تصريح غير مالوف ؟

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صرح ترامب انه سوف يعمل على وقف الحرب الاوكرانية الروسية خلال 24 ساعة ( هذا سابقا) واليوم يؤكد نفس الشيء ولكن الاخطر في هذا التصريح هو قوله انه سيعمل على اشاعة الفوضى في الشرق الأوسط ؟( المصدر :القناة التلفزيونية الروسية --1 ،في 23-12-2024).

1-- نعتقد ،ان ترامب ليس لديه العصا السحرية لوقف الحرب الاوكرانية--الروسية ،وهو لم يعلن لغاية الآن ما هي الخطة لديه ولم يعلن عنها بشكل علني ؟ من اجل ان تعلم الاطراف المعنية ومنها روسيا الاتحادية..؟.

2- ان جميع الرؤساء الاميركان من ترومان ولغاية ترامب لم يكونو مع السلام الحقيقي للشعوب فهم ينظرون لذلك وفق مصلحة اميركا بالدرجة الأولي. ان اميركا هي المسؤولة عن جميع الحروب غير العادلة والنزاعات الطائفية والاقتتال بين الشعوب التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية ولغاية الآن، وهذه حقيقة موضوعية واضحة للجميع.

3-- ان جميع الحروب غير العادلة والنزاعات الطائفية والاقتتال بين الشعوب وصنع السيناريوهات اللاشرعية واللاقانونية ضد الشعوب قامت بها اميركا ويعود السبب الرئيس لذلك، ان الراسمالية كانت ولا تزال تعاني من ازمة عامة وشاملة وشملت جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية وحتى الاخلاقية وتم استخدام اسلوب اشعال الحروب غير العادلة واشاعة الفوضى وعدم الإستقرار احد اهم الاسباب الرئيسة لمعالجة امراض الراسمالية ولو لفترة معينة إلا وهو اشعال الحروب غير العادلة بهدف تصريف جزء من ازمة نظامهم المازوم بنيويا والاستحواذ على ثروات الشعوب وتكريس التبعية والتخلف...

4-- ان جميع الحروب الاقليمية والداخلية في بلدان اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية وغيرها من البلدان تقف وراءها قوى الثالوث العالمي والمخابرات الغربية ومنها ،وكالة المخابرات المركزية الأميريكية والبريطانية بالتعاون والتنسيق مع حلفاءوهم في دول الاطراف وما حدث ويحدث الآن في البلدان العربية والاسلامية و رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) انموذجا حيا وملموسا على ذلك ، سؤال مشروع ؟ .من وقف ويقف وراء ما يسمى بالربيع اللاعربي والثورات الملونة في البلدان العربية ؟ وماهي النتائج الكارثية لهذا السيناريو سوريا اليوم انموذجا حيا وملموسا على ذلك.

سؤال مشروع ؟

لماذا القيادات الاميركية منذ الرئيس ترومان ولغاية اليوم اتبعوا نهج الحروب غير العادلة والتدخلات في الشؤون الداخلية للدول المستقلة والقيام بالانقلابات الفاشية والاغتيالات السياسية وصناعة السيناريوهات السوداء والكارثية واشاعة الارهاب والفوضى وعدم الإستقرار في العالم ؟. لماذا لم تقوم القيادات الاميركية باحترام القانون الدولي واقامة العلاقات الإقتصادية والتجارية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجيا على اساس مبدأ المساوات والنفع والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشوون الداخلية للدول المستقلة واتباع نهج سلمي في علاقاتها مع الدول ؟. هل هذا نابع من اسس المجتمع الطبقي البرجوازي الاميركي ؟.

يشير الدكتور هيثم كيلاني ان (( الارهاب المعاصر ظاهرة اوربية المنشأ ،وقد دشنت الثورة الفرنسية في عام 1789 الارهاب بمفهومه الحديث وما وسته(( باسم الشعب)). ( المصدر:: مجلة الوحدة،العدد،67،ابريل،السنة،1990،ص،36.) ومن اشكال ارهاب الدولة هو:: 1--تقديم الدعم إلى الانظمة الاستعمارية،والاحتلالية والعنصرية،والفاشية،2-- تقديم الدعم الى جماعات مسلحة تقوم بثورة مضادة ضد حكومات وطنية.3-- فرض سياسة معينة على حكومة وطنية ضد ارادة شعبنا.( المصدر السابق ،ص،45). يشير شولز وزير خارجية الولايات المتحده الأمريكيه (( ان ما تعلمناه عن الارهاب ،قبل كل شيء ،هو انه عنف غير عشوائي ،انه موجه وله هدف)) ( المصدر السابق ،ص،70).

يقول المؤرخ البريطاني ارنولد توينبي (( ان الشعب الاميركي يكاد يكون الشعب الوحيد الذي قفز من مرحلة التخلف إلى مرحلة الانحطاط دون ان يمر بمرحلة الحضارة)).( نفس المصدر السابق ،ص ،71). ويشير الباحث المغربي الاستاذ مطيع المختار إلى (( ان قصة الولايات المتحده الأمريكيه مع العنف والارهاب ليست قضية حديثة،انها متأصلة في الضمير الاميركي ومعشعشة في المجتمع الاميركي السياسي والاقتصادي والفكري.فمنذ قدوم اول المغامرين إلى هذه الارض للبحث عن الذهب بدأ الارهاب الداخلي في اميركا بالنمو ،حتى اصبح ظاهرة طبيعية مألوفة)) .( المصدر السابق ،ص،71--72).
يشير الباحث المصري معالي عبد الحميد حمودة(( ان الولايات المتحده الأمريكيه تمارس ارهاب الدولة ضد العديد من دول العالم ،الدول العربية والاسيوية وبعض دول اميركا اللاتينية...،ان الولايات المتحده الأمريكيه مارست ارهاب الدولة ،ارهاب ،عدوان،،القاء قنابل نووية ،حرب شاملة ،اسقاط حكومات شرعية ،مساندة منظمات معارضة للحكومات الشرعية....ان الولايات المتحده الأمريكيه تمارس ارهاب الدولة علنا ،وهذا الارهاب هو الوجه الحقيقي لها ،وهو سياستها على النطاق الدولي)) ثم يؤكد الباحث المصري (( اما (اصدقاء) الولايات المتحده الأمريكيه في وطننا العربي ،وفي اي مكان اخر في العالم.نذكرهم،بان الولايات المتحده الأمريكيه لا تعرف شيء إسمه الصداقة ،بل تؤمن ب العمالة فقط...ان واشنطن لا تعرف الصداقة... هذه المعادلة الغائبة عن عقول صناع القرار في امتنا العربية)).( المصدر السابق ،ص،152--153).

نقول لمن يعنيه الامر لا تفرحوا بالرئيس الجديد في اميركا فهوسوف لن يختلف عن سابقيه الا في حالة واحدة انه رجل اعمال فقط فهو يسعى إلى تعزيز دور ومكانة اميركا لقيادة العالم ،تعزيز قوتها العسكرية ،ممارسة الضغوطات ضد الانظمة المناهظة لنهجه ،ستكون علاقته محفوفة بالمخاطر الجدية مع جمهورية الصين الشعبية وكوريا الشمالية وطهران ولا يستبعد حتى مع روسيا الاتحادية ،ناهيك عن الانحياز الكامل والمطلق إلى الكيان الاسرائيلي.

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل