أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - هل يمكن لزوم الادب ذاته حقا؟















المزيد.....

هل يمكن لزوم الادب ذاته حقا؟


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1782 - 2007 / 1 / 1 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم الصراع الذي خاضه الانسان من اجل تحسين ظروف وشروط حياته لجعلها اكثر انسانية كان للادب دورا مميزا وكبيرا في اظهار وتدوين دور الانسان من خلال الاجناس الادبية ومنها الرواية التي هي شكل هام من اشكال التعبير الذي اعتمده في التعبير عن مايجول في ذهنه وايضا مايحصل في الواقع المعاش والاستلاب الذي يشعر به الانسان نتيجة للظروف السياسية السيئة ان المعاناة التي يشعر بها الانسان سواء من خلال الواقع المعاش و تسجيل هذه المعاناة من خلال الاثار الادبية وكونها الشاهد على العصر ومايحصل فيه ومن ذلك الاعمال الادبية المعروفة والشهيرة للروائي الروسي ديستوفسكي واعمال الروائي الاميركي ارنست همنغواي وغيرهم وهذا امر ليس بغريب على الادب إن مفهوم الأدب وحسب رؤية الناقد الأدبي فيشر هو الذي يستطيع تسليط الأضواء على الأطر التقليدية المتهرئة في المجتمع وإبراز تناقضاتها وأيضاً كتجا وز للأطر القديمة وخلق أطر جديدة تقدمية تزود القارئ برؤية جيدة تساعده على خلق ملامح حياة أفضل وأكثر صعوداً وبالتالي إيجاد حياة لائقة بالإنسان . وهذه هي سمات الأدب الملتزم الذي يتوحد مع آلام وآمال المجتمع ومن زاوية اخرى تعالت صيحات ودعوات من قبل كثيرين للزوم الادب ذاته وعدمالانشغال بهموم المجتمع وان ينحو بذاته في عوالم تجريدية ومنقطعة عن البؤس الذي يعيشه المجتمع وفي الحقيقة ان هذه الدعوات في جزء كبير منها جاء رد فعل للصرامة الايديولوجية التي فرضتها السلطات التي تحكمت باوضاع المجتمع كافة ومنها الجانب الادبي فاكثرنا يعلم انه في وقت الحرب الباردة بين القوتين العظمتين الاتحاد السوفيتي التي انتهجت النهج الاشتراكي والولايات المتحدة الاميركية والتي انتهجت النهج الرأسمالي وفي خلال هذا المناخ تم توظيف ذلك في في الصراع القائم بينهما في ذلك الوقت في منتصضف القرن العشرين وقامت الانظمة الايديولوجية وهي هنا الاشتراكية بتوظيف الادب في هذا الصراع وبشكل فوقي وقسري من خلال جعل العامل دون غيره هو محور الادب وابراز سماته الايجابية والصاق به سمات اخرى لاتوجدفيه ولكن طبيعة الصراع بينهما ادخل لاالادب قسرا في هذا الصراع بدون اخذ رأيه بالطبع وان الادب الذي يتجاوز هذه السمات يهمل ويحاسب من قبل هذه السلطات الايديولوجيةوهكذا تمت ادلجة الادب وسلبه اهم سماته والتي تتمثل في ابراز وتدعيم قيم الحرية الامر الذي جعل قسم كبير من النقاد والمفكرين في المناداة بقطع الصلة بين الادب وهموم المجتمع وان يلزم ذاته وبالطبع لايغيب عنا ظهور المدارس الفكرية كالبنيوية وغيرها في الاكتفاء بالنص وعوالمه الداخلية من خلال العلاقات والعلامات التي تحكم النص بعيدا عن الكاتب والظروف الخارجية التي يمكن ان تؤثر على الاثر والنص وقد تكون هذه النزعات والمدارس جاءت في بعض الدول الاوروبية استجابة لواقع قطع شوطا كبيرا في عالم الفكر والادب ومنه تنوع الرؤى والمقاصد ومنه هذه الدعوات التي يصفها بعض النقاد بالعدمية الحضارية يقول المفكر الفرنسي ميشيل فوكو:
(( كون الادب لاعلاقة له الا بذاته بعد هذا ان كنا نود البحث عن علاقات ماهذا الخطاب فانه يتعين علينا رواية الادب كما لوانه اقرب الى الموت او الصمت أي لابد من استبعاد الكاتب مما يكتب وهنا ليس من الضروري ولامن المهم ان نعود لنستشهد بمقولات بلانشو او رولان بارت بهذا الصدد مادام الامر يتعلق من هذا المنظور بمسالة جوهرية التي هي مسالة لزوم الادب ذاته))
- ( مجلة كلمات – العدد التاسع لعام 1988 – ص 115)
من جانب اخر يرى بعض الادباء والنقاد ان مسألة لزوم الادب ذاته تختلف بين واقع واخر قد تكون هذه الدعوة ممكنة التحقيق في الجانب الاوروبي الذي شهد احداثا سياسية وثقافية غزيرة وتحقيقه لانجازات هامة وكبيرة للانسان والرفاهية التي حققها في المستوى الاقتصادي والانجازات القيمية في الجاني السياسي وتمتعه بالمواطنة وتمتعه بثراء فكري كبير اوكما يسميه البعض بالنزعة البرجوازية ومايصاحبها من نزعات وتقليعات والحقيقية اما في الجانب العربي فمازال الامر دون ذلك بكثير ومازال الانسان العربي اسير قيود سياسية واقتصادية عيدة يقول القاص المبدع طاهر بن جلون:
انا اعرف في بلد مثل فرنسا ان الادب لم يعد معنيا في السياسة ولكن الوضع في الوطن العربي مختلف تماما ينتظر من الكتاب ان يلتزموا ان يتدخلوا بشجاعة ان يخوضوا المعركة بشجاعة ونبل ولكن عليه ان يتجنب الوقوع في فخ الوعظ والارشاد الجماعي ولواقتصرت كتابة مقالة في ذم الفساد لم استطع ان ادخل في ضمائر الناس)
-( صحيفة المحرر – لقاء مع القاص طاهر بن جلون – الصفحة الثقافية -1993)
اذن ان مشاركة الادب لهموم المجتمع سواء في الجانب السياسي اوغيره هي امر هام جدا في الاشتراك في خوض النضال من اجل تحسين شروط حياة الانسان في محيطنا العربي وان يكون الكاتب في الصف الامامي في اكتشاف العراقيل والسلبيات التي تحول دون تحقيقه لمفاتيح السعادة في حياته وهي مهمة مشرفة يقول المفكر ميشيل فوكو :
(( بالتاكيد اننا هنا لانستطيع تجاهل كون المواقف السياسية حاضرة في هكذا حماس وهذا ماجعل الكثيرين يرددون القول بان الكتابة ذاتها تتعالى عن كل الاسئلة والتحديدات انة فعل الكتابة هو فعل هدم وان للكاتب حقا غامضا لانقاش ولاجدال فيه ان يكون هداما وضمن النتائج المنطقية بمثل هذه الرؤية اكثر ثورية كلما التصق بفعل الكتابة ذاتها)
- ( مجلة كلمات – العدد التاسع لعام 1988 – ص 115)

