لولا إسرائيل لما تغيّر الشرق الأوسط!!

احمد جمعة
روائي
(A.juma)

الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 15:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لو وضعنا إسرائيل في كفة و23 دولة عربية في كفة أخرى من الميزان الدولي، لرجحت كفة إسرائيل دون نقاش، ولو أضفنا للميزان الدولي الدقيق، واضفنا لها 57 دولة إسلامية لرجحت الكفة لدولة إسرائيل أيضًا، تُرى ما هذا السحر الذي تملكه هذه الدولة؟ خاصة إذا ما أضيف عدد آخر من الدول الأوروبية الصديقة التي وقفت ضد إسرائيل كفرنسا وبلجيكا وغيرها فإن الكفة ستميل لإسرائيل...
ومع سيطرتها بقرارات كثيرة على العالم وعلى الولايات المتحدة ذاتها، لزاد السحر لدى هذه الدولة الصغيرة التي تعادل مساحتها أو ربما أقل من لبنان، ورغم ذلك ها هي تُغيّر التاريخ في المنطقة، وتعيد رسم الخرائط وقد بدأ منذ 7 أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما منحت منظمة حماس الإرهابية لإسرائيل فرصة البدء بهذا التغيير، وكان العرب وما زالوا حتى اللحظة مأخوذين بشهر العسل الذي يعيشونه منذ السنة الهجرية الأولى قبل 14 قرن...
من غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، سوف يتغيّر التاريخ والعرب ما زالوا في الميزان بكفة تنازلية ولن تصحوا هذه الأمة ومعها الأمة الإسلامية إلا على تاريخ جديد وخرائط جديدة، ليس إسرائيل وحدها من رسمت وحدّدت هذا التاريخ، بل العالم الحر بقيادة الولايات، قرروا كما هو واضح من المعطيات السائدة الآن والتي بدأت من خلف ظهر العرب الذين اكتفوا بالمؤتمرات والترهات وتركوا العالم يتغيّر من وراءهم...
لقد أحدث التغيير في سوريا وهو تغير لا أقول للأسوأ ولكن محتمل أن يكون للأسوأ من عنوانه الاخواني وربما الداعشي بثوب جديد، استغنى الاخوان عن الذبح بالسكين واستعاضوا بقناع تركي اردوغاني عنه، بالذبح الجاهلي والذي سيعيد سوريا للعصر الحجري، بدا ذلك جليًا في تصريحات الجيلاني قاد مليشيا التغيير حول المرأة والحجاب وكأنه ينذر الجميع بسوريا سنية اخوانية انتقامًا من إيران الشيعية المعمعة، هل هذا ما كُتب على الشعب السوري المعذب في رحلته بين البعث والاخوان...؟
المنتصر الوحيد في هذا التغيير كله إسرائيل التي تستحق التصفيق لهذا الانتصار الذي سببه العرب والإسلام السياسي وما زالوا يعيشون في شهر العسل!!!
وصلنا الآن لمرفأ إسرائيل والميزان الدولي، إن لم نسعَ للتغير الحضاري ونفتتحهُ بنبذ الإسلام السياسي والشعار الانتحاري الغبي، من النهر للبحر الذي تسبب بهذه الكوارث، فلن نخرج من قشرة الهزائم للأبد، ومآل كل هذه الأنظمة العربية من المحيط للخلج للتغير...

#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل