أحمد كعودي
الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 21:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خل.
سقوط الدولة السورية لا يعني في الجغرافية السياسية إلا مصلح التحالف الصهيوأمريكي ونظيرهما التركي ، في المقابل، لماذا سلم الداعم الروسي للنظام السابق والشريك الإيراني ، بسقوط دمشق بتلك السرعة دون مواجهة تذكر ؟ فمن يقف ياترى وراء سيطرة جبهة تحرير الشام/ النصرة سابقا على سوريا؟، وهل نفس الترتيبات الأمريكية للمنطقة التي ثم إنجازها في العراق والسودان وليبيا واليمن، اكتملت في سوريا أم الحبل على الجرار ،لإتمام مشروع الشرق الأوسط الجديد وتسيد دولة إسرائيل على المنطقة كافة ، وهل سيختفي محور المقاومة ا لداعم الرئيسي لفلسطين ، بسبب التغيرات الجديدة التي حدثت أم أن هناك توسعا و انتعاشا له، بعد امتص الصدمة ؟.
" أتت الحرب على غزة ولبنان وما أفضت إلية من نتائج..... فاقت كل التوقعات لتهيء مسرح الشرق الأوسط لسيناريو تتحرك فوقه الرمال المتحركة لتزداد سرعة واتساعا، متوقعا ان تبتلع دولا وصولا إلى إيران ، بعد أن تفقد أذرعها المسلحة" عن د .إسماعيل صبري(رأي اليوم) .
فلنفسر أكثر في محاولة فهم ماجرى ونقول ؛ أن ما حدث ليلة سقوط دمشق في السابع من دجنبر و بتلك السرعة القياسية والمدهشة ،لا يمكن تفسيره إلا بخطة كانت معدة لأكثر من 14 أشهر أي بعد زلزال طوفان الأقصى ،لانتقام دولة الاحتلال من الداعمين لفلسطين ومقاومتها .
1- تعويض الكيان فشله في تحقيق أهدافه العسكرية بريا في غزة و لبنان - بفضل صمود بيئتها الحاضنة ورجال مقاومتها- فرض على الكيان ترحيل عدوانه إلى سوريا المنهكة اقتصاديا وعسكريا. .
في البدء ،لرفع اللبس والسجال حول اصطفاف بعض أطياف اليسار المغربي مع جبهة المقاومة العربية والإسلامية اعتبرنا وما زلنا - رغم اختلافاتنا الإيديولوجية والسياسية مع جل أطرافها أن المحور سند ا وداعما للمقاومة الفلسطينية ومشروع في مواجهة؛ السيطرة الأمريكية على المنطقة والتغول الصهيوني ، كما أن حديثنا عن الحفاظ عن وحدة الدولة السورية وسيادتها ورفض التدخل الأجنبي في تقرير الشعب لمصيره ، لا يعني مطلقا دعم للنظام البعثي السابق ولا لغيره ، لأن في اعتقادنا الراسخ "ليس في القنافيد من أملس" كما يقال، إلا أن يثبت العكس – و أن شرعية مقاومة الاحتلال حق قانوني و واجب نضالي وأخلاقي ، كما في تقديرنا أن جبهة الإسناد الشعبية؛ تعتبر دعامة أساسية على المدى المتوسط ، لرفع المظلومية عن فلسطين في أفق تحريرها مستقبلا ، ومرحليا إطار ، لخلق توازن الرعب مع هذا الكيان و تخيف الضغط على غزة التي تتعرض ولا زالت لأقصى درجة للتدمير والمجازر الجماعية و التطهير العرقي والتجويع بغطاء غربي أمريكي لدولة الاحتلال ما كان هذا التوحش يحدث هذا ، لولا التخاذل المكشوف الذي وصل إلى تواطؤ الأنظمة الرسمية مع" إسرائيل " ، وكمثال يفقأ العين ، المعارك التي تشهدها الضفة الغربية في هذا التوقيت بالذات، بين الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية وكتيبة جنين منذ أربعة أيام للبحث عن المقاومين بمبرر استهداف حسب تعبيرها " مجرمين خارجين عن القانون" يخدمون أجندة خارجية لم تذكرها بالاسم (إيران) وتطالب بتسليم الأسلحة وذات ، الاسطوانة يتم ترديدها - في الغرف المغلقة بين الكثير من رؤساء الدول العربية ، وهو ما ترجم بصمت و تخاذل إن لم نقل تواطؤا مع الكيان" الإسرائيلي " وقد التقى الموقف العربي والإسلامي غير المعلن، عمليا مع سردية دولة العدوان وحلفائها في الأطلسي باختزال العدوان في " الحرب بين حماس وإسرائيل"؟ "لخدمة النفوذ الإيراني" !؟ ، ولهذا راهنت على انهيار المقاومة الفلسطينية وقامت مصر والقطر بدور الوسيط لإعطاء المزيد من الوقت للتخلص من : حماس والجهاد والجبهة الشعبية ... على خلفية توجسها وخوفها من تداعيات المقاومة الفلسطينية على عروشها وكراسيها ، كما كان الاعتقاد لديها في سبعيات القرن الماضي من منظمة التحرير الفلسطينية وحلفائها التقدمين في المنطقة ،و هذا ما يدركه جيدا الإسرائيلي والإمريكي على حد سواء ، و ما يفسر أيضا في نظرنا ، ازدياد الكيان تغولا على الفلسطينيين واللبنانيين ... ،بالرغم من تدمير جيش هذا الكيان ؛ للبشر والشجر والحجر، كما يقال ، فشلت ألويته العسكرية في السيطرة الميدانية على الأرض في غزة ولبنان ؛ بدليل لا زالت صواريخ المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمين ، تمطر الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى وإن كانت بدرجة أقل على ما كانت عليه في الأشهر الماضية ، ؛وفي تقدير الكثير من المحللين الموالين، للمحور أن دولة الاحتلال فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة - لا داعي لتكرارها - في كل من لبنان وغزة والضفة ، إخفاق أرغمها على التسريع بالموافقة على وقف إطلاق في ابنان 2- أ وقف الأمريكان النار في لبنان وأشعلوها في سوريا.
اتفاق وقف النار مع لبنان ، رأى فيها البعض وقوع المقاومة اللبنانية في فخ مناورة ، كان القصد منه، فك وحدة الساحات بقطع شريان الإمداد السوري و تغير قوانين الاشتباكات بنقل العدوان ، الإسرائيلي إلى سوريا ، وإعادة السيناريو العراقي والليبي في سوريا ،بتحالف مع أطراف إقليمية وأدوات محلية هذه المرة بدل التدخل العسكري للغرب الأطلسي الذي عرفه العراق وليبيا إذ أوكلت المهمة ظاهريا "لجبهة هيئة تحرير الشام " ومدعمتها تركيا .
خطة الكيان الإسرائيلي في سوريا هدفها قطع الدعم الإيراني العسكري ، بين طهران وبيروت مرورا بغداد ودمشق ، لتبرير الاحتلال وقضم أجزاء من جنوب سوريا بغاية التوسع الجغرافي "الإسرائيلي" من الجنوب السوري إلى الحدود السورية مع الأردن ، من أجل تطويق لبنان وأحكام الطوق على العراق تمهيدا لتدمير المقدرات الإيرانية ؟ 3- الأهداف الجيو سياسية لإسرائيل وراء تفكيك الدولة السورية السابقة .
مما لا شك فيه أن التحالف الصهيو إمريكي بدأ في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد لمهندسه "بيرانار لويس" وتفاصيله" لشمعون بيريس "بغاية تأبيد الهيمنة على المنطقة و تسيد" إسرائيل" عليها ؟ لتنفرد دولة الاحتلال ، بالساحة الفلسطينية و السعي لإنهاء القضية الفلسطينية برمتها ، إن استطاعت إلى ذلك سبيلا ، ولهذا كان هدف تحريك التحالف الإمريكي والإسرائيلي ، لهيئة" تحرير الشام/ النصرة سابقا الذراع المسلح لتركيا بالسيطرة على سوريا ،هدفه خدمة مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى ،علما أن هذا "التنظيم السلفي صاحب الهوية الظلامية والفاشية " ما كان واردا في مشروعه "الجهاد" ضد الاحتلال الإسرائيلي ،لا بعد طوفان الأقصى ولا قبله ، بل بالعكس صرح رأس السلطة الجديدة قبل أيام ، أحمد الشرع بأنه لا يرغب في أي مواجهة عسكرية مع" إسرائيل " وأن سوريا أنهكتها الحروب طيلة عقود و أول قرار اتخذه هو دعوة الفصائل الفلسطينية في سوريا تسليم أسلوبها وإخلاء مقراتها ثانيا تصريح أحمد الشرع للصحف الأمريكية هو بمثابة رغبته ركوب قطار التطبيع ، وتصبح المقايضة التطبيع مقابل انسحاب دولة الاحتلال من جبل الشيخ والقنيطرة واليرموك... ، وهذا ما يفسر صمته على الاحتلال "الإسرائيلي" للجنوب السوري وهذا في نظرنا أحد الأسباب لتقاطر الوفود الأوروبية على العاصمة السورية للحديث مع السلطة الجديدة من أجل جس النبض على نوايا الجولاني ، فيما هو قادم عليه بعد الفترة الانتقالية مضحية أي: -الوفود الغربية- بوضع زعيم النصرة الجولاني وحركته الموضوع على رأس لائحة الإرهاب ،لا نعرف بالضبط سر توافد هذا الحجيج الغربي لسوريا ، هل هو تزلفا و نفاقا لرئيس السلطة الجديدة من أجل تأمين مصالحها أم المماطلة في البحث عن طريق لأبعاده عن الحكم ، ولا نستبعد قيام المخابرات العديدة باغتياله ووضع دمية بتوابل ليبرالية تخدم مصالحها ، نفاق الوفود الأوروبية حول حديثها عن سيادة سوريا ووحدتها التربية في حين تتغاضى تلك الوفود عن احتلال الجزء المحرر من الجولان ووصول الجيش الإسرائيلي إلى محيط دمشق بعد سيطرته على جبل الشيخ واحتمال الجنوب برمته ، حسب تقدير بعض المحللين" أن إسرائيل" ماضية في توسيع احتلالها إلى ما بعده نهر الأردن ،وهذا ما يفسر هذا التوجس الأردني والمصري من التوغل" الإسرائيلي" في الأراضي السورية ، توسع سبق بأن وعد به الرئيس الأمريكي المنتخب في حملته الانتخابية حسب منظوره؛ "دولة إسرائيل صغيرة ويجب توسعتها"؟ على حساب دول عربية أخرى ، ومن المتوقع أن يضم هذا التوسع الضفة الغربية ونهر الأردن ؟ ويبدو أن رئيس البيت الأبيض " جو بايدن " حقق إنجازا كبيرا بانتهاء ولايته بإسقاط الدولة السورية وتنصيب الثلاثي الأمريكي الإسرائيلي التركي بمباركة قطرية "سلطة جديدة غير منتخبة، لمرحلة جديدة " هي عبارة على دمية جديدة لتركيا بلبوس سلفية وإخوانية ، لا تملك من مشروع سياسي واجتماعي واقتصادي سوى قطع رؤوس المخالفين لها ، ومصادر حرية الرأي الفكر و المساواة وما تطمين الجولاني ؛ الطوائف المسيحية والكردية والدروز... بعدم المساس بثقافتهم وعقيدتهم والتصريح بتأمين حق المواطنة لجميع السورين إلا در الرماد في العيون ، من أجل مغازلة الغرب الرسمالي و التمكن من الحكم في الانتخابات القادمة ، ولنا في تجربة إخوان المسلمين في مصر والنهضة في تونس وقبلها جبهة الإنقاذ في الجزائر ....خير دليل على تمسك التنظيمات الإسلامية بالتطبيق الحرفي للشريعة ، ترى هل قدر الشعوب العربية والإسلامية وبالأخص الشعب السوري ، الاختيار بين كوليرا الاستبداد وطاعون الحركة الظلامية والإرهابية ؟ فهل اقتناع الشعب السوري في غفلة منه ببديل السلطة الجديد والتسليم بسيطرة تركيا وإسرائيل على الأراضي السورية و اقتسام النفوذ والكعكة السورية حقيقة أم صمت تتبعه عاصفة ؟ ولهذا يتوقع بعض المتفائلين ،انتعاش المقاومة السورية داخليا ، بعد هذا الزلازل الذي ضرب البلاد ، بعد ترتيب أولويتها وامتصاص الصدمة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتركي المدعم أمريكيا ويسود الاعتقاد حسب تصورهم ، أن شيئا محضرا تحت أنفاض الرماد آت لا محالة ، فحل الجيش السوري وتدمير قدراته العسكرية وتفككه حسب تعبير المتفائلين ، لا يعني انتهاء المقاومة ؛ بل انتقال البندقية من كتف العسكر إلى كتف رجال حرب العصابات ، تصبح خلاله المقاومة السورية بعد امتصاص الصدمة قادرة في وضع أفضل بكثير على مقاومة الاحتلال التركي والإسرائيلي وذراعهما "جبهة هيأة تحرير الشام " ... لأنها ستكون متحللة من أجل اتفاق دولي أو التزام قانوني .
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