أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - أين -جابوتنسكي-؟ وقريبا أين -سموتريتش-؟














المزيد.....

أين -جابوتنسكي-؟ وقريبا أين -سموتريتش-؟


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعا "فلاديمير جابوتنسكي" أثناء خطابه أمام المؤتمر الصهيوني عام ١٩٢١ جميع الصهيونيين إلى بناء ما يربط بينهم، عن طريق تأليف ما أطلق عليه "وزارة صهيونية كبرى" تضم جميع الذين يقبلون أسس الصهيونية التاريخية، ويملكون المقدار الكافي من التساهل لوضع برنامج يرضى عنه الجميع ويستطيعون العمل في سبيله.
وقد عُرف "جابوتنسكي" بغطرسته و أيديولوجيته التي تنادي بصراحة أن لا سبيل لتحرير "بلاده" ويقصد فلسطين، لن تكون إلا بحد السيف. بعكس "حاييم وايزمان" الذي كان يسعى للهدف نفسه غير أنه يعمل على تحقيقه ولكن من تحت الطاولة. ومن هنا نشأ الخلاف بين "جابوتنسكي" والمنظمة الصهيونية العالمية. غير أنه ذهب إلى المؤتمر آنف الذكر لمحاولة التوصل إلى اتفاق مع "وايزمان" ومؤيديه بحجة توسيع التمثيل الصهيوني داخل المنظمة والعمل على تشكيل "الوزارة الصهيونية الكبرى" التي ستضم الصهاينة من جميع الاتجاهات السائدة فيها.

ومن خلال انضمامه إلى اللجنة التنفيذية في المنظمة الصهيونية اعترض على المشروع الذي اقترحه المندوب السامي اليهودي البريطاني على فلسطين "هربرت صموئيل" والذي رمى إلى تأليف قوة يهودية-عربية للحفاظ على الأمن، وراح ينادي بأن اليهود لا يمكنهم البقاء ضمن قوة مختلطة، زاعما أن الأكثرية العربية سوف تناصب اليهود وبالتالي الصهيونية العداء. والحقيقة أنه كان يرمي إلى تأليف فرقة يهودية قائمة بذاتها.

أما الخلاف الثاني بين "جابوتنسكي" و صموئيل" فهو "الكتاب الأبيض" ١٩٢٢ والذي صدر بعد أحداث يافا في أبريل/١٩٢١. وقد اتهم "جابوتنسكي" اللجنة بالانهزامية، ثم قام بتقديم استقالته، وعلى إثرها انهارت دعوته بإقامة وزارة الجبابرة. لكن حلمه لم ينهار، حيث ظل يقاتل من أجله إلى أن برزت "الحركة الصهيونية التصحيحية" وأطلت برأسها كأفعى سامة ومصححة لبرنامج "بازل".
فتضمن برنامجها الجديد أن "غاية الصهيونية هي تحويل فلسطين تدريجيا إلى كومنولث يهودي، أي إلى كومنولث يحكم نفسه بنفسه في ظل أكثرية يهودية قائمة. وكل تفسير آخر للصهيونية خصوصا ما ورد في الكتاب الأبيض ١٩٢٢ لا بد من اعتباره غير صحيح".

وقد كان لصهيونية "جابوتنسكي" فيما بعد دور في قيام ما تسمى "إسرائيل". كما أن وزارته الصهيونية الكبرى التي طالما حلم بها، تحققت عشية الخامس من يونيو ١٩٦٧، عندما انضم ممثل حزب"حيروت" الصهيوني الإرهابي "مناحيم بيغن" خليفة "جابوتنسكي" وحامل أيديولوجيته إلى الوزارة الحربية التي شكلها "ليفي أشكول".
وهو أي "بيغن" الذي قال "لن يكون سلام لشعب اسرائيل ، ولا أرض إسرائيل حتى ولا للعرب ما دمنا لم نحرر وطننا بأجمعه حتى ولو وقعنا معاهدة الصلح".

ومنذ ذلك الوقت وإلى اليوم يجد المتابع لما يحصل في فلسطين، أن بذور الدعوة التي غرسها "جابوتنسكي" في تربة أرض لا يمت لها بصلة، قد نمت وكبرت وأصبحت حركة واسعة تنادي بما يسمى "إسرائيل الكبرى" وتجاهر بنوايا التوسع تحت ستار متطلبات الأمن والدفاع.

وتصريحات "سموتريتش" التي زادت وتيرتها بعد الهدنة بين حركة حماس ودولة الاحتلال تعكس ذلك الأمر. والتي تطالب بفرض السيادة على الضفة الغربية.
وما تشهده مناطق عديدة في الضفة اليوم من تصاعد في العمليات العسكرية الصهيونية بما في ذلك إجبار العائلات الفلسطينية على النزوح من مثل ما حصل في اليوم التالي للهدنة في مخيم نور شمس، وعمليات القتل التي نفذتها ما تسمى ب "قوات الأمن الإسرائيلية" بحق عدد من الفلسطينيين مدعومة بطائرات هيلكوبتر في مدينة جنين. وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوترات في المنطقة مع استمرار التوسع الاستيطاني.

وقد صرح "سموتريتش" خلال مؤتمر تحت اسم "الشرق الأوسط الجديد" بأنه
""لا توجد ولن تقام دولة فلسطينية، وهذه المسألة غير قابلة للتفاوض، وغير مطروحة على الطاولة. ولكن الأهم هو الأفعال بفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على أجزاء من الوطن في الضفة الغربية من خلال قرار استيطاني لإنشاء مدن وبلدات عديدة وجلب العديد من المستوطنين الإضافيين للاستقرار فيها".
ومثل هذه التصريحات بالطبع تعكس تطلعات اليمين المتطرف نحو توسيع الدولة لتشمل مناطق إضافية في الشرق الأوسط. بدليل ما جاء على لسان "سموتريتش" في مقطع فيديو انتشر عام ٢٠١٦ أن "حدود القدس يجب أن تمتد حتى العاصمة السورية دمشق" كما دعا إلى "الاستيلاء على الضفة الشرقية من نهر الأردن".

ويكيدون ولكن الله لهم بالمرصاد "وأكيد كيدا، فمهل الكافرين أمهلهم رويدا"
فأين هو "جابوتنسكي" الذي لطالما كاد وحلم؟ وبإذن الله قريبا نقول أين "سموتريتش"؟؟؟؟



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسطل
- مدينة حيفا...كانت هنا
- *إنما نعدّ لهم عدا*
- مدينة البرتقال الحزين.... يافا
- وحُقّ اليوم للقبيبة أن تفرح..محمد الضيف شهيدا
- بناء المستوطنات لن يوقف المقاومة الفلسطينية
- نتساريم وأوهام الجنرالات
- مجد الكروم....كانت هنا وستنتفض كفينيق
- -دونالد ترامب- وخدعة السلام
- وسيلة المهزوم
- بصقة على جبين -بايدن-
- كانت هنا وستنتفض يوما كفينيق.. مجزرة الدوايمة
- الحرب على غزة- هنيئا لكم التمكين
- الحرب على غزة- بيت حانون التي فاجأت العدو
- الحرب على غزة- ماذا بشأن دم الأطفال الفلسطينيين؟
- الحرب على غزة- يريدونها على غرار جباليا
- الحرب على غزة- قديم متجدد
- الحرب على غزة- حدودنا حيث يقف جيشنا!
- الحرب على غزة- هل يتبرأون من الصهيونية يوما؟
- الحرب على غزة- الإنسانية والمثلث المقلوب


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - أين -جابوتنسكي-؟ وقريبا أين -سموتريتش-؟