أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مدينة البرتقال الحزين.... يافا














المزيد.....

مدينة البرتقال الحزين.... يافا


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مدينة البرتقال الحزين
يافا
"يافا كالغريب يأتيها المساء، يحطّ على كتفيها، يلفّها بسواده ك شالٍ يلفّ امرأة دخلت فترة الحداد"
من رواية حنظلة

تقع مدينة يافا في منتصف الساحل الفلسطيني تقريبا، وعلى تلة هي الوحيدة على الشاطئ. كان لها دور مميز في الحركة الوطنية، حيث انطلقت منها ثورة ١٩٢٠. ومنها بدأ الإضراب التاريخي الذي عمّ البلاد، ودور فعال في الثورة الفلسطينية الكبرى عام ١٩٣٦.
كانت تشتمل على أربع وعشرين قرية عربية وسبعة عشر مسجدا، بقي منها مسجد واحد واختفت القرى جميعها.

شهدت يافا بعد قرار التقسيم معارك دامية. حيث هاجمها بتاريخ ١٣/مايو/١٩٤٨ حوالى ٥٠٠٠ من عصابات الهاجاناه والإرغون. اشتبكت مع القوة الدفاعية التي لم يكن تعدادها أكثر من ١٥٠٠، منهم مجاهدي فلسطين وخمسين مسلما من البوسنة وعدد من فرسان الهيكل، وهم مستعمرون ألمان، قدموا يافا في القرن التاسع عشر ضمن الحملات التبشيرية، وقرروا الدفاع عن مستعمراتهم المتواجدة في المدينة.

وينقل الحاج أمين الحسيني في مذكراته، أنه طلب من جامعة الدول العربية تسليح المجاهدين المدافعين عن يافا، تسليحا وافيا وبشكل سريع. غير أن أحد المسؤولين العرب، قال له "لا ضرورة لتسليح يافا البتة، لأن قرار التقسيم جعل يافا ضمن المنطقة العربية، فلا خوف عليها مطلقا من اعتداء اليهود".
وقد سقطت يافا بعد نفاد الذخيرة مقابل السلاح الذي كانت تمتلكه العصابات الصهيونية. فقُصفت مدينة البرتقال الحزين وعروس البحر الأبيض المتوسط براجمات الألغام وقذائف الهاون والموتور البريطانية الصنع واشتد الضغط العسكري عليها.

وكعادتها، ارتكبت العصابات الصهيونية الفظائع، فقتلت الأطفال والشيوخ وشقّت بطون الحوامل وقتلت الأجنة بدم بارد.
كما فصلوا الرجال وكبار السن عن النساء وتم إعدام كل من لديه القدرة على حمل السلاح. وقتلوا كل من رفض الخروج من ارضه وبيته، وقامت العصابات الصهيونية بمساعدة البريطانيين بعمليات تفتيش وسرقة ونهب للفلسطينيين المهجرين قسرا، كما أقدموا على إعدام الشباب بالرصاص الحى ميدانيا.
ثم طُرد أصحاب الأرض والبالغ عددهم ٥٠،٠٠٠ نسمة خارج أرضهم، في مشاهد أعادت مشاهد يوم الخروج من حيفا. فتدافع الناس نحو البحر للصعود في قوارب الصيد الصغيرة التي كانت ستنقلهم إلى غزة، وأثناء ذلك كانت العصابات اليهودية تطلق النار فوق رؤوسهم بهدف تسريع هروبهم.

وأما من تبقى من أهل المدينة فقد تم حشرهم في منطقة مغلقة في حي العجمي، أحيطت بأسلاك شائكة، فأصبحوا أصحاب الأرض الشرعيين كأنهم في سجن تم بناؤه على يد عصابات الشتات.

وانتهى سقوط المدينة بدمار في كل حارة وشارع، ناهيك عن الدمار الثقافي الذي تعرضت له، فأصبحت الحارات العربية يهودية. كما لم تسلم المقدسات الإسلامية، حيث تم هدمها وبني مكانها مجمعات سكنية للمستوطنين. كما استولوا على مقام النبي روبين وهودوه.

وقتلوا أشجار البرتقال الذي طالما تغنينا به في مناهجنا الدراسية وغربوا المدينة بالكامل عبر القوانين والمشروعات التهويدية.
واليوم لا زال ما تبقى من المسجد المجاور للمقام آثار ماثلة للعيان لم تتوقف عن الترديد منذ ٧٦ عاما بلسانها العربي....
كانت هنا جميلة اسمها يافا وستنتفض يوما كفينيق.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحُقّ اليوم للقبيبة أن تفرح..محمد الضيف شهيدا
- بناء المستوطنات لن يوقف المقاومة الفلسطينية
- نتساريم وأوهام الجنرالات
- مجد الكروم....كانت هنا وستنتفض كفينيق
- -دونالد ترامب- وخدعة السلام
- وسيلة المهزوم
- بصقة على جبين -بايدن-
- كانت هنا وستنتفض يوما كفينيق.. مجزرة الدوايمة
- الحرب على غزة- هنيئا لكم التمكين
- الحرب على غزة- بيت حانون التي فاجأت العدو
- الحرب على غزة- ماذا بشأن دم الأطفال الفلسطينيين؟
- الحرب على غزة- يريدونها على غرار جباليا
- الحرب على غزة- قديم متجدد
- الحرب على غزة- حدودنا حيث يقف جيشنا!
- الحرب على غزة- هل يتبرأون من الصهيونية يوما؟
- الحرب على غزة- الإنسانية والمثلث المقلوب
- على غزة- دولة المعجزات،،إلى أين؟
- الحرب على غزة- شايلوك اليوم
- الحرب على غزة- العين بالكل
- الحرب على غزة- جنين..غزة ثانية


المزيد.....




- -تساقطت أبنية أثناء سيرنا-.. سيدة تروي لـCNN مشاهد في تل أبي ...
- الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مقرات قيادة لـ-فيلق القدس- والجيش ...
- فيديوهات متداولة: منظومات الدفاع الإسرائيلية تقصف نفسها!
- شركات تطالب الاتحاد الأوروبي بسياسة مناخية مستدامة وأكثر وضو ...
- انخفاض الرصاص يحسن ضغط الدم وعمل عضلة القلب
- ‌‏هيئة -أمبري- البريطانية: إيران هاجمت البنية التحتية لميناء ...
- Ynet: أحد الصواريخ سقط قرب مكتب السفارة الأمريكية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات جوية على مقرات لفيلق القدس في ...
- البيت الأبيض: ترامب سيلتقي زيلينسكي على هامش قمة مجموعة السب ...
- بزشكيان: الولايات المتحدة تمارس البلطجة وتخالف القوانين الدو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مدينة البرتقال الحزين.... يافا