أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم الصغير - صدمة الحداثة الهوية والنهضة المفتقدة بين تحدي الاخر وعدم تبلور الشروط الموضوعية














المزيد.....

صدمة الحداثة الهوية والنهضة المفتقدة بين تحدي الاخر وعدم تبلور الشروط الموضوعية


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 12:00
المحور: المجتمع المدني
    


إن مسألة حضور الأمم وكثقافة فاعلة حضارية على الأجندة العالمية لهي مسألة تعد اليوم من الضرورة بحيث لا يمكن أن نتخلى عن التفكير فيه حتى يمكن أن تكون أمة متكافئة مع باقي الأمم التي تشكل حضوراً قوياً في المشهد السياسي والثقافي وغيرهما من المجالات وهذا يستدعي دول ما يستدعي أن نسأل ذواتنا هل نحن أمة تحتل اليوم مركزاً مرموقاً بين الأمم التي تساهم في تشكيل المشهد في المجالات آنفة الذكر ام الالعكس هو الصحيح فنحن أمة وعت ذاتها في عالمنا الحديث وعلى نغمات الحداثة على هجمات وغزوات نابليون بونابرت لمصر 1789 وتحت دواعي براقة من الشعارات والأهداف التي أعلنها الغازي ولكن أيضاً تحت مدافعه وآلته العسكرية الكبيرة التي تفاجأ بها المصريون والعرب بشكل عام وهم الذين ينامون في سبات تام عن تطورات العصر . ومن هنا السؤال الهام هل قدر الأمة أن يرتبط مسألة إحساسها بالهوية الذاتية وشروط النهضة بواقع قاسي وعبر الآلة أو الترسانة الحربية على عكس إحساس الغرب بالهوية وحصول النهضة في كل جوانبها وتحقيقهم تفوقاً كبيراً في هذا المجال مقارنة مع باقي الأمم الأخرى، ويستشهد الاستاذ رضا الملولي بمقولة للمفكر العربي محمد عابد الجابري في هذا الجانب ((عندما نتحدث عن النهضة فإننا نتحدث عن مشروع نأمل تحقيقه أما في أوروبا فكلمة نهضة تشير إلى واقع تحقق بالفعل فالمشروع النهضوي لا يكون جديراً بسمة النهضة إلا إذا كان من يؤسسه وينميه عقل ناهض غير مكبل)) ، وهكذا تستمر صيرورة الزمن في تطورات دراماتيكية عنيفة ومحاطة بسور من التحديدات المحكمة من قبل الاخر المتفوق إلى أن تصل إلى وضعها اليوم في العالم المعاصر حيث لم نصحو على مقولات وشعارات الديمقراطية والعالم الحر والعولمة الا على أساطيل البوارج والآلة العسكرية الأمريكية –البريطانية وبث خطاب إعلامي حول أن العراق نموذجا سيتحول إلى واحة خضراء بالديمقراطية ستكون مناراً وقبلة للشرق الأوسط في هذا المجال تماماً وكما نقل عن نابليون بونابرت في غزوه لمصر عندما خاطب المصريون قائلاً ((من الآن فصاعداً لا ييأس أحد من أهالي مصر من الدخول في المناصب السياسية وعن اكتساب المراتب العالية والحكماء والفضلاء والعقلاء ، بينهم سيسيرون الأمور وبذلك يصلح حال الأمة)) .
(في الحداثة والتقدم – رضا الملولي – دار نقوش عربية – تونس – ص6).
إن تكرار أو إعادة التاريخ نفسه وعلى نفس الأحوال السيئة التي يعاني العالم العربي وبعدما يقارب قرنين من الزمان ونيف له من الدلالات الكارثية الكبيرة جداً على ذات الأمة وضياع كل تلك الفترة الزمنية دون أن يحسن العرب استثمارها بشكل سليم والحقيقة أن جزء كبير من اللوم تقع مسؤوليته على السلطات السياسية في العالم العربي التي لم تقرر كيف تفهم تلك المتغيرات وما يخصنا منها ولانعدام الحس والاستراتيجية البعيدة المدى في كيفية التعامل مع هذه المتغيرات وأيضاً لم تجري محاولة جدية في النظر إلى الإشكالات والأمراض البنيوية التي تعاني منها الأمة من عدم وجود مؤسسات ديمقراطية عصرية او حتى هامش حرية وتدني مستوى الفاعلية الاقتصادية لمعالجتها والتخلص منها لتهيئة الأرضية المناسبة في التواصل مع الآخر المتفوق سياسياً وفكرياً وعسكرياً . إن معالجة الأوضاع الداخلية وترتيب البيت العربي من الداخل حتى يمكن ان نعي ذاتنا اسوةى بالعالم المتقدم الذي لم يحقق التقدم الا بعد ترتيب البيت الداخلي له وتهيئة المناخ الملائم لذلك واننا اليوم مطالبون نخبا مثقفة وسياسية بهذه الاصلاحات الحيوية والبنيوية في ذواتنا السياسية والثقافية وهي اليوم من الأولويات القصوى التي تفرض نفسها وأيضاً التواصل مع متغيرات وسمات العصر والدخول فيها والتي غالباً ما يتخذ الآخر المتفوق منها ذريعة أحياناً تجد التعاطف معها من قبل أبناء الشعب العربي لافتقداهم إليها ولعدم إحساس بالجدية من قبل حكامهم وسلطاتهم في معالجة الاوضاع السياسية وغيرها معالجة جدية وليست شكلية .
إننا هنا ومن هذه المنطلقات وتأشيرنا إلى السلبيات التي يعاني منها عالمنا العربي والتي أحسن الغرب في التعامل معها لصالحه عبر خطابه السياسي وبالتالي آلته العسكرية لا يفهم من كلامنا أننا ندعو إلى القطيعة مع الآخر بل إلى فهم موقعنا المناسب في العالم المعاصر وإلى ضرورة التنبه أن إصلاح الأوضاع الداخلية باتت من الضرورة بمكان بما لا يمكن التغاضي عنه فهل من قدرنا أن لا يكون دخولنا إلى سمات العصر الجديد الا عبر الآلة الحربية والعنف واستباحة ذات الأمة ووجودها الإنساني ، ومن هنا دعوة إلى كل زعماء الأمة إلى ضرورة التنبه إلى مخاطر النهج المتبع من قبلهم الذي لم يعد يلائم العصر وأن يجري معالجة آلية التعامل مع الآخر بشكل جديد لا يعرض ذات الأمة إلى الاستباحة لأن الأمة قد خسرت كثيراً بما يكفي في الماضي وعلى حساب الإنسان الذي أن ويئن تحت أوضاع سياسية واقتصادية بائسة والتي أصبحت تشكل ضغطاً كبيراً على الفرد العربي ولا قول المواطن لأنه لم يعامل على هذا الأساس من قبل السلطات فيه أبداً . إنها دعوة أطلقها الكثير من المثقفين في السابق ولم يجري التعامل معها بجدية ، فهل تنتظر أن يجري احتلال العالم العربي بالكامل وساعتها نقول ((يا ليت الذي جرى لم يكن)) ولكن ساعتها لا فائدة ويكون الزمن قد فات .



