أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جاسم الصغير - هل هو عصر نهاية الايديولوجيات حقا؟















المزيد.....

هل هو عصر نهاية الايديولوجيات حقا؟


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1615 - 2006 / 7 / 18 - 12:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد كان للصراع او التنافس الايديولوجي او السرديات الكبرى كما يطلق عليها في المصطلحات الادبية للقوى الكبرى التي تمتلك الامكانيات والادوات جولات عديدة وتبعا للغائيات السياسية والثقافية والاقتصادية التي تنشدها في سبيل تحقيق مآربها ولم يكف العالم منذ ان انبثقت الحياة فيه على وجود مجاميع من المتصارعين او المتنافسين وقد استخدم كل فريق ما لديه من اوراق فرأينا او شهدنا حرب السلاح الفتاكة وحروب الغزوات المباشرة الاستيطانية وحروب الافكار والايديولوجيات كالايولوجية النازية او الفاشية وايضا الحروب الاقتصادية تبعا لمحاور هذا الصراع وان الايديولوجيات التي تركت بصمتها الكبيرة على حياتنا بفعل سطوتها الكبيرة ان صراع الايديولوجيات له هدف اساسي يخدم اغراض النخب والمؤسسات اوالتي تروج له ولا ننسى ان احد تعاريف الايديولوجيا بأنه اخطر مركب كيميائي يفرزه العقل البشري حسب توصيف المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه الذي يساعد على تعبئة العقل وتحشيدها وخلق حقيقة زائفة أي ان الادلجة مهما كانت صورتها ومرجعيتها الثقافية او السياسية تحاول ان تفرض واقعا جديدا يؤمن به الاتباع الذين يعتنقون هذه الايديولوجيا اوتلك سواءا كان فكريا اوسياسيا معها فالايديولوجية الثورية روجت لمجتمع تنعدم فيه الطبقات وبالتالي امكلانية تحقيق الاستقلال والرفاهية الاقتصادية في المجتمع ولكنهم تناسوا الجانب السلبي المتمثل في قيام حكوماتى عسكرتارية التي الغت كل نوع من الديمقراطية وحرية التعبير واستلبت الانسان متناسين ان الانسان مثلما له حاجات مادية يقابلها حاجات روحية لخلق التوازن داخل النفس البشرية بينما النزعة الايديولوجية الرأسمالية اذا جاز لنا ان نوصفها يهذا الشكل غضت النظر عن الاختلافات الطبقية بين من يملك كل شئ ومن لايملك ولو مكان يعيش فيه فشهدنا سكان الانفاق المظلمة في الولايات المتحدة الامريكية ودول اوربا بينما المفارقة في ان دول اوروبا يطلق عليها دول الشمال المتخمة والثرية ولكنه ثراء السلطات والمؤسسات الارستقراطية المهيمنين على كل شئ وخلقوا حرية وهمية بهرت العيون والافئدة وضللتهم وللهالة الاعلامية التي يمتلكونها . ان الصراع الايديولوجي على المستوى العالمي والمعبر عن الارادات والسياسات الكبرى لموازين القوى المتحكمة في كل شي قد طبع العالم بانظمته الفكرية والسياسية وبعد استنفاذ هذا الصراع الايديولوجي وبزوال الايديولوجية الثورية الماركسية واعلان نجاح وخلود الاتجاه الغربي الرأسمالي في هذا الصراع هلل الكثيرون أي ان عصر الايديولوجيات الكبرى قد انتهى وان العالم قد اصبح قرية صغيرة بفعل افرازات الثقافة والصناعة الغربية لاتجاه العولمة وثورة الاتصالات الكبرى والانترنت وما احدث من تغير هائل في كل نواحي الحياة وامام الاندهاش الذي حدث لكثيرين لزوال الكتلة الاشتراكية ونجاح الاتجاه الغربي الرأسمالي وللطرافة وكما يقول الدكتور فؤاد مرسي في كتابه الرأسمالية تجدد نفسها ان الايديولوجية الماركسية قدمت هدية ثمينة جدا للرأسماليين عندما قاموا على مستوى نصف قرن من الزمان بتحديد مواطن الضعف في الآلية والمنظومة الرأسمالية وتبشر بحدوث انفجار وانهياركبير وعبر بروز التناقضات الحادة التي سوف تؤدي لاختفاء الظاهرة الرأسمالية الى الابد الا ان الذي لم ينتبهوا له ان الرأسماليين قد استفادوا وبروح براغماتية عملية من هذا التشخيص الذي قدم لهم كهدية مجانية على طبق من ذهب واستطاعوا ان يعالجوا مواطن الضعف وينجحوا في استمرارية نهجهم بل والانتصار بمعركة الصراع الايديولوجي ونجحوا ايضا في الجانب العملي في ذلك . ان حقبة الصراع الايديولوجي بين ثنائية عالمية لكل منها اداؤها واهدافها لم ينتهي بل ان الذي انتهى هو صورة من صور هذا الصراع وكنتيجة لحدوث تغيرات بنيوية هائلة على مستوى العالم اجمع وحسبما يرى بعض المفكرين السياسيين المعاصرين ان الصراع قد انتقل الآن داخل النظام الرأسمالي ذاته بفعل توسع هذا النمط من التشكيلات السياسية والاقتصادية الا وهو المنط الرأسمالي ولعدم وجود منافس على مستوى العالم ن وان امكانية بروز تناقضات امر جائز من الناحية العلمية ولايجب ان ننسى الخلاف الاميركي الياباني التجاري او حتى بين دول اوروبا واميركا وان تشخيص هذا ينطلق من ناحية علمية وليس من عبارات جاهزة دوغمائية كما كان في الماضي كما يقول المفكر العربي صادق جلال العظم. ان الاتجاه المنتصر في هذا الصراع هو من يحاول ممارسة ادلجة من نوع اخر لخلق حقيقته الزائفةفي تعزيز اهدافه يقول احد المفكرين العرب بشان اطلاق الخطابات حول ان العالم قرية صغيرة وانى العالم كله اصبح يؤمن بثقافة عالمية واحدة منفتحة وتبشر بالتسامح وحق الاختلاف وحقيقة قبول الاخر واحترام ةالتنوع والتفاعل مع الاخر بروح ندية حضارية وليست فوقية ما سر هذا التمييز الغريب بين الانتصار لهذا النوع من التعددية وبين احترام التعددية التنافسية وتنوع انماط الحياة لماذا كل التمجيد بحق نشر مقال في صحيفة اوبحق الذهاب الى صناديق الاقتراع لاختيار بين حزبين ليس من السهل التمييز بينهما بينما يتعين بكل سهولة قهر ثقافةالاخر واكتساح نمط معين للحياة لكل مايحد من انماط الحياة هل هو متأتي من تحكم المنتصر وانه هو الذي يفرض شروطه على الآخراذن اين الديمقراطية وقبول الاخر التي يفترض انها مصانة في بلدان الحريات والتي تروج لذلك على ان ثمة امر آخر هام جدا وهو تصاعد اصوات مناهضة من داخل المنظومة الغربية ذاتها ضد ممارسات او اتجاهات تعمل بالضد من حقوق الانسان هناك يقول الاستاذ الطاهر لبيب في الادلجة التي تجري على المستوى الدولي ان لها وجه قبيح وهو خلق العوالم والحاجيات الوهمية داخل المجتمعات هذا قول لا اقره شخصيا ولكنه يقر من واقع مثقفي اوربا ذاتها وليس بحاجة للتذكير بآراء رولان بارت في فلسفته الاشهار وكبار مدرسة فرانكفورت واراء هربرت ماركوز التي ركزت على مآثر حضارتنا الصامدة من تنمبط وقولية نهائية واحدة . اذن يتضح ان عصر نهاية الايديولوجيات خرافة ومامحاولة خلق عدو جديد معاصر متمثل بالاسلام او الحضارة الاسلامية يدل دلالة لالبس فيها ان عصر صراع الايديولوجيات مستمر رغم محاولات البعض التي يروج لها البعض للقفز على الواقع وخدمة لاهدافه ومنظومات ثقافية وسياسية مرتبطة بالمشروع الغربي الذي يحتاج هو الاخر الى اصلاح والتخلي عن الرسولية والداعية الذي لايرغب مجرد رغبة في مراجعة مرتكزاته الفكرية ويشعر من فوقية مقيتة انها صالحة لكل زمان ومكان وان نهاية التاريخ كما في عرف فوكو ياما اثبتت ان نظامه هو الانسب والاصلح كما يتصور في قيادة العالم المستمدة من روح كونيالية وما محاكمة احد المفكرين الاوروبين حول مزاعم الهولوكوست ضد اليهود من قبل الالمان في عهد هتلر الا احد وجوه هذه الادلجة المستمرة الى عهدنا هذا يقول الاستاذ ايمن الصياد بشأن ذلك(رغم ان الاوروبيين قد يكونون صادقين في مسألة حرية التعبير الا ان الاسؤال الهام عن المدىالذي ؤيمكن ان تصل اليه تلك الحرية يظل قائما ؟ الكاتب البريطاني روبرت فيسك يجيب في الاندبندنت لو ان الرسوم المسيئة لنبي الاسلام كانت لحاخام يهودي يرتدي قلنسوة معبأة بالقنابل كما رسموا محمد لهاجت الدنيا ولم تقعد وبالفعل وبعد ايام من مقال فيسك كان المؤرخ البريطاني الشهير دافيد افيرنج يواجه حكما بالسجن ثلاث سنوات من محكمة نمساوية لانه شكك في دراسة علميةتاريخية في بعض التفاصيل المتوارثة عن المحرقة الهولوكوست ضد اليهود وتزامن مع ذلك ان لجنة جوائز الاوسكار السينمائية الشهيرة طلبت من مخرج فلسطيني صاحب فلم(الجنة الان) ان يغير اسم فلسطيني داخل الفلم الى الاراضي الفلسطينية كشرط للترشيح للجائزة المرموقة وهو امر لم يحدث من قبل في تاريخ الاوسكار كما انه يتنافى قطعا مع ابسط معاني حرية التعبير والابداع ولكنه يعلمنا ان الاقوى المنتصر دائما يفرض شروطه)
((الاسئلة الدنماركية-مجلة وجهات نظر-ايمن الصياد-عدد 86 آذار 2006))
ابعد كل هذا ومال البعض يصر على انه عصر نهاية الايديولوجيات حقا؟ا



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلوماتية في العراق المعاصربين ضرورة تعزيز النهج الديمقراط ...
- وظيفة المثقفين
- هل الطريق الى الديمقراطية في العراق وعرة حقا
- الظاهرة الصوتية في الشعر العراقي تأكيد الذات والكينونة ورد ف ...
- طوبى للمخلصين وجهودهم الخيرة من اجل عراق خال من الارهاب والز ...
- الولايات المتحدة الاميركية وأزمة الملف النووي الايراني بين م ...
- الخطاب العولمي والموقف الثقافي العربي واعادة رسم الدلالات ال ...
- الصحافة الحرة والرأي العام الفاعل ركيزة اساسية من ركائز المج ...
- العراقيون بممارساتهم اليمقراطية مصممون على سحق عناكب الظلام
- مرتكزات البناء الديمقراطي لتعزيز البناءالدستوري
- التيار الليبرالي العراقي الوطني والسمو على الهويات الفرعية و ...
- الطبقة الوسطى والتوازن البنيوي لمجتمع ديمقراطي حر
- صدمة الحداثة الهوية والنهضة المفتقدة بين تحدي الاخر وعدم تبل ...
- الجمعية الوطنية وانبثاق دولة المؤسسات الدائمة تشكيل الوزارة ...
- الديمقراطية عنوان العصر وضمانة النهوض الاجتماعي
- الديمقراطية الالية الحضارية لصيرورة تقاليد راسخة
- الطاغية الذي ظهر عارياً
- الساسة العرب وضمور الالتزام الاخلاقي
- تاريخ السلطة في العالم العربي غياب الفكر الاستراتيجي وهزائم ...
- المثقف والسياسي بين تبعية العلاقة وضرورة التفاعلية


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جاسم الصغير - هل هو عصر نهاية الايديولوجيات حقا؟