من المسؤول عن اشعال الحروب في المجتمع ؟

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 8197 - 2024 / 12 / 20 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

معروف للجميع إن الشعب السوفيتي والجيش الاحمر وتحت قيادة ستالين العظيم ،خلال الحرب الوطنية العظمى للمدة 1941-1945 قدم ما بين 27--30 مليون شهيد من اجل تحرير الوطن الاشتراكي..وبنفس الوقت قدم الشعب الصيني في حربه العادلة ضد الإمبراطورية اليابانية اكثر من 30 مليون شهيد من اجل تحرير الشعب الصيني.

من خلال ذلك وغيره وما قيل اعلاه يعني ان الشعبين السوفيتي والصيني قدموا من اجل تحرير الشعبين السوفيتي والصيني ما بين 57--60 مليون شهيدا ،هذا هو الثمن الكبير الذي قدمه الشعبين السوفيتي والصيني من اجل القضاء على الفاشية الالمانيه واليابانية.. اللقيط والوريث الشرعي للنظام الامبريالي العالمي .

لا يوجد اي شعب في العالم، قدم تضحية مثل الشعب السوفيتي والصيني من اجل القضاء على الفاشية الالمانيه ،وهي نتاج طبيعي ولدت من رحم النظام الراسمالي العالمي وخاصة في مرحلته المتقدمة الامبريالية وان السبب الرئيس لظهور الفاشية الالمانيه انموذجا هي الازمة العامة والشاملة للنظام الراسمالي العالمي ،اي ان الفاشية والنازية والنيونازية...هي نتيجة حتمية للازمة العامة في النظام الراسمالي العالمي وان الاساس لظهور الفاشية والنازية والنيونازية يكمن في الاساس الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الراسمالي العالمي وخاصة في مرحلته المتقدمة الامبريالية الا وهي الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج.

ان جميع الحروب غير العادلة التي شنها النظام الراسمالي سببها الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج وكذلك ازمة نظامهم المازوم بنيويا والاستحواذ على ثروات الشعوب بهدف تصريف جزء من ازمة نظامهم المازوم بنيويا وبسبب ذلك واجهت شعوب العالم حروب عديدة ومنها الحرب العالمية الأولى والثانية وما يسمى بالحرب الباردة والحروب الاقليمية والسيناريوهات السوداء والكارثية ضد الشعوب والانظمة الرافضة لنهج القطب الواحد ،الذي تتزعمه اميركا ولكن لا توجد افق لاستمرار القطب الواحد ،العالم اليوم يعيش نظام التعددية القطبية وهذه حقيقة موضوعية واضحة للجميع اليوم .

يؤكد زعيم البروليتاريا لينين العظيم، ما دامت الملكية الخاصة لوسائل الانتاج موجودة فإن الجحيم سيستمر على الارض وبالضد من الشعوب التواقة للسلام والتعايش السلمي ،ويمكن القول ، ان القضاء على الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج يعني نهاية الحروب غير العادلة ويعني ذلك تحقيق الإستقرار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والامني ،لان الحروب ليست سمة ملازمة للشعوب بل هي سمة ملازمة للمجتمع الطبقي البرجوازي ،ومنذ ظهور المجتمع الطبقي في العبودية والاقطاعية والراسمالية...وظهور الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ظهرت الحروب غير العادلة في المجتمع الطبقي البرجوازي وتطورت هذه الحروب بتطور شكل ومضمون الملكية الخاصة لوسائل الانتاج في المجتمع الطبقي.

ان الحرب استمرار لسياسة الطبقات الحاكمة وعبر وسيلة العنف وان لكل حرب لها مضمون وهدف محدد وهي تعكس مصالح الطبقة البرجوازية الحاكمة وحاشيتها في المجتمع الطبقي ،وكما اشار لينين ، ان السياسة تعبير مكثف عن الاقتصاد.ان الحروب غير العادلة سببها اقتصادي بالدرجة الأولي وهدفها الرئيس ايضا اقتصادي إي الاستحواذ الكامل على ثروات الشعوب وتكريس التبعية والتخلف وتصريف جزء من ازمة نظامهم المازوم .

ان المنظرين البرجوازين ينكرون الطابع الطبقي لحروبهم غير العادلة وهم يؤكدون على خرافة وشيطنة ومسرحية وجوهر هذه الحروب من خلال ادعاءهم ان الحرب هي سمة متأصلة في الطبيعة البشرية. ان الغاء الملكية الخاصة لوسائل الانتاج والقضاء على التناقضات التناحرية وبناء المجتمع اللاطبقي..ان كل ذلك يوفر، يؤسس، المقدمات الضرورية باستبعاد الحروب من المجتمع البشري.

ان هيمنة اسلوب الانتاج الاشتراكي عالميا ، سوف يتم القضاء على الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج والقضاء على التناقضات التناحرية في المجتمع وسوف تنتهي الحروب وإلى الابد في المجتمع ومن وعلى وجه الارض.

ان انتصار الاشتراكية على الصعيد العالمي سيتم وفق الحتمية التاريخية لتطور المجتمع البشري وان الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية ليس لها مستقبل وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوسن إن الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة من العملية التاريخية الموضوعية وان نشوءها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري .

كانون الاول -2024

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل