أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الواقع في قصة -الكابوس- مأمون حسن














المزيد.....

الواقع في قصة -الكابوس- مأمون حسن


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 02:27
المحور: الادب والفن
    


الواقع في قصة "الكابوس" مأمون حسن
الأدب الجيد هو الذي يصعقنا ـ في الوقت الذي يجب فيه أن نصعق ـ وبما أننا نمر في أسوء الأحوال/الظروف فكان لا بد من صعقنا، لعل وعسى نستفيق من غيبوبتنا، ونحاول تنشيط دورة الحياة فينا، وبما أننا نتحدث عن أدب، فلا بد من استخدام عناصر/أشكال/طرق/صيغ أدبية بعيدة عن المباشرة والصوت العالي، وهنا تكمن عبقرية الأديب الجيد، تقدم مضمون صاعق/مدهش وفي الوقت ذاته بشكل أدبي وفني.
القاص "مأمون حسن" يقدم في "الكابوس" واقعنا البائس من خلال تناول عرض مسرحي، فمكان الأحداث هو (مسرح) والأبطال هم ممثلون ومشاهدون، وبطل (المسرحية) المركزي هو الرجل السمين، بينما الكومبرس هم الدمى التي يخاطبها السمين بأن يبدنوا "مصانع لرقائق البطاطا وتعليب المياه، والتزموا بعد الاعتداء على جارهم الوديع" يتم كل شيء حسب ما يريده السمين صاحب الضفيرتين، وتنصاع الدمى لكل ما قاله "السمين" إلى أن يظهر كائن يحمل رأس ضبع وجسم دبابة حيث ينحني له السمين، وهنا المشهد (عادي) ويمثل الواقع في المنطقة العربية، حتى أن القاص يعطي دلالة على هذا البؤس من خلال: "يزحف الظلام على المسرح شيئا فشيئا إلى أن يغطي كامل مساحته" لكن الصقعة جاءت من خلال خروج "شاب" من بين الحضور ويصرخ "لا تغلقوا الستارة، فالمسرحية لم تنته بعد، سنبدأ معكم فصلا جديدا"
اللافت في القصة أنها غارقة في القتامة التي نجدها من خلال تشبه صورة الشخصيات بالحيوانات: "السمين رأسه يشبه الكلب، أنيابه وأظافره، ضحكته تشبه صراخ الثعلب، الدمى: أصوات الدمى كأنه أصوات أبقار وأغنام، السيد: الذي يعمله عنده السمين رأسه رأس ضبع" وهذا يقودنا إلى حجم السواد في القصة، ففي أدبنا الحديث اصبح الالتجاء إلى الحيوان يمثل يعكس حالة السخط على الواقع، وهذا ما نجده في رواية "مفتاح الباب المخلوع" لراشد عيسى ورواية حين "تركنا الجسر" لعبد الرحمن منيف، حيث يتم استحضار الحيوان بكثرة، كتعبير عن حالة القهر/العجز/البؤس التي تمر بها الشخصيات، وإذا ما توقفنا عند شخصيات القصة سنجدها جميعها ـ باستثناء الشاب ـ جاءت بأشكال حيوانية، منها ما هو متوحش "الكلب، الثعلب، الضبع، وهذا يقودنا إلى دولة الاحتلال والاستعمار الغربي، ومنها ما هو ينساق حسب ما يمليه الراعي عليها "الأغنام، الأبقار، وهذا له دلالة على الواقع الرسمي والشعبي العربي، أما الشخص العادي غير المشوه فكان الشاب الذي رفض أنهاء المسرحية بانتشار بقعة الظلام قائلا: المسرحية لم تنته بعد، سنبدأ معكم فصلا جديدا".
إذن القاص بين عوراتنا وتخاذلنا وانكسارنا وعبوديتنا للآخرين، وأكد أن هناك شاب/شباب قادم سيعمل على تقدمنا من جديد، لنكون مجتمعا سويا، يقاوم الحيوانات المفترسة والمتوحشة، مجتمع له كرامته وحضوره وقوته، فالنهاية الإيجابية في ظل هذا الواقع المزري يحسب للقاص ولرؤيته المستقبلية لشبابنا، فبدا دور الشاب في القصة وكأنه اعتراف من القاص بعدم صلاحيتنا نحن الشيوخ على القيادة، وضرورة أن يقودنا جيل الشباب بعد أن فقدنا مبررات وجودنا كشعب/ كأمة.
القصة منشورة على صفحة القاص



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل حركة التحرر العربية
- سورية الجديدة (4)
- سورية (الجديد) 3
- سورية الجديدة (2)
- سورية
- سامح أبو هنود قصيدة -كن بين شكك واليقين-
- قصائد -أنا وليلى- للشاعر موسى أبو غليون
- الإثراء الثقافي والثراء الإنساني في كتاب -الثرثرات المحبّبة- ...
- النعومة في رواية -النور يأتي من خلف النافذة- إبراهيم جاد الل ...
- التنوع والتعدد في ديوان -شغف الأسئلة- منذر يحيى عيسى
- القهر في قصيدة -اعتذار- سامي البيتجالي
- كتاب -زهرات في قلب الجحيم-[*] للمحامي حسن عبادي
- الصراع في رواية “كليوبترا الكنعانية” لصبحي فحماوي
- الأفيون
- التاريخ وفنية التقديم في رواية -حكي القرايا- رمضان ا لرواشدة
- التَّعدد والتَّنوُّع في المجموعة القَصصيَّة -طَرْقٌ على جدار ...
- دفء الآباء عبد السلام عطاري
- المكان في رواية -كرك موبا، رسائل المدينة- عبد الهادي المدادح ...
- التميز في رواية خزانة الأحذية تغريد أبو شاور
- الأحداث السورية في رواية -مدائن الرب-[*] للكاتبة هند زيتوني


المزيد.....




- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الواقع في قصة -الكابوس- مأمون حسن