رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8189 - 2024 / 12 / 12 - 20:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يمكن إهمال أهمية السلاح لأي ثورة/دولة، ولا يمكن إهمال أهمية وسائل القوة، المواصلات، الاتصالات، التكنولوجيا، الاقتصاد، مصانع زراعة، وتجارة، الإنجليز عرفوا أهمية هذا النواحي عندما تحالفوا مع العرب في الحرب العالمية الأولى، فعملوا على جعل العرب ضعفاء على كل الأصعدة، وهنا نذكر بما فعله "لورنس" عندما بدأ بنسف خط سكة حديد الحجاز، بعد تحرير تلك الأراضي من قبل الثوار العرب، فهو كان يعلم أهمية المواصلات للقوة العربية مستقبلا، لهذا عمل على جعل القوات العربية بحاجة إلى شق طرق وإعادة بناء سكة الحديد.
هذا الأمر عرفته الثورة البلشفية، فحافظت على كل متخلفات القصير الروسي، ولم يقتصر الأمر على المصانع والطرق والأسلحة والمؤسسات، بل تعداه إلى الضباط القيصريين، وعندما سؤل لينين: "كيف نتعاون مع ضباط القيصر؟ أجاب قائلا: "قوات الثورة البلشفية تفتقد لقدرات التخطط العسكري والحربي، فلكي نحافظ على الأراضي السوفيتية يجب الاستعانة بهؤلاء الضباط والتعلم منهم ومن خبراتهم لبناء الجيش السوفييتي" وهذا ما كان.
ونذكر بما فعله الاحتلال الأمريكي في العراق عام 2003 عندما فكك الجيش العراقي وكل مؤسسات الدولة العراقية، ليبقى العراق ضعيفا لأطول فترة ممكنة، وها هو بعد اكثر من عشرين عاما على الاحتلال لم يستطع أن يعيد عشرة في المائة من قدرات الجيش العراقي السابق، ولا الاقتصاد العراقي ولا الزراعة العراقية.
في الحالة السورية كان هناك (تحرير) ويفترض أن يتم المحافظة على كل مخلفات النظام السابق، خاصة إذا علمنا أن الجيش السوري لم يطلق طلقة واحدة على قوات (الثورة)، وانسحب من كافة مواقعه، حتى بدا ذلك الانسحاب وكأنه تسليم واستلام، وما تركه الجيش من الأسلحة، المعدات والذخائر، الطائرات والدبابات، المؤسسات البحثية العسكرية، الأرض السورية، كلها أصبحت في عهدة الثورة وقادتها، وكان يفترض على (الثورة) المحافظة على كل هذه التركة، لأنها ذات قيمة مادية/مالية، وقيمة عسكرية في حماية سورية، لكننا وجدنا الثورة تتخلى عن كل هذه التركة، وتتركها مستباحة للعدو الصهيوني والأمريكي، ليقوما بنسفها ونهبها.
وبالنسبة للجيش السوري، نجد (الثورة) تتعامل معه أفراده وكأنهم مجرمين وخارجين على القانون، فعندما تطلب (الثورة) منهم تسليم أنفسهم والتوجه إلى مراكز (لتسوية) أوضاعهم، فهذا إهانة للجيش السوري وللثورة نفسها، فالجيش لم يكن ملكا للنظام بل للشعب السوري كله، والجيش يمثل كل السوريين وفيه من كل الطوائف والملل، وهذا ما يجعلونا نؤكد أن (الثورة وقادتها) مأجورين ويعملون لصالح أجندة خارجية، وليس لمصلحة سورية أو السوريين، الجيش السوري يمثل ثروة لسورية والتعامل معه على أنه مرتز ومأجور يخدم المصالح الصهيونية والأمريكية التي تسعى وتعمل لجعل العرب على كافة الأصعدة في أضعف حالة ممكنة.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