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعية الوطنية وانبثاق دولة المؤسسات الدائمة تشكيل الوزارة ...
- الديمقراطية عنوان العصر وضمانة النهوض الاجتماعي
- الديمقراطية الالية الحضارية لصيرورة تقاليد راسخة
- الطاغية الذي ظهر عارياً
- الساسة العرب وضمور الالتزام الاخلاقي
- تاريخ السلطة في العالم العربي غياب الفكر الاستراتيجي وهزائم ...
- المثقف والسياسي بين تبعية العلاقة وضرورة التفاعلية
- ذهنية السلطة في العالم العربي واطرها التقليدية
- الجمعية الوطنية القادمة ،مهام وطنية منتظرة ومظاهر سياسية ينب ...
- الاضطراب السياسي في الوضع السياسي العراقي
- النظم الشوفينية السمات والملامح والسياسات الشوفينية
- هل انزوى الأدب المعاصر بعيداً عن الاحتجاج والتمرد والتعبئة ؟
- الدستورية نزعة حضارية وصمام امان للمجتمع وصلته بالدولة
- الاعلام العربي … الواقع والتحديات؟
- شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم أيها السادة
- المجتمع العراقي المعاصر والارهاب ثقافة دخيلة ونزعة غيبة
- العملية السياسية والمخاض الدستوري ونصف الكأس المملوء
- شعراء مدح الحاكم تقليد ارجو ان ينتهي
- الحياة البرلمانية الدستورية ممارسة حضارية
- الهوية العراقية بين الضرورة الوطنيةوالتجاذبات مع الهويات الف ...


المزيد.....




- حاولوا إدخال الأرز والدقيق لغزة.. تفاصيل اعتقال حاخامات خلال ...
- 10 ألاف اسرائيلي يتظاهرون امام مبني وزارة الحرب
- إعلام عبري: واشنطن تحاول مساعدة تل أبيب في منع -الجنائية الد ...
- بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل ...
- شاهد.. اعتقالات جماعية للمحتجين بجامعة واشنطن وتوقيف مرشحة ر ...
- لازاريني: المساعي لحل الأونروا لها دوافع سياسية وهي تقوض قيا ...
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...
- على غرار رواندا.. هل يرحل الاتحاد الأوروبي اللاجئين إلى تونس ...
- اعتقال العشرات المؤيدين للفلسطينيين في حرم جامعات أميركية
- طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم الصغير - صدمة الحداثة الهوية والنهضة المفتقدة بين تحدي الاخر وعدم تبلور الشروط الموضوعية