكبا أبشع الجرائم التي سجلها التاريخ بصفحات سوداء.الانتخابات عملية إجرائية للتداول السلمي للسلطة، بينما الديمقراطية أكثر إتساعا وأكثر شمولا من الانتخابات. فهي حزمة من المفاهيم والسلوكيات والقيم الثقافية التي تشتمل فيما تشتمل عليه الدفاع عن حقوق الانسان والتعددية بكل اشكالها سياسية وثقافية وإثنية فضلا عن قيم ومنظومات سياسية وقانونية وثقافية واقتصادية اخرى.
فالانتخابات اذن هي اجراء على السطح السياسي والاجتماعي فيما الديمقراطية تعالج الأعماق ولاتقتصر على السطح.استنبات القيم الديمقرطية وإزاحة معيقاتها الثقافية والاجتماعية تحتاج الكثير من الاشتغال الثقافي والتغيير في منظومات الدولة والمجتمع في المجالات الثقافية والسياسية والقانونية والاجتماعية.فأحيانا يواجه التحول الديمقراطي تربة غير صالحة ونباتات ضارة لهذه النبتة الغريبة على التربة، فضلا عن وجود بعض الطفيليات والفيروسات والأمراض في الواقع المجتمعي والسياسي تواجه القيم الديمقراطية وتحاربها وتفسد عملية استنباتها.
فسباخ الاستبداد وملوحة مياه القيم الاجتماعية جميعها قد تجتمع فتكون عائقا أمام استنبات بذرة الديمقراطية. ومن هنا فإنَّ الديمقراطية ليست انتخابات فحسب لتدّعي بعض الانظمة السياسية انها أجرت عدة دورات انتخابية. فعمليات التحول الديمقراطي والتي إحدى آلياتها هي الانتخابات قد تصبح وسيلة للوصول للسلطة وليست غاية لإقامة النظام الديمقراطي بمجمل قيمه.فيصبح هذا التحول وآلياته عملية تشويه للديمقراطية لأنه يوصل للسلطة قوى لا تؤمن بالديمقراطية فكراً و ممارسةً بل تستعمل الديمقراطية كوسيلة وليست غاية، فعلاقة هذه القوى بالديمقراطية هي صناديق الاقتراع التي تحسب كمطية لقوى الاستبداد للتسلط على الدولة والمجتمع. فعملية الربط بين الديمقراطية والانتخابات هي عملية خداع للمجتمع وتشويه وتزييف للوعي السياسي وذلك بوصف الانتخابات بأنها معيار لديمقراطية النظام السياسي.فنظام صدام أجرى عدة دورات انتخابية لما كان يسمى (المجلس الوطني)، كما أجرى انتخابات رئاسية لعدة دورات ولكنه نظام استبدادي دكتاتوري شمولي ارتكب أقذر الجرائم بحق الانسان والانسانية.
فأحيانا من يصل للسلطة ليست القوى الممثلة الحقيقية للديمقراطية وقيمها، وهو ما لا يمكن ان يحسب بأنه احد مخاضات الديمقراطية انما هو وليد صناديق الاقتراع الذي ليس بالضرورة ان يكون ديمقراطيا بل قد يكون أشد أعداء الديمقراطية وحقوق الإنسان.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستلزمات الحوار الوطني
- مسطرة الاقصاء
- من أجل قانون تجريم الطائفية
- غياب المعارضة
- رسالة الى أخي الإنسان
- هل يصمد اتفاق غزة؟
- اغتيال الرأي العام
- في سوريا حضر الجميع وغاب العرب
- في سوريا.. حكومة الأمر الواقع ام حكومة انتقالية؟
- المرجعية تستصرخ النخب
- المعارضة الشعبية
- اين يقف المثقف؟
- غيابات النواب وضرورة ضبط الأداء
- الحادي عشر من سبتمبر، لحظة الحوار الدامي
- تهديد السلم الاهلي في كركوك
- -انقذوني بتهمة-
- مادة التغيير وغايته
- شباب العراق وصناعة لحظة التغيير
- مجتمع الدولة ودولة المجتمع
- التاسع من نيسان 2003 ..سقوط العقل العربي


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية ونطاق تهديدها
- بعد ليلة دامية.. كاتس يُهدد سكان طهران بـ-دفع الثمن-.. وبزشك ...
- الإعلام الإيراني ينشر تحذيرا أمنيا: إسرائيل تستخدم تتبع الهو ...
- تضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل ...
- مراسلتنا: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجوم الصاروخ ...
- الجيش الإسرائيلي: بحريتنا اعترضت للمرة الأولى 8 مسيرات باستخ ...
- روسيا.. اختبار مفاعل حيوي يعتمد على الطحالب الدقيقة لضمان ال ...
- الناتو يطلق مناورات في فنلندا بمشاركة أكثر من 40 طائرة حربية ...
- إعلام عبري: صاروخ إيراني انفجر مباشرة بين ملجأين في بيتاح تك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - الانتخابات ليست معياراً للديمقراطية