إسرائيل تستهدف لبنان – قاتلة المدنيّين و الأطفال و عمّال الصحّة ؛ هذه جرائم حرب و الولايات المتّحدة تدعم إسرائيل على طول الخطّ

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 15:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

إسرائيل تستهدف لبنان – قاتلة المدنيّين و الأطفال و عمّال الصحّة ؛ هذه جرائم حرب و الولايات المتّحدة تدعم إسرائيل على طول الخطّ
جريدة " الثورة " عدد 881 ، 25 نوفمبر 2024
www.revcom.us

إسرائيل تقصف على نطاق واسع و بلا توقّف لبنان . في يوم واحد في الأسبوع الماضي ، شنّت 50 غارة جوّية على ضواحي العاصمة بيروت وحدها . و في نعظم الأيّام طوال الشهرين الماضيين ، نفّذت إسرائيل 100 إلى 200 غارة جوّية عبر البلاد . و في أسبوع واحد فحسب ، قتلت إسرائيل ما يقارب ال200 إنسان و جرحت أكثر من 750 .
و تقول إسرائيل إنّها تستهدف حزب الله (1) و تحاول تدميره . لكنّها تفعل ذلك عشوائيّا بحيث تقتل و تجرح المدنيّين الذين يمكن أن يكونوا في طريقها . وهي تضرب أيضا فئات واسعة من الشعب اللبناني الذى يعدّ أكثر من خمسة ملايين نسمة . و إذن حرب إسرائيل المدعومة من الولايات المتّحدة تقتل مدنيّين و أطفال و عمّال الصحّة و سائقى سيّارات الإسعاف و الأمّهات و الآباء و الأبناء ، و البنات و أكثر من ذلك .
و تقوم إسرائيل بهذا كجزء من جهود إمبرياليّة الولايات المتّحدة للحفاظ على قبضتها على منطقة الشرق الأوسط . و إسرائيل مخفر أمامي صهيوني ( تفوّقى يهودي ) في خدمة الإمبرياليّة في الشرق الأوسط تأسّس سنة 1948 . وهي تقوم على الإضطهاد الوحشيّ و التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطينيّ . و قد تصادمت بصفة متكرّرة – و خاضت حروبا مع – الدول المجاورة بما فيها لبنان ، لتركيز هيمنتها . و في العقود الحديثة ، تصارعت مع حزب الله ، أحد القوى المتحالفة مع إيران و الذى يراه امبرياليّو الولايات المتّحدة كمعرقل كبير لسيطرتهم المستمرّة على الشرق الأوسط .
في 7 أكتوبر 2023 ، المجموعة الأصوليّة الرجعيّة حماس شنّـت هجوما من غزّة إلى داخل إسرائيل . و إستغلّت إسرائيل هذا الهجوم لتشنّ هجوما شاملا لتدمير غزّة و للخروج من الحرب وهي واقفة على قمّة منطقة أوسع . و مذّاك ، غسرائيل و حزب الله ، حليف لحماس ، إنخرطا في صدامات عسكريّة منخفضة المستوى . لكن في سبتمبر الماضي ، شنّت إسرائيل بدعم من الولايات المتّحدة حربا شاملة ضد حزب الله ، باحثة عن تدميره و الحفاظ على هيمنتها على المنطقة ، بينما توجّه صفعة قويّة ضد راعي حزب الله ، إيران ، في السيرورة . هذه هي المصالح الإمبرياليّة التي تحرّك المذابح العشوائيّة لإسرائيل في لبنان .
تدمير المدن و القرى و قتل المدنيّين و الأطفال و عمّال الصحّة
في الأسبوع الماضي ، واصلت إسرائيل تصعيد هذه المذابح المدعومة من الولايات المتّحدة . شنّت أمواجا شديدة من الهجمات الجوّية ضد العاصمة بيروت – مدينة كثيفة السكّان الذين يعدّون 2.4 مليون – إلى جانب ضواحيها . و قصفت مدنا و قرى عبر البلاد . و توغّل الجنود الإسرائيليّون في جنوب لبنان ، مدمّرين قرى بأكملها - بعضها أقيمت منذ قرون. و كذلك هاجمت إسرائيل سوريا التي لها حدود مع لبنان من جهة الشرق ، قاتلة 36 شخصا .
لقد قتلت إسرائيل أكثر من 3640 إنسانا و جرحت 15350 آخرين في السنة الأخيرة ، معظمهم في التسعة أشهر الأخيرة. أغلبهم من المدنيّين ، ليسوا من مقاتلى حزب الله . (2)
و قتلت إسرائيل أكثر من 231 طفلا و جرحت 1100 طفلا .(3)
قتلت إسرائيل حوالي 226 عامل صحّة و مرضى و199 جرحى آخرين . و يوم الجمعة ، 22 نوفمبر ، قتلت إسرائيل الدكتور علي علاّم ، مدير أكبر مستشفى في الشمال الشرقي لبنان . قصفوه بالقنابل في منزله الخاص ، دون أيّ تحذير! (4) و في اليوم عينه ، قتلت إسرائيل خمسة من موظّفى الإسعاف مع الذراع الطبّي لحزب الله في جنوب لبنان . و قد وصف ذلك وزير الصحّة اللبناني بأنّه " جريمة حرب " .
و جاء في تقرير لمنظّمة الصحّة العالميّة أنّ تقريبا نصف الهجمات على العاملين بالصحّة اللبنانيّة مميتة . و هذه نسبة قتل أعلى بكثير من أيّ حصيلة نزاع في العالم . إسرائيل تتعمّد إستهداف نظام الرعاية الصحّية اللبناني ! ( 5 )

و إسرائيل تستخدم على نطاق واسع القنابل التي زوّدتها بها الولايات المتّحدة و التي لا تفرّق بين المدنيّين و المقاتلين العسكريّين . القنابل التي تزن طنّا تقريبا المستخدمة نصف قطرها المتفجّر القاتل يساوى تقريبا 1200 قدم ؛ و أيّ إمرء داخل هذه المنطقة – مساحة ملعب كرة قدم – يمكن أن يقتل أو يُجرح . (6)
و إسرائيل عادة ما تهاجم مع تحذير قليل أو دون تحذير . و ما هو الحقّ الذى تتمتّع به إسرائيل لتهدّد الناس بالقتل إذا لم يغادروا ديارهم ، عادة بلا مكان يقصنونه ؟
و إليكم كيف يبدو الأمر على الأرض – تقريبا يوميّا :
في 18 نوفمبر، دمّرت إسرائيل مبنى سكنيّا كاملا وسط بيروت ، قاتلة 5 أشخاص و جارحة 31 . قال أحد الناجين :
" زمن الإنفجار ، وُجد الكثير من الصراخ ، أقصد إلى درجة كنت أسمع فيها إبنتى الصغيرة و عمرها سبع سنوات تناديني " أبى! ، أبى!، أبى! " . بسبب الدخان لم يكونوا قادرين على التنفّس . لا أدرى كيف صعدت . و الباب الذى كنت أفتحه كانت النار تنهشه . كان يشتعل . لا أعرف كيف فتحته . صعدت و أخرجتهم من تحت الأنقاض . شكرا لله سار كلّ شيء على أحسن ما يرام . " (7)
يوم الخميس 21 نوفمبر 2024 ، قتلت إسرائيل 47 إنسانا في الشمال الشرقي للبنان وحده و دمّرت عديد المباني . و تحدّث أحد الناجين عن أحد هذه المباني قائلا : " كنت أمرّ قربه تقريبا كلّ يوم . إنّه مركز تجاري ن على حدّ علمي. و فيه مكاتب أطبّاء و محامين و وكالات أسفار ." (8)
و في جنوب بيروت طالت ضربة إسرائيليّة مبنى فيه قاعة رياضة و مصحّات تجميل و صحّية . " ماذا هناك في المبنى يُستهدف ؟ هذا الهجوم الذى شنّوه علينا في هذا المبنى إجرامي و عمل شنيع " ، قال أحد المتساكينين " لأنّ إن كانت نيّتهم إستهداف حزب الله ، فإنَه لا صلة لهذا المبنى بحزب الله ". (9)
و قد أجبرت هجمات إسرائيل ما يقارب 1.5 مليون إنسان – رُبُع سكّان لبنان – على مغادرة ديارهم . و يقول الناس إنّه لم يبق مكان آمن في البلاد .
النظام الرأسمالي - الإمبريالي هو المسؤول عن هذه الجرائم :
تسعى إسرائيل و الولايات المتّحدة إلى تدمير و من الممكن حتّى سحق حزب الله ، بما في ذلك بنيته التحتيّة و إلى إرهاب و إخضاع الناس في لبنان . وهي تقوم بكلّ هذا للحفاظ على قبضتها القويّة على الشرق الأوسط ، بمصادره النفطيّة الواسعة، و طرق التجارة المفاتيح و الموقع الإستراتيجي العسكري . لماذا ؟ لأنّ التحكّم في هذه المنطقة حيويّ للهيمنة على العالم ، و لسير و إستقرار نظامها الرأسمالي – الإمبريالي. (10)
المذابح الإسرائيليّة الفالتة من عقالها و المدعومة من الولايات المتّحدة في لبنان مفجعة و مغيضة و لا يمكن القبول بها !
إنّها تشدّد من النزاعات التي تهدّد شعوب الشرق الأوسط – بما في ذلك المواجهة بين إسرائيل و الولايات المتّحدة من جهة و إيران من الجهة الأخرى . هذا برميل بارود – يمكن أن ينفجر بسهولة . و مثلما صرّح بوب أفاكيان :
" نحن ، شعوب العالم ، لم يعد بوسعنا أن نسمح لهؤلاء الإمبرياليّين بأن يواصلوا الهيمنة على العالم و تحديد مصير الإنسانيّة . هناك حاجة إلى الإطاحة بهم في أقرب وقت ممكن . و إنّه لواقع علميّ أنّه ليس علينا أن نعيش على هذا النحو . "
هوامش المقال :
1- حزب الله و منظّمات إسلاميّة أخرى تدعمها إيران رجعيّين و لا يجب مساندتهم . و في الوقت نفسه ، الولايات المتّحدة و إسرائيل بقدر أكبر بكثير مصدر عدوان ، و عذابات و موت عبر الشرق الأوسط ( و العالم ) و أكبر خطر على الإنسانيّة. أنظروا Israel Widens Its Criminal Assault on Lebanon—Killing Thousands, Assassinating Journalists, Destroying Homes and Hospitals, Forcing Over a Million to Flee, revcom.us, October 28, 2024.
2. Middle East latest: Israeli strikes kill a hospital -dir-ector in Lebanon and wound 6 medics in Gaza, ABC News, November 22, 2024.
3. ABC News, November 22, 2024.
4. ABC News, November 22, 2024.
5. In Lebanon, 47 percent of the attacks on healthcare workers are fatal. According to the WHO, this represents the highest percentage of any conflict going on around the world today, in comparison with the global average of 13.3 percent, based on figures from 13 countries´-or-territories that reported attacks in the same period. ABC News, November 22, 2024.
6. US-made 2,000-pound bombs likely used in strike that killed Hezbollah chief Nasrallah, CNN analysis shows, CNN, September 30, 2024.
7. UNICEF Warns Israeli Attacks Have Killed Over 200 Children in Lebanon, Democracy Now!, November 19, 2024.
8. Israeli strikes kill 47 people in eastern Lebanon, official says, Reuters, November 21, 2024.
9. Middle East latest: Israeli strikes kill a hospital -dir-ector in Lebanon and wound 9 medics in Gaza, AP, November 22, 2024.
10. The U.S. is now reportedly working for a ceasefire in the war between Hezbollah and Israel. Revcom.us will continue to follow this evolving situation, but current media reports point to a ceasefire that would serve the interests of U.S. imperialism and its genocidal attack dog Israel, not the interests of the people of Lebanon´-or-the Middle East.

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات