أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة:الاغتراب والعبث الوجودي عند كافكا














المزيد.....

إضاءة:الاغتراب والعبث الوجودي عند كافكا


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 00:58
المحور: الادب والفن
    


يواصل فرانز كافكا، أحد أشهر كتاب القرن العشرين، إثارة انبهار دائم وإيقاظ تأملات عميقة حول خصائص أعماله وتطبيقاتها في الحياة المعاصرة. كتاباته، التي تميزت بموضوعات مثل الاغتراب والبيروقراطية والطبيعة العبثية للوجود الإنساني، تكشف عن رؤية وحساسية لا تزال يتردد صداها حتى يومنا هذا.

من السمات المميزة لكافكا هو الجو الخانق الذي يتخلل قصصه. غالبًا ما يتم تصوير شخصياته في مواقف قمعية ومتاهة، مما يجسد الشعور بالاختناق واليأس الذي يعاني منه العديد من الأفراد المعاصرين في مواجهة عالم متزايد التعقيد والغربة. يدعونا كافكا من خلال كتاباته إلى التفكير في الهياكل الاجتماعية والمؤسسية التي يمكن أن تسجننا وتحد من إمكاناتنا البشرية.

من الخصائص المهمة الأخرى لكافكا قدرته على تصوير أبطال مغتربين. غالبًا ما تشعر شخصياته بالغربة والانفصال عن المجتمع الذي يعيشون فيه، ويكافحون من أجل العثور على مكانهم وهويتهم. يتردد صدى هذا الشعور بالغربة في الحياة الحديثة، حيث يواجه العديد من الأفراد تحديات تتلاءم مع الأعراف والتوقعات الاجتماعية، مما يؤدي إلى البحث المستمر عن الأصالة والانتماء.

علاوة على ذلك، فإن سرد كافكا السريالي والرمزي يوقظ تأملات عميقة حول موضوعات عالمية، مثل الخوف والشعور بالذنب والوحدة. غالبًا ما يتم تفسير قصصه على أنها رموز أو أمثال عن الحالة الإنسانية، مما يدعونا إلى التشكيك في هياكل السلطة، والأعراف الاجتماعية، وتناقضات الوجود الحديث. من خلال كتاباته، يتحدانا كافكا لاستكشاف أعماق علم النفس البشري ومواجهة مخاوفنا وقلقنا.

كما أن أسلوب كافكا الموجز والدقيق، بجمله القصيرة والمباشرة، يستحق تسليط الضوء عليه أيضًا. تتطلب كتاباته الكثيفة، المليئة بالمعاني الخفية، قراءة متأنية وتأملية، مما يشجعنا على فك طبقات التفسير والتعمق في تعقيدات الحالة الإنسانية. ومن خلال هذا الاهتمام الدقيق بالتفاصيل يعلمنا كافكا أهمية المراقبة الدقيقة للعالم من حولنا ويدعونا إلى التشكيك في الافتراضات والأعراف التي تشكل واقعنا.

باختصار، فإن خصائص عمل فرانز كافكا - الجو الخانق، والأبطال المنعزلون، والسرد السريالي والرمزي، والأسلوب الموجز والدقيق - لا تزال لها تطبيقات مهمة في الحياة الحديثة. تتحدىنا كتاباته للتفكير في الهياكل الاجتماعية، واستكشاف علم النفس البشري، والتشكيك في المعايير والتوقعات التي تشكل وجودنا. يدعونا كافكا إلى رحلة فكرية وعاطفية، ويقدم لنا رؤى عميقة وفهمًا أوسع لأنفسنا وللعالم من حولنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2024
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 11/24/24
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختارات هاينريش فون كليست الشعرية
- توازن الثبات والإرادة المستديرة/ شعوب الجبوري - ت: من الألما ...
- إضاءة: العصيان الوجودي عند هيرمان ملفيل/إشبيليا الجبوري - ت: ...
- إضاءة: -بندول فوكو- لأومبرتو إيكو/إشبيليا الجبوري - ت: من ال ...
- التعليم والتلقين/بقلم نعوم تشومسكي -- ت. من الألمانية أكد ال ...
- المنفى ليس حقًا ولا عقوبة/بقلم جورجيو أغامبين - ت: من الإيطا ...
- كيف يعمل المجتمع الاستهلاكي/ بقلم زيجمونت باومان - ت: من الإ ...
- قصة قصيرة: متسولة لوكارنو/ بقلم هاينريش فون كليست - ت: من ال ...
- السلام الرفيع/ بقلم هاينريش فون كليست - ت: من الألمانية أكد ...
- التعليم والتلقين/بقلم نعوم تشومسكي - ت. من الألمانية أكد الج ...
- رواية قصيرة جدا: زلزال تشيلي/ بقلم هاينريش فون كليست - ت: من ...
- ما التفكيكية. وفقا لجاك دريدا؟/ إشبيليا الجبوري - ت: من الفر ...
- قصة -عودة المحارب-
- نعوم تشومسكي… كيف يتحكم الأعلام في تصورنا للعالم؟/ شعوب الجب ...
- الفيلسوف الذي لم يؤمن بفلسفته/ شعوب الجبوري - ت: من الفرنسية ...
- لغز الفيلسوف مجهول الهوية/ الغزالي الجبوري - ت: من الفرنسية ...
- القيم الفريدة في الأدب الروسي/ إشبيليا الجبوري - ت: من الإنك ...
- الاختلاف العشرون / ألفارو بومبو - ت: من الإسبانية أكد الجبور ...
- جائزة ثربانتس لعام 2024 من نصيب ألفارو بومبو، عن -عالم لا يف ...
- الكتاب الذي عاش بعد مؤلفه / إشبيليا الجبوري - ت: من الفرنسية ...


المزيد.....




- هل تصدق ان فيلم الرعب يفيد صحتك؟
- العمود الثامن: لجنة الثقافة البرلمانية ونظرية «المادون»
- في الذكرى العشرين للأندلسيات… الصويرة تحلم أن تكون -زرياب ال ...
- أَصْدَاءٌ فِي صَحْرَاءْ
- من أجل قاعة رقص ترامب.. هدم دار السينما التاريخية في البيت ا ...
- شاهد/ذهبية ثالثة لإيران في فنون القتال المختلطة للسيدات
- معرض النيابة العامة الدولي للكتائب بطرابلس يناقش الثقافة كجس ...
- شاهد.. فيلم نادر عن -أبو البرنامج الصاروخي الإيراني-
- تمثال من الخبز طوله متران.. فنان يحوّل ظاهرةً على الإنترنت إ ...
- مسك الختام.. أناقة المشاهير في حفل اختتام مهرجان الجونة السي ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة:الاغتراب والعبث الوجودي عند كافكا