ان الكتابة في أي جنس ادبي سواء كان الرواية اوغيرها من الاجناس الادبية هي تجاوز للافق المالوف الضيق وهي فتح في الفضاء والمخيال القيمي الاجتماعي ودعوة لكسر الروتين والتبشير بسلم قيم جديد يتيح للانسان ممارسة كينونته وخلق توجه عام في المجتمع يسير بسمات اكثر تطور ورقي حضاري وانساني يقول الشاعر نزار قباني:
(( الكتابة هي عمل انقلابي عمل يستهدف تغيير هندسة الكون وهندسة الانسان وعندما يغيسب شرط الانقلابي في الكتابة ينتهي مبرر وجودها بتعبير اخر ليس ثمة كتابة لاترج ولاتخض ولاتخلخل ولاتحدث حفرة عميقة في داخل الوجدان الشعبي الكتابة ليست فعل امتثال ولافعل رضوخ ولافعل تنازل ولمنها فعل انقضاض على كل بشاعات هذا العالم من يقول لك انه كاتب محايد فهذا يعني انه كاتب ميت ليس في الكتابة منطقة منزوعة السلاح اومنطقة حرام اومنطقة تتولى قوات الامم المتحدة فيها الفصل بين المتحاربين الهدنة في الكتابة مهمة مستحيلة والكاتب الحقيقي هو الاكاتب الواقف على الخطوط الامامية ))



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المركزية الغربية والتحيز المعرفي في زمن العولمة
- عصر نهضة عربية ام عصر تنوير عربي؟
- النسق الديمقراطي العراقي وبعض تأثيراته الايجابية في المنطقة ...
- الديكتاتورية الصدامية ونظامها الاستبدادي تحت مجهر العدالة وا ...
- النظام الفاشي والدكتاتور صدام المقبور واغتيال الرموز والمورو ...
- المثقفون الشوفينيين العرب وعاظ للسلاطين وخيانة الكهان
- المصالحة الوطنية فكرياً وسياسياً ضرورةآنية واستراتيجية بعدغي ...
- محاكمة الطاغية صدام ونظامه محاكمة للانظمة العربية السلطوية ا ...
- الديمقراطية وتغيير الواقع القهري
- نحو ارساء دولة المواطنة في العراق الديمقراطي الجديد ونهاية د ...
- جريمة تهجير الأهالي على الهوية سياسة عنصرية بدأها النظام الب ...
- رعاية مصالح التكوينات السوسيولوجيةالاجتماعية والقومية العراق ...
- صلاح الفرد اساس صلاح المجتمع
- الاهتمام بالثقافة العراقية بالمشاركة والتفعيل يا وزارة الثقا ...
- التراجع في التمثيل السياسي للمرأةالعراقية خلل فني ام نكوص سي ...
- الفساد الإدار ي الاثار السلبية واعاقة بناء الدولة الديمقراطي ...
- هل هو عصر نهاية الايديولوجيات حقا؟
- المعلوماتية في العراق المعاصربين ضرورة تعزيز النهج الديمقراط ...
- وظيفة المثقفين
- هل الطريق الى الديمقراطية في العراق وعرة حقا


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - هل يمكن لزوم الادب ذاته حقا؟